1. Home
  2. /
  3. اراء
  4. /
  5. مقالات
  6. /
  7. الجزء التاسع… البطريرك الشهيد...

الجزء التاسع… البطريرك الشهيد مارشمعون بنيامين..  ونظام الوراثـــة البطريركية في القوش.. ؟؟

يعكوب ابونا

تحدثنا في الحلقات الماضية عن معطيات التي سببت بسن قانون الوارثة البطريركية لكنيسة المشرق ، وفي هذه الحلقة نتحدث عن نصوص ذلك القانون..

بعد وفاة شمعون الثاني 1471 فرغ الكرسي البطريركي اكثرمن عشرة سنوات ، بعدها تم انتخاب مارشمعون الباصيدي 1480- 1502 ، وهوخامس بطريرك منتخب من عائلة بيت ابونا . بشكل مباشرمن قبل اباء الكنيسة ، ويذكرالبيرابونا في هامش ص 98 المصدر السابق ” وقد جرى الامراولا صدفه واتفاقا بسبب ما كان في هذه العائلة الكبيرة من اشخاص

امتازوا بصفاتهم واداراتهم ورجاحة عقلهم وغزارة علمهم.” ..

هذه الصفات التي كانت تتمتع بها هذه العائلة ، سهلة عملية اتفاق الاباء للخروج من مازق حضورالاجتماعات وتجاوز الظروف القهرية الصعبة التي كانوا يعانونها في حضورالاجتماعات لاختيار بطريرك جديد خلفا لسابقه ، ولضمان استمرارية عمل الكنيسة الرعوي ، ..

لاحظوا اباء الكنيسة بان رغم معاناتهم وصعوبة وصولهم لحضور الانتخابات ، الا انهم كانوا لا يجدوا من يكون جديرا بهذه الثقة لنيل هذا المنصب الا ان يكون احد ابناء عائلة بيت ابونا ، فكانت القناعة لدى اباء الكنيسة بان الظروف تقتضي استمرارعمل وخدمة الكنيسة بدون انقطاع ، وان خمسة بطاركة من 1318 – 1480 جاوا بالانتخاب وهم من عائلة واحدة عائلة بيت ابونا ، فوجدوا الاباء الروحانيين ان هذه العائلة مهيئ من الرب لتعمل في حقا في حقل خدمته ..

فاتفقوا آباء الكنيسة على تخول

البطريرك شمعون الباصيدي المنتخب حديثا ، بان يتحمل هووعائلته ال ( ابونا) من بعده مسؤولية ادارة دفه سلطة كنيسة المشرق ، بعد ان تتحققت الصفات المطلوبه في

اختياراتهم في ابناء تلك العائلة ، التي هيئها الله لتتحمل مسؤولية ادارة كنسية المشرق المترامية الاطراف ، فباركت الرعية والشعب هذا التخويل ،ولم تكن هناك اي معارضه اوممانعه من احد لهذا الاجراء الكنسي ، ..

فوضعت ضوابط شرعية وموضوعية ملائمه ومطابقه لاحكام الكنيسة فسن شمعون باصيدي قانون الوراثة حصرا بهذه العائلة :، يلزم بها عائلته بتامين

اشخاص يستحقون ان ينالوا شرف الجلوس على كرسي المدائن ، ويتحملوا وزر تلك المرحله ، ورسم اساقفه وكهنه واساقفه الى الهند والصين والتتار وزودهم بكل

احتياجاتهم لانه كانت تلك البلدان قد خلت من الاسقفيات بسبب شدة الاضطهادات المستمرة والقاسية التي ابتلت بها الكنيسة وصعوبه المواصلات ومخاطرها ، .

وكان القانون الذي وضعه البطريرك ونال موافقه الاباء يذكره لنا المطران ايليا ابونا في كتابه تاريخ بطاركه البيت الابوي ص ٣٢ منه ، الذي نص على :

1-ابطال عملية الانتخابات وتكون البطريركية محصورة في ابناءهذه العائلة،وولي العهد هو الذي يخلف البطريرك .

2-الابن البكرالذي يتول ولاية العهد يرسم رئيس الاساقفه في حياة البطريرك ولا يقف صغر سنه حائلا دون ذلك .

3-على من يتول ولاية العهد ان يكون منذورا لله وان يصون بتوليته وعفته وان لا يطعم لحم الحيوانات طوال عمره .

4-على المراة والدة الابن البكر المنذور ان تقطع عن اكل اللحم منذ بداية حملها به وحتى ساعة فطام الطفل عن حليبها، ومن ثم فهي حرة في تناول ما تشاء من الاطعمة..

كما وضع قانون لرؤساء الاساقفه والاساقفه والرهبان وابناء العهد وبنات العهد جميعهم مشمولين بقانون النذر الذي تسنه لهم الكنيسة ومن يخرج على هذا القانون الكنسي المقدس يقع تحت طائلة الحرم .

وعرف ( المنذوربحسب دليل الراغبين نزير ،نذیر ،ممتنع، عفيف ،قنوع، زاهد، ناسك، راهب،

متصوف. وجاء في المنجد نذر الاب الولد جعله نذيرة اي قيماً او خادماً للكنيسة او للمتعبد بفتح الباء

والمعروف ان البيت الابوي كان ينذر اطفالاً وهم صغار للدرجات الكهنوتية العليا، الاسقفية والبطريركية

فيخضعونهم لقيود صارمة في تنشئتهم وتعليمهم وفي مأكلهم ومشربهم ، كان يفرض عليهم الامتناع عن

اكل اللحوم مدى العمر وغير ذلك من القيود ، الاخلاقية والتربويه والدينية ). .

لم يكتفي البطريرك شمعون الباصيدي بسن قانون الوراثة والقانون النذور بل وجد بان هناك سيكون خللا بادامة واستمرارية خدمة الكنيسة ورعاتها ، بدون ان يكون لها تمويل مالي ذاتي ،

فوجد ضرورة تامين النفقات والمصاريف لكي لايضطررجل الدين الى اللجوء الى الرعيه خاصة في زمن الشدة والضيق ، فعمد الى شراء الاراضي والاملاك

والعقارات وقرى زراعية ذات السقى السيحي والديمي ،بالاضافه الى ماورثه عن اباءه واجداده فحدد منها منح للرهبان والاديره والفقراء وغيرهم ، وسجلها وقفا

للكنيسة ، ويذكر البطريرك ساكو وبطرس نصري في مؤلفهما اعلاه ، بان سندات الملكية العقارية العائدة للبطريرك وعائلته موجودة في البطريركية الكلدانية ). وبذكر البطريرك ساكو بكتابه المشار البه اعلاه ، بان قرار باصيدي هذا يسجل له ورفع من مكانته لانه تجرد عن ذاته من اجل الكنيسة “..

فراح البطريرك باصيدي يسوس الطائفه والابرشيات بشكل مدهش وبجد وبغيره متناهيه وبمحبه وهما ازاء كنسية ورعيته لتظل الى الدوام امنه ومطمئة متحليه بالفضائل الروحية

العالية ، فوضع يده على ابن عمه يوحنا ومنحه رتبة المیطرافوليطيه واقامهة نائبا له ووليا للعهد تنفيذ للقانون الوراثه الذي سنه ، فلم يعترض احد على هذا الاجراء ونفذ هذا القراربعد وفاته في 1502وحل محله بموجب القانون الوراثه ابن عمه يوحنا ،

فجلس على الكرس البطريرك باسم ايليا الخامس 1502- 1505 ، واهم ما يذكر بزمانه بانه وبناء على طلب توما اسقف الهند رسم البطريرك الجديد ثلاثة رهبان اساقفه في ديراوجين ، بتلك الفترة ، لملء شواغر الابرشيات .

وفي تلك الفترة تم استيلاء البرتغاليين على الهند وعلى ملبار بنوع خاص ، فتوفى البطريرك في عام 1505 ودفن في كنيسة القديسه مسكنته ،اعتلى السده البطريركية بعده شمعون دنخا الرابع 1505 – 1538 ،في ايامه عم السلام والامان في الشعب وفي الكنيسة فراح يتفقد رعيته وشعبه لسد الثغرات التي حدثة منذ القدم على يد المضطهدين والمجرمين الذين عانوا منها المؤمنيين والكنيسة ، فخدم الكنيسة بشكل

خال من الدنس والعيب ، ونمت الكنيسة بزمنه وازدهرت ونشطت ، فمات سنة 1538 ودفن في ديرالرهبان هرمزفي القوش ، كان ايشو عياب ولي للعهد وهوابن اخ

البطريرك المتوفي الذي كان قد وضع عليه يده ورسمه میطرافوليطيا ونائبا له ، اعتلى السدة البطريركية 1538 باسم البطريرك شمعون ماما الخامس ،عم الامن

والسلام في عهده ، وكان له سبعة اساقفه يعاونونه في ادارة شؤون الرعيه ، كان قد رسم حنا نيشوع المنذور وليا للعهد ،الا ان ولى العهد توفي قبل البطريرك ودفن

في ديرالربان هرمز ، فرسم ایشوعياب وكان صغيرا وليا للعهد ، توفي البطريك سنة1551، واعتلى السدة البطريركية شمعون برماما السادس 1551 ـ 1558 ، ومنذ ذلك وصاعدا كان يتم نذر ولدين لاخوين البطريرك ليكونوا ( ناطر كرسي – قيوما ) وفق شروط النذور وقانون الوراثة ، وكانت هذه تضحية اخرى من العائلة عندما تنذر ولدين وفق القانون بان لا يتزوجون ويبقوا عزابا منذورين لخدمة الكنيسة ، فكم فقدت العائلة بسبب هذا الاجراء من تكاثرابنائها فخسرت من نفوسها اعدادا لا يستهان بهم

.؟ .

نلاحظ بان قانون الوراثة طبق بكل سلاسه وبساطة ، ولم يذكر ان احد اعترض علية طيلة تلك السنوات ،

وهذا دليل على ان الكل كان موافق على هذا القانون لانهم وجدوا بهذا العائلة من التضحيات ما عجز الاخرون من تقديمه والقيام به ، والا باي قوة كان ينفذ هذا الاجراء ان لم يكن هناك توافق عليه من الجميع، ولكن الاعتراضات والدسائس ظهرت بعد دخول المرسلين اللاتين الى بلاد النهرين ،..

الحلقة القادمة سنتعرف على كيفية ظهور مار يوحنا سولاقا بلو على مسرح الاحداث ، قبل الحديث عن انتقال قانون الوراثة الى بطاركة قوجانس ( الشمعونين ) .

يعكوب ابونا ……….. 28 /4 /2024

zowaa.org

menu_en