1. Home
  2. /
  3. اراء
  4. /
  5. مقالات
  6. /
  7. تيـــتي…..تيتــــي, مثل ما رحـــتي...

تيـــتي…..تيتــــي, مثل ما رحـــتي جيــــتي.

شوكت توسا

عندما كبرت الدوده تيتي, أبلغتها أمها بأنّ الوقت قد حان كي تعتمد على نفسها ,سمعت الإبنه كلام أمها وخرجت في الصباح التالي لوحدها تبحث عن شيء تأكله, فوقعت عيناها على حبّة جوز متروكه تحت إحدى الشجيرات, لفت انتباه تيتي ثقبٌ صغير في قشرة الجوزه ,فانسلّت من خلاله الى داخلها وأكلت كل زادها, ولما ارادت ان تخرج لم يتسع الثقب لجسمها المنتفخ من كثرة ما اكلته, مما اضطرها البقاء اياما  داخل الجوزه الى أن أفرغت ما أكلته ليعود جسمها نحيلا  كما كان,ثم خرجت مُسرعة الى أمها لتقص عليها ما جرى. ضحكت الأم حين سمعت القصة وقالت :تيتي تيتي مثل ما رحتي جيتي”.

لا أحد يدري إن كانت تيتي قد تعلمت الدرس في كبرها, أم أن تجربتها لاقت ذات المصير الذي تلاقيه تجاربنا وأوراق حكاياتها المتطايرة مع كل هبة هواء, فيتلقفها المتربصون بنا حجةً سهله ضدنا .

لفترة ليست بقصيرة, كان الشغل الشاغل لــ( بعض) مثقفينا وسياسيينا القوميين تسقيط الحركة زوعا وما عداها مُرحب به حتى لو كلّفهم رفع رايات المريدين سوءً لنا وقبول وصاياتهم, شخصيا لم أجد لهذا السلوك ما يبرره إلا في أعراض داء الكسل الفكري والعجز عن تقديم شيء .

بسبب هذا الكسل المستديم, طال انتظارنا ونحن نمنّي النفس بأمنيةٍ ظلت محبوسه في جعب ورفوف ناشطينا الكلدان, تنتظر ساعة إطلاق سراحها لتحقيق الخطوة التي من شأنها ان تساهم في حلحلة جانب من مشاكلنا وتحفظ ماء وجهنا, ألا وهي تشكيل كيان أو حزب كلداني .

بعد إعلان المنطقة الآمنة في شمال العراق عام 1991,توفرت حرية النشاط السياسي العلني في مدن هذه المنطقة, مع ذلك لم نشهد طيلة الفترة بين 1991 و 2003 كيان كلداني مستقل نابع من فكر المحبين لشعبنا موحداً كي يكون بإمكانه ترسيخ قواعد عمل تضع حداً لسفسطة التسميات ولظاهرة التعويل على الغرباء التي خبطت الحابل بالنابل ودفعنا ثمنها غاليا.

مع سقوط النظام في نيسان 2003,تمددّت رقعة حرية ممارسة النشاط السياسي العلني لتشمل العراق كله فتولدّت تعقيدات سياسيه تتطلب ايجاد ادوات لمواجهتها. أخفق مؤتمر بغداد او كتوبر 2003 في وضع أسس للعمل الجماعي , إذ سرعان ما تنصل المتفقون عن التزاماتهم فأصبح تأسيس كيان كلداني مستقل حاجة مهمه تتطلبها المرحلة, لكننا لم نحظى بها, والسبب كان وما يزال نأي المثقفين الكلدان بأنفسهم (الأكثرية الصامتة)أمام تعالي اصوات توافقت أهواءها مع مآرب جهات خارجيه وجدت في خلافاتنا الداخلية منسفاً تعلف منه فظلّت الأمنية في غيبوبة لأمد لا أعرف مداه .

ربّ سائل يسأل  لماذا اخترت قصة تيتي عنواناً ؟

سمعت قبل إسبوعين خبرا أفرحني, مفاده أن مؤتمرا كلدانيا قيد التحضير له, تمنيته منعقداً بوئام كي نحظى فيه بالتفاتة مغايرة لتلك التي خلّفت لنا تجاربا مبكية, شعبنا بكل مسمياته بحاجة ماسة اليوم الى التفاتة تعنى بدراسة أخطائنا للخروج بجديد يعيد عربتنا التائهة الى السكة الصحيحة .

بحسب ما جاء في تكملة الخبر المفرح, هناك من يرحب بمبادرة الشيخ ريان لتمويل المؤتمر, أي أننا مقبلون على ابتلاع ذات الطُعم لنعود كما عادت تيتي نحيلة الى امها, كنا في مناسبات سابقه قد سألنا عن عدد اللدغات التي يحق للمثقف ان يتلقاها من نفس الجحر دون مجيب, والآن نضيف ونسأل ترى هل فينا من يجهل او يتجاهل حجم الأذى الذي لحق بنا جراء تنصيب ريان شيخا وبطلا كلدانيا بمباركة الكنيسة؟ إن كان الجواب بنعم فينا, إذن لنستعد للدغه قادمة, بالمناسبة لا معرفة لي بريان حتى يكون لي مشكلة شخصية معه, كل الذي يهمني هو الجانب المتعلق بمستقبل شعبنا لا غير .

حاشا أن يقبل مثقفونا الكلدان بهذا التمادي والتعجرف, لكن اس المشكلة كما أسلفت يكمن في ترك راس الحبل لقلّة مُعطلّة فكريا لا تمانع من مقايضة كرامتنا بما يتيسر من فتات موائد أعدائنا. لو كُتب لهذا المشهد البائس الظهور, فهو تمادٍ متعمد لتشويه سمعة الكلدان وسنحتاج

الى  روزخون رادود يحكي لنا عن أمننا وكرامتنا وارضنا في مؤتمر تمولّه ميليشيات متهمة بالفساد والارهاب .

الوطن والشعب من وراء القصد

zowaa.org

menu_en