1. Home
  2. /
  3. اراء
  4. /
  5. مقالات
  6. /
  7. حديث مكرر ومحبوب عن...

حديث مكرر ومحبوب عن العزيزة الحرية

د. المؤرخ والكاتب حسن الزيدي

– لست اخر من يتحدث عن معنى واهمية الحرية التي سبقني للحديث عنها وسيلحق بي الآفا مؤلفة من العقلاء والفلاسفة والفقهاء والرسل والانبياء ورجال ونساء القانون والسياسة، لأهميتها المباشرة في حياة الافراد والجماعات والشعوب والأمم. لن استعر نصوصاً من كتب دينية وفلسفية ودساتيرالدول تشير وتتحدث كلها عن اعتمادها قيم الحرية، بل كمواطن أحاول ان امارس بعضاً من فهمي للحرية في التعبير عن مفهومي للحرية باعتبارها الوسيلة الوحيدة للتعبير عن الذات الانسانية.

اولا- منذ ان ظهر اول انسان قبل أكثر من 4 ملايين عاماً كما يشير علماء الجيولوجيا والاثار، فكل الناس مع استثناءات فسيولوجية وبيولوجية يلدون كصدفة بيولوجية من خلال (تزاوج / جماع جنسي انثى مع ذكر) خلال 9 أشهر من أمهات تختلف مواطنهن ومراحل حياتهم والوانهن ولغاتهن، يحملن بأطفالهن من اناث وذكور. أي ان الطبيعة ساوت وعدلت بين أبناء البشر عند ولادتهم ولم تفرق بين اسودهم وابيضهم وبين مواطنيهم وفراعنتهم وملوكهم واباطرتهم وكسراهم ورسلهم وخلفائهم وائمتهم وشيوخهم ورهابنتهم من النساء والرجال.

ثانيا- نظرا لأهمية الحرية في حياة جميع الناس فقد تعددت معانيها عندهم طبقاً لأوطانهم ولمراحل حياتهم حيث تتداخل مع معاني المساواة والحقوق والواجبات والتي منها..

– (حرية وحق المساواة) العيش والسكن والعمل والتعلم والامان. أي يوجد تداخل بين الحرية والحق. لان الوليد والوليدة لم يختاروا ولاداتهم بل اختارها لهما شخصان هما امرأة تسمى أم ورجل يسمى أب.

– (حرية حق) تغيير الاسم الذي اختير للطفل والطفلة قبل بلوغهما سن الرشد الفسيولوجي الذي يختلف من قارة لأخرى حيث يتراوح بين 7-18عاما والقانوني (المدني) الذي يختلف أيضا من دولة لأخرى حيث يتراوح بين 15-30 عاماً، وكذلك حق تغيير اللغة والدين والمذهب وتغييرالوطن والانتماء الاجتماعي.

– (حرية وحق) اختيار العمل او المهنة او النشاط الذي يختاره الرجل وتختاره المرأة.

– (حرية وحق) التنقل والسكن في أي مكان يناسبه / تناسبها في أية قرية ومدينة في وطنه وخارجه.

– (حرية حق) التملك المشروع والشفاف ضمن القوانين المرعية.

– (حرية وحق) المساهمة والمشاركة حسب قدراته وامكانياته واجتهاداته في القرارات المتعلقة بالمنطقة والحي والناحية والقضاء والبلد التي يقيم فيه.

– (حرية حق) النقد والانتقاد وإدانة القرارات التي يعتقد انها ناقصة ومتحيزة وظالمة والتي تصدرها السلطات المحلية والعامة.

– (حرية حق) تشكيل المساهمة بالجمعيات والمنتديات والنقابات والاتحادات والأحزاب الوطنية التي تنسجم مع الفلسفة العامة لدولة ما.

– حرية (حق) عدم الخضوع للعبودية واشغال السخرة.

– حرية (حق وواجب) الانتفاضة والتمرد والثورة ضد كل اشكال الظلم والاستبداد والطغيان الفردي والجماعي.

– (حق اختيار او انتخاب) اشخاص لمهمات وظائف إدارية ومهنية او سياسية محلية او وطنية.

– (حق الترشيح) لكل الوظائف العامة بما فيها رئاسة الجمهورية للنساء والرجال.

ثالثا- الحرية لا تعني فقط حقوقاً بل واجبات قد تفوق الحقوق. منها… واجب الإخلاص للعمل. الحفاض على الممتلكات والاموال العامة. المشاركة في الاعمال العامة المشروعة. واجب الدفاع عن الوطن في حالة وقوع عدوان عليه وليس غزوة او غزوات يقوم بها جيش الوطن، حيث من حق المواطن ان ينتقد الغزو ولا يساهم به ويتهرب منه حتى لو تم تسميته جباناً او خائناً شريطة الا ينظم لصف أعداء وطنه.

رابعا – الحرية لا تعني تحللاً ولا انفلاتاً ولا إباحية ولا تهريجاً ولا تجريحاً ولا تشهيراً ولا تحليل المحرمات المتعارف عليها في حضارة معينة. بل الالتزام بالقوانين والأنظمة والأعراف والتقاليد مع حق نقدها والاعتراض عليها.

خامسا- الحرية. لا ينبغي ان تعني تحجيم وتهميش واضعاف وتقليل أدوار النساء اللواتي هن (الأمهات. الخالات. العمات. الاخوات. الزوجة. الجارات. زميلات الدراسة. زميلات العمل الخ) لان ذلك يقود لتحجيم واضعاف المجتمع كله. لان للمرأة (خصوصية استثنائية إيجابية) فهي التي تحمل في رحمها لمدة 9 أشهر الجنين ومجبرة تلقائياً وعفوياً ان ترعاه لمدة لا تقل عن عام إضافة لواجباتها وحقوقها تجاه زوجها وبيتها مع حقها في العمل والمشاركة في الشؤون الوطنية. فالمرأة لها (حق وميزة طبيعية فسيولوجية تتفوق بها على الرجل). كما ان المرأة المتعلمة والنزيهة تنشئ وتربي بنات وأبناء متعلمين ونزيهين باعتبارها المدرسة الأولية.

سادسا- ليس من قيم الحرية والعدالة والمساواة الإنسانية (شيطنة النساء ومحاولة إظهارهن على انهن كائنات للجنس والانجاب فقط) لان ذلك لا يخدم وطناً ولا ديناص ولا مذهباً ولا حزباً، خاصة في عالم متحرك ومتطور دائما من خلال ابداعات واختراعات علمية وحرفية مستمرة مما يتطلب التعايش والتكيف معها. فالمجتمع الذين يهين النساء ويقلل من ادوارهن يكون حكماً متخلفاً في كل المجالات ويكون عرضة اكيدة لنفوذ متعدد الأوجه لدول تتفوق عليه تقنياً، وقد تختلف عنه في لغته ودينه واعرافه وتقاليده فيكون المجتمع كله مهدداً بهوياته كلها. بما فيها استباحة ما يسميه المسلمون (الشرف الاجتماعي وهو فروج والدته وخالته وعمته وزوجته وابنته) والذي يعتبرون لجهلهم وتخلفهم اهم من الشرف والكرامة الوطنية.

سابعا- صفات النزاهة والحشمة والشرف لا تخص النساء وحدهن. بل تشمل الرجل ايضا، ف(النزاهة) اخلاق وطنية يفترض ان يتحلى بها كل المواطنين والمواطنات. و(الحشمة) ليست فقط بالملابس الطويلة التي تنظف الأرض والقصيرة التي تشبه اللباس الداخلي ولا بلبس الحجاب وتغطية الوجه وإظهار المرأة على هيئة غرابان او بوم، وهي مظاهر ليست من الاديان ولا من المذاهب بل الحشمة في الثقافة والسلوك والآداب الاجتماعية. و(الشرف) ليس خاصاً بالنساء وحدهن. حيث لا تتعاطى المرأة الجنس مع الجدران بل مع انسان.

ثامنا. علينا كعرب ومسلمين ان نتطلع فيما يجري حولنا في العالم المتقدم تقنياً. فالمملكة المتحدة احتفلت عام 1912 بوفاة اخر امرأة غير متعلمة. وبموجب تقرير برنامج الامم المتحدة للتطوير لعام 2018 أشار بانه من أصل 182دولة أعضاء في الأمم المتحدة حتى عام 2018 فان 101دولة بلغ فيها التعليم اعتباراً من عمر 15عاما بلغ 90% أي ان الامية فيها لا تزيد عن 10% منها دول إسلامية 19دولة إسلامية فقط هي كازاخستان 11/182.طاجكستان.12/.182أذربيجان 13/182.تركمانستان14/182.البانية20/182.اوزبكستان 4/182.قطر 74/182.فلسطين 77/182، بينما إسرائيل 61/182حيث نسبة التعليم فيها /97. الكويت 79/182.فيجي 80/ 182 ماليزية 89/182.اندونيسية 91/ 182.الجزائر 94/182.جزرالقمر 95/182.البحرين 95/182 أيضا. الاردن96/182.إيران 97/182.سورينام 100 /182.الامارات العربية 101/182.

اما بقية الدول العربية والإسلامية فتباينت نسب التعليم فيها كما يلي. لبنان تسلسله 105/182 ونسبة التعليم /90. المملكة السعودية 118/182 نسبة التعليم 86. سورية 120/182نسبة التعليم /84. سلطنة عمان 125/ 182نسبة التعليم /81. العراق 128/182 نسبة التعليم /78. تونس 130/ 182نسبة 78 أيضا. ليبية 131 /182.نسبة التعليم /77 جيبوتي 144 /182 نسبة التعليم /70.. السودان الشمالي 145/182 نسبة التعليم /70. المغرب 146/182.نسبة التعليم / 70. ارتيرية 152/182 نسبة التعليم /67. بوروندي 154/182. نسبة التعليم /67. مصر 155/182نسبة التعليم /54. اليمن 156/182 نسبة التعليم /62.. باكستان 159/182 نسبة التعليم /58 وهي دولة نووية. موريتانية 160/ 182 نسبة التعليم /58. نيجرية 161 /182 نسبة التعليم 56/. بنغلادش بين 162/نسبة التعليم /55. 182.السنغال 170 /182 نسبة التعليم /50. سيراليون 173/182 نسبة التعليم /41. تشاد 176/ 182 التعليم /34. مالي 177 / 182 نسبة التعليم /30. أفغانستان 178/182 نسبة التعليم /29.. النيجر 180/182 نسبة التعليم /29. الصومال 182 /182.نسبة التعليم /25 أي /75 من مواطنيها من الاميين.

من هذا الإحصاء الدولي نلاحظ التأخر العلمي والثقافي الذي يمر المسلمون به بسبب الصراعات والمنازعات العنصرية المذهبية والطائفية والحروب الداخلية والإقليمية والدولية مما يبرر للحكام الطغاة العرب والمسمون يضاعفون المبالغ المخصصة للجيوش والشرطة فيما يخفضون المبالغ المخصصة للصحة والتعليم الذي تتعرض له خاصة النساء العربيات والمسلمات بشكل خاص حيث تصل نسبة الامية بينهم أكثر من /65 مما يعني تراجع تام في حرية وحق ومساوة التعليم بين الرجال والمسلمين مما يؤدي للانحطاط العام للمجتمع.. لذلك تبقى  الحرية ومنها حرية وحق التعليم في اولويات المجتمعات  التي تريد التقدم الذي يبدأ بالإنسان وليس بالحجر والاسلحة.

د. المؤرخ والكاتب حسن الزيدي

8/11/2021

zowaa.org

menu_en