زوعا أورغ ـ خاص
نستحضر في الثالث من شباط 2025 الذكرى الأربعين لاستشهاد الرفاق القياديين في حركتنا الديمقراطية الآشورية ـ زوعا: (يوسف توما، يوبرت بنيامين، يوخنا إيشو) الذين انحنت أعواد المشانق المجردةِ، خجلا من تضحيتهم.. واعتذارا لهاماتهم الشامخة وقاماتهم العالية، وقد بذلوا أغلى ما يمتلك الإنسان.. من أجل عدالة رسالتهم ورسوخ إيمانهم بقضيتهم القومية المشروعة، وحقوق شعبهم الأصيل في وطنه العريق، فتُوجوا بأكاليل الغار.. أكاليل الشهادة، وارتقوا المجد والخلود، في مثل هذا اليوم من عام 1985، وفي محطة هامة من محطات المسيرة النضالية لزوعا، سبقتها ورافقتها حملة من الملاحقات والاعتقالات التي طالت العديد من الرفاق في تنظيم حركتنا حينها، وفي ظل أجواء وممارسات قمعية إجرامية انتهجها النظام الدكتاتوري البائد وأجهزته القمعية، وما أفرزه ذلك الواقع المرير من محاكمات شكلية سريعة وأحكام جائرة أعقبها تنفيذ حكم الإعدام بهذه الكوكبة الخالدة، مع زج عدد آخر من رفاقهم في غياهب السجون بأحكام مختلفة.
لقد كانت هذه المحطة تطورا هاما وانتقالة نوعية في المسيرة البنفسجية التي تعمدت بدماء هؤلاء الشهداء الأبرار، وتضحيات رفاقهم المعتقلين، ولتكتسب القضية بعدا جديدا من الشرعية لا يُضاهيه أيُ بعدٍ آخر، وذلك هو تأطيرها بجسام التضحيات وفي مقدمتها دم الشهداء الطاهر، الأمر الذي ضاعف المسؤولية على ورثة هذا الإرث الكبير، رفاق درب ثالوث التضحية.. حاملو الراية النضالية، لمواصلة المسيرة بعزم أكبر، والسير في ذات الطريق.. سعيا لإقرار الحقوق وانتصار القضية.. مهما تطلب الأمر من زمن وبذل وتضحيات، متجاوزين أية عقبات قد تفرزها في مرحلة ما.. بعض التجاذبات والإرهاصات في الأداء والعمل القومي، وذلك من خلال تقديم قضية الأمة وحقوقها التي صار الحفاظ على الوجود اليوم.. من أهم أولوياتها، وتغليب هذه الحقيقة على أية قضايا ومحاور أخرى.
تحية حبٍ وعرفان، ووقفة أجلالٍ وإكبار للأرواح الطاهرة لشهداء الحق والحرية، شهداء الحركة الديمقراطية الآشورية، شهداء شعبنا والقضية الخالدون (يوسف، يوبرت، يوخنا)، وسائر شهداء “زوعا” الأبرار في كل المحطات والمراحل، وكل شهداء الحق والحرية في كل مكان.