1. Home
  2. /
  3. اراء
  4. /
  5. مقالات
  6. /
  7. مراجعة الذات وتقويم المسيرة...

مراجعة الذات وتقويم المسيرة القومية- الوطنية الآشورية مسؤولية الجميع

دانيال سليفو

التردي والانقسام المجتمعي الحاد والمرتبط بالوضع العراقي والمنطقة، يضعان مصاعب أمام الحراك الآشوري العراقي، ونعتقد ان قمة المأساة تتمثل في العقلية التي لا تعتبر العراق وطناً، بل غنيمة وجائزة تستحق التكالب والتناحر والغلبة، والشاطر من يأخذ ويُفرهد غنيمته وبحصة أكبر.

وهذا الواقع لهو دليل دامغ وتشخيص واضح على علة خطيرة في مفهوم شرف الانتماء والتخاذل، والبُعد عن الاصالة، مع فقدان الهوية العراقية الحضارية ان كانت موجودة أصلاً لديهم! هذه الإخفاقات أدت بالنتيجة الى ظهور مطبّات وعراقيل كبيرة وصعبة أمام الآمال العريضة والاهداف المشروعة لأبناء العراق.. فالعراق الحقيقي هو حصيلة الفترات التاريخية والحضارية المتعاقبة عليها منذ قرون، أحفاد سومر وبابل وآشور. لذا ينبغي وضع صيغ وطنية محددة وواضحة لفضح (ابطال) الفساد وسارقي الوطن من عيون العراقيين الاصلاء، وهكذا نجد كل الفئات العراقية وبكل شرائحها الاجتماعية والحضارية ضحية الانحدار والسقوط الحر نحو الهاوية. وبالتالي الحصول على وطن مشّوه، مسخ، معوق، لا فائدة منه ولا رجاء. ولا ضوء في نهاية النفق.
أستطيع الزعم، وبلا تردد ان الحراك القومي الآشوري، وبكل طموحاته وآماله وأهدافه، هي نفسها الأهداف الحقيقية للعراق، كوطن، وكحضارة ومهد للبشرية. وكل محاولات الإلغاء والإبعاد وهضم الحقوق وسرقة التمثيل الحقيقي لهذه الشريحة الأصيلة او الأصلية هي عملية واهية تستطيع التأخير وليس الإلغاء! وتتمظهر بطولات! القيادات العراقية في سلب الإرادة والرأي الحر الآشوري، في السيطرة على التمثيل الحقيقي لشعبنا بسرقة (الكوتة) في وضح النهار! رغم ان تراث سومر وبابل وآشور الساكن في (جينات العراقيين)، يتفاعل إيجابيا مع المكان والزمان، ويحفظ سير الأحداث وتاريخ الابطال اللذين أصبحوا يعيشون في الذاكرة كأيقونات ومصادر مُلهمة، لتوضع في المستوى المساوي لوعي الفرد العادي، ولا تتضاد مع الحاضر ولا مع المستقبل مهما كان شكله، والا سنعود لماضي من الدوامات والانكسارات والقيود التي تكبل طاقاتنا، والتي نكاد نخاف من الانطلاق والتحرر منها بسبب طغيان اليأس والنكوص. فكل عمليات العودة والاستفادة من الماضي الحضاري تنشد وتصب في عملية بناء الانسان العراقي الجديد.
ومن الجانب الآخر، المطلوب هو الانتماء الحقيقي والانخراط ضمن تنظيمات الحركة الآشورية الديمقراطية وعملها الملتصق بالماضي الحضاري، من أجل المساهمة إبراز الهوية الوطنية للأمة العراقية، وذلك بالمزيد من العمل والتضحية ونكران الذات، وتصحيح مسار الخط القومي وتقويمه بشكل دائم، ونجاح هذا الامر يُجترح ومستمد من قوة جماهيريتها، اذ ينبغي قيادة الجماهير على الخط الصحيح، والا سيؤدي المسار الخاطئ والحسابات المغلوطة الى كوارث نحن في غنى عنها!. واليوم ونحن على بُعد خطوات قليلة من المؤتمر العام لزوعا في الوطن، نلاحظ نشوء بعض الأمور التي تستحق التوقف عندها، نذكرها كمساهمة متواضعة:
•   عزوف أغلب أبناء شعبنا اسوة بالعراقيين عن المشاركة في التنظيمات السياسية، والابتعاد عن الحزبية، بسبب الفشل الذريع لأغلب الكتل السياسية المشاركة في السلطة، وذلك لان اغلبها شاركت في السلطة ونفذت المقومات والمناهج والمفاهيم القديمة الموجبة لوجودها. لذا من الأفضل تقليص الاعداد الكمية وحصر التكليف الى الكفاءات النوعية الواعية المسؤولة. مع إبعاد العناصر الركيكة والسطحية، وان أدى الأمر الى تقليص أو أغلاق بعض الهياكل الزائدة عن الحاجة اذا تطلب الأمر، وخصوصاً في دول المهجر، وتحويلها الى مكاتب علاقات بعدد محدود من الأعضاء، تهتم بالمؤازرين والأصدقاء. وتساند المؤسسات القومية الاجتماعية.
•   توسيع ساحة العمل القومي وجعله متساوقاً تماماً مع العمل الوطني، وجعل العراق (الوريث الشرعي لحضارات سومر وبابل وآشور) ومن زاخو الى الفاو ساحة العمل المشروعة، والتوجه أكثر بمخاطبة جميع العراقيين. وإن تطلب الأمر فتح المكاتب أو مؤسسات المجتمع المدني على كل شبر من العراق والمهجر، لإنضاج الوعي بالهوية التاريخية والوطنية، باستخدام لغة راقية ومستحدثة تلائم العصر، فقضيتنا تقع على عاتق العراقيين جميعاً، ومسؤولية الدولة والسلطة والكتل الكبيرة ان ارادت الخير للعراق.
•   إنهاض ومعاضده دور المرأة الآشورية العراقية، ففقدان دورها (عدا في بعض الأمور البسيطة دون مستوى الطموح)، كلّفنا الكثير من الخسائر، فموقعها المناسب هو في الصفوف الامامية، ومن المؤمل ان تكون الاعداد المشاركة منها في العمل القومي مساوياً او مُقارباً لعدد للرفاق، ناهيك عما هو مُنتظر منها في مؤسسات المجتمع المدني. (وكان دورها ومشاعرها الجياشة مشهوداً ومدعاة للفخر في احتفالات أكيتو العام الحالي 6772 حول العالم، وننتظر منها المزيد).
•   ونحن في العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين، وبسبب التطور الهائل في التكنولوجيا والمعلومات والمفاهيم، من الممكن ان نضع اللبنة الأولى لتأسيس كياناً موازياً لتصحيح الكثير من المواد والمواقف والمواضع واشهارها لأبناء الوطن جميعاً، فمن غير المعقول ان نستقبل كل الأخطاء والافتراءات الموضوعة ضدنا وكأننا غير موجودين، أو كضحايا يلعنون الحظ والقدر! وليتم وضع بصمتنا القومية والوطنية عليها، فعلى سبيل المثال لا الحصر: – التعريف بحقيقة الانتماء القومي لشعبنا وتراثه ولغته ودينه، – تصحيح كتابة التاريخ الحقيقي لحضارتنا منذ الماضي السحيق ولحد العصر الحديث.

– إيضاح موقفنا الذاتي الواضح كأبناء الوطن الاصلاء في المواقف والارهاصات المرتبطة بسياسية البلد وحتى الاستراتيجيات المهمة، وأمور أخرى. وهذا العمل الكبير يستوجب تأسيس مراكز بحثية ودراسات ومؤسسات مختصة بكل شأن من الشؤون، وهذا العمل يعزز العمل الجماعي، والالف ميل تبدأ بخطوة. امنياتنا القلبية الخالصة بنجاح المؤتمر.

zowaa.org

menu_en