1. Home
  2. /
  3. اراء
  4. /
  5. مقالات
  6. /
  7. الجزء السابع…عائلــــة الشهيد مارشمعون...

الجزء السابع…عائلــــة الشهيد مارشمعون بنيامين… وعائلة بيت ابونا  …؟؟

يعكوب ابونا

تحدثنا في الحلقات السابقة وبشكل مختصر عن معانات شعبنا في حقب زمنية مختلفة ، ومعينة احيانا ، رافقة حياة الشهيد البطريرك مارشمعون بنيامين .. لذا يكون من المناسب ان نتعرف على اصول وعائلة البطريرك الشهيد مار بنيامين ومكانتها في كنيسة المشرق .لان ذلك مرتبط بشكل مباشر بمسيرة كنيسة المشرق، لأكثر من ستة قرون..

سنأخذ الجانب الكنسي لهذه العائلة ونعتمد على شجرة بطاركة البيت الابوي لكنيسة المشرق للفترة  1318 – 1975 م ، والشجرة معدة من قبل المرحوم المطران مارايليا ابونا ، في هذه الفترة كان البطاركة الاجلال من ابناءهذه العائلة التي ينتمى اليها الشهيد مار بنيامين ، قاموا بخدمة الكنيسة  بكل تضحية ونكران الذات ، رغم الظروف الصعبة التي كانوا يمرون بها ، وكذلك معناة الكنيسة وأبنائها في تلك الفترة ،الا ان هؤلاء البطاركة الابرار بايمانهم القويم استطاعوا ان يحافظوا على الكنيسة الشرقية المترامة الاطراف والدفاع عن ايمانها واتباعها ..

لنستدرك الاحداث بشكل المناسب فيكون المدخل التعريف بعائلة بيت ابونا الالقوشية ، بمستهل الحديث بما يذكره بطرس نصري القس الكلداني في كتابه ذخيرة الاذهان الجزء الثاني ص ” 84 ” يقول : لم تكن هذه العائلة كبقية العوائل الاخرى بل كان لها مكانة مرموقة وبارزة في المجتمع… ويضيف .

” ان عائلة او عشيرة بيت الاب او سلالة التي كان يخرج منها الجاثليق او البطريرك ابوالاباء للطائفة النسطورية ، ويراد بالاب على الاطلاق وبدون اضافة او قيد في اصطلاح المشارقة البطريرك نفسه ، ودخلت العادة اي ان يختار البطريرك لديهم من عشيرة واحدة عمومية رويدا رويدا ، وجرى ذلك في بدء الامر بطريق الصدفة والاتفاق اي انه منذ القرن الرابع عشر كان اكثر الجثالقة يختارون على الرسم الجاري اولا وبرضى الاباء اصحاب الراى من تلك العائلة (بيت  ابونا ) وحدها اما لتساميها بالشان والعلم والفضيلة او لغير ذلك من الاسباب الانفراد في الاوصاف “….ويذكر المستشرق الروسي كراجوفسكي بان ابناء هذه العائلة هم امرأء كنيسة المشرق ..

هكذا كانت عائلة بيت ابونا وستبقى كذلك بعون الله ،  ؟؟

نسترسل بالحديث ولكن بشكل مختصركما كان مختصراً في الاجزاء السابقة ، بالتجاوزعلى تاريخ نشوء الكنيسة الشرقية وامتدادها ، لناخذ  الاحداث الاولية التي رافقت مجئ بطاركة هذه العائلة واستلامهم ادارة دفة الكنيسة طيلة اكثرمن ((  657 )) سنه ..

مما يحدثنا به الاب بيجان عن سيرة بطريرك يهبالاها المغولي ومساعده الربان صوما ، يكون مهم لانه سبق مجئ بطاركة هذه العائلة الى سدة الكنيسة ، ولانهم هم من خلفوه مباشرة ، فيكون التعريف بحقبة يهبالاها وزمنها مهم للتعرف بمسيرة الكنيسة ،ويشيرالبطريرك ساكو في كتابه سيرة بطاركة المشرق ” ص 132 “.. بان كتاب عمر صليبا يعد معاصرا ليهبالاها لان به ختم كتابه الجندل ، ويضيف البطريرك

ساكو ويقول كانت الضرورة  تقتضي بانفتاح الكنيسة خارج التقليد في تلك الظروف ، فكان اتفاق الاباء على اقامة يهبالاها المغولي رئيسا على الكرسي ساليق وقطيسفون عام 1281م ،”. بسبب اصله المغولي ومعرفته لغة الحكام الجدد وعاداتهم ، “. ودوره في تسهيل عملية الحوار معهم لكسب ودهم لحماية المسيحيين ، ..

فسر الملك اباقا خان ابن هولاكو هذا الاختيار وأيده وزود البطريرك الجديد بمرسوم البراءة وخلع عليه العديد من الهدايا ،

جرت مراسيم الاحتفال بتنصيبه في كنيسة كوخي في الاحد الاول من موسم تقديس لكنيسة سنة 1281 م وهو في 37 من عمره ، ، ويذكره ابن العبري بانه كان رجلا مطبوعا بالخير وعلى محبة القريب “. وعندما توفى ابن العبري اثناء سفره الى مراغا اقام له يهبالاها مجلس عزاء ” ساكو 132 ” ..

اما عن صاحبة برصوما يحدثنا عنه الاب البير ابونا في كتابه تاريخ كنيسة السريانية الشرقية ج 3 ص 36 ” بان الراهب صوما هو الربان الذي ارسله الملك ” ارغون ” والبطريرك يهبالاها الى روما ممثلا ” سفيرا “عنهم حول تعاون الطرفين من اجل الاستيلاء على سوريا وفلسطين ، ولكن بعد وصوله روما التقى مجمع الكرادلة ، اذ كان البابا قد توفى ، واطلعهم على هدفه زيارته ، وبعد ثلاثة ايام ، استدعى الى مجلس الكرادلة والقيت عليه اسئلة  عديدة عن ايمانه وامورلاهوتية وايمانية اخرى ،الا انه اكتفى بالقول بان ايماني هو ايمان الرسل مار توما ومار اداي وماري ،واخبرهم بانه لم يات من البلدان البعيدة للجدال ولا للاطلاع على شؤون الايمان ، ولكن جئت لهدف نيل بركة البابا والتبرك باضرحة القديسين ، وابلاغ كلام الملك ” ارغون ” لبابا ” ، ..

لكن الكرادلة لم يردوا على الجواب لشغورالكرسي الروماني ، فرحل الى فرنسا فاستقبله فيليبس الرابع ملك فرنسا ، فقدم له صوما الرسائل والهدايا ، واطلعه على غاية مجيئه فوعده الملك خيرا “؟؟

فتوجه بعدها الى انكلترة والتقوا ادوارد ملك الانكليز واطلعوه على هدف رحلتهم فسر بهم ووعدهم بالمساعدة ، وبعدها عاد الى روما بعد ان اقيم بابا جديد في شباط 1288 باسم نيقولاوس الرابع ، ومن الصدف ان يكون البابا النتخب هو المطران نفسه الذى فاوض صوما وحاوره عن أيمانه في روما ، ” ..

فرجع الربان صوما الى بلاده بعد ان استغرقت رحلته اكثر من سنة ، محملا بالهدايا من بابا مع تاجه الخاص الى مار يهبالاها ومرسوما يخول البطريرك السلطة على المشرق كله / وبركات للملك ارغون ،”..

ويضيف البطريرك ساكورايه في ص 134.، بالقول بان مساعي الربان صوما لم تاتي بنتائج بسبب البعد الجغرافي وتضاربالمصالح وتعب الغرب من الحملات الصليبية “..

اما بطرس نصري يذكر بالجزء الثاني من كتابه ذخيرة الاذهان ص 14-18 ” يقول حمل المطران صوما الى جانب الهدايا التي ذكرناها اعلاه ، رسائل جوابية من بابا الى جانلیق النساطرة يابالاها مؤرخه  في ٧نيسان عام ١٢٨٨ يعرض فيها صورة المعتقد الكاثوليكي الذي يجب ان يتمسك به ، ورسائل مماثله الى ارغون ملك المغول احداها يمدح

غيرته على انقاذ الاراضي المقدسة ، والثانية فيحضه على اقتبال العماذ ، ورسائل الی امراء مغول آخرين يحرضهم على اقتبال العماذ والثبات في المسيحية ، والمحاباة عن المرسلين اللاتين …” ..

ويذكر الدكتور هرمز ابونا في كتابه صفحات مطوية من تاريخ الكنيسة الكلدانية

ص 40 -44 ” يذكر بعد عودة المطران صوما من اوربا خالي الوفاض اشتد لصراع بين المجموعتين المغولتيين المؤيدتين للمسيحية والاسلام ، فعمت اعمال القتل والتصفيات داخل العوائل المغولية الحاكمه ، ولما كان اراغون قد ثارعلى عمه ” تكوادار ” وقتله لاعتناقه الاسلام ، فما كان من الحزب المؤيد للاسلام الا ان ينتقموا منه ويقتلوه بدس السم له سنة١٢٩١، فمهد ذلك الطريق لكبرى التحولات السياسية والدينية في التاريخ عندما اعتنقوا المغول الاسلام رسميا سنة ١٢٩٥ م ، فاستلم

محمود غازان الحكم وهوالذي اعتنق الاسلام على يد نوروز الكردي قائد القوات

المغولية ، فاصدرمرسوم آبادة المسيحيين في الامبراطورية المغولية الايلخانية

فكانت حمله دموية ضد الوجود المسيحي في عموم المنطقة ، وخيروا بين الاسلام

اوالسيف ، وهذه السياسه سارعليها خلفاءه لغاية الاحتلال العثماني سنة ١٥١٤- ١٥٣٦م،” ..

ويذكر باقر امين الورد ، في ص ٨٧ من كتابه بغداد خلفاؤها ولاتها ورؤسائها ، ” ومن الخطوات الخطيرة التي حصلت في هذا العهد كان توطين الاكراد والتركمان بعد ان استحدث نظام الاقطاع .” …،

كان ارغون مستعدا ليكمل وعده بتحرير الاراضي المقدس خاصة بعد ان وجد بان بعض ملوك اوربا ومنهم ادورد ملك بريطانيا وفرنسا مستعدون لسير في هذا الطريق ، ولكن موقف روما السلبي افشل خطة ارغون ، وقوة شوكت الحزب الاسلامي بعد ان عرفوا ان موقف روما والغرب المسيحي السلبي من التعاون مع ارغون لتحقيق اهدافه ،

فالسؤال الذي يطرح نفسه بهذا الصدد لو كان موقف بابا ايجابي بما طرجه وطلبه ارغون ؟ كيف كانت ستكون المنطقة اليوم والشرق عموما والاوسط خصوصا ، لوكان تحقق طموح ورغبة ارغون ؟؟.. ” قتل ارغون في 1291 على يد الحزب الاسلامي بسبب كونه يميل الى المسيحية بشكل كبير ويقال بانه كان قد عمذ اولاده ، ولكن بعد مقتل ” بايدو” الذي استلم الحكم بعد مقتل الملك ” كيخاتو ” اصدرالامير ” نوروز ” امرا بهدم الكنائس وبقتل رؤساء الدين المسيحي واليهودي، فساءت اوضاع المسيحيين وهدمت كنيسة مار شليطا ونهب المقر البطريركي وقبض على البطريرك يهبالاها والاخرون وعذبوهم وطلبوا منهم الجزية او اعلان اسلامهم ؟؟ فدفعوا جزية وهرب البطريرك الى اربيل ـ

وفي اربيل بسبب الخلافات اتي حصلت بين المسلمين والمسيحيين الذين كانوا يسكنون القلعة ، فادى الى تمكين المسلمين من حصار القلعة  وبعدها تمكنوا المحاصرون من القاء القبض على المطرافوليط وعدد من الكهنة والمؤمنين ، ” البير ابونا ص 41 “.

وبعدها اخمدت الفتنه ، ولكن بعد حين اثيرت الخلافات من جديد ووقعت جرائم ، ورغم ما بذله يبالاها البطريرك والمطران اربيل يوسف من جهود كبير للذود عن الرعية في القلعة الا انهما فشلا بذلك ..

ادار يهبالاها الكنيسة بجدارة ، .رغم ان احوال المسيحيين في عهد المغول لم تكن جيدة ، الا ان اسقفين مغوليين قاما باتهام البطريرك بانحيازه مع بعض الوجهاء الى جانب ” اباقا ” اخو احمد بن هؤلاكو في 21 حزيران 1282 فاستدعاهم احمد وامر بتوقيفهم ، واطلق سراحهم لاحقا ، فذهب البطريرك الى اورمية ثم مراغة حيث بنى كنيسة مار شليطا ودير مار يوحنا فاستقر هناك ،  وكان الربان صوما قد توفى في 1294 م ..

فعاش يهبالاها في الدير الذي بناه في مراغة الى وفاته ليلة الاحد 15 تشرين الثاني 1317 م ودفن في الديرشليطا الذي كان قد بناه  ..

1-بعد وفاة البطريرك يهبالاها ، بثلاثة اشهر من أنتخبوا الاباء بصوت واحد في 1318 مطران اربيل يوسف ” الذي اشرنا اليه اعلاه ” الذي كان يهبالاها الثالث قد اسامه مطران على الموصل وبعدها نقله الى رئاسة اسقفية اربيل عام 1310 ، وبعد انتخابه اتخذ اسما هو طيمثاوس الثاني ” ليكون ربانا لسفينة كنيسة المشرق ، فكان هوالبطريرك الاول من ” البطاركه  ” المنتخب من عائلة بيت ابونا ، …

ويذكر البطريرك ساكو بمؤلفه اعلاه  بان البطريرك المنتخب كان عالما فاضلا ناشطا في عمله ومعرفته للغات ، وحكمته في الادارة ،وكان بارعا في فنون الساسية وذو علم غزيز؟؟ بدليل بعد انتخابه مباشرت وبعد مراسيم التنصيب ، عقد مجمعا بطريركيا بحضور جميع الاساقفة  “.

اسفر اجتماعهم عن سن ثلاثة عشر قانونا جديدا تتعلق بادارة الكنيسة وصالح الشعب ، والالتزام بقوانين أباء كنيسة المشرق ، وتقبل قوانين المجامع الغربية والشرقية مع القوانين التي وضعها عبد يشوع الصوباوي بامر البطريرك طيمثاوس ، وحرم وابطل كل التقاليد والاجازات التي منحها يهبالاها وغيره من الجاثليق من قبله لذوي الرتب الذين اساؤو استعمال سلطانهم ولم ينهضوا بها كما يجب ويليق ..

ومن اهم قرارات التي اتخذت كانت حسب مجموعة القوانين المجمعية التي صدرت من مجمع طيماثوس الثاني ، جاء في

الفقرة ” 6 ” تقول / عدم التعامل مع الموفدين ” اي المرسلين ” من الغرب او ارسال موفدين من كنيسة المشرق الى هناك ، حفاظا على تقليد كنيسة المشرق واصالة تراثها “..

ويذكر في

الفقرة ” 7 ” بعدم السماح باللجوء الى المحاكم غيرالكنسية

وفي الفقرة ” 8 ” الخضوع لسطة البطريرك “….؟؟؟

ويذكر بان البطريرك طيمثاوس الثاني كان قد وضع كتابا لاهوتيا وقانونيا مهما في الاسرار السبعة ، واظهر فيه عمق التفكير وبراعة التعبير : يسمونه كتاب العلل السبع لاسرار الكنيسة هي / الكهنوت والمعمودية والقربان المقدس والزواج والنذور الرهبانية وتكريس المذبح الجديد والتوبة والدفن …وهذا دلالة على غزارته وعلمه ومكانته كما يقول البطريرك ساكو ص 138 من كتابه اعلاه ..

ويذكر عبد يشوع الصوباوي مطران نصيبين الذي الف كتابين :

ا- مجموعة القوانين المجمعية و  2- نظام الاحكام الكنيسة .

ويذكر اهم القرارات التي اتخذت ،، وكانت 8 نقاط يذكرها البطريرك ساكو ص 139 ، ..

كما يذكر الصوباوي 1318 في مجموعته القانونية ” 220 ” ابريشه لكنيسة المشرق في ايامه ، وذكر اسمائها معاصره عمر الطيرهاوي في كتابه المجدل ، وكان لكنيسة المشرق نشاطا تبشيريا منقطع النظير ، ومشهودا له ، لقد امتدت الكنيسة الى الشرق الاقصى من جزيرة سومطرة وسريلانكا وسواحل الملبار الهندية والصين ومنغوليا ،بالاضافة الى التوسع التبشيري في الجزيرة العربية ، وضمت الكنيسة اقواما مختلفة من جغرافيات متباعدة ولغات مختلفة ومتباينه ،”.

ويذكر البطريرك ساكو في ص140 بان ” موقع اليتيا ” الفرنسي نشر في 16 حزيران عام 2020 خبرا مفاده بانه تم اكتشاف صليب يعود الى كنيسة المشرق عمره 1200 سنه ؟؟.يزن الصليب وهو حجري ثلاثة اطنان ، وتم اكتشافه في جبال هملايا شمال باكستان  في مدينة  ” شركو ”  ويقول هذا الاكتشاف يظهر مدى انتشار كنيسة المشرق في اسيا ويعبر عن حسها الارسالي التبشيري “..

اتخذ الجاثليق طيماثوس الثاني كرسيه في اربيل ، بعد الهدوء بين المسيحين والمسلمين ، لان مراغة المدينة التي كان الجاثليق يابالاها قد اتخذها مقرا لكرسيه ، بعد وفاته استولى المسلمون على الكنايس والاديرة فيها ، واوقعوا بها خرابا وتدمير وقتلا اضطرالمسيحيون الى نقل رفات مار يهبالاها الثالث من مراغه الى اربيل ، ودفن في دير مار ميخائيل ترعيل ..

توفى البطريرك طيماثوس الثاني سنة 1332في اربيل ـ التي كان قد اتخذها مقرا لكرسيه ..

وبوفاه طيماثوس الثاني ينتهى حكم امبراطورية السلالة الايلخانية التي انشأها هولاكو ، وذلك بسبب الخلافات والحروب والاضطرابات التي حدثت في المملكة  مما ادى الى انحلالها وانتهى حكمها الذي لم يدوم اكثر من قرن ،

2-  فانتخب دنحا الثاني 1334 م بطريركا وجرت مراسيم التنصيب في اربيل ،  وهو ثاني بطريرك ينتخب من عائلة بيت ابونا ، ونقل كرسية من اربيل الى كرمليس التي كانت عامرة بالمسيحيين ، بسبب الهجرة اليها من مناطق الصراعات ، فكانت اكثر امان بالنسبة للبطريرك واتخذ ديرالشهيدة بربارة على التل المقابل للبلدة مقرا له ، وكان يستقبل المسؤولين فيه ،كان للبطريرك دنحا الثاني علاقات طيبة مع حكام المنطقة  ، ومع السريان الارثوذكس في برطلة ومع دير مار متى كرسي مفرانهم ، بعد تهجيرهم من تكريت ، خدم دنحا الثاني الكرسي البطريركي بكل تفان ” ساكو ص 144 ” ..

وفي عام 1340 يذكر بطرس نصري في كتابه ذخيرةالاذهان الجزء 2 ص 78 ” في هذا العهد جرى اهتداء نساطرة قبرص ويعرف بالاول ، وثبت ذلك من اعمال المجمع النيقوسي الذي عقد في عهد ايليا المطران وعهد بندكتس الثاني عشر الحبر الروماني ….

وطلبوا النساطرة فقط ان يبقوا محافظين على طقوسهم الابوية التي لا تشين الايمان ( 3، 2 وجه 433 ) “..

وجرى الاهتداء الثاني في عهد اوجينيوس الرابع الذي انفذ مطران قولابس الى قبرص ليسعى في اهتداء المنشقين الى حظيرة الكنيسة ، فاقتنع طيماثيوس مطران النساطرة ليرذل هو وشعبه ضلاله ! ؟ ” وابرز صورة ايمانه ” انا طيماثاوس الطرسوسي مطران الكلدان الذين في قبرص ،”. فاصدر اوجينيوس المذكور في 7اب من سنة 1445 برأءته الشهيرة في شان هؤلاء المهتدين وفيها يامران لا يسموا نساطرة فيما بعد بل كلدانا / وقد بقى ذكر الحادث محفوظا في اثار الكلدان 1س 3 : 2 وجه 434 ، راينالد على سنة 1445 ، با 39 – 43 “..

اما الاب البير ابونا يذكر في الجزء الثالث تاريخ الكنيسة السريانية الشرقية ص 94 ، يقول منذ 1222 اتجهت انظار روما نحو هؤلاء المسيحيين الشرقيين القاطنين في قبرص ، فاصدر البابا هونورويوس الثالث ، في 2 شباط 1222 براءة تامر بطريرك اورشليم ورئيس اساقفة قيصيرية ومطران بيت لحم الموجودين في الجزيرة ، باعادة المنفصلين الى الطاعة لرئيس اساقفة اللاتين في نيقوسيا ، وباخضاعهم للتاديبات الكنيسة في حالة الرفض ، اذ اقتضى الامر ، الا ان هذه المبادرة لم تلق نجاحا ، لان المؤمنين الروم والنساطرة قاموا بعنف اعضاء الاقليروس الذين كانوا يبدون ميلا الى الاتحاد بروما ، وحوموهم من الموارد المتعلقة بمهامهم الكنسية ، وظلت الامور مرتبكة مدة واستمرت البقية من النساطرة في الجزيرة تواصل مسيرتها الاعتيادية ،”..

وفي 1 تشرين الاول سنة 1326 ، كتب البابا يوحنا الثاني والعشرين الى بطريرك اورشليم موعزا اليه بالقضاء على الهرطقتين النسطورية واليعقوبية في الجزيرة، وذلك بالوسائل المناسبة ، ولكن في 1340 جمع مطران ايليا مطران نيقوسيا كل اصحاب الدرجات من اللاتينفي الجزيرة مع رؤساء الكنائس المختلفة وعلمائها واذاع اقراره بالايمان  الكاثوليكي ..

.. “. ويقول السمعاني المكتبة الشرقية ص 434 ، ’لما تغلب الاتراك على اللاتين في قبرص ، انقرض منها النساطرة والعاقبة “.. والملفت للانتباه بان ليس هناك اي دليل تاريخي او معطى كتابي يبين من هم الذين اذا استعملوا التسمية الكلدانية بدلا من النسطورية بعد ان منحها البابا لهم ؟؟؟..

سوف نحاول وفق المعطيات الكنسية ان نوضيح هذا الالتباس الذي رافق مسيرة كنيسة المشرق لاحق ؟.. ..

توفى البطريرك دنخا الثاني 1380م ..

وكان وضع مسيحي بلاد الرافدين سيئا جدا بسبب المضايقات والاضطهاد ودفع الجزية ، والزموا هم واليهود بالغيار ،وهو علامة اهل الذمه كالزنار وهي ان يخيطوا على ثيابهم الظاهرة ما يخالف لونه لونها ، وتكون الخياطة على الكتف دون الذيل ، ( العاني في ص 314 ،) وهدمت كنائسهم وديارات ، واعتناق معظم المغول الاسلام ، فتعرض المسيحيون للاضطهاد كما دمرت الكنائس بشكل منظم مما دفع الى ان يلتجئ قسم كبير منهم الى منطقة الجزيرة والاماكن الامنة حفاظا على حياتهم ..

في هذا الوقت كانوا المرسلون الفرنسيسكان والدومنيكان يتوجهون الى الشرق والعمل على الوحده مع روما ، وفي بلدان الشرق والهند

في ظروف كانت تعيش الكنيسة وابنائها تحت وطئة الظلم والقمع والاضهاد ، كان امتداد العهد الجلائري 1337 – 1411 ، الذي يذكر عنه الغياثي في تاريخه بان اصل هؤلاء هو قبيلة جلائر ، احد القبائل التي كانت تسكن شرقي منغوليا عند نهر اونن ” وتنسب الى مؤسسها الشيخ حسن الكبير الذي هو من ابرز سلاطينهم 1339 – 1356 م فهو الذي اسس الحكم الجلائري ، بعد اعلان استقلاله عن الايلخانيين سنة 1339 ، وتوفى 1356م ودفن بالنجف ،  –

وخلفه ابنه معز الدين اوسي 1356 / وهواول من لقب بسلطان، وتوفى في 1374، وبموته انفصلت الموصل عن بغداد ، واستولى عليها ” بيرام خواجه من أل قوة قونيلو “..

فخلفه ابنه اويس ابنه جلال الدين بن اويس 1374 كان هذا ضعيفا بالادارة ولكن مولعا بالهو والنساء والطرب ، وبسبب الصراعات على السلطة انتهى الامر بالسلطان احمد 1382 – 1410 ،الذي حارب اخوته وانتصرعليهم واحتل بغداد ،…

وفي عام 1393 زحف تيمورلنك على بغداد بعد ان اجتاحت قواته اواسط آسيا وايران والاناضول والهند وتبريز ،

ودخلها فهرب السلطان احمد الى الشام ومنها الى مصر ،

عمل تيمورلنك السيف والدمار في بغداد قيل انه قتل 90 الف من اهل بغداد وانه بنی هرما من رؤوس القتلى، عاد السطان احمد الى بغداد بمساعدت سلطان مصروقبائل عربية وطرد حاكم بغداد مسعود السبزواري الذي كان تيمورلنك قد عينه حاكما على بغداد  ،والتجي السلطان احمد الى السلطان العثماني بايزيد الاول 1389 -1402 ، ..

بعد ان عين عليها امير ” فرج ” حاكما عليها ، لكن تيمورلنك عاد الى بغداد وبعد حصار 40 يوم اقتحمها وعمل بها القتل والنهب والسلب والدمار، وتوجه تيمورلنك الى الاناضول وانتصر على بايزيد العثماني واسره ومات هذا في الأسر ، في 1403 اعاد تيمورلنك الكره باحتلال بغداد للمرة الثالثة ، ففر منها قره يوسف الى الشام ، فالتقى السلطان احمد وتمت تسوية خلافتهما ،

توفى تيمورلنك 1405 اثناء زحفه على الصين ، على اثرذلك اندلعت الاضطرابات والاحداث في المملكة فتمزقت واعاد الحكام المحليين والاهليين من الاسلام الى سدة الحكم ، …

ارغمت هذه الاحداث الى ان يعيشوا المسيحيين في الخفاء وعزلة ، لتعرضهم لشتى انواع التعسفات والمضايقات والاضطهادات من قبل هؤلاء الحكماء ،  مما اضطر الكثير منهم الى الدخول في الاسلام تخلصا من تلك المضايقات وضيق اليد من دفع الجزية..كما تم هدم الكنائس والاديرة كثيرة جدا وعديدة ، فكانت هذه الفترة من الفترات العصيبة والصعبة في حياة الكنيسة واتباعها المؤمنيين ؟ ..

 

ويتسائل البطريرك ساكو في ص 141 من كتابه اعلاه ـ اذ يقول من المؤسف ان هذه الكنيسة العالمية العظيمه تراجعت قوتها ومساحة انتشارها وانحسرت في القرن الرابع عشر والقرون اللاحقة في بلاد الرافدين وملبار ودمشق والقدس ، “..

ولكن من السهولة ان نجد الجواب عن سؤال البطريرك من خلال ما  طرحه ووضحه كتابه ذاته ،

اذ يقول  في ص 137 ، ” بان كنيسة المشرق تكبدت في القرون الرابع عشر والخامس عشر والسادس عشر خسائر بشرية وماديا فادحه بسبب التقلبات السياسية وسوء معاملة الحكام للمسيحيين والتضييق والاقسار ، فتراجعت هذه الكنيسة العالمية بسبب صعوبة الاتصالات وتنقل الكرسي البطريركي من مكان الى اخر، “…

وفي ص 139 يقول ، ” كان بعض المبشرين الغربين قد قدموا الى الشرق مع استيلاء الصليبيين على الاراضي المقدسة ، واول لقاء تم بينهم وبين المشرقيين كان عندما جاء رهبان فرنسيسكان وكبوشيون ودومنيكان الى هذه المناطق ، البصرة وبغداد واللموصل وأمد واستمال اليهم الناس بواسطة ممارستهم مهنة الطب ، وكان من ابرزهم ” وليم اوف ربروك ـ 1270 ، وريكورودو دي مونتي رفينو 1320 وجيوفانيي دي مونتيكور فينو 1328 م ..

بمعنى اخر ان المبشرين استغلوا ظروف الكنيسة الشرقية القسرية وحاجة ابنائها الفقراء والمساكين الى الطبابه والعون والمساعدة ، فساوموهم على العلاج  والمساعدة مقابل الانتماء  للكنيسة الكاثوليكية ، وترك كنيستهم  ؟؟ وبعكسه لاعلاج لهم  ولا مساعدة ؟؟؟؟ وتحت تلك الضغوط  القسرية والمعاناة  تحول الكثير من المحتاجين من ابناء الكنيسة الشرقية الى الكنيسة الغربية ؟؟…

وهكذا كان  …؟؟

بكل بساطة احد اهم اسباب ضعف وانحصار كنيسة المشرق ، لذلك وكما ذكرالبطريرك كانت الكنيسة وقيادتها قد حذرت الشعب من مغبة تدخل الغربين في شؤونهم ، لدرجة كانت اعمالهم ودسائسهم حاضره في سينودس طيمثاوس الثاني ” الذي اصدر جملة قررات تحذيرية مهمة ” يذكر منها البطريرك ساكو 139 ” بحق هؤلاء تلافينا لتاثيرهم على الشعب قدرالامكان ..لان تلك الاعمال تنصب ضد الكنيسة باستغلالهم معاناتها ، فكان تحذير كنيسة المشرق من اعمالهم وتدخلاتهم ابسط ما كانت تستطيع ان تعمله الكنيسة ضدهم في ذلك الوقت ..

كانت الحملات البربرية ضد الكنيسة وابنائها من قبل الحكام واتباعهم مستمرة ، لم تقتصر على ذلك فقط بل امتدت لهدم وحرق الكنائس والاديرة ، والذخائر والكتب والمكتبات ..

ولكن كان اكثر ايلاما تدخل الكنيسة الغربية والمبشرين بشؤون الكنيسة بالمساعدة على تقطيع اوصالها وكسب رعاياها لاضعافها .

لا بل السعي الى القضاء على تراثها وتاريخها، يقول المطران يوسف بابان في مؤلفه القوش عبر التاريخ  الطبعة الاولى ص 137يقول ” لماذا نعاتب هؤلاء القوم الاميين المتوحشين الذين قاموا بمثل تلك الاعمال البربرية ، بل فلنعاتب اولئك المبشرين الاجانب الغربيين الذين قدموا بلادنا لمساعدة ومؤاساة هذا الشعب المسكين ، ولكن للاسف عوضا عن ذلك ساعدوا بطريقة مباشرة او غير مباشرة تلك الاعمال التي قام بها الغزاة المخربون على مر الاجيال “..

ويذكر لنا بعض الامثلة على تدميرتراثنا بحرق الكتب وتدمير المكتبات، يقول كان المبشر الغربي يقول كل كتاب قديم ومكتوب بالكلدانية ، تكمن فيه رائحة النسطرة .. فيجب حرقه ، مدعين ان قداسة البابا يريد ذلك ؟؟.. ويضيف فكان البسطاء من الناس يحملون كتبهم الى المبشر ليحرقها ؟؟ !! وهكذا ابتلعت السنة النار مئات لا بل الاف الكتب الخطية مع ما احتوته من تارخنا وتراثنا “..

ويضيف القول اني اشبه عمل المرسلين هذا – بما قام به الوثنيون في بدء المسيحية ، عندما كان المسيحيون في الملعب كولوسيئو يلقون للاسود وهم يصرخون بهم – الى الاسود …….. الى الاسود …..

والمرسلون كانوا يقولون لكتب ابائنا وكنوزهم الثمينة : الى النار ……. الى النار …

وهكذا للاسف الشديد لم يبقى من تراث ابائنا واجدادنا الا النزر اليسر .. “”..

 

للاسف هذا الذي حدث وهناك الكثير من الروايات تتحدث عن تلك الاعمال ـ تؤكد تدميرمكتباتنا و تراثنا وتاريخنا ؟؟ وطبيعي ان يكون الكثير من المحروقات قرارات المجامع الكنيسة وتواريخ البطاركه الاصلاء ؟؟.هذه الاسباب كانت السبب في شحة تلك  المعلومات  لانها دمرت او حرقت اونهبت ؟؟..

والا  اين مقررات المجامع الكنسية ، التي كانت تعبرعن عقيدتها الكنيسة وايمانها الكتابي والتدبيري..؟؟ !!

فعندما نجد انحصارعمل البعثات التبشيرية والمبشرين الغربيين في دعوتهم تنحصر فقط بين ابناء وقرى المسيحية التابعة للكنيسة الشرقية ! فقط ؟؟ !!

ولا نجد او نسمع باي عمل تبشيري في اي قرية اسلامية ، ولم نسمع عن مبشركسب احد المسلمين للمسيحية ؟؟  اليس هذا غريبا ؟؟

فيظهر بان هم المبشرين  لم يكن التبشير بالايمان المسيحي ، بل كان لتدمير كنيسة المشرق ؟.

وتهيئة المنطقة لدخول الغرب الاستعماري وبسط نفوذهم على الشرق .. ؟.

ولكن رغم كل الظروف التي احيطة بالكنيسة الا انها استطاعت ان تقاوم وتدافع عن ايمانها وعقيدتها ، بعمل الروح القدس من خلال رجال الايمان الذين قدمواوضحوا بكل غالي ونفسي من اجل خدمة الكنيسة وابنائها المؤمنين ، ..

والى الحديث عن نظام الوراثة في

الجزء الثامن ..

يعكوب ابونا ………………………

25/ 03/ 2024

zowaa.org

menu_en