زوعا اورغ/ متابعات
زيارة بابا الفاتيكان فرنسيس، إلى العراق، وتحديداً إلى مدينة أور الأثرية ذات العمق التاريخي في الناصرية جنوب البلاد؛ حيث أقام فيها أول صلاة إبراهيمية، دفعت الحكومة العراقية إلى تشكيل لجنة عالية المستوى تهدف إلى تأهيل وتطوير مدينة أور الأثرية؛ لأهميتها الأثرية والروحية.
وقرر رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، حينها، استحداث مشروع أطلق عليه مشروع لجنة 38؛ لتأسيس مخططات لمدينة سياحية تكون محاذية لأور؛ لجذب السواح الأجانب والعرب.
وتمثل مدينة أور الأثرية معلماً تاريخياً مهماً على مستوى العراق، وتعد قبلة للسائحين القادمين إليها من الأجانب من الدول كافة؛ لما تشتهر به من مواقع واكتشافات مهمة، مثل القيثارة الذهبية وغيرها، علاوة على زقورة أور؛ وهي أقدم فكرة للبناء المدرج في العالم، حيث بناها الملك أور نمو، 2100 قبل الميلاد، وكانت مسقط رأس النبي إبراهيم، عليه السلام، حسب الكتب الدينية المسيحية. وفي يوليو 2016، تم إدراج مدينة أور الأثرية ومواقع أخرى بمحافظة ذي قار، إلى لائحة التراث العالمي التابع لليونسكو.
وأكد مدير دائرة آثار الناصرية، عامر عبدالرزاق، في حوار أجراه مع “كيوبوست”، أن كل الإجراءات والموافقات لتحديد موقع المدينة الإبراهيمية، والتي ستقع على مساحة أكثر من 600 دونم، بمنطقة تبعد 2 كم عن مدينة أور، وبملغ كلفته 19 ملياراً، أصبحت جاهزة لتشييد مدينة أثرية جديدة، ستسهم في الارتقاء بالواقع الأثري والسياحي بالعراق.
وأضاف: “في المدينة سيتم إنشاء فنادق درجة أولى، وكذلك قرية سومرية وبعض الأسواق التراثية، ومحلات بيع الهدايا التراثية أيضاً، كما أن هناك رجلاً عراقياً من الطائفة المسيحية تبرع بأموال للمشاركة في بناء مدينة مصغرة داخل المدينة الإبراهيمية، وستبنى داخلها كنيسة ومسجد، إضافة إلى مركز لحوار الأديان، وسيرى المشروع النور قريباً جداً”.
وأردف بتعليقه لـ”كيوبوست”، قائلاً: “إن مدينة الناصرية تشهد هذه الأيام توافداً كبيراً للسياح الأجانب ومن جنسيات مختلفة أوروبية وعربية، وتحديداً من دولة الكويت الشقيقة، وهذا ما يفتح الباب واسعاً أمام دخول الأشقاء العرب من الدول الخليجية، ويشجع العراق ثانيةً للاعتماد على السياحة”.
وعلَّق النائب في البرلمان العراقي عن الطائفة المسيحية يونادم كنا، لـ”كيوبوست”، قائلاً: إن المدينة الإبراهيمية لا تخص المسيحيين فقط، وإنما الديانات الثلاث السماوية؛ الإسلام, والمسيحية، واليهودية، مشيراً إلى أنه من المؤسف جداً أن الحكومة العراقية لا تولي اهتماماً كافياً بآثار أجدادنا في بابل وآشور وغيرهما من المدن؛ حيث أراد تنظيم داعش أن يمحي ذاكرة الحضارة العراقية ودمَّر وحطَّم العديد من الآثار، خصوصاً في الموصل؛ لكن المفرح اليوم هو عودة الحركة باتجاه إعادة هذه الذاكرة التاريخية، لحفظ حضارة العراق وصيانة هويته الثقافية.