يعكوب ابونا
تحدثنا في الحلقة السابقةعن اعتلاء شمعون برماما السدة البطريركية حسب التقليد الوراثي المتبع انذاك ، وكان ذلك عام 1551 ، في هذا الزمن كان هناك راهب يدعى ” شمعون سولاقا ” في دير الربان هرمز/ القوش
يذهب القس بطرس نصري الى القول- في ص 89 -90 من كتابه ذخيرة الاذهان الجزء 2 … ( استقل بالجثلقة بعد شمعون السادس المدعو شمعون برماما .. وكان يسمى وهو ناطور الكرسي حنا نيشوع وجلس بعد موت عمه سنة 1551 والدليل ذلك ان سولاقا لم ينتخب بطريركا سنة 1552 الا لكون هذا شمعون حاول سنة 1551 بعد موت عمه وسالفه الاستيلاء على الكرسي البطريركي بطريق الوراثة الابوية ، وكان عمه قد رسمه اسقفا وعمره ثماني سنوات ليخلفه في البطريركية ..وعليه فحالما توفى عمه اختبر سولاقا ردعا وضدا لسوء هذا الاستعمال ، حيث روى الكردينال ما فيوس في 20 شباط 1553 سبب انتخاب سولاقا … وتولى برماما امر النساطرة ثماني سنوات ، وقضى نحبه سنة 1558 ودفن في دير مار هرمزد .) انتهى الاقتباس ..
وهناك فريق اخر ، ومنهم الاب البير ابونا اذ يقول في ص 132 -133 من كتابه تاريخ الكنيسة السريانية الشرقية الجزء 3 …. حتى انتهى الامر بشمعون برماما – وكان يدعى ايشوعياب عندما كان ناطور للكرسي ( ولي العهد ) الى حصر درجة رئاسة الاساقفة في شخص واحد من عائلته لا يزيد عمره على الثمان سنوات .. فصمموا بعض الاساقفة على مقاطعة هذه العائلة ومراجعة الكنيسة الجامعة ، وقرروا اقامة بطريرك شرعي لهم عن طريق الانتخاب القانوني ، وبرماما بعد في قيد الحياة. وانما خبر وفاته ابلغ خطا الى روما ، كما نقرا ذلك في الرسالة التي وجهها المطران امبروسيوس بوتيكيك معاون سولاقا الى البابا يوليوس الثال في 25 / 1 / 1555.
اذا البطريرك برماما كان على قيد الحياة عام 1551 خلاف ما يدعون البعض .) انتهى الاقتباس .
نلاحظ الكثير من الاختلافات عند الاباء الكنيسة الكلدانية في تشخيص الحالة المنوه عنها .. والمنطق يقول ان اختلاف الراى وعدم صواب القول يعني خلافه ،والاختلاف في هذه الروايات دلالة على عدم صحتها ، لان المنقول في هذه الرواية لا يستند الى الحقائق الموضوعية في نقل الحالة كما كانت بل خضعت لاجتهادات موجهة لنيل من المقابل ، ..
لان هناك اموربدون معرفة حشروها حشرا لتبرير ادانتهم لعموم الحالة وليس لها اساس من الصحة اصلا منها ادعوا ان البطريرك هو من يعين ناطر كرسي ، وهذا ليس صحيحا لان من يعين الناطر كرسي ( ولي العهد ) بموجب قانون الوراثة هم المدبرين لشؤون البطريركية ( المجلس الكنسي ) او المجلس الاستشاري كما يسمونهم اليوم ،هم من يمنح الحق لولاية العهد وتسميته من ابناء العائلة. وليس البطريرك ..
هذا من جهة ومن جهة اخرى يذكرالقس بطرس نصري الكلداني في الصفة 137 من كتاب ذخيرة الاذهان الجزء 2 ان اسباب اختيار سولاقا بطريرك عام 1551 كان بسبب العادة المستهجنة التي سنها شمعون الباصيدي وعمل خلفاءه على وجوب حصر الرئاسة في عشيرته الابوية …. ويضيف كان سولاقا رئيس رهبان دير ما هرمزد . وهو شمعون يوحنا سولاقا بن دانيال من بيت بلو ومن مدينة عقرة. وكان رجلا متواضعا فاضلا بالعلم والتقوى مشكور السيرة والاخلاق ، فلما علم اباء الطائفة ووجوهها ان شمعون برماما قد استولى على الكرسي البطريركي رغما عنهم اجتمعوا في الجزيرة الزبدية .. ورفضوا صريحا رئاسته ،) انتهى الاقتباس
يقول لقد استهجنوا الحالة ؟؟ ؟ لا اعرف كيف يسميهم اباء واساقفه ولم يعرفوا بان هذا القانون كان متبع منذ قرون ؟ وليس حديث الساعة ليستهجنوه ؟.فاي اباء كانوا هؤلاء لا يعلمون من شؤون دينهم ودنياهم شئ؟؟
لان ما يقوله البطريرك ساكو في كتابه سير بطاركة المشرق ص 147 ، ” عمليا بدأ التوريث من طيماثوس الثاني ( 1317-1332 ) ولكن الذي سن قانون التوريث هو شمعون الرابع ، تبنوا لقب مارشمعون ، لكن تخلى احدهم عنه واتخذ لقب ايليا ، بسبب قبول البطريرك شمعون التاسع ” 1580 -1600 ” المذهب الكاثوليكي ، دام التوريث سبعة قرون ، اقامت هذه العائلة في بلدة القوش بقرب الموصل ، وسميت ببيت عمون ” العمومية ” او برماما ” ابن العم ” والذي غلب عليها لقب ” ابونا ” وبالسورث ابوني ” اي عائلة البطريرك قام فيها عشرون بطريركا “، غدا حامي الكرسي عمليا ” ولي العهد ” ويطلق عليه منذ صغره ” حامي الكرسي ” في حين كانت تقتصر وظيفته في الماضي على تنظيم عملية انتخاب البطريرك الجديد وترتيب مراسيم التنصيب ، استقر معظم هؤلاء البطاركة في دير الربان هرمز بجوار القوش حيث شواهد قبورهم) .. انتهى الاقتباس ..
ولكن نصحح بان عدد البطاركة من هذه العائلة ليس 20 بطركا بل كانوا ( 26 ) بطركا 17 في القوش و9 في قوجانس ..
ولناخذ ما ورد عن الصحفة الالكترونية للبطريركية الكلدانية تقول : إزاء هذا الوضع المتدهور، اجتمع ثلاثة من أساقفة كنيسة المشرق، وهم أساقفة أربيل وسلماس وأذربيجان، وعقدوا مجمعا مصغرا في منطقة الجزيرة، ثم مجمعا موسّعا في مدينة الموصل حضره أيضا وفود الأكليروس والعلمانيين من شتى الأماكن حاملين كتب تخويل من الشعب الذي يمثلونه. وقد تداول المجتمعون في شؤون الكنيسة وشجبوا قانون الوراثة وقرروا مقاطعته والعودة إلى قوانين الكنيسة الأصلية، ورأوا أن الأمر يستوجب انتخاب شخص تتوفر فيه المؤهلات اللازمة ليتولّى قيادة الكنيسة في تلك المحنة التي كانت تمر بها. وعندما بدأت عملية الانتخاب، توجهت الأنظار شيئا فشيئا إلى الراهب يوحنا سولاقا، رئيس دير الربّان هرمزد الواقع بالقرب من ألقوش، لما امتاز به من فضيلة وروح إنجيلي وتضحية ونكران ذات مع علم وإدارة. فأرسل المجتمعون إلى الدير من يخبره بانتخابه وبطلب المنتخبين بحضوره، إلاّ أنه رفض لأنه شعر بثقل المسؤولية التي يريدون إلقاءها على كتفيه. وأرسل الأساقفة بطلبه ثانية، وأعاد رفضه، فما وجدوا سوى أن يرسلوا إليه من يأتي به رغما عنه. ولما وصل يوحنا سولاقا إلى قاعة الاجتماع تعالت هتافات الحاضرين ترحابا بالبطريرك المنتخب.وإزاء إلحاح المجتمعين، أذعن يوحنا سولاقا لمشيئة الله ولمطلب الكنيسة… وكان ذلك في مطلع سنة 1552)) انتهى الاقتباس
لاحظوا بان الوفود اجبروا يوحنا سولاقا على قبول المهمة ان يكون بطريركا، في الوقت الذي يذهب البطريرك ساكو في كتابه سير بطاركة المشرق ص 151 الى القول ، ( شمعون الثامن دنخا برماما 1551 – 1558 يدعى هو ايضا برمام خلف عمه الذي كان قد رسمه اسقفا وعمره 12 سنة ، وعليه ” ثار ” سولاقا رئيس دير الربان هرمز وفريقه المعارض ) انتهى الاقتباس ، ..
فايهما الاصح ما جاء بموقع البطريركية ام ما يقوله البطريرك ساكو شخصيا ؟؟ هناك اجبر سولاقا ، وهنا ثار سولاقا ؟؟ ايهما على الاقل يمكن لاتباعهم ان يعتمدوه ؟؟
لان الملفت في كتابات رجال الدين الكاثوليك والكلدان خاصة ، الذين كتبوا بشأن كنيسة المشرق ، للاسف نجد تواتر في النقل احدهم عن الاخر بدون تمحيص اودراسة او قبول عقلاني لما يكتبونهم ، ، ولهم عذرهم في ذلك لانهم مسيرين غير مخيرين بما يكتبون وينقلون ما لا يتعارض مع التوجه الكنيسة الكاثوليكية ، الذي عملت على مصادرة حق كنيسة المشرق وابتلاع كينوتها وحقوقها لا بل حتى شعبنا ومؤمنيها بوسائل وطرق شتئ ، مشروعة وغير مشروعة ، منها بالتدليس والماربه تمكنهم من مصادر ايمان وعقيدة كنيسة المشرق ؟؟..
وهناك نقطة اخرى تستحق التوضيح ، يذكرون بان اجتمعوا ثلاثة اساقفه هم اسقف اربيل وسلماس واذربيجان ،بدون ذكر اسمائهم فمن هم هؤلاء الثلاثة ، اليس لهم اسماء ؟؟
لماذا لا تذكر اسمائهم ؟ ام هم مجرد نواصب ونكره لا اسماء لهم ؟؟ .
لان اهمية توجهنا هذا تكمن، بعدم وجود ذكرلهؤلاء الثلاثة بعد رجوع سولاقا من روما بطريركا ؟؟ اليسوا هم الذين انتخبوه ورشحوه لروما لينصبه البابا بطريركا لهم ؟. لماذا اختفوا بعد رجوع سولاقا ؟؟ الم يكن سولاقا بحاجة لهم ؟؟ ام ماذا ..؟؟ سؤال يطرح نفسه ؟
لان بطرس نصري يذكرفي كتابه اعلاه ص 142 بان البابا زود سولاقا بالهداية الثمينة ، وحللا وانية قدسية لخدمة المذبح وتاجا وكزركشا بالذهب وامر ان تدفع له النفقات اللازمة للسفر ، وان يرافقه بعض الرهبان المرسلين الماهرين في اللغة السريانية لمساعدته على نشر الايمان في المشرق ـ ويضيف وقد اهتم سولاقا لتدبير طائفته بعد عوده الى المشرق بغيره رسولية ، فانه لما وصل ” آمد ” في 13 تشرين الثاني من سنة 1553 نفسها اسام بعد ثمانية ايام هرمز الذي كان يدعى اسمر حبيب مطرانا على امد وسماه في الاسامة ايليا صباح الاحد الثاني من تقديس البيعة ، الاحد الثالث اي بعد ثمانية ايام اسام ايضا عبد يشوع اسقفا على الجزيرة ، واسام ايضا ثلاثة اسقفة اخرين والظاهر انهم لماردين وحصن كيفا وسعرت ، ثم شرع يعلم الايمان الصحيح وينشره بيبن طائفته “)) انتهى الاقتباس
نسائل ان كان سولاقا قد ثار على البطريرك شمعون فلماذا اجبر من قبل هؤلاء الاساقفة الثلاثة والضغط عليه من قبل وفودهم على قبول المسؤلية ؟؟ اليس هذا التناقض مبعث الريبه والشك بما ذهبوا اليه ؟؟ ولكن لنسير معهم وبعدها لنعرف حقيقة هذه الادعاءت المتناقضه ونناقشها لاحقا ، ..
ولكي نلم بجوانب هذا الموضوع نقرأ عن الاب البير ابونا في ص 134 الجزء 3 من كتابه تاريخ الكنيسة السريانية الشرقية . بان سولاقا ابصر النور في سنة 1513 في حضن عائلة مسيحية .. ومال منذ نعومة اظفاره الى الحياة الرهبانية ، فانضم الى رهبان دير الربان هرمزد ، وكان عددهم اذ ذاك خمسين راهبا . وهناك عكف على ممارسة الفضيلة واقتبل الدرجة الكهنوتية .
واذ لاحظ الرهبان ما يتحلى به الكاهن الجديد الروح الانجيلية والادارة الحازمة المشبعة بالتضحية ونكران الذات . انتخبوه رئيسا لجماعتهم سنة 1540 وهو في السابعة والعشرين من سنه . فشغل هذا المنصب طوال اثنتى عشر سنه ، وهو يساعد رهبانه بمثاله الصالح وبارشاداته وتوجيهانه الابوبة . وبينما كان سولاقا ينعم بحياته الرهبانية .. اذا بنداء الله يباغته وينتزعه من عزلته العذبه ليزج به في معترك الحياة العامة والمسؤولية الجسيمة في الكنيسة . فما ان تم انتخابه بطريركا باجماع اراء الاساقفة والمؤمنين المحتمعين في الموصل ، حتى صدرت اوامر الاباء المجتمعين باحضار المنتخب الى الموصل . انقض النبأ على سولاقا انقضاض الصاعقة حينما وصل وفد المجمع الى ديرالربان هرمزد واطلعه على قرار المجمع ، فشعر سولاقا بخطورة الموقف ، وخاف من المسؤولية الجسيمة التي تضعها الطائفة على عاتقه هو الذي لم يفكر سوى في الحياة الرهبانية الهادئة البعيدة عن ضجة العالم ومشاكله ، لذا قرر رفض المهمة وناشد الوفد بنقل جوابه الى المجمع .. لكن المجمع أصرعلى اختياره دون غيره . وارسل وفدا أخر لاقناع سولاقا بتلبية ارادة الشعب المسيحي . ورفض سولاقا للمرة الثانية راجيا اعفاءه من هذه المهمة التي توجس خفية من ثقلها الباهظ . وقد زاد رفضه هذا من قناعة المجمع بفضيلة هذا الرجل العظيم ، لذا فقد اصر الاباء على قرارهم وارسلوا وفدا ثالثا الى الدير لياتوا بالمنتخب .. واذا رفض هذه المرة ايضا ، اضطره الوفد الى المجى به قسرا . ولدى وصوله عقد الاساقفة والشعب جلسة اخرى للجميع ، واخضروا المنتخب ، وعلت الهتافات بتاييده ، فلم يسع سولاقا الا الاذعان لمشيئة الله .. وكان ذلك في مطلع سنة 1552 ). انتهى الاقتباس . …..
لا حظوا انه رفض تنفيذ قرار المجمعين ، فاضطر الوفد الى المجئ به قسرا “.. لكن لم يذكر ما هي الطريقة القسرية التي استعملت لاجبار سولاقا لمجى الى الموصل ؟
هنا يجب ان نقف امام هذا الذي جرى لنعرف كيف تم .؟؟.
طبعا هذا ليس راى الاب البير ابونا وحده بل راى الاخرين من اتباع كنيسة الكاثوليكية /الكلدان ، ومع ذلك لنقرأ الموضوع بموضوعية وعقلانية، سولاقا بلو كان رئيس دير ربان هرمز يرفض اكثر من مرة ان ينصاع الى طلب الوفد ، في الوقت [ja1] [ja2] [ja3] الذي يذكر البطريرك ساكو في كتابه سير بطاركة كنيسة المشرق ص 151″ بان سولاقا رئيس الدير الربان هرمز ثار على رسم اسقفا عمره 12 سنه ” .. البطريرك ساكو يقول سولاقا ثار على النظام ، والاب البير يقول اضطرالوفد معه ان يات به قسرا الى الموصل ، بمعنى ان سولاقا لم يكن موافقا لما اتخذ من قرار من قبل ما يسمونه المجمع ،؟ وسولاقا لم يكن راغبا ولا مستعدا لتنفيذ مثل هذا القرار، وكما يقال من فمك ادينك ان كان سولاقا ضد قانون الوراثة المتبع في الكنيسة ـ فثار عليه ؟ فلماذا يرفض قرار المجمع المزعوم الذي عينه بطريركا ؟؟ ولماذا لم ينصاع لقرار المجمع ؟؟
ولكن الذي لم يقولوه واخفوه هو بان الكرسي البطريركي لكنيسة المشرق كان قد استقرى في ذلك الديرمنذ عام 1504 ،
اذا البطريرك شمعون برماما 1538 كان يسكن نفس الديرالذي يوحنا سولاقا رئيسه .. يذكر نبيل يونس دمان في كتابه الرئاسة في بلدة القوش – 32 – يبعد الدير عن مركز نينوى عاصمة الامبراطورية الاشورية ، مايقارب 38 ميلا شمالا وعن القوش حوالي 3 اميال شرقا … كان الاسقف مار ميخا النوهدري ( كان قد قدم الى القوش عام 414 ميلادي وهو من مواليد نوهدرا – دهوك – عام 309 ميلادي ) قد تنبا عن الربان هرمزد وديره في القرن الرابع الميلادي ، عندما قال ” عتيد هو الله ليرسل لكم ايها الالقوشيون نسرا عظيما لكي يصعد بمقامه فوق الملائكة ، ويعشش في هذا الجبل بجانبكم ، ويولد فراخا روحية . اخرجوا للقائه بكل فرح “….
ويذهب يوسف اسحق زرا في ص 72 من كتابه المعالم العمرانية والحضارية في القوش فيقول : يعد هذا الدير من الصروح الحضارية العظيمة والشاخصة التي تحكي قصة الانسان عبر قرون مليئة بالصراع مع الذات بدافع الايمان ، وبالصراع مع الطبيعة بواقع التكيف والتغير والبقاء . ويضيف – لقد اتخذ هذا الدير مقرا بطريركا للكنيسة الشرقية من قبل بطاركة عائلة عمون ( ابونا ) من 1504 ميلادية والى 1804 ميلادية والذين تربعوا على العرش الكنيسة الشرقية النسطورية وقادوها واوصلوا مبعوثيهم والمبشرين بالعقيدة والمذهب الى اقاصي الصين . واواسط الهند ، عدا امتداد سلطانهم الديني الى غالبية دول الشرق الاوسط ومنها ايران وتركيا وسوريا ..) انتهى الاقتباس
لنتعرف على جغرافية الدير:
يقع الديرداخل سلسلة جبل بيت عذري ، وهو في اعلى الجبل ومعلق في صدر الوادي فوق كهف مرتفع يشرف على قاع الوادي السحيق ، يشكل قوسا على شكل مثلث يمتد من شرق الوادي الى غربه ، من الشرق يحد وادي عميق يسمى ( نيرد ايوه ) نهر الغيوم …
وعلى جانبيه الكهوف الصلدة من الجهتين يمينا ويسارا وتضيق مقتربه عند منتصف الوادي ، وتفتح له بابا رحبا يناسب الوادي الذي اوسع وديان سلسلة جبال بيت باعذري .. ويشرف مدخله على سهول القوش . وياكد المطران يوسف بابانا في كتابه القوش عبر التاريخ 87-” ليس هناك ابنية في ديرالربان هرمزد بل جبل نقره الرهبان لتكون لهم صوامع يسكنونها ، ترتبط ببعضها بطرق خاصة ، والكنيسة وحدها لم تنقر بالصخر بل بنيت فوق كهف بارز يشرف على الوادي العميق .”.. يبلغ ارتفاع الديرعن سطح البحر 900 متر .
، للوصول الى الدير يقول نبيل دمان في ص 36 من كتابه المشار اليه اعلاه ..
هناك طريقين الاول في مدخل الوادي ( مدخل الكلي –المسمات باسم الدير كلي الدير ) ويمرامام كهف كبير يسمى ( كافه سموقه )…
والطريق الثاني يستعملوه المشاة احيانا ( يسمى طريق ارخد جوبا ) يبدا من صهريج صغير يسمى ( سارجته ) ثم يبدا صعودا في الجبل ويمر بين عدد من المقابر القديمة ( مقابرالتتار ) وهي مقابر المراسليين التتار الذين كانوا يعملون لدى السلطة الابوية البطريركية لايصال مراسلاتهم الى الابرشيات التابعة للكنيسة المشرق في مناطق مختلفه من العالم ….وقبل الوصول الى كهف المسمى كهف المطران هناك صخور منحوته بشكل هندسي بارع ومنظم فيها قبورالعائلة الابوية ، اذا كانت العادة ان يدفن افراد تلك العائلة ( بيت ابونا ) في تلك الربوع ، حتى اواسط القرن التاسع عشر.)) انتهى الاقتباس
اذا الطريق الرئيسي والاعتيادي للوصول الى الديرهوذلك الطريق ، الذي يبدأ من مدخل كلي الدير ، وبما ان الدير يطل على مدخل الكلي وامتدادا للطريق في مدخله ووصولا الى باب الرئيسي للدير .من الطبيعي الذي كان يروم صعود الدير فكان لابد ان ياخذ هذا الطريق.. وبما ان الدير مطل على مداخل الكلي والطريق من كل الجهات فلا بد ان يكون لساكني الدير من البطريرك وجماعته والرهبان وغيرهم ان يطلوا من عليائهم ويشاهدوا بكل سهولة ويسرحركة الطريق ويترصدوا للقادمين منهم الى الدير .. لانه لامنفذ للوصول الى الدير الا هذا الطريق .
فالسوال الذي يفرض نفسه بهذا الصدد … وعلى ضوء ما ذكروه ومنهم الاب البير ابونا.. بان وفودين قدموا الى الدير لاقناع رئيس الدير سولاقا لتعينه بطريركا الا انه رفض .. فزاد اصرار الاباء على قرارهم وارسلوا وفدا ثالثا الى الدير لياتوا بالمنتخب ، ولرفضه اضطره الوفد الى المجىء به قسرا … ويذهب المطران يوسف بابانا في ص 68 كتابه القوش عبر التاريخ – يقول – بان المؤمنيين في رسالتهم الى البابا يوليوس الثالث ..يطلبون منه ان يرسم لهم سولاقا بطريركا ، لانهم لم يجدوا من يستهل هذه الدرجة سواه … ويقولون للبابا – فخطفناه جبرا من صومعته ( اي سولاقا ) واتينا به في وسط الجمع . فوافق الكل على كفايته .) انتهى الاقتباس
لكي لا يذهب القارى بعيدا بخياله بوصف مشتملات الدير وابعاده العمرانية ، لدرجة بان الناس يدخلون ويخرجون منه بدون ان يعلم احدا بهم …اقول للاخوة الذين يعرفون الديروشاهدوه او زاروه يعرفون محتوياته العمرانية حتى في الوقت الراهن ،.
فالسوال الذي يفرض نفسه بهذا الصدد، وفدين قدموا الى الدير لاقناع رئيس الدير سولاقا لتعينه بطريركا الا انه رفض .. فزاد اصرار الاباء على قرارهم وارسلوا وفدا ثالثا الى الدير لياتوا بالمنتخب ، ولرفضه اضطروا بالمجىء به قسرا “…
لنقراء ثانية بامعان ، بان ثلاثة وفود وفي اوقات مختلفه تصعد للدير وتجتمع مع رئيسه الراهب سولاقا .. وفي الدير يسكن البطريرك برماما شحصيا وبعضا من حاشيته بالاضافة الى خمسين راهبا يسكنون معهم في الدير،
حسب قانون الدير ان الجميع من في الدير من البطريرك ورئيس الدير والرهبان 1- ان يتناولوا الطعام باوقاته الثلاثة سوية ، فالجميع يلتقون سوية على مائدة الطعام ثلاثة مرات يوميا ..
2- رئيس الدير والرهبان والبطريرك وحاشيته يشتركون في القداس الصباحي في كنيسة الدير والصلاة العصر ( الرمش ) سوية ، بمعنى انهم يلتقون على الصلاة يوميا مرتين على الاقل ..
هذه اذا خمسة مرات يوميا يلتقون جميعا ويتواجهون ، في فترات الطعام وفي الكنيسة للصلاة .. فهل يعقل بان احدا منهم لم يلاحظ مايجري في الدير ..اناس غرباء ياتون الى الديرويتحركون بكامل حريتهم ،ولا احد يراهم او يرصد حركاتهم ، هل يعقل هذا ؟ ان لم يلاحظهم البطريرك شخصيا.. فالمفروض احد من حاشيته ان يلاحظهم ويشاهدهم وينقل خبرهم للبطريرك ويعلمه بما يجرى.. وان لم يلاحظ احدا منهم ذلك ايعقل بان احد من الرهبان الخمسين لم يلاحظ ذلك لينقل الخبر للبطريرك .، ام الجميع كان متامراً .؟؟؟
لان الامر كما وصفوه اعلاه يكون غير طبيعي ان غرباء يلتقون مع رئيس الدير خلسة ويتامرون على البطريرك والكنيسة ويخطفون رئيس الدير بدون ان يتخذ البطريرك اي اجراء ضدهم ؟..
. فهل كان هذا اخفالا ام اخفاءا للحقيقة ..
ومع ذلك يتهموا البطريرك بقتل سولاقا بلو؟؟ هذا الذي سنتعرف عليه في الحلقة القادمة .
يعكوب ابونا ….. 13 /5 /2024