زوعا اورغ/ وكالات
يناقش مجلس النواب خلال جلسته المقررة، الأحد، أزمة المياه الحادة في العراق التي نشبت بعد إعلان انقرة تشغيل سد “إليسو” على نهر دجلة، فيما أقر وزير الموارد المائية حسن الجنابي، بخطورة أزمة المياه التي تعانيها البلاد.
وذكر تقرير نشرته صحيفة “الشرق الأوسط” اليوم، 3 حزيران 2018، انه “وبينما لم تظهر بعد الآثار الحقيقية لتشغيل سد إليسو التركي فقد تحول نهر دجلة الذي يشطر العاصمة بغداد إلى جانبين، الكرخ والرصافة، إلى شبه ساقية يمكن عبوره من كلا جانبيه بينما كان منسوب مياهه حتى قبل أيام قلائل مرتفعا وتمر به السفن والقوارب”، حيث دعا رئيس البرلمان سليم الجبوري، إلى عقد جلسة استثنائية، اليوم بحضور وزراء الموارد المائية حسن الجنابي، والخارجية إبراهيم الجعفري، والزراعة فلاح الزيدان، لبحث أزمة المياه، حيث أكد وزير الموارد المائية، أن “شحة المياه إنما هي عابرة للحدود الوطنية وهي بالنسبة إلينا لا تشكل مفاجأة، حيث سبق أن أعلنّا عنها منذ شهر تشرين الأول الماضي وشكلت الحكومة لجنة عليا تضم عدة وزارات لمواجهة التداعيات المحتملة لهذه الأزمة، حيث وضعنا لمعالجتها 24 إجراءً توزعت على الوزارات المعنية”.
وأضاف الجنابي أن “الإجراءات الخاصة بمواجهة الأزمة تحت التنفيذ من قبل كل الوزارات، ولكن الشحة قوية ولا يمكن أن يستهان بها لكنها بشكل عام تحت السيطرة”، مبينا أنه تم تأمين مياه الشرب ونحو 50% من الحصة الزراعية المقررة ومليون دونم لزراعة البساتين.
وأوضح أن “الوضع الحالي لا يمكننا التقليل من خطورته لكن أيضاً لا ينبغي أن يُنظر إليه على أنه غير قابل للحل، فقد حصلت في التسعينات من القرن الماضي شحة مشابهة إن لم تكن أقسى وتم إلغاء الزراعة الصيفية في ذلك الموسم، كما ان
تأثيرات سد إليسو لم تبدأ بعد مع أنه دخل حيز التشغيل، لكنني سوف أقوم بزيارة قريبة لكل من تركيا وإيران لمناقشة الأمر مع المسؤولين في كلتا الدولتين”.
من جهته أفاد عضو العلاقات الخارجية في البرلمان أحمد الجبوري، ان “أخطر مشكلة تاريخية يواجهها العراق هي شحة المياه في نهري دجلة والفرات بسبب إقامة السدود في تركيا، مبيناً أن “الأمر يتطلب أيضا اتخاذ تدبير إضافية بديلة للري والتركيز على ترشيد الاستهلاك”.
بدوره، قال خبير السدود والموارد المائية، عون ذياب، إن “العراق سيواجه صيفا جافاً وعدم القدرة على تأمين مياه الري لزراعة الحبوب والمحاصيل، وستتأثر المحافظات الجنوبية بشدة من الجفاف هذا العام”.
وكانت السلطات التركية، أعلنت أمس، انتهاء المرحلة الأخيرة من سد “إليسو” وامتلاء خزانه تماما بالمياه من نهر دجلة، حيث ذكرت المديرية العامة للأعمال الهيدروليكية أنه تم إغلاق آخر بوابات التخزين ونفق الاشتقاق وامتلاء السد بالكامل ليتم بعدها إغلاق بوابات خروج المياه، مشيرة إلى أنه تم ضخ 40 ألف متر مكعب من الخرسانة على مدار 3 أشهر من العمل في جسم السد الذي يمتلك أكبر خزانات المياه في العالم والذي تم البدء في إنشائه عام 2006 كجزء من مشروع تنمية جنوب شرقي الأناضول وسيولّد 4,12 مليار كيلوواط- ساعة من الكهرباء سنوياً.
الجدير بالذكر ان الحكومة التركية أكدت في وقت سابق، ان الهدف من بناء السد لا يقتصر على توليد الطاقة، إذ تسعى إلى تحقيق تنمية اقتصادية في المناطق الواقعة جنوب شرقي الأناضول التي تتسم بارتفاع كبير في معدلات البطالة والفقر بين سكانها.