زوعا اورغ/ اعلام البطريركية
شارك صباح الخميس 2 اب 2018 غبطة ابينا البطريرك الكردينال مار لويس روفائيل ساكو برفقة معاونه مار باسيليوس يلدو في المؤتمر الذي اقامته منظمة يزدا بمناسبة مرور 4 سنوات عن بدأ الابادة الايزيدية وذلك في قاعة فندق بابل في العاصمة بغداد بحضور فخامة رئيس الجمهورية الدكتور فؤاد معصوم والامين العام لمجلس الوزراء الدكتور مهدي العلاق والسيد عمار الحكيم ومعالي وزير الهجرة والمهجرين وممثلة الامم المتحدة وعدد من سفراء الدول والسلك الدبلوماسي وبعض من اعضاء البرلمان ورجال الدين من مختلف المكونات.
فيما يلي كلمة البطريرك ساكو في المؤتمر:
ما حصل للأقليات الدينية والعرقية جريمة ضد الإنسانية.. وما عاناه الايزيديون مخجل ومحزن. انها كارثة تعود الى عقلية عصر الجاهلية من غزو لمناطقهم وقتل رجالهم وسبي نسائهم وبناتهم. من المؤسف انه مستوى معاناتهم بعد مرور اربع سنوات عليها لا يزال عاليا. لذا على العراقيين اليوم ان يتضامنوا مع بعضهم للقضاء على الفكر الداعشي والفكر الاقصائي .. وان نلتقي كإخوة وأخوات في العراق، في فسحات تسنح لنا أن نفكر معا ونعمل معا لتنتهي آلامنا، ونعود إلى الحياة الحرة الكريمة. الكل يتحمل المسؤولية: رجال الدين والسياسيون وعموم الناس، في مواجهة التحديات: البطالة، الفقر، الظلم، الفساد، التطرف الديني، والسعي لتعزيز حقوق الإنسان ورفض مظالم الناس: عبر مبادرات شخصية وجماعية ومؤسساتية. من اجل شعبنا الفقير والمتألم، المهجرّ والمهاجر والخائف من المستقبل، والذي ملًّ من الخطابات لذا علينا أن نحولها إلى خطط ومشاريع تنفذ. وهنا اذكر كم عانينا نحن المسيحيين. مليون مهاجر، 100 كنيسة ودير استهدف واحرق وفجر ونحو ما يقارب 23 الف عقار استولت عليها مافيات وتغيير ديمغرافية بلداتنا!
نحن نعيش في عصر يختلف عن العصور الماضية، عصر طرأت عليه تغييرات ثقافية واجتماعية وسياسية مؤثرة كالحرية وحقوق الانسان وقضايا المرأة والديمقراطية والعلمنة والعدالة والمساواة وظهور جماعات متطرفة إرهابية كالقاعدة وداعش. علينا ان نفهمها بشكل صحيح ونتعامل معها بما يلائم حياة الناس ويحقق لهم التقدم والرفاهية والسعادة من دون ان يمس العقيدة والقيم الأخلاقية…
وبناء عليه اقترح:
1- مكافحة الاستعمال السلبي للدين، أي استعماله لتحقيق غايات شخصية وسياسية والحث على الفرقة والكراهية والإقصاء والعنف. وهذا يتطلب إصلاح مناهج التربية والتعليم وإعداد المعلمين والخطباء على إعطاء مساحات لاحترام الديانات، وبناء الثقة، والاعتماد على المعرفة الصحيحة لدين الآخر…
2- تجديد فهم النصوص لتعزيز المشتركات الإنسانية والوطنية واشاعة روح التسامح والمودة واحترام حق التعددية الدينية والفكرية..
3- الدولة هي القاسم المشترك لتنظيم شؤون المواطنين وهذا وفق مبادئ أساسية عامة: كالمواطنة والمساواة الكاملة للجميع بعيدا عن اية اعتبارات …
4- الاستفادة من فشل خبرات الربيع العربي في التحول إلى الديمقراطية من اجل التوصل إلى عقد اجتماعي يساهم فيه جميع مكونات المجتمع ليصبح خط عمل لبناء السلام والاستقرار.