1. Home
  2. /
  3. اراء
  4. /
  5. مقالات
  6. /
  7. حضرت المؤتمر العام التاسع...

حضرت المؤتمر العام التاسع للحركة الديموقراطية الآشورية في نوهدرا كضيف شرف… وشاهدت: !

أبرم شبيرا
نعم حضرت المؤتمر التاسع لزوعا مع الضيفين رابي شيبا مندو والمهندس بهرام (بوب) بهرامي بعد أن قبلنا دعوة الحضور بكل فخر وإعتزاز, والذي أنعقد في مدينة نوهدرا للفترة من 8 نيسان وأستمر لغاية 11 نيسان 2022 وشاهدت ما لم أشاهده في حياتي ولا في تاريخ أمتنا على الأقل فيما يتعلق بالأمور القومية والسياسية:
•   شاهدت:
حضور أكثر من 260 مندوبا منتخبا مع غياب 49 بعذر أو بدونه، من تنيظمات الحركة في الوطن وبلدان المهجر، ومن بعض أعضاء القيادات السابقة المؤهلين لحضور المؤتمر، وهو أول حضور تاريخي ومعاصر من حيث العدد لتنظيم سياسي في مؤتمره العام. هنا عندما أقول مؤتمر عام يعني مؤتمراً بالمعنى العلمي السياسي المعروف بمقايسه في العلوم السياسية وليس مهرجاناً خطابياً عاما كما هو الحال مع بعض أحزابنا السياسية. تذكر مجلة ميلثا الآشورية، عدد 1 لعام 1995 الصادرة من قبل النادي الثقافي القومي الآشوري في موسكو بأن المفكر القومي الشهيد فريدون أتورايا مع رابي بنيامين بيت أرسانس والدكتور بابا بيت فرهاد وغيرهم من رفاقهم القوميين قد عقدوا مؤتمرا في مدينة تبيلسي في جورجيا في عام 1917 لتأسيس الحزب الإشتراكي الآشوري (ص4). ويُقال بأنه حضره أكثر من 200 مندوب،  إلا أنه مع الأسف الشديد لم يثمر المؤتمر بنتائج على أرض الواقع بسبب أحداث ثورة أكتوبر الشيوعية. أي بهذه المقارنة نقول بأن المؤتمر التاسع لزوعا يعتبر الأول من نوعه في سياق المؤتمرات العامة لأحزابنا السياسية سواء أكانت مؤتمرات تأسيسية أو عامة.
•   شاهدت:
التنسيق العالي المستوى والتنظيم الرائع في إستقبال المندوبين والضيوف ومنهم أعضاء دائرة الأحزاب السياسية في المفوضية العليا المستقلة للإنتخابات، وأعجبني كثيرا أسلوب توزيع منهاج المؤتمر والبطاقات الشخصية وطريقة جلوس المندوبين والضيوف في القاعة الفسيحة وتهيئة كل مستلزمات المشاركة في مناقشات المؤتمر. ولا أنسى تهيئة الغذاء ذاتياً لهذا العدد الكبير من الحاضرين.
•   شاهدت:
الأسلوب الديموقراطي المنقطع النظير في إنتخاب وتشكيل اللجان المطلوبة في تمشية أمور المؤتمر منها اللجنة المشرفة على المؤتمر، والتي تكونت من رابي نينب يوسف رئيساً وعضوية السيدان داود باباوي ويوسف خوبير للأشراف على انتخابات المندوبين والسيد طليا شمعون رئيسا وعضوية الرفيقين اشور ابرم ومرقس ايرميا لاعداد اوراق المؤتمر. وكذلك إنتخاب هيئة رئاسة المؤتمر التي تكونت من رابي كوركيس يعقوب (جوني) رئيساً والأستاذة أكنس مرزا القادمة من شيكاغو – الولايات المتحدة الأمريكية و الأستاذ آشور آدم.
•   شاهدت:
الأسلوب العلمي والموضوعي المتبع في الأحزاب السياسية ووفق المبادئ والأسس المعروفة في العلوم السياسية دعوة رئيس المؤتمر للسكرتير العام السيد يونادم كنا لحل الدرجات الحزبية، أي بهذا المعنى ففي مثل هذه المؤتمرات العامة يصبح الجميع متساوون من دون تمييز في الدرجات الحزبية بما فيهم السكرتير العام وأعضاء اللجنة المركزية، فلكل مندوب صوت واحد في التصويت والإقتراع والترشح في جميع مسائل المؤتمر.
•   شاهدت:
وسمعت قراءة التقرير السياسي من قبل السيد يونادم كنا (السكرتير العام “السابق”) بالتفصيل وبنوع من الشفافية والوضوح موضحا السياسة العامة للحركة ثم بعد الإنتهاء من القراءة تم فتح باب المناقشة للمندوبين. ولا أجانب الحقيقة في القول بأنها أتسمت بنوع عالي من الديموقراطية والإنتقادات البناء للتقرير وردود السيد يونادم عليها بهدوء ووضوح وتقبل منقطع النظير. ومن شاهدها، وأنا واحد منهم ومن كان جالساً إلى جانبي، لأستنبط مؤشرات تدل على أن السيد يونادم شخص ديموقراطي أكثر مما يتصور البعض، خاصة القابعون على حافة فنجان قهوة ويقررون مصير الأمة من هناك، بأنه دكتاتوري ومتسلط ومستبد على كرسي الرئاسة وهذا ما تأكد عندما أعلن في كلمته بمناسبة إختياره، (هو إختيار طالما هو بالتزكية وليس بإنتخاب لأنه كان المرشح الوحيد)، من قبل إجماع مندوبي المؤتمر كسكرتير عام للفترة القادمة مؤكداً بأن بقاءه في هذا المركز سيكون مؤقتا وستشكل مرحلة إنتقالية وتحديدا على مستوى رأس الحركة… وهنا نقول لرابي يونادم المثل القائل: “أن غدا لناظره قريب”. وإذا فعلا تحقق قوله فأنه سيكون، حسب علمي المتواضع، الأول من نوعه في التاريخ السياسي المعاصر للعراق وللآشوريين أيضا.
•   شاهدت:
حسن إدارة رابي كوركيس يعقوب (جوني) لرئاسة المؤتمر وقدرته العالية وبكفاءة على تنظيم سير مناقشات المؤتمر والسيطرة عليها بإنتظام وتنسيق وتحديدا فيما يتعلق بمناقشات التقرير السياسي ولاحظت سعة معارفه في الأمور السياسية والحزبية خاصة عندما أكد بأن طرح بعض المواضيع والتساؤلات والإنتقادات والمقترحات الغير قانونية لا يجوز التصويت عليها، وهو أمر منطقي ومقبول في المسائل السياسية والتنظيمات الحزبية المعروفة. والأكثر من كل هذا وذاك أعجبني نوعية الأسلوب الديموقراطي الذي أتبعه السيد كوركيس في أعطاء الأولوية للمندوبين الجالسين في الخلف للمناقشة وطرح تساؤلاتهم ومقترحاتهم قبل المندوبين الجالسين في المقدمة ومنهم أعضاء اللجنة المركزية “السابقون” وغيرهم من مسؤولي تنظيمات الحركة. لا بل فقد وجدته يقاطع السكرتير العام “السابق” من أجل أعطاء الفرص للمندوبين لطرح أسئلتهم ومقترحاتهم.
ومن يريد المزيد  من التفاصيل وأسماء أعضاء اللجان التي تم إنتخابهم في المؤتمر، يمكنه الإطلاع على خبر وصور عن إنعقاد المؤتمر التاسع لزوعا في موقعها الإلكتروني WWW.ZOWAA.ORG
•   وهنا أقول:
لقيادة زوعا المنتخبة والمتجددة ولجميع أعضاءها بأن ما ذكرته يجب، لا بل ويجب أيضا، أن لا يأخذوه بنوع من الإطراء والمديح و “طبطبة على الأكتاف”، بل هو حقائق حية واقعية منبعثة من مشاهدتي المباشرة لها. فليس من الأنصاف والعدل قول عكس ما شاهدته وإلا سأكون غير منصفاً لا بل وكذابا أيضا. وهنا أيضا أقول لغير أعضاء زوعا بأنه إذا كان لديكم عكس ما شاهدته وذكرته في أعلاه فإن صحفات مواقع التواصل الإجتماعي مفتوحة للجميع كما هو عقلي مفتوح وفكري واسع النطاق لسماع أرائكم ولكن بأسلوب موضوعي ومنطقي وليس بمنطق الخزعبلات والتخيلات.
•   وأخيرا:
أقول وبمنطق واقعي، بأن نجاح المؤتمر التاسع لزوعا ما هو إلا إمتداد وصورة واضحة لنجاح مسيرة الأول من نيسان التي نظمتها الحركة، تلك المسيرة التي يقول عنها الجميع، ومنهم أنا، بأنها كانت أكثر من رائعة ومبهرة من حيث مسافة المسيرة التي قدرت بحدون 4.5 كلم من نقطة الإنطلاق إلى ساحة التجمع بين جبال سد نوهدرا والعدد الهائل المشارك فيها من جميع الأعمار، شيوخاً ونساءا وأطفالا والذي قدر بحدود 25 ألف، حسب تقديرات المهندس بهرام (بوب) بهرامي الخبير في حساب الكميات – Quantity Surveyor –. والأكثر جمالا وروعة كان العدد الكبير لكراديس الكشافة والفرق الموسيقية والمجموعات القادمة من قرانا الجميلية بملابسهم التراثية. كما وأن أهتمام حكومة الإقليم والقيادات السياسية بالمسيرة من حيث الإجراءات الأمنية وقطع الطرق لإتاحتها أمام جماهير المسيرة كان أمرا منقطع النظير وتجلى بعض من هذا الإهتمام في البرقيات المرسلة إلى قيادة زوعا بخصوص التهنئة بعيد راس السنة الآشورية المعروف بـ “أـكيتو”. ولكن مع كل هذا،  يجب أن نعرف ونؤكد ما أكدناه سابقاً، مرارا وتكرارا، بأنه لا يمكن إطلاقا لحزب أو تنظيم سياسي أن يحقق مطامح الأمة وحده، بل يجب أن يكون هناك عدد معقول من الأحزاب والتنظيمات السياسية يتناسب عددها وحجمها وقوتها مع حجم وقوة أمتنا الحقيقية لا الخيالية وتبنى على أسس علمية موضوعية حتى تستطيع أن تنافس تنافساً منطقياً وواقعياً ضمن أطار المصلحة القومية العامة مع زوعا ويستطيعون أقامة خطاب سياسي موحد يوضح ويحقق مطامح الأمة ولو بحدها الأدنى. ومن هنا أقول بأنني قبلت مقدما وبترحاب دعوة أي حزب سياسي من أحزابنا أمتنا لحضور مؤتمره العام والمشاركة فيه كضيف وللمشاهدة فقط.
كما نقول لقيادة زوعا المنتخبة والمتجددة بأن جماهيريتها وقدرتها العالية في إقامة كذا مؤتمر عام ومسيرة الأول من نيسان الضخمة يجب أن لا يكونا ذلك منطلقا للتعالي على الغير والتكبر، بل يجب أن يكون مثل هذه النجاحات الباهرة منطلقا قوياً نحو نجاحات أكبر وأكبر لتصل رسالة نجاح المؤتمر العام والمسيرة النيسانية إلى المعنيين في النظام السياسي والقوى الفاعلة على الساحة السياسية في العراق، ومن المؤكد أنها قد وصلت، لتؤكد لهم بأن النظام السياسي في العراق فاسد حتى النخاغ بما فيه نظام الإنتخابات العامة مشمولا بـما يسمى بـ “الكوتا المسيحية”، النظام المبني فساده على غلق الأبواب أمام تنظيمات شعبنا الحقيقية وفتحها واسعاً أما عصبة من سارقي اصوات أبناء شعبنا…
أفهل يبصر الأعمى ويسمع الأطرش ؟

zowaa.org

menu_en