1. Home
  2. /
  3. اراء
  4. /
  5. مقالات
  6. /
  7. الجزء 24  ...

الجزء 24  البطريرك الشهيد ماربنيامين شمعون ..  والبطريرك شمعون يونان الرابع في قوجانس

يعكوب ابونا

 

تحدثنا سابقا عن قيام خط البطاركة الشمعونيين في قوجانس ،عندما اتخذها شمعون دنخا مقرا لكرسيه ، 1692 – 1700 واعادة تطبيق نظام التوريث في قوجانس كما هو متبع في القوش/ فكان هو أول باطريرك من خط الشمعونيين في قوجانس، وتطبيقا لقانون الوراثة الذي وضعه، ورثه بعد وفاته البطريرك شمعون سليمان وهو الثاني من بطاركة قوجانس 1700 – 1740 م ..

وبعد وفاته ورثه على الكرسي البطريركي مار شمعون میخائیل مختص وهوالثالث من سلسلة الشمعونيين في قوجانس، جلس الكرسي من سنة 1740 – 1780 م ، وكانت هناك علاقة قوية ومتينه بين كرسي قوجانس وكرسي القوش ، وتبين لنا الرسالة التي ارسلها بطريرك القوش مار ايليا دنخا الحادي عشر الى البطريرك مار شمعون مختص في قوجانس سنة 1776 والتي يدرج نصها المطران ايليا ابونا في ص 93 من كتابه تاريخ بطاركة العائلة الابوية جاء فيها “.

الى اخينا الحبيب الطوباوي البطريرك الجائليق ، سلام بالرب ، نعلمكم بانعقاد مجمع من سبعة اساقفه بحضور نائبنا وولي عهدنا ايشوعیاب لتعزيز اتحادنا مع روما ام الكنائس التي لا خلاص من دونها كما علم الاباء “.

وحثه على ان ينضم اليهم ويكون احدا منهم ، وقال له ، وانتم ايضا يجب ان تتمثلوا بالبطاركة الطوباويين اسلافنا اولئك الذين تبوؤا عرش ” ترونوس ” الرسل المبشرين في بلداننا المشرقية اذ اعترف وامن الكثيرون منهم بكل ما تعلمه هذه الكنيسة ، ونحن ايضا نسير على خطاهم ونتقبل هذا الاتحاد كما تقبلوه هم من قبلنا ، واحذر اقاويل وافتراءات اصحاب السوء من الاشرار والمخربين المنتشرين في كل مكان من ان يضللوكم بأباطيلهم وبأقوالهم المعسولة وسفسطائهم المصقولة المخادعة ونواياهم الفاسدة والعقيمة ، هذا وصلوا لاجلنا ، انتهى.

 

ويضيف المطران ايليا ابونا يقول من هذه الرسالة يظهر لنا

اولا : الوفاق والمودة القوية التي كانت تربط بين البطريركين ،

ثانيا : تثبت ان نوهدرا وسنجار والزوابي واربيل كانت على ذلك العهد كرسي الاسقفية لوجود اختامهم على الرسالة ” انتهى الاقتباس .

وكما نقرأ في ص 93 من كتابه اعلاه ، يذكرفي عام 1770 للمسيح ارسل البطريرك شمعون مختص من قوجانس رسالة الى بابا روما بيوس السادس مخاطبا اياه ، التمس ايها السيد العظيم ان تشد من اواصر الاتحاد وتقوى الروابط بيننا ، “.

وان البابا بيوس تلقى هذه الرسالة بسرور عظيم ، وفي اجتماع له بالكرادلة بشرهم بضمون الرسالة ، وفي عام 1772 اي بعد عامين ، انفذ البابا اقليميس الرابع عشر رسالة جوابية الى مارشمعون ، وعده بتحقيق كل امانيه ومطالبه ، وحثه على الثبات في هذا العمل المبرور ، والصمود على ايمانه الجديد الذي تعلمه كنيسة روما ، ويستثمر ذلك لخير وصلاح كنيسته وشعبه ،” انتهى الاقتباس.

وهذا ما يذكره نصري ج2 ص 361 من كتابه ذخيرة الاذهان ، وكذلك بطرس عزيز مجلة النجم السنة اولى 7 ” 1929 ” 312 .”..

ونجد في ص 363 ج 2 ، بان نصري يذكر في سنة 1777 خرج مطران سلماس على كنيسة روما ، وكان قد انضوى تحت لوائها بفضل ماريوسف الرابع ، وعاد الى ايمان كنيسته القديمة ” المشرق ” فنتح عن ذلك اضطرابات وانقسامات وسجس وصراعات في جماعة سلماس الا ان هذه الانتكاسة لم تدم طويلا ، لان المطران ” شمعون ” المذكور تاب ورجع الى كنيسة روما ، وتوجه الى الجاثليق والتمس منه الصفح والغفران ، وفي سنة 1755 م أذِن البابا بنكتوس الرابع عشر للشمامسة الانجيليين بالزواج بعد وفاة الزوجة الأولى ، وجاء ذلك خشية عودتهم الى النسطورية ، ولكي لايكون حرمانهم من الزواج عذرا لنزوعهم الى ايمانهم القديم ، ” انتهى الاقتباس .

كان للبطريرك شمعون مختص اخ اسمه عبد الاحد ” حذبشبا ” وله ولدين هما روفائيل ويونا المنذور، فوضع البطريرك يده علي يونا المنذور ومنحه الرتبة الميطرافوليطية وعينه ولي عهد الكرسي البطريركي من بعده ، توفى البطريرك مارشمعون ميخائيل سنة 1780 ودفن في كنيسة مار شليطا في قوجانس .

فاقم بعده بنفس السنه طبقا لقانون الوراثة المتبع شمعون يونان الرابع عشر من سلسلة الشمعونيين والرابع من سلسلة شمعونيين قوجانس ، وكان ذلك عام 1780 م واخذ كرسيه كسلفه قوجانس مقرا له .

ويذكر نصري في ص 324 ج2 ” نفهم من هذا ان بطريركية مار شمعون هذا كانت تعتبر جثلقيته خاضعة لبطريركية بابل ، والمعروف ان الامر كان كذلك في عهد ايليا السابع في اوائل القرن السابع عشر الميلادي “..

فجلس على الكرسي البطريركي شمعون يونان الرابع من سلسلة الشمعونيين في قوجانس ، وكان ذلك عام 1780 –1820، في عام 1797 بعد وفاة ايشو عياب میطرافولیط سلامس ، رسم مار یوحنان هرمز بطريرك بابل القس يوحنان كوريال الذي كان تلميذا لمجمع انتشار الايمان ” بروبغندا ” ووضع يده عليه ورسمه اسقفا وميطرافوليطا على ابرشية سلماس بامرمن روما ، ( ملاحظة ان يوحنا هرمزلم يكن بطريركا بل نائبا بطريركية على امد في ذلك التاريخ )

” نكمل ” الا ان الاهالي هناك ثاروا عليه وانزلوه من الكرسي وابعدوه ،وانفذوا القس اسحق ابن اخى ايشوعياب المطرافوليط المتوفي ، وتوسلوا من قداسته ان يضع يده على رأس الكاهن اسحق الذي انتخبه الرب بواسطتهم ليكون راعيا لقطيع شياه سلماس ، فلبى البطريرك مار شمعون طلبهم وحقق لهم مرادهم ومنحه الرتبة الميطرافوليطية للقس اسحق اسقفا وارسله باحترام الى ابرشيته ، مزودا بكل المتطلبات الروحية والجسدية ،وحال وصوله سلماس اشتدت نار الخصومات والنزعات والانشقاقات، وتغلب حزب ايشوعياب على اعدائه ،واعتلى كرسية دون خشية ولا منغص “..نصري ص 394 ج 2..

وفي سنة 1781 م طلب وجوه الطائفة من حاكم منطقة العمادية بهرام باشا الاذن بتجديد كنيسة مارعوديشو التابعه لديري وكوماني ، التي كانت آيلة للسقوط ، فأجاز لهم بتجديد الكنيسة بشرط ان لا يغيروا من تصميمها السابق الذي هي عليه ، وتم ذلك ، سنة 1781 م .

كما يذكر المطران ايليا ابونا ص 101 من كتابه اعلاه ، بأن البطريرك ايليا الثاني عشرايشوعياب كان قد سقط في شرك البابويه. وتذكر المصادر بأن مار شمعون يونان خاطبه بلطف ومحبه اخويه برساله قال له فيها ، اخي الحبيب سمعت انك قد كفرت بايمانك ونبذت الكنيسة امك ، وتبعت صوت الغريب،او لم تتدبرما تفوه به الفم المحيي ، وراء الغريب لا تذهب الشياه ، ولكن هربا تهرب منه ، لانها لا تعرف صوت الغرباء ،”يوحنا 10 : 5 ”

، فلماذا اذن لم تهرب يااخي من ذلك الصوت الذي لن تسمعه طوال حياتك ، هذه الرسالة كتبت في 1783 ،

.ويظهر بانها كان لها اثر في قلب البطريرك ايليا وجعلته يعود الى ايمان كنيسته الاولى مرة اخرى ..

وفي سنة 1792 انفذ البطريرك يوحنا رسائل الى ماردين وامد ” دياربكر” وسعرد ، واطلع على بيان البابا روما كونه هو راعيهم ومدبرهم وان يصغوا لكلامه ويطيعوا اوامره والعمل بمشورته ، واوعز الى القس هندي بالتوجه الى ماردين بصفة مدبر بدلا من مار شمعون ميطرافوليط ماردين الذي توفي سنة 1790م ،..

اما مار شمعون قام بارسال ابن اخيه كوريال الى ابرشية العمادية وسعرد ، لان الاهالي هناك لم يرضخوا لامر مار يوحنان ، وتمردوا عليه ، اما القس هندي اخذ القس ميخائيل سوريش سنة 1793 الى البطريرك مار شمعون وسعى لديه في ان يرسمه اسقفا ميطرافوليطا على ماردين ، فوقع هذا التصرف من قبل القس الهندي وقعا سيئا لدى روما بأن تلقى توبيخا قاسيا بسببه ، ويذكر تيسران في خلاصة تاريخ الكنيسة ص 149 ” بان اوغسطين هندي هذا المسمى يوسف الخامس ، لم يثبت بطريركا ، ولبث مطرانا على ديار بكر من سنة 1804 – 6 نيسات 1828 م “..

ويذكر بأن رعاة الكنايس قد نالوا كامل حرياتهم في ايام سلطنة ملك الملوك مصطفى الثالث 1717 – 1774 م الذي كانت جيوشه تحارب جيوش روسيا القيصرية ،” المنجد في الأدب والعلوم ص 500 ” . وظل مدبروا الكنايس يتمتعون بحرياتهم حتى سنة 1789م ، كما منحت الحرية للكنيسة الجديدة بمجئ السلطان محمود ، ..

وقد اقام البطريرك شمعون يونان، ابراهيم ” اوراهام ” بن روئيل اخيه ولي عهد للكرسي البطريركي ، حسب العرف المتبع في البيت الابوي.

مات مار شمعون يونان في سنة 1820 ..بعد ان خدم الكرسي البطريركي اربعين سنة ، ودفن في كنيسة مار شليطا في قوجانس ،..

وهناك مفاجئة في عهد هذا البطريرك سنجدها بالعدد القادم.

zowaa.org

menu_en