ليون برخو
هذه قطعة موسيقية من القرن الرابع الميلادي رافقت نشيدا بهيا لمار ماروثا الميافارقيني. ومار ماروثا من عمالقة الأدب والفنون الخاصة بكنيسة المشرق المجيدة:
https://www.facebook.com/leon.barkho/posts/3641716632599780
عرفتكم به سابقا ضمن كتاباتي في هذا الموقع رغم أنه من الواجب أن يكون غني عن التعريف، لأنه ركن من أركان ثقافتنا ولغتنا وفنونا التي بمجملها تشكل حضارتنا وهويتنا كأمة عريقة وكنيسة مشرقية مجيدة.
ومار ماروثا الميافارقيني من أبرز علماء وأدباء اللغة السريانية، لغتنا وهويتنا حاملة ثقافتا وتكويننا كأمة عريق وكنيسة مجيدة. كان راهبا متقشفا مسكينا، بيد أنه كان شعلة من النار لحماية كنيسته وتراثها ولغتها وفنونها وطقوسها.
أرخ لنا اضطهاد المسيحيين المشارقة في القرنين الرابع والخامس، ويعد من أبرز اللاهوتيين والعلماء الذين أنجبتهم كنيسة المشرق حيث ساهم في إرساء هويتها وتفسيرها وممارستها للرسالة والبشارة التي أوصلتها الى أقاصي الأرض.
لا أظن أن أي مطلع على طقوس وإرث وفنون وآداب واشعار وموسيقى كنيسة المشرق المجيدة لم يتأثر بمار ماروثا ومؤلفاته عن سير الشهداء ومدائح الشهداء التي كانت تتلى وترتل في الكنائس وحتى قبل فترة قصيرة.
مدائح الشهداء التي ترافق طقوس وصلوات الصباح والمساء من أبدع الفنون الكنسية ودشنت جنسا أدبيا في الإمكان أن نطلق عليه أدب الشهداء والذي، حسب علمي، لا تملك مثله أي كنيسة او أمة أخرى.
وهذا ليس بغريب على كنيسة المشرق التي عُرفت ولا يزال – دون كل كنائس الدنيا – بالكنيسة الشهيدة او كنيسة الشهداء.
كم نحن بحاجة اليوم الى الحفاظ على مؤلفات أدباءنا وملافنتنا وشعرائنا وقديسينا من أمثال مار ماروثا.
لو جمعنا ادبنا السرياني وحفظناه من حملات التشويه كالتي يطلق عليها “التأوين” لساهمنا في تعزيز وإعلاء شأن هويتنا ووجودنا وثقافتنا وحضارتنا وكذلك لساهمنا في إغناء وإعلاء شأن الأدب والثقافة والحضارة العالمية.
والقطعة الموسيقية التي أقوم بتأديتها على آلة الكمان واحدة من اثنتا عشرة قصيدة مغناة ألفها ولحنها مار ماروثا لاستذكار شهداء كنيسة المشرق قبل حوالي 1600 سنة.
وللأشقاء من المشارقة من أتباع الكنائس السريانية الغربية ملفان لا يقل شأنا عن مار ماروثا الميافارقيني ويحمل ذات الاسم أيضا، وأمل ان يتسنى لي الوقت لتعريفكم به، لأننا في العمق شعب واحد وكنيسة واحدة رغم تباين التسميات والمذاهب.