زوعا اورغ/ وكالات
توجت الطائفة الأيزيدية زعيما روحيا جديدا في طقوس دينية جرت، الأربعاء، في معبد لالش شمال العراق أقدس مواقعهم بعد شهرين تقريبا من وفاة رجل الدين الأعلى للأقلية.
ونصب علي الياس رسميا وسيحمل لقب “بابا شيخ”، وهي الصفة التي تطلق على المرشد الروحي لهذه الطائفة التي تعرضت لمجزرة على يد تنظيم داعش في عام 2014.
ويبدو بابا شيخ وهو في الأربعينيات من عمره صغيرا نسبيًا للحصول على اللقب حيث ينص النظام الطبقي الصارم للأيزيديين على أن رجال الدين لا يمكن أن ينحدروا إلا من طبقات معينة. وكان والد الياس أيضا “بابا شيخ” الأسبق.
وتجمع مئات المحتفلين الذين وضعوا كمامات صحية عند ضريح لالش الحجري لإبداء احترامهم للزعيم الجديد.
وارتدت النساء ملابس زاهية الألوان مزينة بالخرز وغطين شعرهن بغطاء أبيض ناعم.
واحدا تلو الآخر، اقترب المهنئون من بابا شيخ علي الذي كان يرتدي ثيابا بيضاء وقد لف كتفيه برداء ناصع البياض، لتقبيل البساط لأحمر بين قدميه بينما هو جالس.
توفي بابا شيخ الطائفة السابق خورتو حاجي إسماعيل في أكتوبر عن عمر ناهز 87 عامًا.
وكان زعيم الطائفة السياسي الأمير حازم تحسين بك قد عين الياس زعيمًا روحيًا في وقت سابق من هذا الأسبوع، في حين كان ينافسه على المنصب نجل إسماعيل.
لكن العديد من النشطاء الأيزيديين يقولون إن الأمير لم يتشاور بشكل صحيح مع قبائل الأقلية وشخصيات بارزة أخرى لاتخاذ قراره وكان يجب أن يؤجل حفل الأربعاء.
وقال الناشط طلال مراد الذي يدير موقع إيزيدي 24، وهو موقع إخباري محلي يغطي شؤون الأيزيديين “أتوقع في حدوث انقسامات جديدة داخل المجتمع بشأن هذا القرار”.
وتعرض المجتمع الأيزيدي الصغير الناطق باللغة الكردية والذي يمارس دينا توحيديا باطنيا خاليا من كتاب مقدس، للاضطهاد لقرون من قبل المتطرفين الذين يعتبرونهم “عبدة الشيطان”.
ويؤمن الأيزيديون المتحصنون في معقلهم في سنجار في الشمال الجبلي العراقي، بمعتقدات خاصة ويعبدون سبعة ملائكة، أهمها ملك طاووس (“ملاك الطاووس”). وقد بلغ عددهم 550 ألفاً في العراق في عام 2014 فيما يبلغ مجموعهم 1,5 مليون حول العالم.
بعد ثلاث سنوات من احتلال التنظيم الجهادي مناطقهم في 2014 غادر ما يقرب من 100 ألف شخص البلاد ونزح آخرون إلى كردستان العراق.
وبحسب السلطات الكردية، فقد اختطف الجهاديون أكثر من 6400 أيزيدي وأيزيدية، ولم يتمكن سوى نصفهم من الفرار أو النجاة. ولا يزال مصير الآخرين مجهولا.