– على الحكومات، المحلية، والإقليم، والمركز.. أن تنظر أبعد في استراتيجياتها لحماية وتعزيز وجود الأقليات.
– الهجرة العكسية إلى سهل نينوى هو طموح، ولدينا إحصائيات إيجابية بهذا الشأن.
– إيجاد صيغ إدارية جديدة لتعزيز وجودنا في سهل نينوى وإقليم كوردستان العراق، سيلعب دورا كبيرا في حماية التنوع القومي في المنطقة.
بدعوة من النائب في الاتحاد الأوروبي السيد تييري مارياني، والذي يرأس مجموعة العمل البرلمانية الخاصة بالمسيحيين في الشرق الأوسط، أقيمت اليوم الخميس 13 آذار 2025 في مبنى الاتحاد الأوروبي بمدينة ستراسبورغ الفرنسية.. جلسة استماع بمشاركة الدكتور سرود المقدسي عضو المكتب السياسي لحركتنا الديمقراطية الآشورية، والسيد دندار كاني.. ممثلا عن مؤسسة الآشوريون الكلدان في فرنسا، والسيد كلكامش اسطيفو.. ممثلا عن اتحاد الأندية الآشورية في ألمانيا.
بدأت الجلسة بكلمة ترحيبية للسيد النائب مارياني مرحبا بالحضور ومفتتحا الجلسة للحديث والحوار عن واقع المسيحيين في الشرق الأوسط عموما وفي العراق وسوريا خصوصا، وليفسح المجال بعدها للضيوف للتحدث.
وخلال مداخلته، أكد الدكتور سرود المقدسي عن تقديره للدعوة الموجهة للحركة الديمقراطية الآشورية لحضور هذه الجلسة، ثم استرسل عن واقع شعبنا الكلداني السرياني الآشوري وما مر به منذ 2003 حتى يومنا هذا، ومراحل الاستهداف الوجودي الذي عاشه، لا سيما بعد مرحلة اقتحام العصابات الإرهابية لمنطقة سهل نينوى، ثم عودة الأمل مجددا بعد تحرير سهل نينوى وعودة أبنائه إلى بلداتهم الأصلية رغم هجرة الكثيرين منهم.
حيث أصبحت الأقليات اليوم تطمح إلى استراتيجيات أبعد وأشمل لحماية المكونات من قبل الحكومات سواءً المحلية، أو حكومة الإقليم أو الحكومة الاتحادية في بغداد، خصوصا في هذا المرحلة حيث يشهد البلد استقرارا اقتصاديا وأمنيا لا بأس به، من حيث الإعمار وانخراطهم وتدريبهم ضمن منظومة الدفاع الوطنية وتوفير فرص العمل وأيضا إيجاد صيغة إدارية جديدة لمناطق المكونات.
وفي جانب آخر تطرق الدكتور المقدسي إلى ضرورة حماية التمثيل السياسي للأقليات عبر تعديل قانون الانتخابات وما يضمن اختيار حقيقي لممثلي المكونات، مطالبا بضرورة أن تضع الحكومات خلافاتها جانبا بهدف إخراج سهل نينوى من دائرة الصراع واستحداث المحافظة فيه والحكم الذاتي في الإقليم، والتعجيل بتشريع القانون الخاص بالمادة 125 من الدستور والتي تضمن الحقوق الإدارية لشعبنا.
مشيرا أيضا إلى مخاوفه من ما يجري من المنطقة عموما وتأثيراته على العراق وما قد يسببه أي منزلق أمني من انعكاسات سلبية.
وفي ختام كلمته، أكد الدكتور سرود المقدسي على أن شعبنا وباعتباره من الشعوب الأصلية في المنطقة.. قد لعب دورا كبيرا في الحضارة الإنسانية بدوره البارز في بناء الحضارة البابلية الآشورية، ودوره في نشر المسيحية وعبر كنيسته العريقة كنيسة المشرق والتي تسمى بكنيسة المليون شهيد، وإن هذا الشعب بقي صامدا رغم المآسي والمجازر التي حلت به مع بداية القرن العشرين، لكنه بقى وظل متمسكا بتراثه وتقاليده ولغته العريقة التي تحدث بها السيد المسيح، وهو اليوم بحاجة إلى دعم من قبل حكوماته والمجتمع الدولي للبقاء وتعزيز وجوده، مقدما شكره للاتحاد الأوروبي لما قدمه من مساعدات للمرحلين والمهجرين قسرا.
أما السيد دندار كاني فقد تحدث بدوره عن الجذور التاريخية لشعبنا ودور الآشوريون الكلدان في المهجر لدعم قضيتهم السياسية في الوطن وقراءة عن القوانين المجحفة بحق الأقليات في العراق وضرورة تعديلها كونها لا تنسجم مع مفاهيم حقوق الإنسان والمواطنة.
فيما قدم السيد كلكامش اسطيفو نبذة عن واقع شعبنا في سوريا مع المتغيرات الأخيرة التي حدثت.
وقبل نهاية الجلسة تم طرح
مجموعة من الأسئلة من قبل الضيوف تمت الإجابة عنها، وفي ختام جلسة الاستماع أعرب النائب مارياني عن شكره للضيوف وما قدموه من معلومات، مؤكدا على أن برلمان الاتحاد الأوروبي مهتم جدا ومتابع لحقوق الأقليات القومية والدينية في العراق وسوريا وسيستمر في دعمهم.
تجدر الإشارة إلى أن مجموعة العمل البرلمانية الخاصة بالمسيحيين في الشرق الأوسط والتي يترأسها السيد تييري مارياني، تضم ستين نائبًا أوروبيًا. وتهدف إلى الدفاع عن حق المسيحيين في العيش والازدهار في أرض أجدادهم.
كما يسعى ليكون منصة للمعلومات والتبادل وحشد أعضاء البرلمان الأوروبي لممارسة نفوذهم من أجل هذه القضية العادلة.
ويعتبر كلٌّ من المركز الأوروبي للقانون والعدالة ومنظمة “SOS” مسيحيي الشرق.. شركاء أساسيين في أنشطة هذه المجموعة البرلمانية.