زوعا اورغ/ ADO NEWS
أصدرت محكمة الجنايات الرابعة الكبرى في ولاية ماردين ( جنوب شرق تركيا ) في جلستها التي انعقدت اليوم الاربعاء 7 نيسان 2021 قرارها بالحكم على الراهب السرياني آحو بيلكان (سفر) المتنسك في دير ماريعقوب السرياني ( ديرأثري يقع على قمة أحد الجبال في منطقة طور عبدين )، بالسجن لمدة عامين وشهر بدعوى التعاون مع منظمة حزب العمال الكردستاني PKK.
وكانت الشرطة التركية قد اعتقلت الراهب آحو مع عشرة أشخاص آخرين بتاريخ 9/1/2020 وأفرج عنهم من قبل القاضي بعد خمسة ايام ليحاكموا طلقاء، بعد أن وجهت للراهب تهمة الانتساب لمنظمة الPKK المصنفة إرهابية من قبل الحكومة التركية بدعوى تقديمه الطعام والإيواء لأحد عناصر المنظمة وفق اعترافات العنصر إثر اعتقاله من قبل السلطات التركية..
وفي حيثيات الدعوى وبعد الاستماع لإفادة الراهب ومرافعات محامي الدفاع خلال الفترة السابقة، قرر المدعي العام تغيير توصيف التهمة من تهمة عضوية المنظمة إلى تهمة التعاون معها؛
وفي إفادته أمام المحكمة أوضح الناسك السرياني آحو بليجان بأنه بدافع من قيمه الإنسانية والدينية فإنه لا يمكنه إغلاق بابه بوجه أي إنسان يطلب الطعام او الشراب ولا يميز بين البشر بمختلف مشاربهم في القيام بواجبه الإنساني، وأضاف بأن المنطقة التي يقع بها الدير هي منطقة معزولة ولا تتواجد فيها اي من عناصر الجيش او الشرطة التركية التي من واجبها حماية الدير وزواره وعدم تحميل المسؤولية لمتنسك يعيش بمفرده في الدير.
وحول تداعيات الحكم أفادنا أحد الأشخاص الذين تواجدوا في قاعة المحكمة ومقرب من محامي الدفاع (طلب عدم الكشف عن هويته) ، بأن هذا الحكم لن ينفذ مباشرة بل ستتم إحالة الدعوى إلى محكمة التمييز ومن المتوقع أن لا يتم البت بالحكم النهائي بسرعة بل قد يستغرق بضعة سنوات.
المنظمة الآثورية الديمقراطية تدعو السلطات القضائية التركية المختصة للأخذ بحيثيات الدعوى وإبطال الحكم استنادا لكون الراهب آحو مضطرا لتقديم المساعدة الإنسانية ليس لدوافع أنسانية ودينية فحسب بل لعدم قدرته على الامتناع عن ذلك بمواجهة أشخاص مسلحين في منطقة معزولة وخالية من اي حضور للسلطة التركية .
إن المنظمة الآثورية الديمقراطية ترى في الحكم الصادر بحق الراهب إمعانا في سياسة التضييق على من تبقى من أبناء شعبنا السرياني الآشوري في ولاية ماردين ومتناقضا مع واجبها القانوني في حماية من تبقى منهم ومنع أي تعديات على حرياتهم وأملاكهم وأديرتهم ودور عبادتهم.
كما تناشد المنظمة الآثورية الديمقراطية جميع المؤسسات الدولية والتركية والوطنية المعنية بحقوق الإنسان بالتحرك لإبطال هذا الحكم غير العادل بحق الراهب السرياني، و تطالب الحكومة التركية ومنظمة حزب العمال الكردستاني بالكف عن الممارسات التي من شأنها الزج بالمدنيين المسالمين ليكونوا ضحايا للاقتتال الدائر بينهما، وتذكّر بالمآسي التي عانى منها أبناء شعبنا السرياني الآشوري خلال عقد التسعينات من القرن العشرين من قتل وتهجير نتيجة وقوعهم بين طرفي كماشة بين القوات التركية من جهة ومقاتلي حزب العمال الكردستاني من جهة أخرى والذي ساهم ويساهم بدفع من تبقى منهم لهجرة أرضهم ووطنهم التاريخي.