1. Home
  2. /
  3. اراء
  4. /
  5. مقالات
  6. /
  7. سلسلة توثيق الأشرطة الكتابية...

سلسلة توثيق الأشرطة الكتابية في بيوت الموصل التراثية سطور كتابية على الحنية الوسطى في صدر إيوان منزل ، نقرأ فيها : ” هذا البيت قد عَمره حَنّا قليان ســ ١٨٧٤ـــــنة مســــــــــيحية “

أ . د . عامر عبدالله الجُمَيلي

والبيت التراثي يقع في محلة النجارين المطلة على شارع غازي بجوار مسجد الخَلال يتكون البيت من قسمين القسم الأول يشتمل على أيوان ينفتح على جانبيه من كل جانب حجرة ونافذتين وعدد من الكوات والخزانات الخشبية لوضع وحفظ الكتب أو اواني المنزل ، وفوق تينك الحجرتين ثمة غرف اربعة تمثل عِلّيات البيت ، فضلاً عن سرداب أسفل البيت .

وفي أعلى صدر الإيوان توجد كوشة من الجص المصبوغ بلون ترابي لازوردي أزرق ، تاجية الشكل ومزخرفة بتوريق نباتي ، وقد سقط وهوى نطاق مستطيل الشكل وتهشم على أرض الحجرة بما يحتوي ما كانت يضمه من نص كتابي وعلى الأغلب يحتوي على حكمة عربية بخط الثلث على نحو ما أُلف من عناصر وحلي معمارية من تلك الفترة ، كما يوجد في صدر الايوان التحتي ثلاث حنايا صماء مماثلة في الأبعاد ، النوافذ ، وهي مشغولة بزخارف نباتية والنقش الكتابي يعلو الحنية الوسطية ، و تم حفرها على حجر الرخام دون عليها اسم صاحب المنزل وتاريخ البناء .

رأي في التحقيق الأثري :

١ – الشريط مدون بخط الثلث على الإسلوب والطريقة العثمانية ، ويوحي إسلوب الخط لذات الأسلوب الذي تم فيه كتابة الحنيات المربعة في كنيسة مار توما للسريان الكاثوليك ، الذي نعلم أن من كتبه هو الخطاط السرياني توما قندلا ، لأنه كان قد دون تذييلاً Colophon في ختام ذلك الزنار الكتابي بعبارة : الكاتب توما قندلا سنة ١٨٦٣ مسيحية ، وهو ما يدفعنا لمطالبته مع كتابات ذلك الخطاط ومعاصرة لذات الفترة الزمنية لتجديد تلك الكنيسة وبعدها بسنوات قليلة .

٢ – جاء في كتاب الباحث الموصلي بهنام سليم حَبابة الموسوم : الأسر المسيحية في الموصل ، صفحة ٢٢٥ ما يأتي:

#قليان :

هذه أسرة من الأسر المعتبرة لدى السريان الكاثوليك ، بمحلة القلعة ، كان لهم بيتان واسعان قرب سوق النجارين ، برز منهم المطران قليان ، مطران بغداد المتوفى سنة ١٩٤٩ م ، وقد خدم هذه الأبرشية عشرين سنة ، وقبل ذلك في دمشق و ماردين كان قسيساً في دير مار بهنام ، قبل الأسقفية ، وكان رجال هذه الأسرة يتعاطون التجارة ، منهم كامل قليان ، نزيل الإسكندرية ، وآخر في إسطنبول ، وكان بهجت قليان ، وهو شقيق المطران بهنام ، مدير ناحية في ألقوش سنة ١٩٣٧ م ، وجرجيس قليان مدير ناحية بعشيقة ، وجميل قليان كان مترجماً كان مترجماً في القنصلية التركية بالموصل ” .

٣- #وضع_المنزل في #فترة سيطرة المجاميع الإرهابية #د1عش :

يستشف من وثائق عددها تسعة لإرشيف يبدو كان يشكل إضبارة شخصية لأحد منتسبي ذلك الكيان المسخ ويدعى شعيب ويكنى ابو سلمان الهندي ، وكان يعمل مترجماً في الإعلام الحربي ، وإحداها مؤرخة بتاريخ ١٤٣٨/٤/٢٩ ه‍ـ ، الموافق لـ ٢٠١٧/١/٢٨ م ، وكانت تلك الوريقات ملقاة ومبعثرة ومتناثرة على الأرض وقد إصابتها الرطوبة لكنها بوضع جيد ، عثر عليها كاتب هذه السطور في الغرفة اليسرى ، أن ذلك المنزل قد أصبح موقعاً ومقراً ومركز تأهيل فني وإداري لإحدى دوائر ديواني ( وزارتي ) #الجُند و #الصحة لذلك الكيان المسخ ، بعد أن هجره أهله بعيد اجتياح عصابات د1عش لمدينة الموصل .

شكرا للعزيز محمد ضياء سعدالله الذي طالما ينبهنا على المزيد من الدور التراثية ، التي تحمل بصمات العمارة الموصلية الأصيلة ، غير المسلط عليها الضوء

أ . د . عامر عبدالله الجُمَيلي / كلية الآثار بجامعة الموصل – العراق

zowaa.org

menu_en