شوكت توسا
تمنياتنا في العام الجديد بالجديد الذي يليق بشعبنا .
ما مِن شعب تحرر وتطوّر الا وكانت في مقدمة كراديسه نخبه دؤوبه أصرّت على اعتماد التجديد نهجا وسبيلا من اجل مواكبة مسيرة ركب الامم.
في مقالنا المتواضع هذا سنحاول باختصار ,عرض جانب من اسباب معاناة ابناء شعبنا الكلدواشوريين السريان في العراق, ذلك الجانب المتعلق بعلاقة الشعب مع ممثليه وتنظيماته ,وعندما نقول تنظيم , فهو بمثابة نخبه يفترض انها تبنت بارادتها مهمة خوض الصراع وادارته لمصلحة شعب ارتبط بعلاقة شراكه وعطاء مع الموجود من حركات سياسيه من قبيل زوعا ا وكيان ابناء النهرين الذي مر على انشقاقه سبع سنوات ,والتشكيلان بحد ذاتهما قبل او بعد الانشقاق , معنيان بواجب إحلال الجديد محل الروتين والرتابه في نشاطهما ,بعكس ذلك يصعب الحديث عن فرص الخلق والابداع بما يلائم حاجة الانسان ويتناسب مع متغيرات مفاهيم العصر.
ادناه مقتبس من بيان أصدره الاخوان في كيان ابناء النهرين عام 2013 نصه:
(( لقد اخترنا وبقناعه تامه وبثقه أن نتواصل فيما أعلناه منذ انطلاقتنا , ولكننا نؤكد مرة أخرى بأن فكر ونهج زوعا سيبقى الحاضنة الفكرية لنا وملجأنا ومرجعيتنا مهما كانت الظروف , وليس بمقدور كائنا من كان أن يسلخ عنا هذه القناعة, وسنبذل وكما عاهدنا شهدائنا الخالدين ووعدنا رفاقنا وجماهير شعبنا كل جهدنا من اجل الأمه والدفاع عن كامل حقوقها المشروعة)),والمقتبس هذا يذكرّني بتأكيد الكيان على اعتماد ثلاثة مرتكزات في تشكيله, رفع الغبن عن شعبنا, الوحده القومية وتحقيق الشراكة الحقيقية في العراق.
نحن اليوم نعيش عصرا مختلفا بثقافاته ووسائله المعلوماتية , عصر لم يعد فيه الانسان يعتمد بريق الشعارات ,عصرٌ يستحيل فيه الإتيان بالجديد عبرالبيانات و ردات الفعل التقليدية ما لم توازيه وفره كافيه من استعداديه التفاعل الايجابي مع ما يفرزه الظرف و المحيط من اراء مختلفة وملاحظات نقديه جدير بالنخبة الكفوءه ان تناقشها لا أن تعطيها الاذن الصماء .
كمستقلين عندما نوجّه نقدنا , سواء للحركه (زوعا) او لكيان ابناء النهرين ,ليس تدخلا في شؤونهم ولا بخسا لحق أحدهم في البحث عما يطوّر نشاطه ,حتى لو كان ذلك في الانشقاق, انما نمارس حق النقد وحق ابداء رأينا دفاعا عن مستقبل شعب وضع ثقته بالذين أبدوا استعداد التضحية لتحمّل مسؤولية تمثيل هذا الشعب وللاستماع الى مطاليبه والتضحية من اجل تحقيقها , أما التسويف بغشاوة المغالطات , فهو مثار جدل وتساؤلات, يا ترى هل من حق الشعب ان يعرف حقيقة ومشروعية دوافع الاختلاف بين التنظيمين أم لا؟ وهل هناك مبررّ منطقي لتضارب اسباب عجزهما عن تبني الحوار كخيار افضل, ام هناك اسباب لا يراد تداولها امام الناقدين وامام الشعب, علماً بان النقد ممارسه حضارية واعظم ما في الانسان تقبلّها و مناقشتها .
مر على الانشقاق سبع سنوات, والنفس ما انفكت تسلّي حالها بأمل تسوية خلافاتهما و الإتيان بجديد , وكلاهما مجتمعان كانا ام منفصلان , يعلمان جيدا بأن الاتيان بهذا الجديد يتطلب اولا ازاحة الافكار الباليه ونبذ اسلوب التعالي وكيل الاتهامات المتبادلة ,ومن ثم التفكير بكيفية تنشيط آليات العمل الفكرية كي تجني ثمارها القضية الأساسية وليس المنافع الشخصية , قضية الشعب يا إخوان لا يجوز تنويمها تحت تأثير مد الكيان من جهة وجزر الحركة من جهة اخرى, شخصيا لم اجد في وقتها مبرر لرفض او تأييد ظاهرة الانشقاق , لا ادري ان كنت مصيبا ام مخطئا , لكن إعتقادي كان بأن المؤمن بقضية شعبه سوف لن يتردد في وضع مطالب شعبهم نصب اعينه وافكاره ,فإكتفينا بمطالبة الطرفين بالحوار, وهو أنجع سبل حل مشاكل المؤمنين بقضية شعبهم لكنهما لم يفعلا ذلك .
في هذا الصدد, كتبت في نيسان 2014 مقاله خاطبت فيها الطرفين حيث قلت : (( … ان شعبكم يستحق حدقات عيونكم, وهو يطالبكم بتصحيح مآخذ كانت بمثابة أخطاء بحقه كشعب ثم بحق مسيرة حركتكم زوعا, ليس من مستحيل في العمل السياسي فيما لو توافر الاخلاص والاعتقاد بأن أختلاف الرؤى لا يكتسب احقيته ولا يأتي بثماره الا مع صدق دعوة التصحيح والتقويم خدمة لشعبنا )).
كما هو حال العديد من محاولات الخيرين من ابناء شعبنا, لم تلق رسالتنا اذنا صاغيه, اين الخلل اذن؟ في احسن الاحوال , مكمن الخلل سنعزيه مضطرين الى تسلسل أولوية القضية الأساسية واهميتها (قضية الشعب) , حيث انها تعاني من حالة التأرجح تحت وطأة وضغوط التنافس على أمور لا رابط لها بالقضية .
لسنا هنا كي ننكر حق الذين بنوا الآمال على تشكيل كيان ابناء النهرين وتكرار تأكيده في اكثر من مناسبه بانه على خطى المرجعية المتمثلة في فكر ونهج زوعا كما ورد في الفقرة المقتبسة اعلاه, مما أوحى بوجود ولاده ستحقق تغييرا ايجابيا في نشاطات كلا التشكيلين ,الا ان حصيلة السبع سنوات لم تغير شيئا.
و في واحد من بيانات كيان ابناء النهرين ,قرأت حول تدويل قضية شعبنا القومية والوطنية في حال فشلت الاطياف السياسية العراقية في تعاطيها مع قضيتنا بصدق ومساواة ,كلام جميل, والاطياف السياسيه العراقيه ما زالت متلكئة وفاشله في تعاطيها مع قضيتنا ,و لكن كيف لفكرة التدويل ان ترى النور ودعاتها بهكذا حال, هل يمكننا ان نتحدث عن التدويل وطليعة النخبه في هكذا حال؟ كفانا يا إخوان استغفال بعضنا للبعض, لو كنتم جادون في مسألة التدويل فذلك يتطلب تنسيقا داخليا عمليا بدءً بمعالجة صغائر مشاكل بيتنا الداخلي كي يكون للحديث عن الكبائر قيمه وصدى لدى جماهيركم ثم لدى مراكز صنع القرار .
الوطن والشعب من وراء القصد