فقدت الجالية الاشورية في مدينة كوتنبيرغ السويدية الشاعر القومي الصديق والأب والأخ الكبير اوراها عوديشو جرسو, بعد صراع ومعاناة قاسية من مرض الم به قبل سنوات ليرتحل في السادس عشر من أوكتوبير / تشرين الأول الجاري 2025 تاركا برحيله المؤلم الحزن والألم في نفوس وقلوب عائلته واصدقائه واهله ومعارفه جميعاَ .
والفقيد من مواليد 1941 في تياري السفلى ( آشيثا ) وهي من القرى الاشورية المنتشرة على سفوح ووديان بلاد اشور, من القلائل الذين امتلكوا معرفة عميقة بتاريخ شعبنا الاشوري ولغته وتراثه الثقافي الثر, كان شاعراَ يكتب بلغة نقية القصائد المغناة, حيث أغنى المكتبة الآشورية بالكثير من الاغاني القومية والتراثية والعاطفية التي رددها الكثير من مطربينا وفنانينا المعروفين , عُرِفَ بنشاطه القومي وألتزامه اللامحدود بقضايا شعبنا الاشوري، وأخلاصه وثبات مبادئه القومية المقدسة التي آمن بها على مدى عقود من الزمن, فكان بحق أحد الاعمدة الاساسية لجاليتنا الاشورية الكبيرة في السويد , ومن الرموز البارزة فيها , من خلال مساهماته الفعلية في العديد من النشاطات والفعاليات القومية والأجتماعية , ومن أبرز المساندين والداعمين للحركة الديمقراطية الاشورية ( زوعا ) ولقضية أمتنا الاشورية في بلاد اشور . حضي بحب وأحترام الجميع من معارفه وأصدقائه وكل من تعامل معه , لطيبة قلبه ولدماثة خلقه وشخصيته المحببة, وماكان يحمله من صفات انسانية جميلة , فكان رحيله المفجع خسارة كبيرة لا تعوض لنا نحن اصدقائه ومعارفه ولأهله ولجميع من عرفه وعاش معه .
شخصيا كنت على أتصال دائم مع الفقيد خلال العقود الماضية هنا في السويد , ونلتقي بين الحين والأخر في المناسبات الأجتماعية وفي الأعياد والأحتفالات القومية والوطنية وغيرها, وندخل في نقاشات وحوارات طويلة في الكثير من القضايا السياسية والقومية والدينية بروح كبيرة وأحترام , فكان دائما يربط بين أحلامه القومية الآشورية وتطلعاته الوطنية, وينصح ويحث الجميع على العمل من أجل ايصال القضية القومية الى المحافل الدولية والمطالبة بارض اشور .
وعلاقتي الشخصية به هي أمتدادُ للعشرة الطويلة والجيرة الطيبة التي عشناها معه وعائلته الكريمة منذ سبعينيات القرن الماضي بحكم تواجدنا في منطقة كرادة كريم في العاصمة بغداد , التي هاجرها مرغماَ الى السويد في بداية تسعينيات القرن الماضي وتحديداَ عام 1993 على ما أذكر، ومنذ ذلك التأريخ شارك بكل جد وأخلاص في النشاطات والفعاليات العديدة التي اقامتها مؤسساتنا الاشورية في المهجر السويدي كناشط قومي وأجتماعي قدير, يقدم المساعدة والمشورة للجميع من أبناء شعبنا الاشوري بدون تفرقة ولا تمييز, وبدون تعب ولا كلل, فكان بحق معلماَ ومرشدا وهادياَ، أدى الرسالة بأكثر مما يستطيع الرجال القيام به , حاملا الكثير من الفضائل والخصال والصفات الأنسانية الراقية, ومن الشهامة والأباء والخلق والأخلاص .
لايسعني بهذا المصاب الجلل والحدث الأليم ألا أن أتقدم بأحر التعازي وأصدق المواساة الى زوجته السيدة الفاضلة خنزادة عوديشو وأبنائه ألبرت وولسن وأسرخدون وبناته أسنت ونينوي وجولين ولأهله وأقاربه ومعارفه ومحبيه في الوطن ودول الشتات جميل الصبر والسلوان .
الذكر الطيب والرحمة الواسعة للفقيد الكبير وألى جنات الخلد .
نم قرير العين خالي أوراها ( أبو أبي العزيز ) حيث كنا نناديك ..
سنفتقدك كثيراَ وستبقى ذكراك في قلوبنا مدا الأيام .


