1. Home
  2. /
  3. اراء
  4. /
  5. مقالات
  6. /
  7. ܡܶܢ ܡܶܬ݂ܚܳܐ ܢܰܓ݁ܺܝܪܳܐ ܒ݂ܳܥܶܐ...

ܡܶܢ ܡܶܬ݂ܚܳܐ ܢܰܓ݁ܺܝܪܳܐ ܒ݂ܳܥܶܐ ܗ̱ܘܺܝܬ݂ ܠܡܶܗܪܰܓ݂ ܐܰܡܢܳܐ ܡܰܚܪܳܝܳܐ ܠܘܳܬ݂ ܡܳܪܝ̱ ܐܶܣܚܳܩ ܕ݁ܰܐܢܛܝܟ݂

ܕ݂ ܒܫܝܪ ܛܘܪܝܐ

ألدكتور بشير متي ألطورلي

كنتُ منذ أمدٍ بعيد أحاول أن أدرس الفن الشعري للشاعر مار إسحق ألأنطاكي وهو من شعراء الطبقة ألأولى وقد كتب شعره على البحر السباعي فقط أي أنه كتب على نفس البحر الذي إبتدعه مار أفرام السرياني وبلغة قريبة من لغة مار أفرام لذا كان هذا سبباً لأختلاط شعره مع شعر غيره من الشعراء الذين نظموا على البحر السباعي خصوصا مار إسحق ألآمدي والذي عاش في فترة قريبة منه ولكن الثابت له كما قلت قصيدته في العلم والتي سأحللها ألآن مع ترجمتها إذ يقول:

ܝܽܘܠܦܿܳܢܳܐ ܡܶܠܚܰܐ ܗ̱ܘ ܕܢܰܦܼܫܳܐ ܕܒܼܶܗ ܡܶܬܼܚܰܝܨܳܐ ܪܰܦܼܝܽܘܬܼܳܗܿ

ܛܰܥܡܳܐ ܚܠܺܝܡܳܐ ܕܰܡܡܰܕܶܟܼ ܠܡܰܕܼܥܳܐ ܕܟܼܽܠܝܽܘܡ ܗܳܪܶܓܼ ܒܶܗ

ܫܪܳܓܼܳܐ ܕܗܰܘܢܳܐ ܝܽܘܠܦܿܳܢܰܐ ܗ̱ܘ ܕܒܼܶܗ ܡܶܬܼܢܰܗܪܳܐ ܝܺܕܼܰܥܬܼܳܐ

ܠܰܡܦܺܝܕܼܳܐ ܕܥܳܐܶܠ ܡܰܕܼܠܶܩ ܒܥܽܘܒ̈ܶܐ ܚܠܺܝܠ̈ܶܐ ܕܬܼܰܪܥܺܝܬܼܳܐ

ܫܶܡܫܰܐ ܗ̱ܘ ܕܕܼܳܢܰܚ ܡܶܢ ܐܶܕܼܢܳܐ ܒܓܰܘ ܪܶܥܝܳܢܳܐ ܘܡܰܢܗܰܪ ܠܶܗ

ܫܳܪܶܐ ܠܳܗܿ ܠܠܳܐ ܝܺܕܼܰܥܬܼܳܐ ܒܰܕܼܡܽܘܬܼ ܚܽܘܡܳܐ ܠܰܓܼܠܺܝܕܼܳܐ

ܢܰܦܼܫܳܐ ܕܢܰܦܼܫܳܐ ܝܽܘܠܦܿܳܢܰܐ ܗ̱ܘ ܕܡܶܢܶܗ ܩܳܢܝܳܐ ܚܰܝܽܘܬܼܳܐ

ܘܟܼܽܠ ܢܰܦܼܫܳܐ ܕܠܳܐ ܡܠܺܝܚܳܐ ܒܶܗ ܫܠܰܕܳܐ ܗ̱ܝ ܡܺܝܬܬܳܐ ܘܡܰܣܠܰܝܬܿܳܐ

الترجمة:

العلم ملح النفس به يتشددُ ضعفها

هو مذاق سليم يُطيب الفكر الذي يلهج به يومياً

سراج العقل العلم إذ به تستنير المعرفة

بل هو الشمس التي تشرق من ألأذن الى الفكرِ وتُنيره

يُذيب الجهل كما تُذيب الحرارة الجليد

العلم نفس النفس منه تقتني الحياة

والنفس التي لم تُمَلَّحْ به جثةٌ ميتةٌ ومرذولة

نلاحظ شاعرنا قد أخذ صوره من الطبيعة وسَخَرَّ الطبيعة تسخيراً جميلاً فمعروف أن الملح كان يُستعمل لحفظ ألأطعمة من الفساد بل إنَّ ألأكل بدون ملح لا طعم له كذلك النفس من دون علم تكون بدون فائدة ثم يأخذ السراج الذي ينير الظلمة ليلاً فيستطيع أن يقوم ألأنسان بإداء الضروري من أعماله فالفكر بدون العلم فكر أظلم ، الجهل آفة ألآفات بالعلم نخلص من هذه ألآفه ويُشبهها تشبيهاً جميلاً حيث حرارة ودفء العلم يُذيب الجهل كما أن دفء حرارة الشمس يذيب الجليد ليصبح ماء يروي الأنسان من خلال الينابيع وكذلك الأشجار .

نعم الحياة بدون العلم ليست حياةً فالأنسان الميت تنفصل روحه ونفسه عن جسده فيصبح جثة هامدة وإن لم ندفن تلك الجثة سوف تفوح رائحتها الكريهة كذلك تفوح من الجهل رائحة الرذيلة

مار إسحق ألأنطاكي :

إنَّ معظم آثار ما إسحق شعرية وعلى الوزن السباعي وله قصيدة الببغاء والتي تبلغ 2136 بيتاً وألأسهاب والتطويل لا ينتقص من سمو تفكيره ولا جمال تعبيره ويمتاز شعره بألأنسجام والسهولة والرقة والتي بلغت الغاية ، وهي حافلة بفوائد لاهوتية وأدبية ولغوية وطقسية وإجتماعية وهو من فحول الشعراء ومن الطبقة ألأولى وقد ضفرت أشعاره على هامه إكليلاً من ألأعتبار وألأحترام والتقدير ، فيبدو في جميعها : متشعب ألأبحاث كثير ألأنتاج طويل النفس ، ولمؤلفاته قيماً متنوعة ، لما فيها من معلومات في علم الطبيعة والفلك ، كدراسة ألأبراج وغيرها، وهي مصادر ثقة للتأريخ ،لما فيها من وصف زلزال إنطاكية وهدم بيت حور وويلات إنتابت السريان في زمانه ومستندات أدبية لما فيها من إبتكارات تأليف وضوابط لغوية ، ولئن إقتصر نظمه على وزنٍ واحد وهو السباعي ، فقد إبتكر ألفاظاً جديدة وتعابيرأً فريدة .

إن شاعرنا ألأنطاكي كان ذا ملكةٍ شعريةٍ قويةٍ ومتمكناً من لغته ودليل حبك الجملة لديه حبكاً رصيناً ودون تكلف ، بل جاءت كأنها الماء الرقراق تروي الظمأ. ومن ألأمور التي ميزت ألأدباء والشعراء السريان إهتمامهم بالعلم والحث على تحصيله وهذه سمة طبعت معظم ألأدباء السريان فلا نجد شاعراً أو أديباً سريانياً لم يدعو الى مثل هذه ألأمور .

يمتاز مار إسحق ألأنطاكي بتفننه في إختيار صوره الشعرية ومن أهم ما يميزه هو إستعمال (جمع الضدين) فيها كما في قصيدته ( الحسد والنميمة) إذ نسمعه يقول:

ܛܥܰܝܢܳܗܿ ܠܗܳܝ ܡܰܟܿܺܝܟܼܽܘܬܼܳܐ ܕܚܰܘܺܝ ܡܳܪܶܐ ܪܰܒܽܘܬܼܳܐ

ܟܰܕܼ ܐܰܪܡܺܝ ܡܰܝܳܐ ܒܠܰܩܢܳܐ ܘܣܶܕܽܘܢܳܐ ܥܰܠ ܟܰܬܼ̈ܦܳܬܼܶܗ

ܘܰܐܫܺܝܓܼ ܪ̈ܶܓܼܠܶܐ ܕܰܫܠܺܝܚܶܐ ܘܕܼܺܝܗܽܘܕܼܳܐ ܒܰܪ ܣܶܡܳܠܳܐ

والترجمه هي:

نسينا ذلك التواضع الذي أبداه لنا رب الجلالة

إذ صب ماءً في المرحضة وإإتزر بمنديل

وغسل أرجل التلاميذ ومنهم يهوذا إبن اليسار

نراه في هذه الصورة يبين مدى قوة الرب يسوع وكيف بلغ به التواضع الى غسل أقدام تلاميذه وهو رب المجد في حين ألأنسان العادي يرفض حتى غفران إساءةِ أخيه ألأنسان.

يستخدم شاعرنا مار إسحق ألأنطاكي ( جمع الضدين ) فمثلاً في قصيدته الحث على الصدقات نراه يقول :

ܠܳܐ ܬܶܙܒܶܢ ܠܳܟܼ ܡܶܢ ܚܰܒܼܪܳܟܼ

ܒܰܝܬܳܐ ܕܡܳܝܬܺܝܢ ܥܳܡܽܘܪ̈ܰܘܗܝ

ܙܒܼܶܢ ܠܳܟܼ ܕܶܝܢ ܡܶܢ ܐܰܠܳܗܳܐ

ܥܽܘܡܪܳܐ ܡܚܰܕܶܬܼ ܝܳܪ̈ܽܘܬܼܰܘܗܝ

ܒܛܺܝܡܰܝ̈ ܒܰܝܬܳܐ ܥܳܒܼܽܘܪܳܐ

ܙܒܼܶܢ ܠܳܟܼ ܒܰܝܬܳܐ ܕܠܳܐ ܥܳܒܼܰܪ

الترجمة:

لا تشترِ من زميلك بيتاً

يموت سكانه

بل إشترِ من الله مسكناً

يُجَدِّد ورثته

فبثمنِ بيت زائلٍ

إشترِ بيتاً لا يزول

ففي هذه ألأبيات نراه يقارن بين العمل ألأرضي والذي مثله بالبيت ألأرضي والعمل الروحي والذي غايته السماء فقد شبَّهَ ألأعمال ألأرضية بالبيت الأرضي وألأعمال الروحية بالبيت السموي ومعروف أن الكتاب المقدس قد حث على عمل الخير بقوله إكنزوا لكم كنوزاً في السماء حيث لا سارق يسرق ولا يفسد سوس وهذا ما عناه بالمقارنة بالبيت ألأرضي والسماوي وبطريقة رمزية جميلة وبلغة بسيطة وأسلوب جزل .

إلى أن يقول في نفس القصيدة ما يلي:

ܠܳܐ ܬܶܙܒܶܢ ܒܰܝܬܳܐ ܒܬܼܶܒܼܺܝܠ

ܕܰܫܒܼܳܒܼ̈ܐ ܢܟܼܺܝܠ̈ܶܐ ܡܰܐܝܳܐ

ܒܗܳܢ ܥܳܠܡܳܐ ܩܢܺܝ ܒܶܢܝܳܢܳܐ

ܕܬܼܶܗܘܶܐ ܫܒܼܳܒܼܳܐ ܠܰܣܪ̈ܳܦܼܶܐ

والترجمة:

لا تشترِ بيتاً في عالم

محاط بجيرانٍ غدارون

بل إقتنِ بيتاً في عالمٍ

يجعلكَ جاراً للملائكة

أكمل الصورة بأهمية العمل من أجل الحياة ألأبدية بنفس ألأسلوب الرمزي وهو أيضاً مأخوذ من ألأنجيل المقدس .

أما إسلوبه فقد بدأ البيت ألأول بلا الناهية يليها الفعل المضارع تشتري ولو عدنا الى البيت ألأول في الجزء ألأول من القصيدة نراه قد إستعمل ذات الفعل المضارع مبتدأً بلا الناهية وفي البيت الثاني بدأ بفعل ألأمر إشترِ ويتكرر نفس فعل ألأمر في البيت الرابع .

وألآن لنأخذ هذه الصورة عن عمل الكبرياء في حياة ألأنسان وكيف تدفعه الى إرتكاب المعاصي ناسياً أن الموت سوف يضع حداً لغروره آخذا أيضاً رمزاً من الطبيعة فلنسمعه يقول:

ܬܪܶܝܢ ܩܽܘܠܳܥܺܝ̈ܢ ܣܺܝܡܺܝܢ ܗ̱ܘܰܘ

ܠܰܐܟܳܪܳܐ ܒܰܚܕܼܳܐ ܚܰܩܠܳܐ

ܘܫܰܪܺܝܘ ܢܳܨܶܝܢ ܚܰܕܼ ܥܰܡ ܚܰܕܼ

ܕܰܐܝܢܳܐ ܚܰܣܺܝܢ ܡܶܢ ܚܰܒܪܶܗ

ܢܚܶܬܼ ܡܶܛܪܳܐ ܘܰܐܡܣܺܝ ܐܶܢܽܘܿܢ

ܘܒܼܰܛܶܠ ܪܰܘܒܳܐ ܕܰܬܼܪ̈ܰܝܗܽܘܢ

ܗܰܟܼܰܢ ܐܺܝܬܼܰܘܗܝ ܒܰܪܐ̱ܢܳܫܳܐ

ܕܡܶܫܬܰܥܠܶܐ ܥܰܠ ܒܰܪܓܿܶܢܣܶܗ

ܡܳܐ ܕܰܣܒܼܰܪ ܕܰܥܠܰܒܼ ܘܰܚܛܰܦܼ

ܕܒܼܰܪ ܡܰܘܬܳܐ ܘܚܰܒܼܫܶܗ ܒܰܫܝܽܘܠ

الترجمة:

كانت هنالك قُلاعتين

لفلاحٍ في الحقل

وأبتدأتا تتخصامان

أيتهما أقوى من زميلتها

هطل المطر ونقعهما

وأبطل صخبهما

هكذا هو ألأنسان

الذي يستعلي على إبن جلدته

عندما يظن أنه غلب وخطف

يأخذه الموت ويحبسه في الهاوية

صورة جميلة أخرى يقارن فيها بأسلوبه الجزل كيف أن ألأنسان مهما تجبر وطغى لا يستطيع الصمود إذ إن هو إلا مِدرة من طين صنعها الخالق ونفخ فيها نسمة الحياة فلماذا هذا التجبر وتلك الكبرياء على أبناء جنسك فتعقل وخذ من تلك القلاعة درساً فإنها لم تصمد أمام المطر وعادت طينا لا شكل له هكذا أنت أمام الموت تعود تراباً الى ألأرض التي أُخذت منها فتبصر.

وهذه قصيدة ثانية له في محبة العلم ومن الجدير بالذكر أن كبار شعرائنا السريان نظموا قصائد عصماء في محبة العلم والحث على السعي إلى تحصيله فلنسمعه ماذا ينثرر منْ دُرَرٍ.

ܪܶܚܡܰܬܼ ܝܽܘܠܦܿܳܢܳܐ

ܡܰܢܽܘ ܕܰܪܚܶܡ ܝ݀ܘܠܦܿܳܢܳܐ ؟ ܘܠܳܐ ܗܘܳܐ ܪܚܺܝܡܳܐ ܡܶܢ ܟܽܠ ܐ̱ܢܳܫ

ܡܰܢܽܘ ܠܺܐܝ ܒܡܰܠܦܼܳܢܽܘܬܼܶܗ ؟ ܘܠܳܐ ܠܐܺܝ ܥܳܠܡܳܐ ܒܩܽܘܠܳܣܰܘ̈ܗ̱ܝ

ܡܰܢ ܒܰܓܿܶܢ ܡܶܢ ܝܽܘܠܦܿܳܢܳܐ ؟ ܕܛܰܠܡܶܗ ܐܰܓܼܪܳܐ ܕܩܶܪܝܳܢܶܗ

ܡܰܢ ܪܰܚܡܶܗ ܘܠܳܐ ܐܶܬܼܝܰܬܰܪ ؟ ܡܶܢ ܥܶܢܝܳܢܶܗ ܫܰܦܿܺܝܪܳܐ

ܠܡܰܢܽܘ ܓܠܰܙ ܡܶܢ ܥܰܠ̈ܠܳܬܼܳܐ ؟ ܘܠܳܐ ܡܠܳܐ ܘܝܰܗ̱ܒܼ ܠܶܗ ܓܶܐܘ̈ܳܬܼܳܐ

ܐܰܝܢܳܐ ܬܰܠܡܺܝܕܼܳܐ ܗܘܳܐ ܠܶܗ ؟ ܘܠܳܐ ܡܰܠܟ̈ܶܐ ܗܘܰܘ ܬܰܠܡܺܝܕܼܰܘ̈ܗ̱ܝ

ܡܰܢܽܘ ܕܐܰܚܶܒܼ ܥܶܢܝܳܢܶܗ ؟ ܘܠܳܐ ܗܘܳܐ ܒܥܳܠܡܳܐ ܦܳܩܽܘܕܼܳܐ

ܡܰܢ ܐܰܪܡܺܝ ܡܠܽܘܐܳܐ ܨܶܐܕܼܰܘܗ̱ܝ ؟ ܘܠܳܐ ܥܰܦܼ ܘܬܼܰܠܶܬܼ ܫܳܡܽܘܢܶܗ

ܡܰܢ ܐܘܓܰܪ ܥܰܡ ܝܽܘܠܦܿܳܢܳܐ ؟ ܘܐܰܓܼܪܳܐ ܒܨܺܝܪܳܐ ܢܣܰܒܼ ܡܶܢܶܗ

ܐܰܝܟܳܐ ܗܘܳܐ ܠܶܗ ܛܳܠܽܘܡܳܐ ؟ ܕܢܶܥܪܽܘܩ ܐ̱ܢܳܫ ܡܶܢ ܦܽܘܠܚܳܢܶܗ

الترجمة:

مَنْ ذا الذي أحبَّ العلمَ ؟ ولم يكن محبوباً من كل أحد

مَنْ ذا الذي كَدَّ في تعليمه؟ ولم يكِدَ العالم في مديحه

مَنْ ذا الذي تَذّمَّرَ من العلم؟ كأنَّه غمطه حقَّ قراءتِه

مَنْ ذا الذي أحبه ؟ ولمْ ينتفع من عشرته الكيسة

مَنْ ذا الذي حرمه ألغلات (ألأموال)؟ ولم يُغدِق عليه أضعاف الخيرات

مَنْ ذا الذي صار له تلميذاً ؟ ولمْ يصِرْ له الملوك تلاميذ

مَنْ ذا الذي أحبَّ عشرته ؟ ولمْ يضحَ في العالمِ أميراَ

مَنْ ذا الذي أودع لديه مبلغاً؟ ولم يُضاعف ويُثَلِثْ درهمَهُ

مَنْ ذا الذي عمل عند العلم أجيراً ؟ فتقاضى منه أجرةَ زهيدةً

تُرى متى ( اينَ) كان العلم جائراً؟ حتى يهرب المرء من خدمته

نجده في هذه القصيدة يبدأ البيت بالسوآل أي ألأستفهام والجواب بأداة النفي لتوكيد ذلك الجواب وهو أسلوب لجلب إنتباه السامع وفي جميع ألأبيات ، شيءُ آخر نراهُ هنا ألا وهو التكرار وهو فن تميز به شعرائنا السريان خصوصاً مار أفرام نبي السريان وشمسهم وفي هذا دليل على تمكنه العالي من لغته حيث ألأستعارات والتشبيهات الكثيرة والصور الشعرية المتنوعة .

إنَّ قصيدته في محبة العلم طويلة وفي أحدِ أقسامها يلجأ إلى أسلوب المحاورة بين الأستاذ وتلميذه نختار منها بعض ألأبيات لنرى مآثره الكثيرة في مجال الحث على إقتناء العلم حيث يقول:

ܐ̱ܡܰܪ ܠܺܝ ܪܰܒܿܳܐ ܕܰܠܡܳܐ ܟܰܝ ܒܛܰܥܡܳܐ ܠܡܺܐܠܰܦܼ ܙܳܕܶܩ ܠܺܝ ؟

ܘܩܰܠܺܝܠ ܩܰܠܺܝܠ ܐܶܣܰܒܼ ܠܺܝ ܐܰܝܟܼ ܕܰܒܼܟܼܰܝܠܳܐ ܝܽܘܠܦܿܢܳܐ ؟

ܠܡܳܐ ܢܳܒܼܰܥ ܠܶܗ ܚܶܪܝܳܢܳܐ ܡܶܢ ܝܽܘܠܦܿܳܢܳܐ ܣܰܓܿܺܝܐܳܐ ؟

ܘܦܳܓܼܰܥ ܠܺܝ ܒܶܗ ܚܽܘܣܪܳܢܳܐ ܐܰܝܟܳܐ ܕܰܒܼܥܺܝܬܼ ܝܽܘܬܼܪܳܢܳܐ؟

ܠܡܳܐ ܡܶܬܼܝܰܠܕܳܐ ܠܳܗܿ ܒܨܳܬܼܳܐ ܒܣܰܓܺܝܐܽܘܬܼܳܐ ܕܩܶܪܝܳܢܳܐ ؟

ܘܡܶܬܼܡܰܛܶܐ ܠܶܗ ܝܳܠܽܘܦܼܳܐ ܕܢܶܩܪܽܘܒܼ ܢܶܗܘܶܐ ܒܽܨܽܘܝܳܐ؟

ܠܡܳܐ ܟܰܝ ܐܺܝܬܼ ܠܶܗ ܠܝܽܘܠܦܿܳܢܳܐ ܕܽܘܟܿܬܼܳܐ ܕܫܶܠܝܳܐ ܚܳܫܰܚ ܠܶܗ؟

والترجمة:

قُلْ لي يا أستاذ هل يجب أن أتعلم بشغف؟

أو قليلاً قليلاً أخذه كما بمقياس العلم ؟

أو هل أن كثرة العلم تُنتج المماحكات ؟

أو هل أصادف به الخسارة حيث طلبتُ الربح؟

أمْ أن كثرة القراءة تَلِدُ المباحثات؟

وبذا يقربُ للتلميذ أنْ يصبحَ باحثاً؟

أو هل للعلم مكان أنَّ الصمت يُفيدَهُ؟

نرى في هذه ألأبيات أنه يبدأ البيت بأدأة ألأستفهام (ܠܡܳܐ) وهي أدأة إستفهام إستفسارية يريد من خلال الجواب عليها أن يعرف كيف عليه أن يكتسب العلم وما هي سلبيات ألأستزادة من العلم ونجد أيضاً علامة مميزة لديه هي التكرار ليشد السامع اليه وكلماته واضحة ولكنها في الوقت نفسه تحتاج الى التمعن فيها لأنها تحوي الكثير من المعاني الخفية أي أنها تحتاج الى القراءة بين السطور .

هذا ألأسلوب يُعرف بالسهل الممتنع ، ونلاحظ أيضاً أنه إستخدم أداة ألأستفهام تلك بين بيتٍ وآخر وفي بداية البيت .

له أيضاً قصيدة رقيقة ورائعة في الطلبات وضرورة أن تكون الطلبة مقرونة بالصدقات فهو يُشبِّه بالملح الذي يوضع على الذبيحة حيث كان الملح يُستعمل لحفظ الطعام ومن دونه كانت تتلف أما إذا لم يرافقها الملح فلن تبقى طويلاً كذلك الطلبة أو الصلاة إنْ لم تقترن بالصدقة والعطاء تكون بدون فاعلية فلنسمع ما يقول :

ܕܥܰܠ ܒܳܥܘ̈ܳܬܼܳܐ

ܣܶܪܝܰܬܼ ܡܶܠܚܳܐ ، ܘܰܦܼܟܼܰܗ ܠܶܗ ܐܳܦܼ ܗܽܘ ܕܶܒܼܚܳܐ ܕܰܨܠܽܘܬܼܰܢ

ܡܳܪܶܐ ܩܽܘܪ̈ܒܳܢܶܐ ܦܰܩܶܕܼ ܕܟܼܽܠܗܽܘܢ ܕܶܒܼܚ̈ܶܐ ܢܶܬܼܡܰܠܚܽܘܢ

ܨܠܽܘܿܬܼܳܐ ܒܚܽܘܒܳܐ ܡܶܬܼܡܰܠܚܳܐ ܘܠܳܐ ܐܺܝܬܼ ܚܽܘܒܳܐ ܒܰܨܠܽܘܿܬܿܰܢ

ܡܶܠܚܳܐ ܕܒܼܳܥܽܘܬܼܳܐ ܙܶܕܼܩܬܼܳܐ ܘܠܰܝܬ ܙܶܕܼ̈ܩܳܬܼܳܐ ܒܒܼܳܥܽܘܬܼܰܢ

ܕܶܒܼܚܳܐ ܡܶܠܚܳܐ ܬܳܒܼܰܥ ܗ̱ܘܼ ܐܳܦܼ ܒܳܥܽܘܬܼܳܐ ܙܶܕܼ̈ܩܳܬܼܳܐ

ܘܰܕܼܠܶܘܝܳܐ ܗ̱ܝ ܡܶܠܚܳܐ ܠܕܼܶܒܼܚܳܐ ܬܠܰܘܶܐ ܙܶܕܼܩܬܼܳܐ ܠܰܨܠܽܘܬܼܳܐ

ܠܳܐ ܥܳܐܿܠܳܐ ܚܕܼܳܐ ܒܰܠܚܽܘܕܼܶܝܗܿ ܠܪܰܘܡܳܐ ܨܠܽܘܬܼܳܐ ܕܠܳܐ ܙܶܕܼܩܬܼܳܐ

ܠܬܼܰܪ̈ܬܰܝܗܶܝܢ ܝܳܕܼܰܥ ܬܰܪܥܳܐ ܘܡܳܐ ܕܰܚܙܳܐ ܐ̱ܢܶܝܢ ܝܰܗ̱ܒܼ ܐܰܬܼܪܳܐ

والترجمة:

فسد الملح ، وفقدت الطعم ذبيحة صلاتنا

أمر سيد القرابين أنْ تًملح كل الذبائح

الصلاة تُملح بالمحبة وصلاتنا من دون محبة

ملح الطلبة الصدقة ولا صدقات بطلبتنا

كما أن الذبيحة تحتاج الملح هكذا الطلبة الصدقات

وكما يرافق الملح الذبيحة تُرافق الصدقة الطلبة

لا تدخل واحدة لوحدها الى العلاء الصلاة من دون الصدقة

إذ أن الباب يعرف كلتيهما فيفسح لهما المجال

صور جميلة ومقارنة بديعة يبين من خلالها أهمية الترابط بين الصلاة والصدقة بأسلوب رمزي أخاذ إنه فنان يرسم بقلمه لوحة فنية رائعة تسبح بك في عالم الروح عالياً ، أما فنياً نلمح ما يُشبه القافية في ألأبيات الأربعة ألأولى حيث الروي هو النون ، أما ألأبيات الثلاثة التي تليها فهي تأء التأنيث ، وفي هذا دليل أنَّ شعراءنا كانوا قد عرفوا نوعا من القافية ولو بشكلٍ جزئي , وسيد هذا الفن هو مار بالاي إسقف بالش في طلباته .

وله عدة قصائد في التوبيخ نختار واحدة منها لأنها تمتاز عن غيرها بإسلوبها الفني المتميز حيث يبدأ صدرالبيت ألأول بكلمة ( ܐܺܝܬܼ ) وصدرالبيت الذي يليه بكلمة (ܦܰܩܳܚ) وأما عجز البيت فيعطفه على الصدر بأدآة العطف الواو ، وهكذا دواليك الى نهاية القصيدة والتي تبلغ 22 بيتاً أي على عدد حروف اللغة السريانية ألبالغة 22 حرفاً ، وفيها صور شعرية زاهية ألألوان يمزج فيها الطبيعة من حقول وحنطة وكروم وقطعان الغنم والخمر والزيت والخيل في لوحة نادرة فلنسمعه يقول:

ܕܥܰܠ ܡܰܟܿܣܳܢܽܘܬܼܳܐ

ܐܺܝܬܼ ܕܠܳܐ ܙܳܪܰܥ ܚܰܩ̈ܠܳܬܼܳܐ ܘܗܳܐ ܙܳܪܰܥ ܟܽܠ ܣܰܢ̈ܝܳܬܼܳܐ

ܦܰܩܳܚ ܗ̱ܘܳܐ ܕܢܶܙܪܽܘܥ ܚ̈ܶܛܶܐ ܘܠܳܐ ܕܗܳܐ ܙܳܪܰܥ ܙܺܝ̈ܙܳܢܶܐ

ܐܺܝܬܼ ܕܠܰܝܬ ܠܶܗ ܟܰܪ̈ܡܶܐ ܢܨܺܝ̈ܒܼܶܐ ܘܗܳܐ ܥܳܩܰܪ ܓܽܘܦܼܢܰܝ̈ ܡܳܪܶܗ

ܦܰܩܳܚ ܗ̱ܘܳܐ ܕܢܶܨܽܘܒܼ ܟܰܪ̈ܡܶܐ ܘܠܳܐ ܢܶܥܩܽܘܪ ܟܰܪܡܳܐ ܕܡܳܪܶܗ

ܐܺܝܬܼ ܕܠܰܝܬ ܠܶܗ ܓܙܳܪ̈ܰܝ ܥܳܢ̈ܳܐ ܘܗܳܐ ܩܢܶܐ ܠܶܗ ܓܙܳܪ̈ܰܝ ܪܽܘܓܼܙܳܐ

ܦܰܩܳܚ ܗ̱ܘܳܐ ܒܰܢ̈ܩܰܘܳܬܼܳܐ ܘܠܳܐ ܕܰܩܢܶܐ ܠܶܗ ܗܶܪ̈ܳܬܼܳܐ

ܐܺܝܬܼ ܕܠܰܝܬ ܠܶܗ ܢܰܚ̈ܬܶܐ ܥܦܺܝ̈ܦܶܐ ܘܗܳܐ ܥܳܐܶܦܼ ܡܶܠܰܝ̈ ܕܺܝܢܳܐ

ܦܰܩܳܚ ܕܰܢܟܼܰܣܶܐ ܢܰܚ̈ܬܶܐ ܘܠܳܐ ܕܰܢܩܰܠܶܐ ܠܰܐ̱ܚܪ̈ܳܢܶܐ

ܐܺܝܬܼ ܕܠܰܝܬ ܠܶܗ ܟܺܝ̈ܣܶܐ ܨܪܺܝܪ̈ܶܐ ܘܗܳܐ ܨܪܺܝܪ ܠܶܗ ܥܰܘܠܳܐ ܒܠܶܒܶܗ

ܦܰܩܳܚ ܗ̱ܘܳܐ ܒܟܼܺܐܒܼܳܐ ܩܰܕܼܡܳܐ ܘܠܳܐ ܕܶܐܬܬܰܘܣܰܦܼ ܕܽܘܘܳܢܳܐ

ܐܺܝܬܼ ܕܠܰܝܬ ܠܶܗ ܚܰܡܪܳܐ ܒܚܶܨ̈ܒܶܐ ܘܰܡܠܶܐ ܚܣܳܡܳܐ ܪܶܥܝܳܢܶܗ

ܦܰܩܳܚ ܗ̱ܘܳܐ ܒܚܰܡܪܳܐ ܚܰܠܝܳܐ ܘܠܳܐ ܒܰܚܣܳܡܳܐ ܚܰܡܽܘܨܳܐ

ܐܺܝܬܼ ܕܠܰܝܬ ܠܶܗ ܡܶܫܚܳܐ ܥܨܺܪܳܐ ܘܪܽܘܓܼܙܳܐ ܥܳܨܰܪ ܪܶܥܝܳܢܶܗ

ܦܰܩܰܚ ܗ̱ܘܳܐ ܡܶܫܚܳܐ ܢܺܝܚܶܐ ܘܠܳܐ ܪܽܘܓܼܙܳܐ ܩܰܫܝܳܐ ܘܒܼܺܝܫܳܐ

ܐܺܝܬܼ ܕܠܳܐ ܐܳܟܼܶܠ ܕܰܢܫܺܝܦܼܳܐ ܘܠܰܐ̱ܚܪ̈ܳܢܶܐ ܡܰܘܟܶܠ ܓܰܕ̈ܕܶܐ

ܦܰܩܳܚ ܗ̱ܘܳܐ ܕܠܰܚܡܳܐ ܢܶܐܟܼܽܘܠ ܘܠܳܐ ܢܰܛܥܶܡ ܡܪܳܪ̈ܶܐ ܠܐܰܚܽܘܗ̱ܝ

ܐܺܝܬܼ ܕܠܳܐ ܠܳܒܼܶܫ ܪ̈ܰܟܺܝܟܼܶܐ ܘܡܶܠܰܘ̈ܗ̱ܝ ܩܰܫ̈ܝܳܢ ܐܰܝܟܼ ܣܰܣܦܿܳܐ

ܦܰܩܳܚ ܗ̱ܘܳܐ ܕܠܳܐ ܢܶܬܼܡܰܟܰܟܼ ܕܗܳܐ ܡܽܘܟܳܟܼܶܗ ܕܳܩܽܘܪܰܐ ܗ̱ܘܼ

ܐܺܝܬܼ ܕܠܳܐ ܪܳܟܼܶܒܼ ܥܰܠ ܪ̈ܰܟܼܫܳܐ ܘܗܳܐ ܪܟܼܺܝܒܼܳܐ ܠܶܗ ܪܳܡܽܘܬܼܳܐ

ܦܰܩܳܚ ܗ̱ܘܳܐ ܠܶܗ ܚܰܝ̈ܘܳܬܼܳܐ ܘܠܳܐ ܕܗܳܐ ܡܫܰܥܒܶܕܼ ܢܰܦܼܫ̈ܳܬܼܳܐ

ܐܺܝܬܼ ܕܠܰܝܬ ܠܶܗ ܥܰܒܼ̈ܕܶܐ ܟܒܼ̈ܝܫܶܐ ܘܗܳܐ ܦܿܳܠܰܚ ܗܽܘ ܠܰܚܛܺܝܬܼܳܐ

ܦܰܩܳܚ ܗ̱ܘܳܐ ܕܢܶܗܘܶܐ ܡܳܪܳܐ ܘܠܳܐ ܢܶܗܘܶܐ ܥܰܒܼܕܳܐ ܒܺܝܫܳܐ

والترجمة :-

هنالك من لا يزرع حقولاً ولكنه يزرع كلَّ الرذائل

فكان ألأولى به أن يزرع حنطةً مِنْ أن يزرع زؤآناً

هنالك مَنْ لم يغرس كرماً ولكنه يقتلع جفنات سيده

فكان ألأحرى به أنْ يغرس غروما لا أن يقتلع كرم سيده

هنالك من لا يمتلك قطعان غنمٍ وقد إقتنى قطعان الغضب

فكان ألأليق به أنْ يقتني نعاجاً لا أن يتمرس بالخصومات

هنالك مَنْ لا ثيابَ مُبطنة له ولكنه يُبطن كلمات الدينونة

فكان ألأجدى له يرتدي ثياباً مِنْ أنْ يشتمَ ألآخرين

هنالك من ليس له أكياساً مصرورة ولكنه قد صَرَّ ألإثمَ في قلبه

فكان ألأنفع له أن يبقى في مرضه ألأول ولا يزداد شقاءً

هنالك مَنْ ليس له خمر في الدنان بيد أن فكره مُتَرعٌ حسداً

فكان ألأوفق أنْ يقتني خمراً حلواً وليس حسداً حامضاً

هنالك منْ لم يعصر زيتاً ويعتصرُ فكرهُ غضباً

فكان ألأفضل أن يملك زيتاً طيباً من أنْ يضمر غضباً مريراً

هنالك مَنْ لم يأكل خبزاً ناشفاً ويُطعمَ ألآخرين علقماً

فكان خليقاً به أن يأكل خبزاً ولا يُطعم أخاه حنظلاً

هنالك مَنْ لا يلبسُ ثياباً ناعمة لكنَّ كلماته كالسيف ماضية

فكان خيراً له ألا يتواضع مِنْ أنْ يكون تواضعه خنجراً

هنالك من لا يركب الخيل وقد ركبته الكبرياء

فكان ألأصلح له أن يركب البهائم من أنْ يستعبد النفوس

هنالك مَنْ ليس له عبيد أرقاء وهو يخدم الخطيئة

فكان ألأنسب أنْ يكون سيداً ولا يكون عبداً شريراً

نلاحظ في هذه القصيدة عدة أمور منها:

1) في البيت أستعمل الفعل زرع (ܙܳܪܰܥ) ثلاث مرات في البيت ألأول مرة في الصدر ومرة في العجز ومرة في عجز البيت الثاني وهي في حالة الحاضر والذي يقابله في العربية صيغة إسم الفاعل وعاد وإستعمله في صدر البيت الثاني في حالة المضارع.

2)الدعامة ألأولى في اصدر البيت الثاني والرابع والسادس والعاشر والثاني عشر والرابع عشر والسادس عشر وهكذا بين بيت وآخر الى نهاية القصيدة هي الهاء أي ما تعرف بالقافية الداخلية وهي أيضاً ثلاثية وفي هذا دليل التمكن العالي من اللغة.

3) الدعامة ألأولى في صدر البيت الثالث والخامس والسابع والتاسع والحادي عشر تنتهي يحرف الهاء أو ما يعرف بالقافية الداخلية وهي ثلاثية.

4) ألأبيات التاسع عشر والعشرون والحادي والعشرون تنتهي ثلاثتها بتاء التأنيث .

هذا بعضاً من فنه الشعري.

ولنأخُذَنَّ من قصيدته في النصح ألأبيات الستة ألأولى فماذا نلقى:

نجد أن البيت ألأول والثالث يبدآن بلا الناهية يليها الفعل المضارع ذاته وعجزا البيتين ألأول والثاني لهما نفس الروي وهما ضمير المخاطب المذكر المجرور بحرف الجر والبيتان الثالث والرابع لهما نفس الروي وهو حرف التاء وأما البيتان الخامس والسادس فيبدآن بحرف الجر الباء وينتهي عجزاهما بروي واحد وهو ضمير الغائب المجرور وفي هذا دليل على قدرة شاعرنا التلاعب بألألفاظ وسيطرته على اللغة.

ܥܰܠ ܡܰܪܬܿܝܳܢܽܘܬܼܳܐ

ܠܳܐ ܬܶܫܬܰܘܕܶܐ ܬܝܳܒܼܽܘܬܼܳܐ :::::::::: ܠܰܐܠܳܗܳܐ ܕܠܳܐ ܡܩܰܒܶܠ ܠܳܟܼ

ܦܽܘܩܕܳܢܳܐ ܕܩܳܡ ܥܰܠ ܪܺܫܳܟܼ :::::::::: ܕܝܰܘܡܳܢ ܬܶܫܦܿܰܪ ܡܰܪܗܶܒܼ ܠܳܟܼ

ܠܳܐ ܬܶܫܬܰܘܕܶܐ ܠܰܐܠܳܗܳܐ :::::::::: ܕܒܼܳܬܼܰܪ ܙܰܒܼܢܳܐ ܬܳܐܶܒܼ ܐܰܢ̱ܬ

ܕܣܰܓܿܺܝ ܒܗܳܕܼܶܐ ܡܰܡܪܰܚ ܐܰܢ̱ܬ :::::::::: ܕܠܰܐܠܳܗܳܐ ܒܣܰܒܼܪܳܐ ܬܳܠܶܝܬ

ܒܣܰܒܼܪܶܗ ܗ̱ܘ ܬܠܶܐ ܟܽܠܡܶܕܶܡ :::::::::: ܘܰܒܼܣܰܒܼܪܳܐ ܬܳܠܶܐ ܐܰܢܬ ܠܶܗ

ܒܫܽܘܽܘܕܳܝܶܗ ܠܒܼܺܝܟܼܺܝܢ ܟܺܐ̈ܢܶܐ :::::::::: ܘܐܰܢ̱ܬ ܫܽܘܘܕܳܝܳܐ ܡܩܺܝܡ ܐܰܢܬ ܠܶܗ

الترجمة:

لا تَعِدُ الله بالتوبة فلنْ يقبلكَ

فألأمر المنتصب على رأسك ، أن تُحَسِّن اليوم سيرتك

لا تَعِدْ الله أنك ستتوب بعد زمنٍ

لأنك بهذا تكون قد أوغلت في الوقاحة

إذ أنك تُعَلِّق اللهَ بألأمل

إنَّ الله كل أملٍ مُعلق به

أفأنت تُعَلِّقه بألأمل

مَنْ بوعده إرتبط ألأبرار

أفأنت تُوجب له الوعدَ

نصيحة عملية وذات عمقٍ كبير دليل خبرة فلا يُمكن للإنسان العاقل أن يؤجل التوبة من يوم لِآخر وذلك لأنه سيشبه ذلك الغني الذي أغلت حنطة فقال ماذا أفعل أهدم أهرائي وأبني أكبر منها وأقول يانفسي كلي وإشربي لأنَّ لك خيرات كثيرة لسنين طويلة فكان جواب الله ياغبي اليوم تُطلب نفسك منك فهذا الذي جمعته لمن يكون.نعم هذه أساس النصحية التي يُقدمها شاعرنا بأسلوبه الشعري الجميل وبلغته الرشيقة والخالية من التكلف.

هذا غيض من فيض مما قدم شاعرنا مار إسحق ألأنطاكي ومن يريد أن يطلع على المزيد من روائعه مع ترجمتها البديعة عليه بكتاب المثلث الرحمة مارإغناطيوس يعقوب الثالث ( اللأليء المثورة في ألأقوال ألمأثورة) بجزئيه فقد نشر قداسته الكثير له ولمار أفرام السرياني ومار يعقوب السروجي وأبدع فيما نشر وترجم نفعنا الرب بصلاته.

وفي قيصدة له في توبيخ الذين يتنكرون للفضائل نراه بإسلوبه السهل الممتنع يبدأ قصيدته بالبيتين ألأولين بحرف الباء في حين يبدأ عجزا البيتين بحرف الدال يبدأ بقية أبيات القصيدة بأدأة ألأستفهام مجزومة وعجز ألأبيات بحرف الدال يليه لا النافية في ثمانية ألأبيات وبقية ألأبيات بحرف الدال وذلك في أربعة عشر بيتاً مِنْ مجموع أبياتها والبالغة ستة عشر بيتاً في هذا دليل على تمكنه العالي من اللغة وتفننه في رسم صورته للقصيدة رسماً ينِمُ عن ملكة شعرية لاهبة وأصيلة فلنسمنعه يقول:

ܡܰܟܣܳܢܽܘܬܼܳܐ ܠܰܕܼܡܰܗܡܺܝܢ ܒܰܡܝܰܬܪ̈ܳܬܼܳܐ

ܒܰܚܨܳܕܼܳܐ ܠܳܐ ܐ̱ܢܳܫ ܙܳܪܰܥ :::::::::::::: ܕܠܰܝܬ ܡܶܛܪܳܐ ܐܰܝܟܼ ܕܰܢܪܰܒܶܐ

ܒܶܝܬܼ ܕܺܝܢܳܐ ܠܳܐ ܐ̱ܢܳܫ ܒܳܥܶܐ :::::::::::::: ܕܠܰܝܬ ܫܽܘܒܼܩܳܢܳܐ ܕܰܢܚܰܣܶܐ

ܐܰܝܟܰܢ ܐܺܝܬܼ ܠܰܢ ܕܰܢܡܰܠܶܠ ؟ :::::::::::::: ܕܠܳܐ ܫܡܰܥܢܰܢ ܡܶܕܶܡ ܕܐܶܡܰܪ

ܐܰܝܟܰܢ ܒܳܥܶܝܢܰܢ ܪ̈ܰܚܡܶܐ ؟ :::::::::::::: ܕܠܳܐ ܐܰܪܦܺܝܢܰܢ ܣܰܟܼܠܽܘܬܼܰܢ

ܐܰܝܟܰܢ ܢܶܒܼܥܶܐ ܥܽܘܕܼܪܳܢܳܐ ؟ :::::::::::::: ܕܠܳܐ ܣܡܰܟܼܢܰܢ ܠܶܒܳܐ ܕܰܬܼܒܼܺܝܪ

ܐܰܝܟܰܢ ܢܶܬܶܠ ܠܰܢ ܫܽܒܼܚܳܐ ؟ ::::::::::::: ܕܠܳܐ ܟܰܣܶܝܢ ܥܰܪ̈ܛܶܠܳܝܶܐ

ܐܰܝܟܰܢ ܢܰܓܼܢܶܝܢ ܒܰܣܡܳܟܼܶܗ ؟::::::::::::: ܕܠܳܐ ܚܰܕܶܝܢܰܢ ܠܐܰܪܡܰܠܬܳܐ

ܐܰܝܟܰܢ ܢܰܥܠܰܢ ܠܰܓܼܢܽܘܢܶܗ ؟:::::::::::: ܕܠܳܐ ܐܰܥܶܠܢ ܝܰܬܼ̈ܡܶܐ ܠܥܽܘܡܪܰܢ

ܐܰܝܟܰܢ ܢܶܫܒܼܽܘܿܩ ܚܰܘ̈ܒܳܬܼܰܢ ؟:::::::::::: ܕܗܳܐ ܣܰܓܺܝ̈ܐܳܢ ܫܳܪ̈ܥܳܬܼܰܢ

ܐܰܝܟܰܢ ܢܶܩܪܶܢ ܝܳܪ̈ܽܘܬܼܶܐ ؟ ::::::::::: ܕܠܳܐ ܗܘܰܝܢܰܢ ܒܢܰܝ̈ ܡܰܠܟܽܘܬܼܳܐ

ܐܰܝܟܰܢ ܢܶܩܪܶܝܢ ܚܰܒܺܝܒܼܰܘ̈ܗ̱ܝ؟::::::::::::: ܕܗܳܐ ܥܒܼܺܝܕܼܺܝܢܰܢ ܣܳܩܽܘܪ̈ܶܐ

ܐܰܝܟܰܢ ܢܟܼܰܢܶܝܢ ܣܳܓܼܽܘܕܼܰܘ̈ܗ̱ܝ؟ ::::::::::::: ܕܗܳܐ ܗܘܰܝܢܰܢ ܠܶܗ ܛܳܠܽܘܡ̈ܶܐ

ܐܰܝܟܰܢ ܢܚܰܕܶܬܼ ܗܰܕܳܡܰܝ̈ܢ ؟ :::::::::::: ܕܠܳܐ ܛܥܶܢܰܢ ܚܰܫܰܝ̈ ܨܰܥܪܶܗ

ܐܰܝܟܰܢ ܢܶܦܼܪܰܚ ܒܰܥܢܳܢ̈ܶܐ ؟:::::::::::: ܕܠܰܝܬ ܠܰܢ ܓܶܦ̈ܶܐ ܙܶܕܼ̈ܩܳܬܼܳܐ

ܐܰܝܟܰܢ ܐܰܝܟܰܢ ܢܶܛܽܘܣ ܐܰܝܟܼ ܢܶܫܪ̈ܶܐ؟::::::::::: ܕܗܳܐ ܐܰܘܩܪܳܬܼܰܢ ܝܰܥܢܽܘܬܼܳܐ

ܐܰܝܟܰܢ ܢܶܚܕܽܘܢ ܒܰܢ ܥܺܝܪ̈ܶܐ ؟ ::::::::::: ܕܒܼܶܝܬܼ ܟܳܦܼܽܘܪ̈ܶܐ ܦܬܼܺܝܟܼܺܝܢܰܢ

والترجمة:

لا أحد يزرع في الحصاد ::::::::::::: لأن ليس مطر ليربي الزرع

ولا أحد يطلب العفو في المحكمة ::::::::::: لأن ليس عفوٌ ولا غفران

كيف لنا أنْ نتكلم ؟ ::::::::::: ولم نسمع ما قاله الله

كيف نطلب الرحمة؟ ::::::::::: ولم نتخلَ عن عثرتنا

كيف نطلب العون؟ :::::::::::: ولم نسند القلب الكسير

كيف نُعطى المجد؟ :::::::::: ولم نكسِ العراة

كيف نتكيء في وليمته؟ :::::::::: ولم نُفرح ألأرملة

كيف يُدخلنا خدره؟ ::::::::: ولم نُدخل ألأيتامَ دورنا

كيف يغفر ذنوبنا؟ ::::::::: وها قد كثرت آثامنا

كيف يسمينا ورثةً؟ ::::::::: ولم نصر أبناء الملكوت

كيف يدعونا أحباءه؟ ::::::::: وها نحن أدرنا ظهرنا له

كيف يكنينا عبيده؟ ::::::::: وها نحن أصبحنا ظالمين له

كيف يُجدد أعضاءنا؟ :::::::::: ولم نحمل ألام عاره

كيف نطير في السحب؟ :::::::::: وليس لنا أجنحة الصدقات

كيف نُحلق كالنسور ؟ ::::::::::: وقد أثقلتنا الشراهة

كيف يفرح بنا الملائكة ؟ :::::::::: ونحن بين الكافرين متلونون

إنَ مار إسحق في هذه القصيدة قد وضع النقاط على الحروف بالنسبة للسلوك المسيحي كيف يجب أن يكون وبطريقة شعرية جميلة وهي السوآل والجواب حيث يطرح السوآل على شكل طلب ويجاوب على السوآل في عجز البيت مبينا السبب في عدم ألأستجابة للطلب فهو في عمله هذا يُشبه الطبيب الذي بمجموعة من ألأسئلة يطرحها على المريض وإعتماداً على ألأجوبة يُشخص الداء ويصف الدواء الناجع والداء هنا هو عدم ألألتزام بالوصايا ألألهية وخصوصاً أعمال الرحمة الناجمة عن ألأيمان العامل بالمحبة والدواء هو العودة الى ألألتزام بها مهما كان الثمن وتحت أيةٍ ظروف.

ألدكتور بشير متي ألطورلي

zowaa.org

menu_en