1. Home
  2. /
  3. غير مصنف
  4. /
  5. بعـــد مـــرور 67 شهـــرا

بعـــد مـــرور 67 شهـــرا

شوكت توسا
بتاريخ1/1/2018 ,كتبتُ مقالا ناشدت فيه كُتابنا ومثقفينا الكلدان ان ينتبهوا الى كم المثالب الحاصلة فالأمر بحاجه الى مراجعه, البعض من الأخوة انزعج من كلمة مثالب فأهملوا مناقشة المهم ليظل المآل اسيراً تتلاعب به هفوات الانتشاء  .
عُرف عن صدام حسين(نبوخذنصرعصره),شمولية نظامه وأساليبه القمعية ,اذ بشخطة قلم قُـلِدّ العراقيون شارة البعث واُلبِسوا رداء العروبة وان لم ينتموا ,فكانت حصة الكلدواشور التعريب القسري في تعداد 1977, رافقته حملة تدريس القرآن للطلبة المسيحيين مشفوعة بمقولة “البعثي الجيد هو المسلم الجيد”, وكان قرار منح الحقوق الثقافية للناطقين باللغة السريانية حلقة مكمّله لمسلسل اعتبارنا عربا نتكلم السريانية.
كان لابد لهذه السياسات الطائشة أن تزرع بذرة صحوه في عقول ابناء شعبنا, فأنبتت حركه سياسيه إرتوت بدماء ثلاثة شهداء شبان اعدمهم النظام(يوسف, يوبرت, يوخنا) وبالرغم من حداثة نشاة الحركة زوعا ومحدودية قدراتها, شقت طريقها الصعب للانخراط في صفوف بقية الحركات والأحزاب المعارضة للنظام.
ارجو ان لا يُفهم من كلامي بانه ترويج للحركة زوعا, إنما كي أعقد مقارنه بين صحوة شبابها الذين تسلقوا مشانق الطغاة, وبين دعوة الاستاذ صباح قيا في صفحة مقاله (قراءة في كتاب الدكتور عامر فتوحي , يهود بابل… .), فقد جاء في إحدى ردود الاستاذ أبياتا شعرية جميلة معاتبا فيها الكلدان على عدم تهنئة المؤلف. ساعود الى توضيح هذه النقطة  .
ولكي لا نتيه في توزيع درجات الوعي القومي بين ابناء شعبنا, سنترك فترة حكم البعث جانبا ونتحدث عن سنوات ما بعد 2003 التي توفرت فيها أجواء سانحة لممارسة العمل السياسي, شهد فيها وسطنا الكلداني محاولات عدة لتشكيل تنظيمات كلدانية يمكنني تصنيفها الى صنفين :
صنف ٌظهر داخل العراق, كان التعويل فيه على دعم جهات سياسية بين قومية كردية ومذهبية شيعية, والصنف الآخر نظّمته وقادته الكنيسة خارج وداخل العراق, ومن لديه راياً مغايرا, سنكون له شاكرين, في كلا الصنفين المشار اليهما, كانت مشاعر النشوة متغلّبة على حاجتنا الى تدقيق حقيقة ما يدور حولنا , فحسبنا الهفوة صحوة وسرنا وراءها واذا بها كبوة سرقت منا حلم انتاج فعالية سياسية كلدانية واحدة تستحق وضعها في مصاف الحركات السياسية الفاعلة, ليس المهم ان نتفق او نختلف حول مسببات هذا الاخفاق, فالأهم موجود في علّة التخبط الفكري التي لازمت كل فعالية حاملة لاسم الكلدان, لست انا من يقول ذلك, إنما النتائج هي التي تحكي سيطول بنا الكلام لو أسهبنا في التعريج على التفاصيل ومسبباتها, ولكن يا ترى هل سنقر بحاجتنا الماسة الى صحوة فكرية تساعدنا في التمييز بين ما يخدم قضية الكلدان وبين ما تريده منا الكنيسة او ما يريده الشيعي والكردي واليهودي والفارسي ؟
اعني هنا بالكلدان, مجموعة المنادين بالحق القومي , لهؤلاء الاخوة بالذات أقول انتم بحاجة الى ذات الصحوة التي مكنّت الحركة (زوعا) من لملمة الكلدان والسريان حولها في ظروف عصيبة ,هل سنفكر مثلا بتأسيس حركة كلدانية تضم فيها الاشوري والسرياني على غرار زوعا؟ اي هل نحن مستعدون لنبذ ثقافة التمذهب والتطرف التي يتحسسها القارئ في طروحات البعض من قبيل كلام السيد فتوحي في المقتبس الذي قدمه الاخ ظافر شانو في تعليقه على مقال الاستاذ قيا. بالمناسبة ليس الكلدان وحدهم معنيون في كلامي, شعبنا بكل تسمياته بحاجة الى صحوة تساعده في مواجهة محاولات إستغلال شطحاته وعثراته.
عودة الى النقطة المتعلقة بتهنئة كتاب السيد فتوحي, وفيها أود أن أذكّر الصديق الدكتور صباح, بان الاستغراق في سطحية التعاطي مع الصحوة الحقيقية كان الى حد ما سبباً اقنعني نسبياً بصحة مقولة جنابكم “لا تعوّل كثيرا على الكلدان حيث سيخذلونك من اول فرصة” وعليه أنا هنا أتساءل عن نوع  الفائدة او الصحوة التي يمكن استرجاءها من مباركة المؤلف السيد فتوحي, حقيقة لم يتسنى لي بعد تصفح الكتاب لكني استطعت أن أستنتج اشياء من خلال الغلاف ومن مضمون مقالك وابياتك الشعرية, مضافا اليها المقتبس المهم الذي نشره الاخ ظافر شانو. فراودني الاعتقاد بأن الخلط الفكري ما زال قائما بين الصحوة التي ننشدها, وبين سكوتنا على كلام  منسوب لمؤلف الكتاب يزيد من وجع  أظفرنا الذي لا يؤلم احدا سوانا.
أختم واقول للصديق الدكتور صباح, سواء شككّنا أو أشدنا بكتاب السيد فتوحي فجهدك مشكور في تقديم الكتاب وتعريفنا بمؤلفه , ولطالما أعطينا الأهمية  لصحوة فكرية كلدانية, انا على يقين من اننا في تشكيكنا بطريقة مخاطبة الكاتب لهموم ابناء شعبنا سنتلقّى وخزة مؤلمة, لكنها مُنشّطة من شأنها أن تنقلنا من حالة الكبوة الناتجة عن الانتشاء الى حالة الوعي والادراك لمستلزمات تحقيق صحو كلدانية حقيقية تمكننا من تفكيك ما يحاك ضد شعبنا .
الوطن والشعب من وراء القصد

 

zowaa.org

menu_en