1. Home
  2. /
  3. اراء
  4. /
  5. مقالات
  6. /
  7. الفكر القومي: وعي وهوية...

الفكر القومي: وعي وهوية ومسؤولية

بيرس يوسب سميلي**

في زمن تتسارع فيه الأحداث، وتضيع فيه الهويات وسط ضجيج العالم، يظل الفكر القومي أحد أهم ركائز الوجود، ووسيلة للحفاظ على الذات واللغة والثقافة.

الفكر القومي ليس لحظة عاطفية مؤقتة، ولا مجرد كلمات نتغنى بها. إنه وعي ينمو ويتطور، ويتجذر في الإنسان عندما ينخرط في مؤسسات قومية تؤمن به وتغذيه فكرياً وثقافياً.

منّا من نشأ في بيت قومي، وتعلم منذ الطفولة حب الأمة والانتماء لها، ومنّا من وعى على قوميته لاحقاً، بعد مرحلة المراهقة، ووجد نفسه في صفوف الحركة القومية، يعمل ويتعلم، ويعيد اكتشاف هويته.

القومية لا تعني كراهية الآخر، بل تعني أن تحب نفسك وشعبك وتعمل من أجلهما. أن تنهض بذاتك، وتبني وعيك، وتقدم شيئاً حقيقياً لعائلتك ولمجتمعك. أن تدرك أن لا أحد سيقوم بذلك عنك.

اليوم، علينا أن نكون جنباً إلى جنب، نعمل ونتعاون من أجل أمتنا. الطريق طويل، ولكن الوقت بين أيدينا. المستقبل ملك لمن يتعب له، ومن يزرع فيه الصبر والعمل.

قد يتساءل البعض: “ما فائدة الفكر القومي”؟.

نجيبهم:

لو لم يكن هناك من دافع عن هذه الأمة، هل كنا سنتحدث بلغتنا اليوم؟.

هل كنا سندرس بلغتنا؟.

هل كنا سنعيش في الوطن؟.

الجواب واضح: لولا أولئك الذين ضحوا، من آباء وأمهات ومناضلين وشهداء، لضاعت هويتنا. ولولا المؤسسات القومية، لما وجدت منصات ننتمي إليها وننهض من خلالها.

من هنا، تأتي مسؤوليتنا:

الانخراط في العمل القومي، دعم المؤسسات، تعليم اللغة، نشر الوعي، وتطوير الفكر، ليس فقط من أجل أنفسنا، بل من أجل الأجيال القادمة.

الفكر القومي ليس إرثاً فقط، بل مشروع حياة.

فلنعمل معاً لنحفظه، ونطوره، ونورثه كما أورثنا إياه من سبقونا.

** كادر متقدم في فرع دهوك للحركة “زوعا”.

 

zowaa.org

menu_en