1. Home
  2. /
  3. اراء
  4. /
  5. مقالات
  6. /
  7. ما بين عطر امرأة.....

ما بين عطر امرأة.. وعطر القضية

شمائيل دانيال

مقطع من فيلم (عطر امرأة) يلخص مأساتنا والمأزق الذي تمر به الثقافة الآشورية اليوم بعد المهزلة الانتخابية التي حدثت قبل أيام لانتخابات البرلمان العراقي في دورته الجديدة

حينما تتحول رشوة (الأصوات) وقبولها الى مسألة اختلاف في الرأي داخل اوساط المثقفين الآشوريين

في عطر امرأة

الكولونيل الضرير (الذي يمثله آل باتشينو) يحضر الى القاعة التي تعج بالطلبة الذين حضروا جلسات لجنة التحقيق بشأن حادثة حدثت في الجامعة ،وليدافع عن الشاب (تشارلي) الذي يرافقه كمساعد له في رحلته الى نيويورك مقابل مبلغ من المال ليعينه على اكمال دراسته

وبدون ترخيص من أحد

يقف الكولونيل الضرير ويصرخ:

شخص ما هنا في هذا المكان، ولن أقول من هو

عرض على تشارلي الرشوة

ولكن تشارلي رفض

يقاطعه رئيس اللجنة التحقيقية، وهو يدق مطرقته بعنف وعصبية شديدة

سيدي، كفى أنك تخطيت الحدود

فيرد الكولونيل الضرير بعصبية وبصوت اعلى

تخطيت الحدود؟

سأريك تخطي الحدود

انت لا تعرف معنى تعدي الحدود

كنت لاريك ، لكنني عجوز متعب وضرير

لو كنت الرجل الذي كنت عليه قبل خمس سنوات

لاحرقت هذا المكان بأكمله

ثم يكمل:

ذات يوم كنت أرى، ورأيت الكثير

شباب مثل هؤلاء وأصغر من هؤلاء (وهو يشير الى الطلبة الذين تعج بهم القاعة)

أذرعهم مقطوعة وسيقانهم مبتورة ،

ولكن لم يكن هناك شيء يماثل منظر روح مبتورة

لا يوجد علاج لها

ولنا في عطر القضية

والذي يمثله وبجدارة، محمول ذاكرة هذا الشعب وهي تعج بمناظر الفتيات الآشوريات اللواتي فضلن رمي أنفسهن من أعالي الجبال على الوقوع في ايدي آسريهن، والمقاتل الذي يتحصن في موقع متصديا لفوج كامل من العسكر وهم يتقدمون نحوه، مفضلا ان يستشهد مقابل ان يسمح لرفاق دربه ان ينسحبوا من ارض المعركة الى مكان آمن، والروح التي لم يكسرها جبروت جلاد سجون ابي غريب حينما فضل شهداء الحركة اعتلاء منصات الإعدام ….

فهذه الروح لو انكسرت فأقرأ على القضية السلام.

وعطر القضية يفوح من تلك الروح وليس من عدد مقاعد الناخبين التي تأتي بالرشوة.

“١٦ نوفمبر ٢٠٢٥”

 

zowaa.org

menu_en