كتابة / اديسون هيدو
في الرابع والعشرين من نيسان 2021 تمر علينا الذكرى السادسة بعد المئة لجرائم الأبادة الجماعية ( الجينوسايد ) المعروفة بـ ( سيفو ) , ألتي أقترفت ضد أبناء شعبنا الاشوري في بداية القرن العشرين وخلال ألحرب ألعالمية ألأولى ( 1915 – 1918 ) على يد الدولة العثمانية الجائرة , في مخطط منظم شارك في نسجه مجموعة عوامل متداخلة ومعقدة اشرف عليها السلاطين العثمانيين الذين توالوا الحكم على بلادنا ( بلاد اشور ) حاملين مشروع إبادة الاشوريين والأثنيات والأديان الأخرى الغير المسلمة ، منتهجين سياسة الأبادة بحقهم والتي استمدّت جذورها من الأيديولوجية العنصرية لتركيا انذاك , والتي كانت تنادي بالتطهير العرقي لكافة القوميات ودمجها في بوتق تركي , شاركتهم فيها العشائر الكردية المتطرفة التي وقفت الى جانبها بتحريض دولة السلاطين الاسلامية , أضافة الى ألسياسات ألرعناء للدول الأوربية المتصارعة , وتقاطعات مصالحها الأقتصادية والسياسية , وانعدام قيمها الانسانية . أفرزت جميعها جريمة نكراء شكلت وصمة عار على جبين البشرية , راح ضحيتها أكثر من أربع ملايين من رجال ونساء وأطفال ، مورست بحقهم أبشع الجرائم الوحشية والتي يعجز عن وصفها لسان ، أو أن يتصورها عقل أو خيال . فمن المعروف ان مذابح الاشوريين والأرمن تعتبر من جرائم الإبادة الجماعية الأولى في التاريخ الحديث ، ومن أكثر المجازر التي حدثت في القرن العشرين وحشية ودموية , من خلال الطريقة المنظمة التي نفذت , وعمليات القتل الأجرامية الممنهجة التي مورست ضدهم , ألتي أودت بحياة ألالاف من الاشوريين بكل مذاهبهم , وتركت أعداداَ كبيرة من الأيتام والأرامل , ودمّرت كنائس وأديرة تاريخية ، ومكتبات شهيرة عامرة بالمخطوطات الثمينة والذخائر النفيسة كان لها يوما ما دوراً مهماً في نشر الحضارة والمدنية ، خلقت هذه الجرائم جوّاً كئيباً في حياة شعبنا الاشوري الذي مازال لحد ألآن يعيش في دوامات تلك ألأحداث ألمأساوية , ألتي غيرت من ديموغرافية شعبنا نتيجة ألنقص ألهائل في أعداده ألبشرية .
فحسب المصادر التأريخية ان ( الجينوسايد ) نفذت بطرق بشعة غير أدمية ، استخدمها العثمانيون في أبادة الاشوريين والأرمن ، كانت تبدأ بإحراق القرى بعد نهب منازلها , ومن ثم القتل الجماعي للشباب بالسلاح الأبيض ، ومن ثم أغتصاب النساء وترحيلهن مع الأطفال والعجزة في مسيرات موت إلى الصحراء , وحرمانهم من الطعام والشراب ، ثم القتل إما شنقًا أو رميًا بالرصاص أو حرقًا أو تخديرًا بجرعات مميتة أو دفنهم أحياء , وغيرها من الطرق البشعة التي تقشعر لها الأبدان . ولحد اليوم لا توجد إحصائيات دقيقة للعدد الكلي للضحايا الاشوريين ، غير أن الدارسون يقدرون أعدادهم ما بين 500,000 إلى 750,000 , وضحايا الأرمن مليون ونصف ضحية .
في الذكرى السادسة بعد المائة على هذه الجريمة النكراء ، لازالت دول العالم غير مهتمّة بها , أو بإنصاف الضحية ومحاكمة مرتكبوا الجريمة , ولم تلق اهتماما دوليا مماثلا للاهتمام الدولي بمذبحة الأرمن , ولا زالت تركيا الدولة التي خلفت الإمبراطورية العثمانية ، تنفي وقوع المجازر التي تؤكدها الأمم المتحدة . وأقتصر الأمر باهتمام دولي خجول مثل السويد وفرنسا وأميركا حيث أقر البرلمان السويدي في الحادي عشر من مارس/ أذار عام 2010، الجرائم التي ارتكبتها تركيا بحق أبناء الشعب الأشوري والأرمن، التي حدثت في عام 1915، كجرائم إبادة جماعية، ليعد أول برلمان أوروبي وعالمي يقر بمجازر الأتراك ضد الأشوريين، في الوقت الذي كانت أحدى وثلاثين دولة من ضمنها فرنسا والولايات المتحدة قد أعترفت رسمياَ بأن عمليات القتل الجماعي هي إبادة جماعية لكن باسم الأرمن فقط . وتَقر أغلبية المؤسسات الأكاديمية العالمية أن ما قامت به الحكومة العثمانية بحق الأرمن يرتقي إلى الإبادة الجماعية منها الجمعية الدولية لعلماء الإبادة الجماعية التي أصدرت في عام 2007 ثلاثة اعترافات تشمل المذابح التي أقترفت بحق الآشوريين واليونانيين والأرمن .