لطيف نعمان سياوش
نهاية التسعينات تم تكليفي من قبل صديقي الشاعر والمثقف الآشوري الراحل يونان هوزايا (مسؤول أعلام زوعا) يومها أن اقدم عمل مسرحي يجسد نضال زوعا ، لمناسبة يوم الشهيد الكلدو آشوري .
كتبت مسرحية (أورخا دحيروثا) طريق الحريه .. كان موضوعها ينصب حول حياة ونضال واستشهاد كل من الراحل يوبرت ، ويوسب ، ويوخنا .. وكيف تمت عملية محاكمتهم الصوريه وإعدامهم من قبل السلطة الصدامية الغاشمة ..
أجرينا البروفات في مقر الحركة الديمقراطية الاشوريه في دهوك ، وفي قادم الايام أكملنا تدريباتنا في قاعة الجزيري ..
حضر البروفه صديقي المثقف الآشوري نيسان البازي ولفت انتباهي نباهة هذا الرجل ورصده لكل صغيرة وكبيرة ، ثم جاء العرض وكان بين المشاهدين ..
طلبت من صديقي رابي نيسان البازي إبداء رأيه في العمل المسرحي الذي شاهده ..
بعد الثناء والمديح والاعجاب بالنص والاخراج والتمثيل .. عرّج على جانب آخر مهم لم يكن يخطر على بال احد الا العاملين والمتمرسين في مجال المسرح ..
كان الرجل معجبا بطريقة عملي وتعاملي مع الديكور وسينوكرافيا المسرح والاكسسوارات والملابس و..و.. الخ . حيث عقّب قائلا :-
أنا متأكد إن رابي لطيف الذي يحمل حقيبته هذه قد وضع فيها اشياء لا تخطر على بال احد . ولو فتحناها سنجد فيها ابر الخياطه ، وخيوط ، وأسلاك ، ودبابيس وتيب كهرباء ومفل فحص الكهرباء وغيرها .. لأنه يتوقع بأن يحتاجها ويستعين بها في أية لحظة ..
نعم فعلا كانت حقيبتي ممتلئة بهذه الاشياء التي ذكرها ، والتي أدهشني بتشخيصها ..
كم أعجبتني ملاحظة هذا الصديق . فبرغم انه لم يدرس المسرح لكنه كان ذكيا ونبها في ملاحظاته ..
عندما درست المسرح ، كانت مادة الادارة المسرحيه واحدة من اهم أجنداتها هذه الامور .. ومن خلال تجاربي العديده في مجال المسرح مع جيل الرواد والمحترفين والهواة وطلاب المسرح لم أجد من يعتني بهذه الامور برغم اهميتها ، وقد كان استاذي الراحل بهنام شليمون ميخائيل الذي درّسني التمثيل ، والاخراج ، والادارة المسرحيه وتخرج خيرة المسرحيين العراقيين من تحت ابطه كان يؤكد على هذه الامور المهمة في التعامل المسرحي.. كيف لا وهو درس المسرح في امريكا وتخرج في واحدة من ارقى الجامعات المعنية في مجال الفنون المسرحية .. ثم نقل تجريته الى اكاديمية ومعهد الفنون الجميلة في بغداد ..
تحية حب وتقدير والذكر الطيب لأستاذي الراحل بهنام ميخائيل ، وتحية اعجاب لصديقي المثقف نيسان البازي ..
عنكاوا