1. Home
  2. /
  3. اراء
  4. /
  5. مقالات
  6. /
  7. الشاعرة نهى لازار …...

الشاعرة نهى لازار … مناجاة… وتشكيل الصورة الشعرية المتفرعة

ابراهيم برخو

القصيدة الشعرية ماهي إلا عبارة عن مشاعر وأفكار شخصية تدور في خلد الشاعر، مخاطبا بذلك الجمهور المتلقي، أو شخصا غائبا للوصول الى معرفة جوانب الموضوع التي يتحدث عنها الشاعر نفسه قي قصيدته وصولا الى الغرض الشعري. وهو التعريف بالنص، بهذا المعنى سيوصل الشاعر الفكرة الأساسية التي اتخذها لأيصال رسالته مستخدما بذلك الكلمة واللفظ مصاحبة بموسيقى وانماط من الصور البليغة في التعبير .

بهذه المقدمة الوجيزة عن الشعر والشعراء ، أستطيع التوغل في قراءة سريعة لما تلقيه الشاعرة المبدعة نهى لازار في المنتديات الثقافية والأدبية، مستغلة بذلك كل حدث،أو ظرف يمر به شعبنا الصامد ، مثالا على ذلك القصيدة الرائعة لحادث الأليم الذي ألم بأبناء شعبنا في بغديدا في سهل نينوى ، أقل ما يقال عنها، إنها أي الشاعرة مع الحدث، تحاول أن تبحث عن مخرج للأزمة .

شاعرة تتخبط وتتيه حزنا ،وحزنها موجع ،مناجية الله ، باحثة عنه في دياجر الظلام ، شاكية له مافي صدرها من ألم ووجع ، بعد أن شعرت بخذلانها من الجميع الذين حولها، فلا السلطة أنقذتها ، ولا ولاة الأمر وقفوا بجانبها، وحتى البعض من ممثلي كنائسنا وأحزابنا وضعوا القطن في آذانهم ، تراهم يتراكضون ، يتسابقون في أعلاء مجدهم ومسمياتهم وأرصدتهم ،غير آبهين بألكارثة .

أرى إن الشاعرة في قصيدتها الأخيرة تحت عنوان ( يا ألهي ) والتي ألقيت في المهرجان الشعري الآشوري في موسمه الثاني والذي أقيم في مدينة ديترويت موخرا، فقد أضرمت النار بوجه كل الخونة، بعدما شعرت بالغربة والوحشة، وكأنها كانت في ظلمة عرس النار ، ونار الحريق متوهجة تأكل الأجساد الطرية، ودخان أسود يقطع أنفاس المتدافعين ،  تحت مرأى ومسمع الرب والناس أجمع .

إن تشكيل الصورة الشعرية عند الشاعرة نهى لازار بأستخدامها الرمز والمثل والموروث الشعبي والحواس الخمس ، جعل من القصيدة أن تنفرد بتشكيل الصور الشعرية المتفرعة والتي أغنت القصيدة بالقيمة الأدبية وجعلت من القصيدة ضربا من الأبداع بحيث أعطت القصيدة إلقاءا قويا ومتينا.

من هنا كان ولا بد من وقفة للنقد الأدبي وتحليل المقاطع الشعرية والتي تجملت بموسيقى المفردات والأسلوب واللغة التصويرية الجميلة والتي بكل تأكيد ان يكون النقد منصفا، صافيا لا كدر فيه !

ومع كل هذا وذاك ، فإن أغلب الشعراء ليس لديهم أي مفهوم عن الصورة الشعرية ومتطلباتها ، فمن الضروري أن يتطرق النقد الى مجمل العناصر التي تتكون منها القصيدة بكل إنواعها، مثل اللغة ،العاطفة والخيال .عندها تبدأ عملية النقد في التقويم، التحليل، العرض ، المناقشة والأستعارة. ويبقى للخيال الواسع للشاعر ، أهميته القصوى في بعث الروح في القصيدة، وبتجديد مع روح العصر وما يتلائم مع المتطلبات العصرية . كي يكشف النقد مواطن الجمال او القبح في القصيدة الشعرية والكشف عن مواقع القوة والضعف.

ما يميز شاعرتنا الأديبة نهى لازار كونها قادرة على التمييز والقدرة على التفسير والتعليل والتحليل والتقييم ، بحيث مكنها من إستحداث صورا شعرية غريبة، من واقع حياتنا، لا بل أستثمرت حالة الأهتياج الذي بدأ يدب في فكر شعبنا الكلداني السرياني الآشوري، والذي يوحدنا ويقرب ذواتنا في الأزمات، ويوجه البوصلة نحو الوحدة أكثر من الفرقة، التي يدعوا لها رجالات الكنيسة وسياسينا باعتمادهم التعصب الأعمى والأنتماء الضيق. من هنا الجدير بالقول لم يعد الشاعر الآشوري المعاصر أن يتحدث بعنصرية، أو تعصب واضح ، بل تعدى ذلك الى ان يوحد الخطاب الأدبي الشعري خصوصا، مهتما بقضية الشعب والوطن، مستلهما بذلك عناصر القصيدة من خلال ضخ القصيدة بالمشاعر الوجدانية ثم الفكرة والتي هي غاية القصيدة، وتسلسل الأفكار وتنظيمها، كما إن للخيال حضورا واسعا والذي يكسب القصيدة قوة وجمالا، ويجعل الصورة في معناها الحسي المدرك.

فالقصيدة مقاطع شعرية فيها المدخل، ثم المتن، وأخيرا الخاتمة . بهذه الديناميكية تتحرك هواجس الشاعرة المتألقة لتخرج بقصيدة محكمة وبوحدة موضوعية، تجعل أجزاء القصيدة مترابطة ، وبمعنى غزير تبدأ بمناجاة الله والبحث عن كلمة الله التي ستفصل بين الحق والباطل، وأن تتكلم بمنتهى الصراحة عن هول الجريمة، وأرتباط الموت بابناء شعبنا، ستشكي له كل رجالات الكنيسة الذين تركوا الناموس ورجال السياسة الذين  يعيقون وحدتنا ، ثم تخبره بحادثة بغديدا، وصوت المناجاة التي أطلقها المعذبون بنار الأعداء، تنادي الرب ليرسل أبنه البار مرة أخرى، ليخلصنا من القتلة ويطرد كل من باع نفسه وباع أبناء بغديدا ، تشكيه بأننا نحن فقط المعذبين على وجه البسيطة ، نقبل كل إهانات الأخرين، وتقول ” إذا طلبنا الفرحة لمرة واحدة، ستنقط علينا قطرات قطرات ، كالغريق الذي يتعلق بقشة،  وفي المقطع الأخير وفيه الخاتمة، تدعوا الرب لأنهاء معاناتنا إما بمنحنا السلام ، أو أن يقلب الدنيا بما فيها على روؤسنا ! ”

أما من ناحية بناء القصيدة فقد جاءت القصيدة متوازنة متكاملة في البناء، وبوحدة موضوعية، تشد المتلقي بكل المفردات، ومع ذلك، فقد جاءت بعض الكلمات الدخيلة أما أن تكون في العربية أو الكردية ، وذلك بحكم تعايش مجتمعنا الكلداني السرياني الآشوري في مناطق عدة من عراقنا الحبيب، ولكن كان من الأفضل أن تكون كل المفردات بلعتنا الجميلة.

وجدير بالذكر مشاركة العديد من شعراء شعبنا في المهرجان، والذي ازاد المهرجان ألقا ، وكانت كل القصائد معبرة عن حجم المأساة التي لحقت بشعبنا الوفي والصامد في أرض الأباء والأجداد.

https://www.facebook.com/100003313851369/videos/1023392488870070/

zowaa.org

menu_en