زوعا اورغ/ اربيل
انتقد النائب فريد يعقوب رئيس كتلة الرافدين النيابية في برلمان اقليم كردستان التقرير الذي بثته قناة الحرة الأميركية باللغة العربية.
حيث بثت قناة الحرة العراق تقريراً مجرداً من الحقائق التاريخية يشوبه التحريف والتزييف جملة وتفصيلا تحت عنوان (الاكراد المسيحيين) الذي تناول في بدايته موضوع اقلية ضمن اقلية وعنصرية داخل عنصرية وكذلك تطرق التقرير الى الدستور العراقي فيما يخص الاقليات بقولهم ان الدستور العراقي يضمن المساواة بين جميع مكونات المجتمع العراقي باختلاف قومياتهم ودياناتهم حيث يُذكر في التقرير ان هذا النص اشبه بالحبر على الورق!.
الامر المستغرب في هذا التقرير والبعيد عن الحقيقة والواقع والانتقائية في مهنية الإعلام يبدو واضحا من خلال عنوانه، باعتبار المسيحيين اقلية كردية وهو الامر الذي لم نشاهده حتى في ايام الدكتاتورية البائدة!.
الحقائق التاريخية معروفة وبالاخص ما مذكور في نص الدستور الذي يصنف الشعب العراقي الى قوميات وهم العرب والاكراد (ديانتهم اسلامية) والاشوريون والكلدان وديانتهم (المسيحية) بالاضافة الى المكونات الاخرى.
التقرير ذات العنوان المناقض للحقائق التاريخية والدستور العراقي والمتناقض لقانون حقوق الاقليات رقم ٥ لعام ٢٠١٥ الصادر من برلمان اقليم كوردستان والذي يؤكد حقوق شعبنا الكلداني السرياني الآشوري كقومية أصيلة في الاقليم ومنحت له خمسة مقاعد نيابية (كوتا) على اساس قومي وكذلك على ان اتباع هذه القومية ديانتهم المسيحية.
ان التضليل الإعلامي الذي مارسته قناة الحرة من خلال تناولها للموضوع بهذا الشكل المحرف والمزيف ليس فقط للحقائق التاريخية وانما يقوض مبدا التعايش السلمي المجتمعي المشترك بين ابناء القوميات وبالاخص بين شعبنا والشعب الكوردي الشقيق الذي نكن له جل الاحترام ونؤمن بمبدأ التعايش الحقيقي مع احترام خصوصيات البعض.
العراق معروف بتاريخه العريق ومعروف تاريخ شعبنا الآشوري فيه قبل المسيحية وبعدها حيث ان شعبنا الاشوري الكلداني السرياني اول شعوب العالم الذي اعتنق المسيحية وبشر بها ونشرها للعالم وان التاريخ العريق لشعبنا وكنيستنا في العراق لا يقبل الشك ولا يمكن ان يكون شعبنا كورديا ولا عربيا ولا تركمانيا حيث لهذه الشعوب ايضا خصوصياتها وديانتها وموروثها.
ان التنوع القومي والديني في العراق وما تعرض له شعبنا بالاخص مع بقية مكونات العراق لا يمكن اختزال وتزييف تاريخه لانتسابه تارة بكوننا عربا في عهد النظام البائد وكوننا اكراد مسيحيين في ظل تقرير الحرة المغيب للظن والذي يفتقر المعايير الإعلامية والمهنية التي نعتبرها مظلة نجاة.
ان رسالة الاعلام من المفترض ان تكون لتوحيد صفوف المجتمع وترسيخ اسس التعايش فيه بغض النظر عن الاختلافات القومية والدينية وعدم التصيد في الماء العكر وبالتالي زرع الفتنة والبلبلة بين شعوب عانت الويلات والقتل والتشريد والتهجير لتحافظ على هويتها القومية وثم الدينية وتتفاخر بها.
ان ما عانه شعبنا طيلة عقود من القتل والتهجير وظلم وطغيان الحكام المستبدين الذين لم يؤمنوا بمبدأ قبول الآخر وبالتالي جل تضحيات شعبنا للمحافظة على هويته القومية والدينية تلك الهوية التي كانت سببا في قتله واضطهاده وتهجيره ومحاولة قلعه من جذوره التاريخية من وطنه الأم.
حيث ان هذه المعاناة هي الأمر الذي نتمنى ان نرى تقاريرا عنها في قنوات تلفزيونية كبرى كقناة الحرة، لكي يتم انصاف شعبنا الآشوري الكلداني السرياني إعلاميًا، وليعلم العالم ما تعرضنا له من إبادات جماعية منذ اكثر من قرن، ولايزال يناضل من أجل انصافه دستورياً أسوة بالقوميات المتعايشة معه في أرضه التاريخية.