شوكت توسا
في خبر نُشر قبل ايام على صفحة عنكاوه,أقتبس منه : “إجتمع صباح يوم السبت 10 ايلول 2022 غبطة البطريرك الكاردينال روفائيل ساكو مع ممثلين عن الهيئه السياسيه الكلدانيه الموحده بحضور الوزير أنور جوهر عبدوكا وقائمقام عنكاوه ومدير بلديتها ……. الى آخر الكلام ” انتهى الاقتباس
كنا في مقال سابق ” كم مره يحق للمؤمن أن يُلدغ ومن نفس الجحر”, قد تساءلنا تُرى بعد تكرار اللدغات, هل سيتعلم نشطاؤنا ومؤمنونا الكلدان , ام ما زال الاستعداد قائم لتلقي المزيد ومن نفس الجحر؟
جاءتنا الاجابه في تشكيل هيئه سياسيه كلدانيه بمباركة البطريرك واشراف عضو قيادي في حدك, لتذكّرني بمقولة الكاتب الاستاذ صباح قيا:” لا تعوّل كثيرا على الكلدان, سيخذلونك من اول فرصه”. حاولت بيني وبين نفسي عدم تصديق هذا القول لاسباب معينه ,لكن اسباب رسوخ صحة كلامه كانت اقوى وابلغ من اسبابي, فاللدغات تتوالى ومن نفس الجحر دون صوت قومي كلداني ينتقدها لوضع حد لها ,لا اقول ذلك تكهناً او تشاؤماً وحاشا أن اقولها تشفيّاً باهلي وناسي,إنما الولع في تدوير فشل التجارب بذات العقول كفيل ليرشدنا الى أن الحاحنا في الالتفاف حول رجل الدين واعتباره مرجعا سياسيا قوميا لا يمكن ان ينبئ بأفضل من الخيبات التي حصدناها من مؤتمرات النهضه والرابطه الكلدانيه التي سبق وفصّلنا مثالبها وثمارها بالأدله .
مع كل إقتراب لموعد الانتخابات, عوّدنا الغبطه والكردنال على اتلاء ديباجته المعروفه “الكنيسه لا تزج نفسها في السياسه”يرددّها ويده ممسكه بمقبض سنارته الغاطسه بحثا عن سمكه لا يهم حتى لو كانت قيمة الطُعم أضعاف قيمة السمكه التي ستبتلع الطعم ,المهم ان يعلق شيئا ولتكن عثغيه كما يسميها الموصلليون أو زوري كما يسميه الاهواريون في الجنوب.
منذ أن وُجدت الأديان,استغل رجالاتها هالة القدسيه لإخفاء نزعة الاستحواذ على السلطه (سياسيه /عسكريه /اقتصاديه/اجتماعيه),كانت هذه النزعه الغريزيه أم الاسباب الكامنه وراء ظهورالمذاهب , فبرزت نُخب فكريه واعيه حشّدت العامه ضد هذه النزعه التي قسّمت المجتمع الى طبقات وفئات متصارعه تحت راية الدين كالذي حصل في اوربا أبان الفتره المظلمه,لم تفلح كثرة إدعاءات الاصلاح الديني في ثني النخبه ومؤازريها عن اصرارهم على ضرورة فصل الدين عن الدوله, الى ان تحقق مطلب الشعب ليحتل مرتبه متقدمة بين الامم المتحضره.
بالعوده الى الهيئه السياسيه المومأ اليها,منذ إقرار قانون الكوته كنت من أنصار تشكيل تيارسياسي مستقل تحت ايٍّ من تسمياتنا القوميه كي يكون منافساً سياسيا حقيقيا للحركه زوعا لتقديم الأفضل لشعبنا بعيدا عن تدخل الكنيسه ونابذا للطرح الانعزالي المتشنج الذي غدا ديدن بعض ادعياء القوميه كالتلويح بفارق النسبه العدديه بين الكلدان والاشوريين اومشاغلة الناس بتخويفهم من فوبيا عقدة عدم استخادام الواوات ,او باتهام الناقد بالسفاهه وتلقيه الاجوراو بالصاق صفة الجاهل بالكلداني الذي ينتمي للشيوعيه (حسب وصف غبطته).
عندما تتكررهكذا مآخذ دون اي يحرك الناشط الكلداني ساكنا , حتما ستتجذر وتصبح ماده اساسيه مقلقه في خطاب المسؤول الذي لا يمتلك جديداً سواها, في اية لحظه يمكن لهذه الماخذ ان تسحب الركب الى هاوية تقديم قضية الشعب على أطباق الطاعه والتبعيه لكل من هب ودب.
قلنا ونقولها الان بان لا خير في خطاب يترنح بين بؤس التلويح بالانعزاليه وبين استنساخ أخطاء وتجارب فشلت في كل شئ الا في تمييع حماس الناس وتلميع فلسفة التبعيه السياسيه , ولنا في ذلك امثله منها تاسيس المجلس الشعبي لمهمة سلب ارادة ابناء شعبنا , ومؤتمرات النهضه التي انجبت لنا تيارا شيعيا كلدانيا بتخويل من قيادة الكنيسه ,والرابطه الكلدانيه التي دشنت تاسيس مكاتبها بأعضاء حدك, لتتوّج نضالها بفرض عضوه في حدك وهي مسؤولة مكتب الرابطه في القوش كمديره لناحية القوش رغما عن ارادة اهالي البلده .
رغم كل هذه التجارب الفاشله والمآخذ السلبيه المُسجله جراء تدخلات الكنيسه ,لم نقرأ تعليقا لمناضل قومي كلداني حول تجربة تشكيل هيئه سياسيه كلدانيه غالبية اعضاءها محسوبون على حدك ,وهل تساءل أحدهم عن سبب عدم اشارةالهيئه ولو بكلمه يتيمه تضامنا مع المطالبين بحصر التصويت على الكوته داخل صفوف ابناء شعبنا كي نرى من سيفوز بصوت ابناء شعبه!!
أسئله مطلوب من السياسي الملتزم ان يجيب عليها قبل رشق أبناء جلدته بالحجاره, أما غبطته فهو معذوربسبب محدودية خبرته السياسيه و شحة ايمانه القومي اللتان لا تسعفاه في التحسب لعواقب شحذ الرعايه والوصايه من جهات سياسيه لم تنفك يوما في سعيها لفرض وصايتها علينا ,ولكن ما الذي يبررلاابالية السياسي القومي الكلداني وسكوته على عواقب هكذا تشكيل ؟ألا تكفيه مخرجات تجارب مؤتمرات النهضه و الرابطه الكدانيتين كي يدرك بان الهيئة السياسيه هذه هي بمثابة رفع الفانيله البيضاء لقبول وصايه حزبيه كرديه مثلما قبلناها شيعيه يوم رفعنا المناديل البيضاء! .
الوطن والشعب من وراء القصد
- Home
- /
- ” اللي بينا ما...