1. Home
  2. /
  3. اراء
  4. /
  5. مقالات
  6. /
  7.  قصة تعارفي مع الشيطان...

 قصة تعارفي مع الشيطان وانا صبيٌ صغير

شوكت توسا
ترعرعت في مجتمع كانت ادبيات الدين في وقتهاهي الماده الروحيه الناصحه و الرادعه في نفس الوقت,تتحكم في طقوس حياتنا واحتياجاتها,نتلقاها في البيت و في دروس الدين المدرسيه,النُصُح بحد ذاتها كانت تُسدى لنا بتخويفنا من العقوبات المترتبه على عدم الالتزام بها .
في صيف 1955,انهيت مرحلة التمهيدي في مدرسة القديس عبدالاحد,وقبل ان التحق بمدرسة شمعون الصفا الابتدائيه,إرتأى المرحوم والدي ارسالي مع شقيقي الاكبر المرحوم ممتازالى مدرسة كنيسة مار توما التهذيبيه للسريان القريبة من بيتنا لقضاء ساعات الظهيره الموصليه الحاره مع صبيان آخرين .

نتناول الغداء في البيت ثم نذهب مصطحبين معنا شربة ماء وكوب وفـَرشه صغيره ننام عليها احيانا تحت نظارة  المديره المرحومه الست هديه كسّاب والمعلمه المرحومه الست فضيله( زوجة المرحوم جورج غزاله ),كانت الست فضيله تُعلمنا مما يتيسرعندها,لااتذكرالتفاصيل,لكني لا أنسى نصيحتها ذات مره, وهي تقول اذاما تصلون قبل الاكل وقبل النوم يأتيكم الشيطان في الحلم ويأخذكم الى الجحيم,كلام اخافني وبث الرعب فيّ ,تُرى من يكون هذا !! بعفوية طفل اصابه الهلع, سالتها عن شكله ,فقالت لي انهض تعال معي كي اريك شكله.
اخذتني الست  بيدي وصعدنا الدرج المؤدي الى سطح الكنيسه, واذابتمثال طيني لجسم قصيرثخين,وراس كبير يعلو جانبيه قرنان ملتويان وحاجبان مشعران وانيابٌ مكشره جاهزه للافتراس,امام هذا المشهد المروّع بكيت وركضت باتجاه الدرج كي اهرب, فأمسكتْ بيدي وقالت لا تخف انه تمثاله وليس هو,ثم انزلتني الى حيث كنا.
مع انتهاء الدوام غادرنا المدرسه الى البيت,إندهشت المرحومه والدتي عندما رأت اثارالبكاء على وجهي الشاحب,فسألتني ما بك !! أجابها عني المرحوم شقيقي وقص لها القصه بطريقته,بدأت الوالده تغسل وجهي وتهدئ من روعي,ظل شكل الشيطان يتراءى امامي طيلة النهارحيثما توجهت, وزاد خوفي عندما  صعدنا للنوم فوق سطح  بيتنا , اتذكر اثناء ما كنت احاول ان انام ,كانت عيناي موجهه صوب  نجوم  السماء, فبدى لي وكأن في كل نجمة شيطان ينظر اليّ وانا ارتجف,حسّت الوالده بوضعي فبدأت تسبّح بسم الله وتقول لي نم يا بني يسوع معك سيطرده,وعلى وقع كلماتها نمت على امل ان ينتصر لي يسوع,واذا بالشيطان بشكله الذي رايته فوق سطح الكنيسه يزورني في منامي,فزّالجميع على صوت صراخي وبكائي,لم استطع معاودة النوم الا في دفئ حضن الوالده وعلى نغمات تراتيلها.

zowaa.org

menu_en