رشا دبيث أبونا
عندما يسكت المرء عن حقه، فهذا مدعاة لتضييع الحقوق، ودعوة صريحة للظالمين ليستمروا في ظلمهم. ولا تضيع الحقوق إن كان وراءها مطالب يسعى لنيلها مهما طال الزمن او كثرت التضحيات، وهناك مثل شعبي شهير يقول «ما ضاع حق وراه مطالب»، لكن قبل أن نطالب بحقوقنا يجب علينا أن نؤدي واجباتنا، فمن غير المعقول أن يكون شخصاً مهملاً لواجباته ومع ذلك يطالب بحقوقه، لان الحقوق لا تنال بالتمني والاهمال.
كثير منا قد تضيع منه حقوقه، بسبب جهله بالقانون، وعلى إثر ذلك يلوم السلطات أو الجهات الحكومة بتقصيرها وعدم عدلها، وهذا لا يعني أن الدولة أو الجهات معصومة من الخطأ.
ما يهمني من هذه الأسطر هو التأكيد على دورنا كأفراد هل نحن قمنا بواجبنا تجاه نيل حقوقنا وتحقيق الشراكة السياسية الحقيقية التي نطمح اليها في وطننا الأم العراق؟ اعتقد جازمة أن جزء من المسؤولية في عدم قدرة شعبنا ومؤسساته السياسية الحزبية التي ناضلت وتناضل من آجل تحقيق ذلك، يقع على شعبنا افراد ومؤسسات في مختلف المجالات والتوجهات، اللامبالية والأنانية والجهل والتهرب من تحمل المسؤولية وعدم القدرة على المواصلة ودفع ضريبة الانتماء القومي والتشرذم والانقسام الكنسي واستمرار الانتماءات الصغيرة التافهة مثل العشائرية والطائفية كلها اسباب شلت في الماضي وتشل الأن جسد هذه الامة العريقة وسيستمر شللها في المستقبل ان لم ينبري مثقفو الأمة الآشورية ويتحملوا مسؤوليتهم الى جانب الحركة السياسية القومية الحقيقية لصياغة عقيدة قومية تضع هذا الشعب التائه على السكة التي تقوده لتحقيق أهدافه التي لطالما سقطت في سبيل تحقيقها قامات عالية وحيوات افنت اعمارها، بتنا اليوم نخجل من تذكرها لقلة حيلتنا وضعف نفوسنا وانكفائنا وتراجعنا وتشظينا وتشتتنا واللهاث خلف خصوصياتنا ورغباتنا الآنية وانكسار ذواتنا أمام ملذات الدنيا وشهواتها، ونسينا كم من دماء سالت وما تزال في سبيل ان يكون لهذه الأمة كيانها وتستعيد ذاتها المسلوبة من قرون وقرون.
اذ كنا فعلاً نعي ما نحن ونتحمل مسؤولية أيماننا القومي وحقيقة أنتمائنا وجب علينا أن نقف ونعيد التفكير بعمق في ما نحن عليه اليوم وكيف لنا أن نكون في الغد وفي المستقبل القادم. إننا على عتبة الزوال القومي اذا لم نراجع انفسنا ونكون نحن في المهجر السند الحقيقي للنضال القومي في الوطن ونكون ذلك المعين الذي لا ينضب ولا يكل ولا يمل. إننا نعيش حياة الرفاهية في مهجرنا الاختياري او الاضطراري، وهذا لا يجب ان ينسنا من نحن ومن اين نحن وما هو واجبنا، إن لم نحترم كل ذلك كيف سيقوم الاخر باحترامنا واحترام وجودنا وحقوقنا وشراكتنا السياسية والقومية.
كيف لنظيرنا ان يحترم وجودنا و نحن لم نتحد لتكون لنا مكانتنا؟
ليكن الجميع على يقين مطلق وثابت، لو انتهى وجودنا القومي في الوطن سننتهي في المهجر، ليس في مقدورنا ان نصمد في المهجر أكثر من عقدين وعلى الاكثر ثلاثة عقود، لذا لو كنا نريد ان نبقى علينا ان نساهم في إبقاء جذرنا القومي حياً في الوطن ولنا أن نلعب الدور الكبير في ابقاء جذوة النضال القومي متقدة تنير الدرب للاجيال القادمة.