زوعا اورغ/ دهوك
أقام المركز الثقافي الآشوري مساء الأحد المصادف 25 من شهر آب الجاري حفل تأبيني بمناسبة مرور ستة وثلاثون سنة على عملية الانفال سيئة الصيت، وسط حضور رسمي لممثلي عدد من أحزاب ومؤسسات شعبنا الجماهيرية، إلى جانب مجموعة من أهالي ضحايا عمليات الأنفال، وعدد من الشخصيات والمثقفين والمهتمين من أبناء المنطقة، وذلك على قاعة حمورابي التابعة للمركز.
ابتدأ الحفل بالوقوف دقيقة صمت حداداً على ارواح ضحايا عمليات الأنفال التي تعرض لها ابناء المكونات المختلفة على يد النظام البعثي البائد، أعقبها كلمة رسمية للمركز بهذه المناسبة القاها السيد وليم تيودور ” رئيس المركز الثقافي الآشوري، أكد خلالها على أهمية استذكار أرواح ضحايا هذه المأساة المريرة التي تم خلالها تدمير وتهجير (١٥٠-٢٠٠) قرية من بينها تدمير وتهجير سكان (٤٠) قرية مسيحية قدر ضحاياها من أبناء شعبنا بـ (١٥١) فرداً من رجال الدين ورجال ونساء وأطفال الذين لايزال مصيرهم مجهول حتى اليوم.
ودعى ” تيودور ” في الوقت ذاته كافة مؤسسات شعبنا الى إيلاء إهتمام أكثر بهذه المناسبة، وإحياء ذكراها سنوياً للتأكيد على المضامين الإنسانية والقانونية والقومية .
وعرض خلال الحفل فلم وثائقي حول عمليات الأنفال، كما تضمنت فقراته ايضاً حلقة حوارية ادارها ” لورانس نادر ” عضو الهيئة الادارية للمركز تم خلالها استضافة ثلاث شخصيات من أبناء شعبنا: ” يوخنا شليمون، يوخنا داود، خوشابا ايوب خان ” كنموذج من عائلات شعبنا الذين راحوا العديد من اهلهم ضحايا في هذه العمليات، في الوقت الذي كانوا هم شهود عاصروا هذه المرحلة التي مر بها شعبنا أبان نظام الحكم البائد.
من جانب آخر قدم ” د. سالم جاسم ” مدير مرکز دراسات الإبادة الجماعیة في جامعة دهوك باللغة الكوردية محاضرة قيمة حول “عمليات الأنفال سيئة الصيت” بين خلالها كيف أن هذه العمليات قد تم التخطيط لتنفيذها من قبل مجلس قيادة الثورة منذ عام 1986 لتشمل مختلف قرى ومناطق في السليمانية واربيل ودهوك لتصل أوجها عام 1988 في منطقة بادينان وكانت المرحلة الثامنة والاخيرة، حين أوكل النظام المنحل مهمة قيادة الحملة في حينها إلى ” علي حسن المجيد ” المعروف بـ”علي الكيماوي” الذي كان يشغل منصب أمين سر مكتب الشمال لحزب البعث المنحل وبمثابة الحاكم العسكري للمنطقة آنذاك، فيما كان ” سلطان هاشم ” وزير الدفاع العراقي الأسبق هو القائد العسكري للحملة.
اعقب المحاضرة اسئلة ومداخلات الحضور اكد خلالها ” د. سالم جاسم ” في معرض رده عليها بأن ” عمليات الأنفال استحقت بجدارة أن تصنف دولياً بعمليات إبادة جماعية، غير أنها لم تلقى مثل نظيراتها من حملات إبادة مورست بحق شعوب أخرى في بلدان ثانية من استحقاقات وتعويضات مادية مجزية لأهالي الضحايا ” مبيناً بأن ” أبناء الأقليات الدينية كالمسيحيين والايزيديين الذين كانوا جزء من ضحايا هذه العمليات هم أشد من تم تعذيبه من قبل أجهزة النظام البائد خلال تلك العمليات، وبات مصيرهم مجهول حتى الآن، دون أن يتوصلوا أهاليهم لمعرفة المكان الذي دفنت فيهم رفات ضحاياهم من الإبادة، في الوقت الذي تم العثور على مقابر جماعية للضحايا الكورد من هذه العمليات في عدة مواقع في وسط وجنوب العراق “.
حضر الاحتفال الرفيق يعقوب كوركيس السكرتير العام لحركتنا والرفيق طليا شمعون عضو المكتب السياسي للحركة نائب محافظ دهوك وعدد من اعضاء القيادة وكوادرها كذلك حضرها الخور اسقف ” فيليبوس داود ” كاهن كنيسة مار نرساي، والسيد ميخائيل شمشون ” عضو المحكمة الاتحادية السابق، وممثلي موسساتنا القومية وجمع من ابناء شعبنا والمهتمين.
على صعيد متصل اقيم قداساً الهيا في كنيسة مار نرساي في دهوك لإحياء تذكار أرواح ضحايا الأنفال من أبناء شعبنا الأبرياء للعام الثاني على التوالي.