زوعا اورغ/ وكالات
سيطر جو من الإحباط على الناشطين العراقين على وسائل التواصل الاجتماعي، بعد فتح ساحة التحرير في وسط بغداد، التي تحولت إلى موقع رمزي لانتفاضة تشرين (أكتوبر)، وسط تساؤلات عن مصيرها بعد عام كامل على انطلاقتها.
بعد أكثر من عام على إغلاقها أمام حركة السير، خلت ساحة التحرير من خيامها، وأزيلت صور ضحايا الحركة الاحتجاجية، وعاد المتظاهرون إلى بيوتهم.
وقال الناشط في الحركة الاحتجاجية عمار الحلفي إن رئيس الوزراء مصطفى “الكاظمي هو من فض اعتصام التحرير بالقوة، وأكبر دليل على ذلك التحرك ضد اعتصام البصرة (مساء السبت) والاعتصامات الباقية” بينما يظل اعتصام مدينة الناصرية في محافظة ذي قار باقيا حتى اللحظة.
#الناصرية امل من لا امل لهُ .
و نور في وسط ظلام المعممين المسيطر على #العراق— 𝔐𝔬𝔥𝔞𝔪𝔪𝔢𝔡 𝔄𝔩𝔦 (@Mohali_Aliraqi) October 31, 2020
وفي تغريدة، علق الكاظمي على عملية فتح الساحة، قائلا: “شبابنا في ساحة التحرير ضربوا أروع الأمثلة الوطنية طوال عام كامل، اليوم يؤكدون شموخهم الوطني بإبداء أقصى درجات التعاون، لفتح الساحة أمام حركة السير وإعادة الحياة الطبيعية”.
شبابنا في ساحة التحرير ضربوا أروع الأمثلة الوطنية طوال عام كامل، اليوم يؤكدون شموخهم الوطني بإبداء أقصى درجات التعاون، لفتح الساحة أمام حركة السير وإعادة الحياة الطبيعية.
الانتخابات الحرة النزيهة هي موعد التغيير القادم الذي بدأه الشباب بصدورهم العارية قبل عام
العراق لن ينسى شبابه— Mustafa Al-Kadhimi مصطفى الكاظمي (@MAKadhimi) October 31, 2020
وفي مايو الماضي، وبعد أشهر من أزمة سياسية، تولى الكاظمي رئاسة الحكومة في العراق، وتعهد بأن تتضمن خطط حكومته مطالب المحتجين، وإجراء انتخابات مبكرة، وإخراج البلاد من الأزمة السياسية والاقتصادية.
لكن رغم تأكيده العمل على إعادة الحياة إلى مسارها الطبيعي، لم يطلق بعد الإصلاحات التي طالب بها المتظاهرون.
وبعد تغريدته، انهالت الانتقادات على الكاظمي، وعلق أحد المغردين، تحت اسم العراقي اليعربي، قائلا: “فعلت ما لم يفعله حتى عادل عبد المهدي” (رئيس الوزراء السابق الذي أطاحت به احتجاجات العام الماضي).
شبابنا في ساحة التحرير ضربوا أروع الأمثلة الوطنية طوال عام كامل، اليوم يؤكدون شموخهم الوطني بإبداء أقصى درجات التعاون، لفتح الساحة أمام حركة السير وإعادة الحياة الطبيعية.
الانتخابات الحرة النزيهة هي موعد التغيير القادم الذي بدأه الشباب بصدورهم العارية قبل عام
العراق لن ينسى شبابه— Mustafa Al-Kadhimi مصطفى الكاظمي (@MAKadhimi) October 31, 2020
بينما قال عمر الجنابي: “أنت انتحرت اليوم يا شقيق المالكي (نوري المالكي رئيس ائتلاف دولة القانون)، وعبد المهدي، والجعفري (إبراهيم الجعفري وزير الخارجية السابق)”.
شبابنا في ساحة التحرير ضربوا أروع الأمثلة الوطنية طوال عام كامل، اليوم يؤكدون شموخهم الوطني بإبداء أقصى درجات التعاون، لفتح الساحة أمام حركة السير وإعادة الحياة الطبيعية.
الانتخابات الحرة النزيهة هي موعد التغيير القادم الذي بدأه الشباب بصدورهم العارية قبل عام
العراق لن ينسى شبابه— Mustafa Al-Kadhimi مصطفى الكاظمي (@MAKadhimi) October 31, 2020
ونشر الناطق الإعلامي للقائد العام للقوات المسلحة، يحيي رسول، السبت، صورا يظهر فيها رفع الجرافات للكتل الخرسانية الهائلة من ساحة التحرير وجسر الجمهورية، قائلا إن ذلك تم “بالتنسيق مع أبنائنا المتظاهرين السلميين”.
بالتنسيق مع ابنائنا المتظاهرين السلميين ، باشرت قيادة عمليات #بغداد بفتح #ساحة_التحرير وجسر الجمهورية وسط العاصمة. pic.twitter.com/qEeyoCQjGj
— يحيى رسول | Yehia Rasool (@IraqiSpoxMOD) October 31, 2020
وردا على ذلك، كتب الصحفي العراقي، زيد الأعظمي، على تويتر: “ما ترفعه الجرافة ليست أنقاضا… بل تاريخ شعب وقصص ضحايا كُتبت قبل عام في #تشرين … وما زالت تكتب”. ولاقت تغريدة الأعظمي رواجا واسعا.
ما ترفعه الجرافة ليست أنقاضًا …
بل تاريخ شعب وقصص ضحايا كُتبت قبل عام في #تشرين … وما زالت تكتب. pic.twitter.com/vszJ1k0JYG— د. زيد عبدالوهاب الأعظمي (@zaidabdulwahab) October 31, 2020
ويعد جسر الجمهورية وساحة التحرير مركزا للتظاهرات التي انطلقت، العام الماضي، ضد الفساد، وللمطالبة بتوفير فرص عمل للشباب، وتأمين خدمات عامة، وضمان إجراء انتخابات شفافة.
ويربط جسر الجمهورية ساحة التحرير بالمنطقة الخضراء، حيث مقر الحكومة والبرلمان والسفارة الأميركية. وكان الجسر شاهدا على العنف الذي أدى إلى مقتل نحو 600 متظاهر وإصابة 30 ألفا بجروح في كل أنحاء العراق، في احتجاجات العام الماضي.
وسادت بين المستخدمين العراقيين لمواقع التواصل حالة من الحزن والصدمة بعد إعادة فتح هاتين المنطقتين، ويقول البعض إنها مؤشر إلى أن مصير “ثورة أكتوبر” أصبح مجهولا.
يشيلون الخيم ويجبرون المتظاهرين على ترك التحرير بس #الدم_مايروح واني كتبتها قبل
اللي صار خلال سنة كاملة من المستحيل اختزاله بخيمة ونسيانه واللي طير عبد المهدي، يطير غيره ومطالبات الشعب مستمرة وفضح الفساد مستمر#ابقى_ثاير يا عراقي لأن غيرك ما يجيبلك حقك..الرحمة لشهداء #العراق pic.twitter.com/rcGzkdxNcP
— Yasser Eljuboori (@YasserEljuboori) October 31, 2020
غربلة الساحة
والأسبوع الماضي، أزال متظاهرون خيامهم من ساحة التحرير وانسحبوا، بعد وقوع صدامات بين من وُصفوا بـ”مثيري الشغب” وقوات الأمن.
وأوضح الناشط في الحركة الاحتجاجية محمد الكندي أن “النشطاء أزالوا بعض الخيم لغربلة الساحة، وتمييز المندسين”.
وقال لموقع الحرة: “كان ذلك حركة مؤقتة بالاتفاق مع القوات الأمنية، مع إبقاء رموز الشهداء وصورهم، وبعض الخيام الخدمية (الطبية، وخيم إعداد الطعام) وأخرى اعتصامية”.
وتابع “لكن الحكومة نقضت الاتفاق، وأزالت كل ما يخص الثورة والشهداء عُنوة، وفتحت الشارع للمارة، وهذه محاولة واضحة لإنهاء الثورة بشكل تعسفي وبالإكراه”.
وفي السياق ذاته، قال الحلفي في حديث لموقع الحرة إن هذا الانسحاب جاء بعد “نجاح التظاهرات التي خرجت يوم 25 أكتوبر الماضي، وشارك فيها آلاف الطلبة والمتظاهرين في جميع المحافظات، مما شكل صدمة للأحزاب والتيار الصدري الذين أرسلوا مندسين إلى ساحة التحرير، وألقوا زجاجات حارقة على القوات الأمنية”.
“فكرة وليست خيمة”
ويرى الحلفي، أن “إزالة الخيم وفض الاعتصام بالقوة لا يجعلنا نتراجع، بالعكس يزيدنا إصرارا، ويجعلنا نحشد لتظاهرة كبرى في بغداد وجميع المحافظات”.
وفي هذا الإطار، قال الكندي: “إخلاء الساحات لا يعني انتهاء الانتفاضة، لكن رفع الخيام وفتح الساحات بشكل كامل محاولة يائسة من الحكومة وأحزابها لإنهاء ثورتنا المباركة”.
وأضاف “ثروتنا فكرة وليست خيمة، والفكرة لا تموت، والقائد الحقيقي للثورة ومن يديرها من الوطنيين هو الوعي، لذا ثورتنا باقية ومستمرة وسلمية حتى تحقيق النصر”.
وكان قائد عمليات بغداد قيس المحمداوي قال إن إعادة الحياة لساحة التحرير جاء بطلب من المتظاهرين السلميين.
وبحسب تفسير الناشط الحقوقي، علي المقدام، فإن المحمداوي يشير إلى أولئك الذين “تاجروا وساوموا بتشرين، والتقوا بالكاظمي ومستشاريه”.
https://twitter.com/MHabibAhi/status/1322518669184946177?ref_src=twsrc%5Etfw%7Ctwcamp%5Etweetembed%7Ctwterm%5E1322520277360795649%7Ctwgr%5Eshare_3&ref_url=https%3A%2F%2Fwww.alhurra.com%2Firaq%2F2020%2F11%2F01%2FD8A7D984D8ABD988D8B1D8A9-D984D98AD8B3D8AA-D8AED98AD985D8A9-D985D8B5D98AD8B1-D985D8ACD987D988D984-D984D984D8A7D986D8AAD981D8A7D8B6D8A9-D8A7D984D8B9D8B1D8A7D982D98AD8A9-D981D8AAD8AD-D8B3D8A7D8ADD8A7D8AA-D8A7D984D8A7D8ADD8AAD8ACD8A7D8AC
وهنا يقول الحلفي إن “قلة قليلة من المتظاهرين تابعة للمستشارين عقدت صفقات مع الحكومة”، لكنه لا يعول على تأثيرها في ساحات الاحتجاج الرئيسية.
وأكد أنه “لا يوجد أي اتفاق أو تواصل بين الناشطين الوطنيين من جانب والكاظمي أو مستشاريه أو الكتل السياسية من جانب آخر”.
وكان الكاظمي تعهد بإجراء انتخابات مبكرة، في يونيو المقبل، لكن العديد من السياسيين يرون أن تحقيق ذلك في هذه المهلة أمر شديد الصعوبة، لا سيما بسبب عراقيل تقنية.
وفيما يتعلق بمشاركة الناشطين في الانتخابات، قال الحلفي: “أي كتلة سياسية تدعي انتمائها لثوار لتشرين نرفضها”، مشيرا إلى “عوائق كثيرة” تقف أمام النشطاء للمشاركة في الانتخابات.
ومن بين هذه العوائق، تحدث الحلفي عن مفوضية الانتخابات غير المستقلة، وخوض انتخابات أمام أحزاب التي تمتلك المال والسلاح المتفلت الذي تملكه الميليشيات.