زوعا اورغ/ نقلا عن عنكاوا كوم-سامر الياس سعيد
مرت يوم 23 تشرين الاول (اكتوبر) الذكرى الثالثة عشر على رحيل ابرز شعراء شعبنا سركون بولص ..هذا الذي وصفته الصحفية اللبنانية المعروفة جمانة حداد باسد اشور في مقالة عنونتها بعيد رحيله ونشرتها في جريدة النهار اللبنانية واسعة الانتشار وبينما لم يغب وهج بولص عن محيط الصحف العربية لاسيما الملاحق الثقافية التي مازالت مفتونة بتجربته الشعرية الرائدة وعمره القصير نسبيا (عاش 63 عاما )والذي عاشه مشتتا بين المنافي ودول الاغتراب الا ان الجهات المسؤولة بالمشهد الثقافي في اوساط شعبنا اخفت وهج هذا الشاعر لاسيما مديرية الثقافة السريانية التي لم تلتفت لجمع اعماله الكاملة من اجل اتاحتها للنقاد والباحثين وطلاب الدراسات العليا لابراز اطاريحهم العلمية ازائها او اضاءة ما خفي من تلك القصائد التي نظمها عبر مجاميع شعرية صدرت في اوقات مختلفة لتطلع عليها الاجيال اللاحقة او تنوه بما قدمه من مسيرة ادبية حافلة او على اقل تقدير تقيم جلسة استذكارية على مواقع السوشيال ميديا بسبب ظروف جائحة كورونا والاجراءات الوقائية حيث تشيد تلك الجلسة بما قدمه هذا الشاعر الذي اسبغ عليه النقاد والادباء اوصافا مهمة فعلى سبيل المثال وصفه هاتف الجنابي في مقالة له في جريدة الاتحاد بعابر انهر الحياة اما عبد الكريم كاظم فكتب في موقع كتابات مرثية لذكراه عنونها بالاشوري النائم في سفينة نوح وقد وثق المقالات التي كتبت بحق سركون بولص الى جانب الشاعر جان دمو الاديب والكاتب نوري بطرس حينما اعد كتابه المعنون شاعران من كركوك ونشره عام 2011 جامعا على ما يربو على مئات المقالات التي احتواها الكتاب المذكور والذي جاء ب350 صفحة من القطع الكبير اما جريدة الشرق الاوسط السعودية فمن خلالها يكتب شوقي بزيع اخر المقالات التي استذكرت بولص حيث نشر مقالته مطلع العام الحالي متتبعا سيرة القصيدة التي كتبها سركون ومما احتواه المقال :
لا ينتمي الشاعر العراقي سركون بولص، وهو المولود في منتصف أربعينات القرن الفائت، إلى الجيل المؤسس للحداثة الذي مثله السياب ونازك والبياتي وأدونيس وعبد الصبور وغيرهم. إلا أن ما دفعني للكتابة عنه هو رغبتي الملحة في الوقوف على العناصر الفنية والجمالية لهذه التجربة التي احتفى بها شعراء الحداثة ونقادها أيما احتفاء. فمعظم الذين كتبوا عن سركون، في حياته وبعد رحيله، يُجمعون على كونه واحداً من أهم رموز قصيدة النثر العربية وأحد آبائها المؤسسين. وهو أمر لا يمكن أن يؤخذ على محمل الحقيقة البديهية، بل يحتاج إلى تدقيق وتمحيص وقراءة نقدية متأنية، خاصة أن الجمال الشعري والفني بوجه عام هو أمر نسبي وحمّال أوجه، وأن نقاداً وقراء آخرين لا يجدون في نتاج صاحب «الحياة قرب الأكروبول» ما يتوافق مع ذائقتهم ومفهومهم للشعر. وقد يكون دافعي الآخر إلى الكتابة متصلاً بحياة الشاعر الحافلة بالمشقات وروح المغامرة والإخلاص للكتابة، بحيث بدت هذه الحياة كما لو أنها قصيدة سركون الموازية، ونصه الأبلغ والأصدق.