زوعا اورغ/ سبوتنيك
تلقى المكون المسيحي في العراق خسارة كبيرة في الانتخابات البرلمانية، التي جرت في 12 مايو/ أيار الجاري، وهي أول انتخابات يشهدها العراق بعد القضاء على تنظيم “داعش” الإرهابي.
المرشح عن ائتلاف “الرافدين” الخاص بالمكون المسيحي، مستشار محافظ نينوى لشؤون المسيحيين ومدير زراعة نينوى، دريد زوما حكمت، كشف في حوار مع (سبوتنيك) حجم الخسارة في الانتخابات وتداعيات الأزمة التي يمر بها المكون، اول انتخابات بعد الخلاص من تنظيم داعش الارهابي.
وإلى نص الحوار…
سبوتنيك: حسب تصريحات المرشحين عن المكون المسيحي، فإن مقاعد الكوتا المخصصة للأقليات في البرلمان العراقي تم الاستحواذ عليها، ما هي التفاصيل؟
كما هو معروف، فإن الكوتا للمسيحيين، يجب أن يصوت أبناء المكون عليها، لكن الذي حصل هذا العام أن الأصوات جاءت من غير المسيحيين، يعني لو تلاحظين ذلك في تقسيم المحافظات، وبالتالي قد يكون هناك أجندة معينة للاستحواذ على الكوتا لحساب الكتل الكبيرة.
من حق الكوتا أن تأخذ أصوات من أي ناخب في العراق من الشمال إلى الجنوب، وهذا يختلف عن القوائم الوطنية التي تأخذ من كل محافظة خاصة بها، ولا يمكن أن يصوت لها من غير محافظة، أما الكوتا هي الوحيدة تأخذ من الجميع سواء داخل البلاد أو خارجه، لكن الجداول الصادرة من المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، وما حصل كل مرشح من كل محافظة، فإن معظم الأصوات هي ليست من المكون المسيحي، وكلها من غيرهم، ربما يكون هناك توجيه بأنه يتم الاستحواذ على هذه المقاعد.
سبوتنيك: ما هي خسائركم من الانتخابات البرلمانية لهذا العام؟
إن ائتلاف الرافدين، يأخذ كل 4 سنوات، 3 مقاعد أو مقعدين من مجموعة 5 مقاعد، لكن هذا العام حصلوا على مقعد واحد فقط، وحتى الآن حسب المفوضية، الفائز بهذا المقعد الوحيد، هو المرشح عمانويل خوشابا يوخنا، في دهوك “تابعة لإقليم كردستان”.
لكن ما تزال الأمور غير واضحة المعالم قد يكون هناك خطأ لدى مفوضية الانتخابات، في عملية ترتيب الأصوات من خلال الطعن الذي قدم من قبل ائتلاف الرافدين.
سبوتنيك: هل هناك حلول أو مطالب لإنصاف ممثلي المكون المسيحي في الحكومة والبرلمان وانتخابات المجالس المحلية؟
اعتقد سيكون خلال المرحلة المقبلة، هناك نية تغيير في موضوع الكوتا، بحيث أن يصدر تعديل، وأن يصوت له فقط المكون المعني، هذا المشروع سيتم طرحه لتعديل قانون الكوتا، في البرلمان بدورته الجديدة، واحتمال أن يتم التصويت على التعديل، قبل انتخابات مجالس المحافظات لأنها ستجري يوم 22 ديسمبر/ كانون الأول العام الجاري، وأيضا لدينا فيها مقاعد للكوتا.
وبالتأكيد ستكون لدينا نفس المشكلة، وبالتالي إذا استطعنا خلال المرحلة القادمة أن نحصل على تغيير، وكل ممثل كوتا ترشحه وتنتخبه الشريحة من نفس المكون، وبالتالي يفوز الذي يستحق.
سبوتنيك: بما أنك مرشحا عن محافظة نينوى التي شهدت التهجير القسري الذي نفذه تنظيم “داعش” الإرهابي بحق المكون المسيحي في منتصف عام 2014، حتى الآن كم عدد العائدين إليها من المكون؟
حسب الإحصائيات، فإن عدد العائلات يتراوح بين (160-170)، من المكون المسيحي، عادت إلى الموصل “مركز محافظة نينوى” شمالي بغداد”، ومعظمها في الساحل الأيسر من المدينة، وعدد بسيط من العائلات عادت إلى الساحل الأيمن.
سبوتنيك: وماذا بشأن العائلات التي عادت إلى سهل نينوى؟ علمت بعودة الكثير منها.
في سهل نينوى “شمال غرب الموصل”، عادت أغلب العائلات، مثلا لدينا في قضاء الحمدانية (يقع جنوب شرق مدينة الموصل وتسكنه غالبية سريانية)، عاد إليها نحو 25 ألف نسمة، وكذلك في مناطق “برطلة، وكرمليس، وبعشيقة” شمال البلاد.
ولدينا عدد كبير من العائلات عادت إلى قضاء تلسقف (بلدة عراقية تقع شمال مدينة الموصل بمسافة 30 كيلو متر)، ومازالت لدينا العائلات من ناحية باطنايا، لم تعد بعد كون المنطقة منكوبة بنسبة 99% إثر سيطرة تنظيم “داعش” الإرهابي عليها، في وقت سابق.
لم يعد إلى ناحية باطنايا، أحد، وكذلك إلى مناطق تابعة للحمدانية، بسبب حرق دورهم من قبل تنظيم “داعش” الإرهابي.
سبوتنيك: حتى الآن كم بلغ عدد العائلات التي لم تعد إلى بيوتها في نينوى وسهلها؟
الذين لم يعودوا حتى الآن بسبب دورهم المحترقة، بحدود (2000) عائلة، كما تعرفين أن الدار المحترق لا يرمم بسهولة، أما بقية المنازل المتضررة والمدمرة، تم إعادة ترميمها وبنائها من قبل الكنائس، بمبالغ بسيطة.
ومازال متبقي بحدود (400-500) عائلة مازالت نازحة، تتواجد في مناطق اقليم كردستان، والعاصمة، بغداد، وعدم رجوعها لأسباب خاصة جدا ومنها التي لم تعد بسبب دورها المحترقة.
سبوتنيك: كم عدد أبناء المكون المسيحي الذين غادروا إلى خارج العراق، بعد التهجير القسرية على يد “داعش” من الموصل وسهل نينوى؟
عدد العائلات التي عادت إلى المناطق المحررة من سهل نينوى، والمحافظة، ومركزها الموصل، تناقص بالهجرة، مثلا في قضاء الحمدانية كان لدينا 52 ألف شخص قبل دخول “داعش” منتصف عام 2014، ومن عاد من هذا العدد، بحدود 27 ألف شخص، أما البقية غادروا البلد، عدا الذين كما ذكرت في إقليم كردستان لا يستطيعون العودة بسبب دورهم المحترقة.
أجرت الحوار/ نازك محمد