1. Home
  2. /
  3. اراء
  4. /
  5. مقالات
  6. /
  7. عندما يعتلي كتاب آشوري...

عندما يعتلي كتاب آشوري رفوف المعارض الدولية للكتاب ماذا يعني ذلك؟

أبرم شبيرا

  • عندما تقوم دار كبيرة ومشهورة وبحجم دار الساقي للطباعة والنشر في بيروت ولندن بنشر كتاب عن الآشوريين !!!
  • وعندما يعتلي كتاب آشوري رفوف المعارض الدولية للكتاب في القاهرة وبيروت وبغداد وأبو ظبي والشارقة… !!!
  • وعندما يستمر عرض كتاب آشوري على رفوف المعارض الدولية لسنوات عديدة ولزمن تجاوز ربع قرن… !!!
  • وعندما يحتل كتاب آشوري قمة مبيعات الكتب في المعارض الدولية للكتاب وينفذ في الأيام الأولى للمعارض… !!!
  • وعندما يشكل كتاب آشوري قمة أهتمام قراء العربية وفي مقدمتهم العراقيون ويكونوا من أكثر مقتني الكتاب…!!!

حينئذاك فهذا لا يعني إلا أن للكتاب أهمية إستثنائية في الأدب السياسي الآشوري منعكسة في أهتمام غير الآشوريين… وقد تنعكس هذه الأهمية عندما نعرف سبب قيام أكبر متجر إلكتروني للكتب العربية (نيل وفرات) بكشف حقيقة الآشوريين القومية الغنية بالتراث الإنساني عند تعليقه على الكتاب بقوله:

(يعد من نافلة القول تكرار التأكيد في كون الآشوريين هم، من الناحية القومية، تقريباً، معظم أبناء الطوائف الكلدانية والسريانية والمشرقية “النسطورية” في العراق. فالآشوريون هم شعب واحد أو مجموعة قومية واحد، رغم الإختلاف الطائفي والكنسي بينهم وتعدد تسمايتهم، فإن لهم مقومات قومية مشتركة، من لغة وتاريخ وتقاليد وأماني وتطلعات). هذا التعليق من المؤكد ليس من مصدر آشوري قد يقوم على المجاملة والمبالغة ولكنه من مصدر غير آشوري عرف وبصدق الحقيقة القومية للآشوريين ولهذا السبب أدرج الكتاب ضمن أكثر مبيعات الكتب.

وإذا كان نيل وفرات قد أصاب حقيقة وجوهر القومية الآشورية وبكل مقوماتها فأن ناشر الكتاب دار الساقي وجد في مضمون ورسالة الكتاب وهدفه أمرا آخراً وتمثل في النبذة التي نشرها في الغلاف الأخير من الكتاب بقوله:

لا تختلف مسألة الآشوريين عن غيرها من مسائل الأقليات في المنطقة إلا بحسب وجهة النظر التي تتناول هذه الأقلية وتحاول فهمها، وكيفية التعامل معها… أما الآشوريون، الأقلية الأقدم بين شعوب بلاد ما بين النهرين، فكيف يُنظر إليهم، ولا سيما من قبل النخبة العراقية الحاكمة. وبمعنى آخر، كيف تنظر “العقلية العراقية” إلى مسألة الآشوريين، وكيف جرى التعامل معهم عبر قرن من الزمان ابتداءً من الحرب الكونية الأولى وحتى اليوم، مروراً بالنزاع البريطاني العراقي ونشوء الكيان السياسي للعراق.

يعرض هذا الكتاب كيفية فهم العقلية العراقية لمسألة الآشوريين، انطلاقاً من تحديد مفهوم الفكر العراقي، ومن خلال عرض لنماذج من هذا الفكر، ومواقف الأحزاب السياسية، خاصة موقف حزب البعث الحاكم من مسائل الآشوريين والأقليات بشكل عام.

وتتم مناقشة هذه الأمور من ضمن مفهوم “الاختلاف المشروع” وقبول التعددية الفكرية، بعيداً عن الإطلاق والشمولية والعداء السافر، وذلك من وجهة نظر آشورية تحاول أن تسهم في بناء المجتمع الإنساني المعاصر؛ “المجتمع الذي تنشده كل الشعوب المحبة للحرية والسلام”.

ومن جانبنا نستطيع التاكيد بأن الأهمية القصوى التي نالها الكتاب عند قراء العربية نابعة من أنه كُتب الكتاب بأسلوب يتوافق مع العقلية العراقية بشكل خاص ومع العقلية العربية بشكل عام. لقد سبق وأن كتبتُ ثمانية كتب ولكن بأسلوب مختلف من كتاب إلى آخر. فمن الضروري قبل كل شيء يجب أن يعرف الكاتب العقلية التي يخاطبها، أي معرفة المستهدف من خطاب الكتاب. فعندما أخاطب العقلية الآشورية في كتاب معين يكون الهدف منه إيصال رسالة إلى الآشوريين لغرض تنمية الوعي القومي وتطويره وبشكل يكتنفه نوع من العاطفة والمشاعر الجياشة. وعلى العكس من هذا، فعندما أخاطب عقلية غير آشورية، كالعربية والعراقية، يكون مضمون خطاب الكتاب قائم على الحقيقة الواقعية مطروحة بأسلوب موضوعي وعلمي وهادئ بعيدا عن العواطف الجياشة والمشاعر الفياضة، خاصة عندما نخاطب العقلية التي ترسبت فيها رواسب تاريخية وتراكمت فيها أخطاء مجحفة بحق الآشوريين وأساليب إستبدادية في التعامل مع حقوقهم المشروعة وتطلعاتهم القومية. وهذا كان الهدف من هذا الكتاب والذي شكل أهم أساس مستجيب لما ورد من تساؤلات في أعلاه، أي محاولة أزالة مثل هذه الرواسب الفكرية في العقلية العراقية التي تمثلت في بعض المؤرخين العرب والكورد والتركمان وفي الأحزاب السياسية العراقية بمختلف تنوعاتهم الإشتراكية والقومية والطائفية والديموقراطية، خاصة البعثية منها، وتجسدت في القوانين والتشريعات الخاصة بالآشوريين.

وكما يقال: الشيء بالشيء يذكر… أتذكر في منتصف التسعينيات من القرن الماضي كان بعض قياديي الحركة الديموقراطية الآشورية (زوعا) يحضرون إلى لندن للإجتماع مع القوى المعارضة العراقية وكنت من باب الصداقة التي كانت تربطني بهم وبرغبة الإستطلاع حول مستجدات الأمور السياسية التي تخص أمتنا التمثلة بزوعا في تلك الفترة، أحضر إجتماعاتهم فكان المثير للإستغراب أن نسمع من بعض عناصر القوى المعارضة قوله بأنهم أندهشوا من الحقيقة الموضوعية وشرعية مطالب الآشوريين القومية والوطنية في العراق من خلال بعض المقالات التي يكتبها صاحبكم أبرم شبيرا في الجرائد العربية التي كانت تنشر في لندن مثل الشرق الأوسط والحياة والقدس وغيرها…. ولكن؟؟؟… نعم… ولكن هل تجسدت هذه الحقيقة الموضوعية وشرعية مطالب الآشوريين القومية والوطنية في الممارسات السياسية لهذه القوى التي قفزت على السلطة السياسية في العراق بعد عام 2003 ؟؟؟؟، فواقع الحال السياسي في العراق القائم على هضم حقوق الآشوريين وتهميشهم والإستبداد الفكري والنفسي تجاههم ومحاولات إقتلاعهم من أرض أبائهم وأجدادهم هو جواب شافي على هذا التسائل.

والأن لنعود إلى موضوع هذا الكتاب ولو بشكل مختصر:

يقع الكتاب في 112 صفحة من القطع المتوسط (A4) والغلاف الأول مصمم بشكل مثير ومعبر عن أصالة الآشوريين وتاريخهم الغابر، وهو من تصميم دار الساقي. ويتكون الكتاب من مقدمة وستة فصول يعقبها تقييم وإستنتاج ثم الخاتمة مع بعض الصور التي لها علاقة بمضمون الكتاب. وأدنا إقتباس لفهرس الكتاب:

المحتويات

المقدمــة

الفصل الأول : تحديد مفهوم الفكر العراقـي

الفصل الثاني : نماذج من الفكر العراقي تجاه الآشـوريين

الفصل الثالث: موقف الأحزاب العراقية من الآشوريين

1 – موقف الأحزاب بشكل عام

2 –  موقف حزب البعث العربي الاشتراكي

أ – المبادئ النظرية

ب – الممارسات السياسية

ج – قوانين وقرارات

v الفصل الرابع : إستثناءات في الفكر العراقي وقيودها

1 – الموضوعية وقيود الفكر الاستبدادي

2 – البحث العلمي وقيود السلطة السياسية

3 – الوطنية وقيود وحدة الهويــة

4 – إستثناءات خاصة

الفصل الخامس: مصادر الفكر العراقي تجاه الآشـوريين

1 – المصادر الدينية – النفسية

2 – المصادر التاريخية – العثمانية

3 – المصادر الاقتصادية – السياسية

4 – المصادر الذاتية – الآشـورية

الفصل السادس: تقييـم واسـتنتاج

الخاتمة

الهوامش والمراجع:

وحتى نكمل بعض جوانب الكتاب نقتبس منه المقدمة والتي تعطي إنطباعا عاما عن فحوى الكتاب:

المقدمة:

من الضروري التأكيد منذ البداية بأن هدف هذا الموضوع ليس النبش في سلبيات الماضي المؤلمة لتاريخ العراق المعاصر وإثارتها بشكل تحريضي أو استفزازي تزيد من تفتيت النسيج الاجتماعي للشعب العراقي. فكفانا جميعاً من عرب وكرد وتركمان وآشوريين ما جنيناه طيلة عقود طويلة من استغلال بعض النخب الحاكمة للسلطة السياسية في زرع بذور الفرقة والشقاق بين أبناء الشعب الواحد من أجل استمرار تثبيت أقدامها على مقدرات البلاد وتحقيق مصالحها الخاصة ومن لف في فلكهم ومن دون أي وازع قانوني أو سياسي وحتى إخلاقي وديني يحول دون تدمير البلاد وزجها في أتون نيران الحروب الداخلية والخارجية. فالهدف المبتغاة من طرح هذا الموضوع، رغم مرارة بعض ملامحه، هو دراسة جانب من بعض جوانب تاريخ العراق السياسي المعاصر والذي لازالت تأثيراته قائمة حتى اليوم. ومن ثم محاولة تقييمها ومن خلال طرح وجهة نظر الطرف الآخر المتمثل بالجانب الآشوري، وهو الطرف الذي حرم كثيراً وبشكل مستمر من فرصة التعبير عن الطموحات المشروعة التي طالب بها وعن المعاناة والمأساة التي فرضت عليه من قبل الأنظمة المتعاقبة على السلطة السياسية في العراق.

أن حرمان أي طرف من طرح رأيه أو فكره أو وجهة نظره في قضية يشكل مع الأطراف الأخرى طرفي معادلة لهذه القضية فهذا لا يعني إلا استبداد في الفكر والسلوك واضطهاد لهذا الطرف. وهي السمات التي أتصف بها الفكر العراقي المعاصر تجاه الآشوريين، والذي كان استمرار تأثيره على العقلية العراقية نتيجة حتمية ومنطقية ومباشرة لاستمرار حرمان الآشوريين في العراق من فرصة التعبير عن وجهة نظرهم وإنكار أي وجود لهم أو عدم اعتبارهم طرفاً في هذه القضية، أو في أحسن الأحول وضعوا في مواقف صعبة وسديمة ومرتابة من هذه القضية والتي كانت وبالدرجة الأولى قضيتهم الأساسية والمصيرية التي أثرت كثيراً على مستقبل وجودهم في العراق وما صاحب ذلك من إنكار لحقوق الموطنة وحرمانهم من فرص التعبير عن ذاتهم وطموحاتهم الخاصة باعتبارهم جزء من مكونات الشعب العراقي.

اليوم غير الأمس فالفرصة أكثر متاحة، وأن كانت محكومة بظرفي الزمان والمكان، لطرح وجهة النظر الآشورية في قضية لا تهم الآشوريين وحدهم وإنما بقية القوميات والأطراف المكونة للشعب العراقي، لأن مثل هذا الطرح ومن ثم تفهمه، قبولاً أو تحفظاً أو اختلافاً، من قبل الأطراف الأخرى سيشكل الأساس المهم والقويم في إزالة مظاهر القهر والاستبداد من الفكر والسلوك والسياسة والحكم التي ترسبت في العقلية العراقية تجاه الكثير من المسائل السياسية والفكرية والاجتماعية، بما فيه العقلية العراقية تجاه الآشوريين، ومن ثم يفتح الطريق مشرعاً نحو وضع عقلي ونفسي قادر على فهم معنى “الاختلاف المشروع”، الغائب عن الساحة السياسية والفكرية العراقية، والقادر في عين الوقت على تفريقه وعزله عن مفهوم “العداء السافر” وإزاحته من العقلية السياسية العراقية السائدة في التعامل السياسي مع الطرف الآخر، كأساس لا بديل عنه في إدراك معنى الديمقراطية والتعددية وقبول الرأي والرأي الآخر، وهي ظواهر فكرية لا يمكن من دونها بناء عراق ديمقراطي حر وموحد، فهو الأمل الذي ينشده كل من آمن بهذه المظاهر في التمدن والتحضر والتقدم ونضال من أجلها.

من هنا نقول بأن هدف هذا الموضوع، رغم الملامح السلبية البادية من طرح الفكر العراقي تجاه الآشوريين، ليس إلا قائماً على مفهوم الاختلاف المشروع كبديل عن العداء السافر في فهم سلبيات الماضي. فإذا كان الحاضر امتداداً للماضي والمستقبل تواصلاً للحاضر، كما يقال، فإننا لا نرغب إطلاقاً، ولا يرغب أي عراقي يحب مصلحة وطنه، في أن ينسحب الماضي بكل سلبياته نحو الحاضر ومن ثم يتواصل نحو المستقبل. بل على العكس من هذا تماماً، أن فهم سلبيات الماضي ودراستها وتقيمها بنظرة علمية موضوعية والاستفادة من تجاربه ودروسه تحول دون حمل هذه السلبيات على أكتافنا وبكل جوانبها المهلكة والمدمرة ونقلها إلى الحاضر وبناء أسس المستقبل عليها. فهذا هو غاية موضوعنا من طرح الفكر العراقي المعاصر تجاه الآشوريين والهادف إلى اجتناب الوقوع في فخ الماضي الأليم والتخلص من تأثيراته السلبية والفاعلة في الحاضر كسبيل لبناء مستقبل أكثر إشراقاً لعراق يسع لكل قومياته وطوائفه وتنوعاته والتي ستشكل حتماً ذخراً ثميناً في التنوع الحضاري والثقافي فيما إذا امتلكنا نظرة إيجابية للحياة والمستقبل تؤمن بالاختلاف المشروع وتنبذ العداء السافر في التعامل مع الآخر المختلف. (انتهت المقدمة)

على العموم مهما أختصرنا في موضوع هذا الكتاب فأنه لا يعفي ذلك من إقتناء الكتاب وقراءته. ويمكن إقتناء الكتاب من دار الساقي وعن طريق مراسلته. فهو بسعر بسيط خمسة دولار أمريكي مع أجور الشحن. كما يمكن تصفح كوكيل والبحث عن الكتاب فستجد العديد من دور النشر لها هذا الكتاب وأحسنها نيل وفرات:

دار الساقي، بناية النور، شارع العويني، فردان، بيروت، لبنان، ص.ب: 113/5342، الرمز البريدي: 2045، هاتف:

866442 1 00961، فاكس 866443 1 00961، واتس آب: 167147 76 00961، والبريد الألكتروني :

ويطلب كتاب (الآشوريون في الفكر العراقي المعاصر) المؤلف: ابرم شبيرا  info@daralsaqi.com

هذه بعض الصور لمعرض الكتاب الدولي في أبو ظبي – الإمارات العربية المتحدة لهذه السنة 2024.

 

zowaa.org

menu_en