1. Home
  2. /
  3. اراء
  4. /
  5. مقالات
  6. /
  7. مار شمعون بنيامين البطريرك...

مار شمعون بنيامين البطريرك الشهيد … الجزء الاول

يعكوب ابونا

في هذه الايام تمر ذكرى استشهاد مار شمعون بنيامين بطريرك كنيسة المشرق ، على يد المجرم ( سمكو ) اغا الذي اغتاله خسة وغدرا ، وان شهيدنا لم يكن اول او اخرشهداء الامة  بل ان التاريخ مليىء باسماء شهداء الكنيسة وابنائها وخاصة منذ اعتناقهم المسيحية في الجيل الاول على يد ما ادى ومارمارى الذي اتخذ كرسيه في المدائن ، واتخذت الكنيسة دوراً هاماً في حياة ابنائها فتمكنت من توحيدهم تحت لواء الدين ، فتداخل التاريخ الديني مع التاريخ القومي ولازال هذا التداخل لحد يومنا هذا ..

ان الاشوريين بكل طوائفهم ومذاهبهم وتسمياتهم سكنوا الماضي بكل ماسيه ، فالماضي بالنسبة لهم هو ماارتكب بحقهم من مذابح وقتل وتهجير وتدمير وتشريد ، وان الحاضر لازال جزء من هذا الماضي ، الذي لازلنا نعاني منه ، علينا ان نتامل الحاضر الذي نعيشه لنتطلع الى المستقبل الذي ننشده ، املين الخروج من االماضي ومراراته ، لنعيش الحاضر بعز وكرامة كما يعيشه الاخرون …

كان اضطهاد الرومان قبل اعتناقهم المسيحية ، للمسيحيين الاشوريين سببا لفرارهم من سوريا والالتجاء الى اماكن اخرى كما حدث ل. ( بارديصان ) مؤسس الادب الاشوري عام 194 – 222 م . اذ التجىء الى ارمينيا ، ولكن بعد اعتناق الرومان الديانة المسيحية تعرضوا المسيحيين القاطنين في بلاد فارس للاضطهاد الفارسي انتقاما من الرومان الذين اعتنقوا المسيحية ، فتعرضوا مسيحي بلاد فارس للقهر والاضطهاد  وشنت عليهم حروب الابادة ..

اصدر شاهبور الثاني 339 – 379 م امرا بملاحق وقتل المسيحين وتهديم كنائسهم واديرتهم  اينما وجدوا ، بعد ان رفض مارشمعون برصباعي بطريك المدائن ( 329 – 341 ) تنفيذ اوامر شاهبور والانصياع له ، فاعدمه هو  ورفاقه الاساقفة الذين كانوا معه ، منهم

( كدياب وسابينا اسقفا بيت لاباط ويوحنا هرمز ارداشير وبوليداع اسقف براث ميشان ويوحنان اسقف كرخ ميشان وسبعة وتسعون من الكهنة والشمامسة .) . واستمرالاضطهاد اربعين عام فسمى بالاضطهاد الاربعيني ، استشهد به اكثر من 16000 اشوري مسيحي وبعد سقوط الدولة الفارسية في معركة القادسية على يد الاسلام ودخول الديانة الاسلامية الى بلاد الرافدين وقيام الدولة العربية الاسلامية عام 637 م ،  فوجدوا الاشوريين متنفسا لهم ابتداءاً ، ولكون الاسلام لم يكن لهم خبرة ودراية بشؤون الدولة ولا بالعلوم وبالثقافة فاستعانوا بالاشوريين – السريان واليعاقبة – ليستفادوا من خبرتهم وعلومهم ، فقاموا بترجمة الكتب الفلسفية اليونانية وكتب الطب والعلوم الاخرى لهم ونقلوها الى العربية وهذه الترجمات اخذوها العرب معهم الى اسبانيا والى منطقة ( اندلوسيا ) التي سيطروا عليها على وجه الخصوص  وتم نشر تلك العلوم والثقافات العربية المترجمة من اليونانية الى اورويا ، فكان شعاعاً اشوريا في اوروبا المظلمة انذاك لانهم هم الذين ترجموا تلك العلوم اليونانية ولولاهم لما استطاع العرب من الوصول الى تلك العلوم  وايصالها الى الغير …

الا ان بعد ان ركزوا العرب في السيطرة على البلاد ، فتغيرت سياستهم وتعاملهم مع غير المسلمين ومنهم المسيحيين ،اذ ان الحروب والغزوات والضرائب المرتفعة التي كانوا يفرضونها على غير المسلمين زد على ذلك الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية والتمييزالديني وعدم المساوات بالاضافة الى الاضطهادات التي تعرضوا لها من الاسلام  والمسلمين  وحرمانهم من ابسط الحقوق ، اضطر الكثير منهم الى الهجرة الى بلدان اخرى او الاستسلام  اواعتناقهم الاسلام للتخلص من الضرائب الباهضة والاضطهادت التي كانوا يتعرضون لها والاساءات الدينية والقومية التي كانوا يتعرضوا لها في الكثير من هذه الممارسات .. استمرت الحالة لحين قدوم المغول الذين كان البعض منهم قد اعتنق المسيحية على يد مبشري كنيسة المشرق ، وكان الملك ( ارغون ) المغولي ميالا للمسيحيين اذ ارسل وفدا الى اوروبا لتعزيزالعلاقات معهم وكان الوفد برئاسة الاسقف ( صومو ) ، الا ان جهوده لم تثمرباقامة العلاقة الجيدة مع اوروبا، فما كان من خلفاء ارغون  الذين جاؤا بعده الى الحكم  الا ان يتركوا الدين المسيحي ويعتنقوا الدين الاسلامي ، فشنوا حربا بدون هوادة على المسيحيين وكنائسهم واديرتهم ، فاضطر قسم كبير منهم للهجرة ، منهم من هاجر الى الهند

( ملبار ) وقسم ابحر الى جزيرة قبرص والكثير منهم هرب الى الجبال في شمال العراق .

وبعد استلاء السلطان العثماني محمد الثاني على القسطنطينة وقضاءه على الدولة البيزنطية عام 1453 م ، امر ان تكون الكنيسة النسطورية واليعقوبية خاضعتا لبطريرك اليوناني ، وبعدها اخضعتا للكنيسة الارمنية لحد الاربعينات من القرن التاسع عشر .

في عام 1535م تم عقد الاتفاق بين الدولة العثمانيين وفرنسا على حق فرنسا بحماية المسيحيين في الدولة العثمانية ، ومنحهم حق نشر المذهب الكاثوليكي بين المسيحيين النساطرة ،، ( وكأن النساطرة لم يكونوا مسيحين ولم يكونوا هم من اوصلوا المسيحية الى الهند والصين والمغوليا ومنشوريا وغربا الى جزيرة قبرص .. ليبشروا الفرنسين المسيحية  بينهم !!؟؟…)

في عام 1878 م حصلت الكنائس البروتستانية حق حماية المسيحيين كذلك ، وهكذا بدات طلائع المبشرين اليسوعيين والكبوبشيين في الظهور في الاراضي العثمانية ، فمالا قسما من النساطرة الاشورين الى الالتحاق بالمبشرين طلبا لحمايتهم من الظلم التركي ، واهم المناطق الاشورية في الدولة العثمانية كانت  ديار بكر ، وماردين ونصيبين وانه وخاربوت وتبليس وهكاري ( وطور عابدين ) وفي شمال العراق وشرق سوريا ولبنان وايران ومناطق اذربيجان وارمي وديلمان وسلامس وديركا ومركا وتبريز وطهران وغيرها من المدن والمناطق …

كان نظام العشائر هو السائد في المجتمع الاشوري فكان لكل عشيرة زعيم يسمى ( ملك ) هو المسؤول عن عشيرته امام البطريرك مارشمعون  لادارة شؤونها وحل مشاكلها ، كان مارشمعون يجمع في شخصيته الزعامة الدنيوية والدينية ، وكان هو القائد الحقيقي للشعب الاشوري ، الا انه لم يكن هو ممثلا لشعبه لدى الباب العالي في قسطنطينية

مثل ما كان للكنيسة الكلدانية الذي كان يمثلها السفير الفرنسي في الباب العالي  ، حاول المبشرون استغلال هذه النقطة للتاثير على النساطرة لتمثيلهم لدى الباب العالي ، وايصال صوتهم للسلطان .

كانت منطقة اورمي اهم المناطق التي يسكنها الاشوريين من المذهب النسطوري ، فاصبحت في القرن التاسع عشر مركز للمنافسة التجارية بين روسيا وبريطانية ، فاخذ الاهتمام بها وبسكانها ومن يستطيع ان يكسبهم لطرفه ،، واي مذهب سيعتنقون الارثوذكسية ام الكاثوليكية ؟. في هذه الحقبة اشتد نشاط البعثات التبشيرية البرتستانية في المنطقة في عام

1833 م عرض الكاردينال الكاثوليكي في مدينة ( كوخان ) ايران اربعة الاف تومان للبطريرك مارشمعون لاقناعه باعتناق المذهب الكاثوليكي وترك النسطورية ، فرفض

كانت الفترة المحصورة بين 1841 – 1846 م فترة عاصفة في تاريخ القبائل الاشورية المستقلة ، اذ اخذت تعاني من الاضطهادات والصراعات من اطراف مختلفة من الاكراد والاتراك والمبشرين الانكليز والامريكان ، فنجد مارشمعون اوراها يكتب الى رئيس كانتربري في اب / 1849 م قائلا ( كنا نعيش بسلام قبل مجىء المبشرين الامريكان ، والان يجب ان نكون حذرين منهم .) ويذهب الكاتب جورج قرم بكتابه ” تعدد الاديان والانظمة ”

بان سياسة المبشرين خلقت العداء بين الاسلام والمسيحيين اذ سعى المبشرين الى خلق بؤر استعمارية في مناطق النفوذ العثمانية ، وكان التبشير واستغلال الدين هو الجسر الذي استعملوه للوصول الى اهدافهم ..  (( يتبع  الجزء الثاني ))

zowaa.org

menu_en