اديسون هيدو
قراءة جديدة لكتاب ( هوامش على تاريخ العراق السياسي الحديث .. الآثوريون ) لمؤلفه الاستاذ عبد المجيد حسيب القيسي الذي يبحث في تاريخ الاشوريين ومسألتهم القومية في العراق , ومعايشته لأحداث الحرب العالمية الأولى وتداعياتها , وما ألت اليه تلك الاحداث وما أعقبتها من أرهاصات أدت في النهاية ألى ارتكاب جريمة العصر مذبحة سميل عام 1933 , والتي راح ضحيتها اكثر من ثلاثة الاف انسان اشوري بريء , نتيجة السياسة الرعناء للطغمة الحاكمة أنذاك والمتمثلة بثلاثي الموت رشيد عالي الكَيلاني رئيس الوزراء , وحكمت سليمان وزير الداخلية , والسفاح بكر صدقي قائد الجيش , بأشراف وأوامر الملك غازي , التي كانت ترمي الى تصعيد الأحداث وتوصيلها الى حافة الهاوية بهدف ذبح الأشوريين ومحوهم من الوجود , في الوقت الذي كانوا فيه قد خرجوا لتوهم من إحدى أسوأ مراحل تاريخهم , عندما أبيد أكثر من نصفهم خلال المجازر التي اقترفت بحقهم من قبل الدولة العثمانية وبعض العشائر الكردية التي تحالفت معها عام 1915 أبان الحرب العالمية الأولى .
كتاب قيم جدير بالقراءة صدرت الطبعة الأولى منه عام 1996 ، وأعيدت طباعته مرتين في سنوات لاحقة , ساهم بشكل أو بأخر في تفعيل الدراسات والبحوث عن الآشوريين , وأعتبر من الكتب القليلة التي يتطرق فيها المؤلف بكل شجاعة وحيادية , وبانصاف وعدل في بيان إستبدادية السلطة في العراق تجاه الأشوريين أثناء مذبحة سميل , بالرغم من بعض الجوانب السلبية الذي يحتويه والتي تتمثل في إخفاق الكاتب في فهم أصل وتاريخ الآشوريين وقضيتهم القومية ، ووقوعه في مطب الإساءة والتجريح لهم ولتاريخهم ولزعامتهم الدينية والقومية ( لربما بشكل غير مقصود ) , لاعتماده على الكثير من الكتب والمصادر الرسمية والمعادية للآشوريين التي تناولت جميعها تاريخهم وفق ما تمليها عليهم سياسات الاحزاب والحكومات الأستبدادية الحاكمة التي تعاقبت على حكم العراق , منها حكومة البعث الفاشست في حملتها السيئة الصيت ابان سبعينيات القرن الماضي ( حملة اعادة كتابة التأريخ ) التي ساهمت في ترسيخ وتعميم القيم والمفاهيم التي تبنتها تلك الأنظمة في تعاملها مع الآشوريين .
