زوعا اورغ/ وكالات
يحل البابا فرانسيس بالعراق شهر مارس المقبل كـ”حاج”، وفق بيان للفاتيكان نشره على موقعه الرسمي.
ووصف موقع الفاتيكان، العراق بـ “بالبلد المقدس”، الذي سكنه الأنبياء، مشيدا بتاريخه وبمقوماته المتنوعة.
وتأتي هذه الزيارة في أعقاب دعوة رسمية من رئاسة جمهورية العراق، والكنيسة الكاثوليكية في العراق.
الموقع عدّد في السياق بعض الأهداف من زيارة البابا التني تكلل زيارات أخرى لبلدان ذات غالبية مسلمة مثل الإمارات العربية المتحدة والمغرب.
وخلال زيارته لدولة الإمارات العربية المتحدة مطلع عام 2019، وقع البابا وثيقة مهمة مع إمام الأزهر بعنوان “وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش معًا”.
وبعد شهرين، حل في المغرب للتوقيع على نداء مع ملك المغرب بشأن القدس.
مؤازرة الأقليات
يقول البيان إن البابا يتوجه إلى العراق، في وقت عجز فيه أسلافه عن ذلك، بسبب تعقيدات الظروف الملحة التي سادت في الآونة الأخيرة، بما في ذلك الحروب والعنف الطائفي والهجمات الإرهابية وتعقيدات الشؤون السياسية.
لذلك، يزور البابا العراق نصرة للأقليات التي تعرضت للتضييق والقتل من طرف الجماعات الإرهابية.
وشدد الفاتيكان على المصاعب التي واجهت الأقليات من المسيحيين والأيزيديين، وخاصة سكان سهل نينوى والموصل والبلدات والمدن المجاورة، الذين تم تهجيرهم قسراً في أعقاب الأعمال الإرهابية التي نفذها تنظيم “داعش” في ذلك الوقت.
ويحاول البابا تشجيع الطائفة المسيحية في العراق التي صمدت في وجه “الاضطرابات” السياسية التي حدثت بما في ذلك الحروب الخارجية أو الاقتتال الداخلي.
ولا يزال هناك حضور مسيحي “مشرق ورائع” وفق تعبير البيان، على الرغم من الانخفاض الكبير في الأعداد.
تشجيع النازحين على العودة
نوه البيان أيضا إلى أن البابا ينوي الوقوف على وضع النازحين في الموصل، الذين هربوا من عمليات الاقتتال سنوات الحرب والإرهاب.
ويود البابا تشجيع الصامدين في أرض أجدادهم على الرغم من الكوارث المتتالية خاصة خلال زيارته المقررة لمدينة أربيل، حيث توجد حاليًا أعداد كبيرة من النازحين قسريًا من الموصل وبلدات سهل نينوى.
كما سيزور الموصل وقرقوش لتشجيع النازحين قسراً الذين يعيشون في الخارج على العودة إلى أرض أجدادهم وأجدادهم
دعم سبل الحوار بين الأديان
كما يرغب البابا في تعزيز الحوار والعيش المشترك بين جميع المكونات الدينية، سواء على المستوى المسكوني بين الكنائس الشقيقة، أو من خلال العلاقات الإسلامية المسيحية.
ولفت البيان إلى عدم وجود حوار مسيحي – سني، لذلك يرغب البابا في تحقيق انطلاقة جديدة في المجال على شاكلة الحوار الشيعي- المسيحي الموجود أصلا منذ زمن.
كما سيركز على تقريب وجهات النظر بين مختلف الأقليات الدينية مثل الصابئة المندائيين واليزيديين والبهائيين، فضلاً عن الأديان والتقاليد الأخرى.
الدفع بعجلة التشاور السياسي
وسيبعث البابا فرنسيس رسالة للسعي وراء مسارات السلام والحوار والأخوة والتعاون البناء بين مختلف السياسيين في العراق من أجل إعادة بناء دولة عراقية حديثة قوية بعد سنوات من الحروب القاسية والمريرة والمشاحنات الطائفية و الهجمات التي تشنها الجماعات الإرهابية لإعادة روح الأمل لدى جميع العراقيين، وخاصة الشباب، بمستقبل أفضل.
يذكر أنه كانت لدى البابا يوحنا بولس الثاني رغبة جادة في زيارة العراق عام 1999 ، ولكن بسبب الحصار الذي كان مفروضا على العراق بسبب حكم الرئيس صدام حسين، ألغيت الزيارة التي كانت مقررة في ذلك العام.
من جهته، عبّر عميد مجمع الكنائس الشرقية، الكاردينال ليوناردو ساندري، في مقابلة مع موقع “فاتيكان نيوز“، عبر عن أمله في أن تساهم الزيارة في إعادة بناء فسيفساء الغنى البشري والتاريخي في منطقة الشرق الأوسط، لافتا إلى أن فكره يتجه إلى المسيحيين وباقي سكان سوريا والعراق الذين يرون ثقافاتهم تزول بسبب الصراعات الطويلة الأمد.
وقال أيضا إن زيارة البابا المرتقبة، ستشكل مصدر تعزية لشعوب الشرق الأوسط، لاسيما العراق، الذي عانى وما يزال يعاني من الحروب والاضطهادات والتهجير.
وشدد الكاردينال ساندري في هذا السياق على ضرورة أن نقدّم تحيةَ إجلال إلى الرعاة الذين قرروا البقاء في أرضهم على الرغم من كل الصعوبات والتهديدات والاعتداءات “وكانوا مثالا للراعي الصالح الذي لا يهرب”.
وأوضح أن زيارة البابا إلى العراق ستشكل رسالة بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط كلها، التي تعاني من الاضطرابات، لاسيما في ضوء ما يجري حاليا في سوريا ولبنان.
وقال إن البابا يريد أن يشجع الجميع على أن يعيشوا سويا بسلام ويكونوا شهودا على محبة الله.
وفي معرض إجابته على سؤال بشأن الاستقبال الذي سيلقاه البابا من قبل المسلمين، أشار عميد مجمع الكنائس الشرقية إلى الرسالة العامة الأخيرة التي أصدرها الفاتيكان ما يعرف بوثيقة الأخوة الإنسانية، المعروفة أيضا باسم “إعلان أبو ظبي”.
وتساءل قائلا “كيف نستطيع أن نبني عالماً أكثر سلاما وعدلا وحرية واحتراما لحقوق الإنسان والحرية الدينية، إن لم نأخذ في عين الاعتبار جميع الأخوة، بغض النظر عن الانتماءات الدينية؟”.