تحقيق: حنان اويشا
الشباب.. عماد الامم وسر نهضتها.. صانعي ثوراتها الحقيقية عندما ينتهجون قضاياها وهمومها سبيلاً ومساراً من أجل تحقيق تطلعاتها وآمالها، لتجني شعوبهم من بذور خطواتهم ثماراً للمستقبل، وذلك ما يتجسد أكثر في المؤسسات الشبابية التي تعمل بروح الفريق الواحد ليبدو عطائها اكثر ترابطاً وحيوية عبر تبنيها أفكاراً ورؤى واهداف تسعى الى تحقيقها وفق نظام ومنهاج معين.
مؤسسة “كشرو ـ الجسر” هي إحدى المؤسسات الشبابية التي نالت استحسان ابناء الشعب الكلداني السرياني الاشوري بعد تلمسهم جهودها وخطواتها لتحقيق هدف مهم وحيوي استمد اهميته من ضرورة مد الجسور بين الشباب في دول الشتات والوطن لتعزيز الاواصر بينهم وتوحيد جهودهم من خلال الانشطة والفعاليات التي تبنتها بعد تأسيسها.
للتعرف اكثر على بدايات رحلة “كشرو” وكيف تبلورت فكرة تأسيسها؟ وماهي أهم اهدافها ومهامها؟ استثمرنا فرصة وجود عدد من القائمين عليها واعضاء ضمن وفدها القادم للعراق في نيسان 2024 للمشاركة في احتفالات رأس السنة البابلية الاشورية 6774. فكانت لنا هذه اللقاءات..
حوارنا الاول كان مع الانسة سوزان يونان أحدى المساهمات في إنطلاقة المؤسسة التي وصفتها بقولها:
ـ “كشرو” هي مؤسسة غير ربحية تأسست عام 2012 بناءًا على فكرة تكونت لدى مجموعة من الشباب والقائمة على إتاحة الفرص للشباب من ابناء شعبنا المقيمين في دول المهجرلزيارة الوطن دون عوائق مادية أو لوجستية، والذي سيكون لها بالتأكيد دور كبير في تمتين الروابط بين الشباب، وخلق الاجواء السليمة لبناء افكار مشتركة وتبني المشاريع والبرامج التي تدعم وتساند وجود شعبنا في وطنه الأم والحفاظ على هويته وإرثه التاريخي، فبدأنا بتنظيم وقيادة رحلات الى الوطن منذ عام 2008 وحرصنا ان تكون الاولوية للشباب المولودين في دول المهجر ممن لم يزوروه من قبل. حيث يتم تقديم طلب من قبل الشباب الذين يرغبون بالمشاركة من كل الدول ليتم اختيار عدد معين من بينهم.
* كيف يتم تنظيم برنامج كل رحلة وعلى ماذا تركزون خلاله؟
ـ في كل عام نحرص اولاً على ان يكون لوفد “كشرو” حضور متميز في احتفالات ابناء شعبنا باعياد “اكيتو” باعتباره عيداً قومياً ووطنياً كبيراً وخصوصاً في المسيرة الجماهيرية التي تنظم في الاول من نيسان التي نالت اعجاب اعضاء الوفود الزائرة. لما تضيفه من اجواء البهجة والحبور في نفوسهم لتواجدهم بين ابناء شعبهم المشاركين فيها والذين يعكسون اجمل صورالاعتزاز بتاريخهم ومورثاتهم الحضارية. وايضا ان يكون للمشاركين زيارات الى الاماكن والمواقع الاثرية التي تحاكي تاريخ شعبنا الاشوري العريق والغني، كما يكون لهم زيارات الى القرى والمناطق التي يقطنها ابناء شعبنا للاطلاع على حياتهم والوقوف عند تفاصيل معيشتهم فيها، وايضا زيارات الى المدارس السريانية واللقاء بطلبتها وكوادرها التدريسية، ولقاءات مع منظمات شعبنا الشبابية والقومية والكنائس وشخصيات معروفة. والهدف من كل ذلك هو لتعريف الوفد على تجارب تلك المؤسسات والفعاليات التي تقوم بها وخلق فرص التعاون بينها وبين مؤسسة “كشرو”، ومحاولة لاكساب الشباب في المهجر الوعي والفهم العميق لاوضاع شعبهم في الوطن وتجديد شعورهم بالمسؤولية تجاهه من أجل الحفاظ على هوية الاجيال القادمة. كما يتضمن البرنامج تنظيم ورش عمل تفاعلية مع مجموعات من الطلبة والشبيبة وايضا المساهمة في جهود الاغاثة في بعض المناطق والقرى. وأود هنا ان اشكر الدكتور والباحث نيكولاس الجيلو الذي رافق الوفد في جولاته هذه السنة وقدم معلومات قيمة عن كل المواقع موضحاً اهميتها التاريخية والحضارية.
اما عن طموحات المؤسسة فتحدثت قائلة :
ـ في بدايات عملنا كانت رحلات مؤسستنا مقتصرة على عدد قليل من المشاركين ولكن وبالنظر الى الاقبال الذي تلمسناه عند الشباب قمنا بزيادة العدد عام بعد عام، هذا العام ضم الوفد 64 مشارك جديد و 12 ممن سبق لهم المشاركة، ونخطط للقيام بـ 3- 4 رحلات سنوياً بسبب توسع عمل المنظمة وزيادة الطلب على رحلاتها.
لقاؤنا التالي كان مع الانسة عودرانا ايشو المشرفة على وفد المؤسسة هذا العام :
* حدثينا عن تحضيراتكم لرحلة هذه السنة؟
ـ بدأ عمل مؤسسة كشرو بجهود ثلاثة من زملائنا في اميركا وهم: سوزان يونان، رنيا بنيامين ، جون دافيد الذين زاروا العراق عدة مرات. وفي كل زيارة كانوا يحضرون معهم مجموعة من الشباب من الجنسين، وهم من يختار الاشخاص المشاركين في كل رحلة من أجل تعريفهم باوضاع ابناء شعبنا في الوطن، وبالمقابل لنا في الوطن مؤسسات تدعم عملنا وتشجعنا على التواصل به، كما انها تسهل لنا الامور اللوجستية ومكان الاقامة وغيرها.
* ماعدد المشاركين في رحلة هذا العام ومن اين قدموا؟ وما تصورك عن ارائهم بهذه الزيارة؟
ـ ضم وفدنا هذا العام 64 مشارك اغلبهم من اميركا واستراليا واخرين من كندا والسويد وبريطانيا. ورغم الايام القليلة التي عاشوها هنا الا ان جميعهم يعبرون عن سعادتهم وفرحهم بتواجدهم في ربوع وطن ابائهم واجدادهم وبتلك الألفة التي جمعتهم باقرانهم واقربائهم حتى ان بعضهم اعرب عن رغبته بالبقاء وعدم العودة. وان عادوا فانهم سيبذلون كل جهودهم بان تتكرر زياراتهم في كل عام.
* بعد هذه السنوات من عمل “كشرو”، ما تقييمك له ؟ كيف تنظرين الى اهدافها وما تحقق من خلالها؟
ـ حقيقية ان تنظيم هذه الرحلات الى الوطن كان لها أثر كبير في خلق نظرة جديدة لدى شبابنا لمجريات الامور في وطنهم الام، وخلقت تفاعل كبير مع قضاياه واوضاعه ومستقبل وجوده وعمل مؤسساته القومية، وايضا تقوية الاواصر بين الشباب الذي كان له دور كبير في توحيد الاراء والجهود وآليات العمل من أجل تبني كل ما يساهم في تغطية ولو جزء يسير من احتياجات ابناء شعبنا وتطلعاته. ونشكر هنا اعضاء اتحاد الطلبة والشبيبة الكلدواشوري الذين رافقونا في كل زياراتنا ولقاءاتنا واستعدادهم الدائم لانجاح رحلتنا وبناء علاقات متينة بين اعضاء المؤسستين.
* مشاريعكم للعام القادم هل سيكون هناك اعداد اكبر من الشباب ضمن وفد “كشرو”؟
ـ نعم.. سنحاول ان يكون لدينا مشاركين جدد، وايضا شجعنا المشاركين هذا العام للقدوم في العام القادم ايضا. ولكن عليهم ان يكونوا محملين ببرامج يتم العمل بها مسبقاً بالتنسيق مع شبابنا في الوطن.
لقاء آخر جمعنا مع المشارك دانيال سادا القادم من اميركا الذي تحدث عن زيارته قائلاً:
ـ عمري 26 سنة قدمت من سان هوزيه ـ كاليفورونيا حيث ولدت وترعرعت، تلمست العمل الذي تقوم به مؤسسة “كشرو” من خلال أحدى قريباتي، وكنت على علم بكل مرة تأتي فيها الى الوطن في السنوات الماضية، وكنت اتمنى مرافقتهم ولكن لم اتمكن حينها بسبب إنشغالي بدراستي الجامعية.
* في أي مجال تخصصت في اميركا؟
ـ درست هندسة الكهرباء لمدة اربع سنوات، وبعدها بدأت العمل في المجال نفسه، وفي العام الماضي كانت الظروف أنسب، فأبديت رغبتي لاكون ضمن وفد “كشرو”، وهذه زيارتي الثانية لبلدي.
* الى أي منطقة ينتمي أهلك وما الانطباع الذي تركوه لديك قبل ان تزور العراق؟
ـ أصول أبي من قرية “تاشيش” في منطقة “برواري بالا”، لكنه ولد في محافظة البصرة، اما أمي فهي من بغداد، وكانوا يتحدثون عن ايام جميلة ما زال لها أثر كبير في نفوسهم، وفي نفس الوقت كانوا يصفون لنا صعوبة الحياة التي عاشوها في احيان اخرى وكانت السبب في ان يترك أبي العراق عام 1979 ، قبل بدء الحرب العراقية الايرانية، ولحقت به أمي عام 1982. وطبعاً بسبب كل الحروب التي مر بها العراق والاوضاع غير المستقرة التي نتجت عنها ولسنوات طويلة، فان والديّ لم يشجعاني بصراحة للقدوم اليه بسبب الصورة القاتمة التي بقيت في اذهانهم وترسخت بعد ماكانوا يسمعونه عن الاحداث التي مرت بالعراق.. يبتسم هنا ويستطرد قائلاً : “تصوري أبي مايزال يعتقد بعدم وجود انترنيت في العراق”.. لذلك لم يصدقوا عندما وصفت لهم الحياة هنا بعد زيارتي الاولى وبأن الصورة ليست كما يعتقدون، فهناك تغييرات كبيرة حصلت، والمجال أتسع اكثر للعمل من أجل شعبنا وأمتنا وذلك ما أجده ضرورياً جداً في الوقت الحالي.
* بعد زيارتك الثانية هذه ما الرسالة التي ستحملها لوالديك اولاً ومن ثم الى أقرانك في اميركا؟
ـ ساقول لهم جميعاً بانني لا أنفي بعض الصعوبات التي تواجه المتواجدين في الوطن، ولكن كما اسلفت بانها ليست كما يتصورون بان ليس هناك أمل بحياة آمنة مستقرة.. انا أرى عكس ذلك خصوصاً بعدما اطلعت على اوضاع ابناء شعبنا هنا والتقيت بالعديد من الشباب .. فمن وجهة نظري أرى بانه مايزال هناك أمل لشعبنا ليعيد ترتيب نفسه.
* كيف تُقيم عمل المؤسسات القومية في الوطن؟
ـ أهم عمل قومي أدهشني هو المدارس السريانية التي تُدرس جميع المواد بلغتنا الأم، فهي بالفعل إنجاز كبير حققه ابناء شعبنا في الوطن ويستحق كل الدعم والمساندة. وشخصياً سابذل ما بوسعي لذلك، واتمنى من الجميع ايضا تقديم ما يمكن تقديمه من أجل التواصل بهذا المشروع الكبير والمهم.
* زرتم قرى ومناطق عديدة؟ ما رأيك بها وبطبيعة الحياة فيها؟
ـ نعم زرنا العديد منها، وجميعها قرى جميلة وخلابة وأهلها اناس طيبون أحسست بينهم بالمحبة والالفة التي لانشعر بها في بلاد المهجر بسبب صعوبة الحياة هناك التي تفرض علينا الانزواء وتحد من التواصل الاجتماعي مع اهلنا واحبائنا.. وما تلمسته من اخوتنا ممن يعيشون في القرى سيدعوني الى العودة للوطن في كل عام.
لقاء آخر كان لنا مع الانسة رومتا شليمون.. اصولها من قرية بيباد وتقيم حاليا في كندا فسالناها..
* هل زرتي بيباد ؟
ـ كلا .. لحد اللحظة، فقط رأيتها من بعيد عندما كنا في طريقنا الى قرية كوماني القريبة منها.
* هل هي زيارتك الاولى للعراق ؟
ـ انا ولدت في الوطن وتحديداً في العاصمة بغداد، وحينما نشبت حرب عام عام 2003 غادر أهلي البلد متوجهين الى سوريا وكان عمري حينها سبع سنوات، وبقينا فيها ستة سنوات ومن هناك هاجرنا الى كندا ولم أزر العراق بعدها حتى زيارتي هذه التي جاءت بعد 21 عاماً من الهجرة. وحقيقة شعور جميل جداً تملكني.. فهذه المشاركة الاولى لي في المسيرة النيسانية، ففي كندا ايضا يقام نشاط بهذه المناسبة ونشارك فيه ايضا، لكن الاحتفال في الوطن له وقع آخر، فتواجدنا بين ابناء شعبنا ولعدة ايام وليس يوم واحد فقط كما في كندا، اشعرنا بان هناك بيت كبير جمعنا مرة اخرى تحت ظله الذي افتقدناه طويلاً. وسادعو كل معارفي واصدقائي للقدوم الى الوطن واختبار هذا الشعور الجميل والممتع وبنفس الوقت الاطلاع عن كثب على اوضاع شعبنا في ارضه.
* كيف تصفين بلدك بعد مغادرته كل هذه الاعوام الطويلة؟
ـ حقيقة شعرنا بان هناك تغييرات كثيرة حصلت في الكثير من المجالات.. ورغم ما كنا نسمعه عن الاوضاع المتردية فيه خصوصاً بعد دخول داعش في مناطق شعبنا في سهل نينوى، نشعر الان بانها لم تكن جميعها حقيقية، وان الامل مايزال موجوداً بان تكون افضل وافضل، وما أسعدني فعلاُ هو عودة ابناء تلك المناطق ومحاولاتهم لبنائها من جديد وتحسين اوضاعهم فيها. وذلك بحد ذاته ليس امراً سهلا بل يتطلب قدر كبير من العزيمة والاصرار على تواجدهم فيها.
* لماذا فضلتي ان تكون زيارتك من خلال مؤسسة كشرو؟ وكيف بدأت علاقتك بها؟
ـ في مدرستي بمدينة تورنتوـ كندا عملت مع مجموعة من زملائي في اتحاد للطلبة تحت أسم “آكسو” وقمنا من خلاله بالعديد من الفعاليات التي تهتم بشريحة الطلبة والشبيبة ومن خلال هذا الاتحاد تعرفت على اعضاء آخرين كانوا يعملون بنفس الوقت في “كشرو” وعلمت عن طريقهم بما تقوم به من الانشطة التي وجدتها مهمة جداً. لذلك اخترت ان اكون قريبة منهم وان اشارك في رحلتهم الى الوطن هذا العام الى جانب مجموعة من الشباب والمشاركة في احتفالات رأس السنة البابلية الاشورية والنشاطات المقامة بالمناسبة.
* ما تقييمك لعملها ومساعيها لتقوية الروابط بين الشباب في الوطن والمهجر؟
ـ بالتأكيد هو عمل مهم جداً، فمهما يحدثون الشباب عن الوطن واوضاعه فلن تتشكل في مخيلتهم الصورة الحقيقة عنه، لذلك أدعو الشباب للتواصل مع “كشرو” والمشاركة في هذه الرحلات التي تتبناها، فهي فرصة مهمة لبناء علاقات متينة بين شبابنا ومن ثم لبلورة افكار جديدة يمكن العمل وفقها لتبني مشاريع تخدم وجودنا في الوطن.
ومن جانب آخر ما اسعدني هنا هو تواصلنا بلغتنا الام والحديث بها اينما تواجدنا ، فربما لم اتحدث بالسورث في كل سنوات حياتي في كندا مثلما تحدثت بها خلال الايام القليلة التي تواجدت فيها بين ابناء شعبي في الوطن، في كندا اتحدث بالسورث مع اهلي فقط في المنزل اما خارجه فاضطر للتواصل بغيرها من اللغات في العمل ومع الاصدقاء.
* كيف كانت ردة فعل والديك عندما اخبرتيهم بنيتك للسفر الى العراق؟
ـ بصراحة كان لديهم نوع من التخوف رغم انهم يعلمون بان اوضاع البلد ليست كما كانت عليه قبل سنوات، لذلك لم يمانعوا وهم سعيدين الان لسعادتي بلقاء اقرباء واصدقاء لم التقي بهم طوال حياتي، والمفارقة التي حصلت معي خلال هذه الايام هو علمي بصلة قرابة بأحد اصدقائي ضمن “كشرو” واكتشفت ذلك عن طريق الاقارب ممن التقينا بهم هنا في العراق.
* ماذا درست في كندا وماهي طبيعة عملك هناك؟
ـ درست علم النفس لكن لم اعمل باختصاصي بعد التخرج، بل اعمل حاليا في ادارة الاعمال.
* زرتم المدارس السريانية، كيف وجدتي عملية التعليم باللغة السريانية ؟
ـ زرنا مدرستي شمئيل وبهرا ولم اتمالك دموع الفرح عندما دخلناها للوهلة الاولى لانها اولاً ذكرتني بطفولتي هنا في العراق، ومن ثم لاعجابي الكبير بما حققه شعبنا تجاه الحفاظ على لغتنا الام، فهي عملية مبهرة حقاً عندما نرى طلابنا يدرسون جميع المواد بلغتنا وينالون عبرها شهادات عليا.
اما الانسة بيرتا قيصر القادمة من كندا فتحدثت عن زيارتها قائلة:
ـ ولادتي كانت في العراق في تلكيف وأهلي من ابناء سرسنك.. وغادرنا العراق عندما كنت في العاشرة من عمري الى سوريا وبقينا هناك سنتين ومن ثم غادرنا الى كندا عام 2010 وهذه المرة الاولى التي أزور بها العراق بعد 14عاماً.
* كيف تصفين مشاعرك وانتي تزورين المناطق التي ولدت وتربيتي فيها؟
ـ انا اتذكر كل تفاصيل حياتنا هنا في العراق .. فعندما زرنا سرسنك رجعت بي الذاكرة الى كل تفاصيل حياتنا فيها.. بيوتها.. ازقتها .. اصدقائنا .. معارفنا، وهو شعور جميل جداً بالطبع.
* ماذا درستي في كندا ؟
ـ حصلت اولاً على شهادة البكلوريا في الجغرافيا، ومن ثم حصلت على شهادة الماجستير في التخطيط العمراني في العام الماضي وحاليا أعمل بهذا الاختصاص.
* ماعلاقتك بـ “كشرو” وكيف تعرفتي على عملها ولماذا فضلتي ان تكون زيارتك للبلد عن طريقها؟
ـ في عام 2018 كنت في زيارة الى العاصمة واشنطن وهناك تعرفت على أحد مؤسسي “كشرو” والذي تحدث عن الفكرة لتي تقوم عليها المؤسسة واهدافها. وحقيقة ذلك ما حفزني لاهتم اكثر بقضايا شعبنا وان اكون الى جانب من يعمل من اجل خير امتنا وحقوقها، ووعدت نفسي بان ازور الوطن بعد اكمال دراستي مباشرة وهذا ما حصل فعلاً هذا العام بعد الحاحي على كشرو بان اكون احد اعضاء المجموعة التي ستزور الوطن هذا العام.
* وكيف وجدت الحياة فيه ؟
ـ لم تكن لدي فكرة واضحة عن الحياة هنا خصوصاً بعد ما كنا نسمعه ونشاهده في الاعلام عن الحروب والاوضاع الامنية غير المستقرة وصعوبات الحياة. ولكن تلمسنا صورة مغايرة ، وذلك اسعدني كثيراً لانني كنت مصرة على القدوم رغم كل ذلك، فاشتياقي للعراق ولكل تفاصيل حياتنا فيه دفعني للقدوم اليه ودون تخوف.
* كيف تنظرين الى عمل المؤسسات القومية في الوطن والمهجر؟
ـ هناك ضرورة للتنسيق فيما بينها، بالنسبة لي عملت مع بعض المؤسسات ومنها مؤسسة (آكسو) التي تهتم بشريحة الطلبة والشبيبة وشجعت اقاربي ايضا للانضمام اليها، وعملنا من خلالها وعبر العديد من الفعاليات للتعريف بشعبنا وتاريخه وثقافته.. ونفذنا بعض الانشطة ايضا من خلال مؤسسة “كشرو” وبالتعاون مع مؤسساتنا في الوطن خصوصاً في سهل نينوى ايام جائحة كورونا.
* وعن مشاهداتها بعد مشاركتها في احتفالات نيسان لهذا العام قالت:
ـ المسيرة النيسانية الراجلة كانت رائعة وشعورلايوصف تملكنا ونحن نرتدي الملابس التراثية لشعبنا ونشارك الآلاف منهم فرحهم بعيد رأس السنة.
* ما الرسالة التي ستحملينها الى كندا ؟
ـ رسالتي ستكون لنفسي اولاً بان أجتهد في عملي وابذل كل ما بوسعي لدعم ابناء شعبي، وسادعو زملائي في كندا لتوحيد جهودنا وتقديم شتى انواع المساعدة سواء المادية او المعنوية في سبيل دعم المشاريع التي تساهم في الحفاظ على وجودهم وارثهم التاريخي وتقوية الاواصر بين الوطن والمهجر خصوصا الشباب منهم ، فشبابنا في الوطن يعانون الكثير من الصعوبات ومنها قلة فرص العمل رغم نيلهم شهادات جامعية.
اما البرت داود القادم من اميركا فعبر عن رأيه بزيارته الاولى للعراق قائلاً :
ـ نعم هي الاولى وان شاء الله لن تكون الاخيرة..
* منذ متى غادرت العراق؟
ـ اهلي كانوا من سكنة بغداد وفيها ولد اخوتي الأكبر مني، وفي عام 1990 غادروا الى اليونان وهناك كانت ولادتي. وفي عام 1993 وصلنا الى شيكاغو ومازلنا نعيش فيها.
* لأي منطقة تعود أصول والديك ؟
ـ أمي من قرية أصن وأبي من قرية “كاني بلاف” الواقعة في منطقة “برواري بالا” التابعة لمحافظة دهوك.
* ماشعورك وانت تزور وطنك الأم لأول مرة ؟
ـ سعيد جداً بتواجدي هنا واشعر بارتياح كبير لم اتوقعه، واكثر ما لفت نظري هو الطبيعة الخلابة لقرى ومناطق شعبنا في دهوك. ومن ثم مشاركتي في المسيرة النيسانية هذا العام التي كانت بمثابة مهرجان رائع.. وتواجدنا بين هذا العدد الكبير من المشاركين فيها أشعرنا ببهجة وفرح. وعند تواصلي مع معارفي واصدقائي من خلال مواقع التواصل الاجتماعي قلت لهم عليكم بزيارة الوطن باقرب فرصة، وقلت لا استطع التعبير لهم بمدى سعادتي وارتياحي، وعليكم المجيء والاطلاع عن قرب على الحياة هنا.
* ماذا درست في اميركا ؟ وهل تعمل باختصاصك؟
ـ درست هندسة الحاسبات واعمل بنفس الاختصاص.
* لماذا فضلت ان تكون زيارتك من خلال “كشرو” ؟
ـ اطلعت على نشاطاتهم عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي ولديّ اصدقاء يعملون في المؤسسة وذلك ما شجعني للمشاركة ضمن وفدهم هذا العام.
* هل ستكرر زيارتك؟
ـ بالتأكيد سأحاول المجيء كل عام، وساشجع اهلي واصدقائي ايضا. وان سمحت لي الظروف فساعود الى الوطن واستقر فيه.
اخيرا.. يبقى نجاح أية مؤسسة مرهون بمدى جدية القائمين عليها في إحراز الحد الاعلى من اهدافها وامالها، وذلك ما ينتظر من “كشرو” الذين حققوا خطوات ملموسة نحو هذا المسعى عبرالاهتمام بفئة مهمة وحيوية وتوظيف امكانياتهم وقدراتهم تجاه مجتمعهم اينما تواجدوا. وهذه التجربة بحد ذاتها تعد بادرة جيدة للاقتداء بها في مد الجسور بين باقي مؤسساتنا.. الثقافية، الاجتماعية، المهنية، النسوية.. وكل منهاعلى أساس اهتماماتها واتجاهاتها المرسومة.