زوعا اورغ/ وكالت
أكد رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، اليوم الأحد، أن العراق أمام مرحلة جديدة من تاريخه الحديث “حيث نتجاوز الأزمات، ونتجه نحو البناء والإعمار والازدهار”، داعياً المواطنين إلى “التحلي بالأمل وأن نضع أيدينا معاً، ونبني بلدنا من الفاو الى زاخو”.
جاء ذلك في كلمة رئيس الوزراء العراقي خلال حفل وضع حجر الأساس لمشروع ميناء الفاو الكبير اليوم الاحد (11 نيسان 2021)، قائلاً: “نعلن اليوم البدء بمشروع ستراتيجي مهم انتظره ابناء البلد سنوات طويلة”
وأضاف أن “الميناء سيوفر فرصًا كبيرة للعراق ويعزز مكانته الجيوسياسية في المنطقة والعالم، وسيخلق فرص عمل كثيرة لأهل البصرة وباقي المحافظات، ويساهم في تطوير المحافظة”.
وتابع الكاظمي الذي وصل إلى البصرة فجر اليوم: “راهن الكثيرون على إفشال المشروع ونشروا إشاعات عدة لإحباط الشعب، ولكن المشروع ينطلق اليوم رسميًا بعد إن إنتهينا من مراحل التخطيط والمفاوضات وموّلنا المشروع من موازنة هذا العام”، مبيناً: “مشروع الفاو الكبير ليس فقط للبصرة، بل هو مشروع استراتيجي يسهم في تطوير واعمار جميع محافظات العراق، ويجعل من البلد جسرا اقتصادياً يربط مختلف بلدان المنطقة”.
الكاظمي مضى بالقول: “نحن أمام مرحلة جديدة من تاريخ العراق الحديث، حيث نتجاوز الأزمات، ونتجه نحو البناء والإعمار والازدهار”، داعياً “أهلنا في البصرة الفيحاء وفي كل أنحاء العراق أن يتحلوا بالأمل وأن نضع أيدينا معًا، ونبني بلدنا من الفاو الى زاخو”.
واختتم قائلاً إن “العراق سينهض من جديد بسواعد شبابنا وشاباتنا، وعلى بركة الله نفتتح المشروع وسنواصل الإشراف والمتابعة كي يكتمل بإذن الله بنجاح ودون تأخير”.
ووضع الكاظمي اليوم حجر الأساس لمشروع ميناء الفاو الكبير (العقود الخمسة) التي تتضمن: الأرصفة الخمسة للحاويات وردم ساحة خزن ومناولة الحاويات وحفر القناة الملاحية الداخلية، وحفر وتأثيث القناة الملاحية الخارجية ونفق قناة خور الزبير والطريق السريع الرابط بين ميناء الفاو وام قصر.
وفي السياق، قالت وزارة النقل العراقية في بيان تلقته رووداو إن الكاظمي افتتح بحضور وزير النقل ناصر حسين بندر الشبلي اليوم مشروع بناء خمسة ارصفة عملاقة لتفريغ السفن بطول 1750 م والمُنفذة ضمن العقد المبرم مع شركة دايو الكورية التي بدأت بأجراءات المسح الميداني استعداداً للمباشرة بأعمالها في المشروع.
وبحسب البيان، يشمل هذا المشروع العملاق انشاء ساحة الحاويات بطول 1750 متر ومشروع أعمال التجريف والحفر وانشاء قناة ملاحية داخل حوض الميناء بطول 10 كم داخل الميناء و13 كم خارج الميناء لربطه بالقناة الملاحية الدولية وانشاء طريق سريع رابط بين الميناء ومدينة ام قصر بطول 63 كم وانشاء نفق تحت قناة خور الزبير الذي يربط بجانب الطريق الشرقي.
وأوضحت وزارة النقل أن هذا المشروع يعد الشريان الحيوي وعصب الحياة الاقتصادية للبلاد حيث سيربط منطقة الشرق بأوروبا عبر العراق وتركيا وسوريا وبما يسمى بالقناة الجافة وسيصبح حال انجازه اكبر الموانئ المطلة على الخليج والعاشر بمستوى العالم حيث ستصل طاقته الانتاجية الى 99 مليون طن حسب التصاميم التي وضعتها شركة تكتيتال الاستشارية الايطالية.
ومن المتوقع أن تهدف زيارة رئيس الوزراء أيضاً للإطلاع على أهم استعدادات استضافة خليجي 25 في البصرة، إلى جانب عقد اجتماعات مع الحكومة المحلية والجهات الأمنية في المحافظة لمناقشة خططها لهذه الاستضافة وتقديم الدعم اللازم لإنجاحها.
وتقوم شركة دايو الكورية بتنفيذ مشروع ميناء الفاو في البصرة الذي تم وضع حجره الأساس سنة 2010.
وأفاد مدير إعلام الشركة العامة لموانئ العراق بهاء عريبي، لشبكة رووداو الإعلامية يوم الثلاثاء الماضي، بأن ميناء الفاو سيوفر نحو 10 آلاف فرصة عمل للشباب العاطلين، مشيراً إلى أن المدة المحددة لانجاز المشروع هي أربع سنوات.
وأوضح أن “البنى الأساسية للمشروع تتكون من 90 رصيفاً، وتضم أيضاً مدينة صناعية، ومجمعاً سكنياً، ومدينة ترفيهية، ومطاراً، وطرقاً تربط الميناء بالمناطق المحيطة به، وغيرها”.
ويجعل الميناء حال اكتماله، العراق، المحطة الرئيسة في مشروع الطريق الدولي البري والبحري “طريق الحرير” الرابط بين قارتي آسيا وأوروبا، ومن المتوقع أن يوفر تنفيذ “طريق الحرير” عبر العراق، آلاف الوظائف ومردوداً اقتصادياً كبيراً للبلد، وهو مرتبط بإنجاز ميناء الفاو الكبير.
يذكر أن الصين أعلنت في عام 2013 عن مبادرتها بإنشاء “طريق الحرير الجديد”، وهو عبارة عن شبكة من الموانئ وسكك الحديد التي ستربط ما يقارب 65 بلداً حول العالم.
وفازت شركة دايو للهندسة والإنشاءات، في عام 2019 بعقد بقيمة 86 مليون دولار لإنشاء ساحة مجهزة لمشروع نفق في العراق، وبموجب العقد فإن الشركة تقوم ببناء ساحة مجهزة لنفق تحت مياه خور الزبير بحلول تشرين الأول 2021.
وتعد هذه الصفقة مشروع البناء الرابع الذي فازت به الشركة في العراق في ذلك العام.
المشروع له أهمية ستراتيجية على العراق، عبر تحريك عجلة الملاحة البحرية وستكون المدينة الصناعية في منطقة الفاو الأولى في الشرق الأوسط، ومن المتوقع أن يكون للمشروع مردودات مالية كبيرة للعراق من خلال نقل وإيصال البضائع والنفط بشكل أسرع من أي وقت مضى، كما ستبلغ طاقته الاستيعابية القصوى 99 مليون طن سنوياً ويهدف فضلاً عن تنشيط قطاع النقل في العراق، إلى تنويع طرق الاستيراد والتصدير، وتوقع اقتصاديون أن يحقق الميناء للعراق منافع تقدر بنحو 15 مليار دينار شهرياً عند اكتمال المشروع وعمله بطاقته القصوى.
كما يعد المشروع حلقة وصل بين دول الخليج التي تعتبر مستهلكاً رئيساً للبضائع الأجنبية، كما تعد حلقة وصل مع تركيا وفي نفس الوقت المصدر الرئيس للبضائع، لذا من المتوقع أن تصبح منطقة الفاو حلقة وصل تربط العديد من الأطراف مع بعضها.
وعانت الشركة المنفذة لميناء الفاو من سلسلة ضغوطات إضطرت على إثرها إلى إيقاف عملها، بعد تلقيها تهديدات من جهات مسلحة وأخرى عشائرية، قبل أن تعاود عملها.