زوعا اورغ/ اعلام البطريركية
في سابقة عرس كلداني روحي مهيب في نوعه ومكانه، ترأس صاحب الغبطة والنيافة البطريرك مار لويس روفائيل ساكو، عصر يوم “الأحد الجديد” بعد القيامة، أحد مار توما، 28 نيسان 2019، حفل تنصيب المطران رمزي كرمو، رئيسا لأساقفة ديار بكر وعموم تركيا. وشارك البطريركَ والمطرانَ الجديد في القداس، لفيفٌ من الاساقفة الكاثوليك: السفير البابوي في تركيا، ورئيس أساقفة الارمن الكاثوليك والنائب الرسولي في اسطنبول، ورئيس اساقفة اللاتين في ازمير، ونائب اسقفي للاتين لاناضول، ورئيس طائفة السريان الكاثوليك ، وسرب من الكهنة الكلدان والكاثوليك، بضمنهم راعي كنيسة الروح القدس للسالزيان التي أقيم فيها الاحتفال. وحضر المناسبة ممثلون عن أصحاب القداسة والغبطة: البطريرك الأرثوذكسي المسكوني، وبطريرك الأرمن الأرثوذكس، وبطريرك السريان الأرثوذكس، وقسيس عن الكنيسة البروتستانتية، وحاخام عن الجماعة اليهودية ووفد قادم من إيران وآخر من العراق، وعدد من الوجهاء والمسؤولين، واكتظت هذه الكنيسة الكبرى، بحشد كبير من المؤمنين. بعد كلمة الترحيب بالبطريرك والراعي الجديد والحضور، القاها الخوري المونسنيور فرانسوا ياكان مدبر ابرشية تركيا طوال سنوات شغور الكرسي الابرشي، قرأ الأب نويل فرمان سكرتير البطريرك، المرسوم البطريركي عن التنصيب، ثم توجه غبطته مع سعادة السفير البابوي لإجلاس المطران الجديد على كرسيه الأبرشي، ثم نهض ليحيي المؤمنين الذي عبروا عن فرحتهم بعاصفة من التصفيق. وبعد الانجيل، توجه غبطة البطريرك بكلمته الى المؤمنين شاكرًا حضورهم هذه “المناسبة المسكونية الرائعة” كما شكر الحكومة التركية لاستقبالها هذه العدد الكبير من اللاجئين. وبدوره شكر المطران الجديد للابرشية في موعظته الحضور من ممثلي بطاركة واساقفة وكهنة والراهبات ووفود من إيران والعراق وجمهور المؤمنين. وبعد الاحتفال الذي رافقته تراتيل الجوقة واصوات الشمامسة، و الزغاريد والهلاهل، خرج المحتفلون الى باحة الكنيسة، بضيافة الابرشية الكلدانية، لتقديم تهانيهم. ثم توجه المدعوون الى المركز الكلداني، لمأدبة عشاء المحبة. كلمة غبطة البطريرك الكردينال لويس روفائيل ساكو
“سيدنا العزيز رمزي،
فيما تحتفل كنيستنا الكلدانية بالأحد الجديد بعد القيامة، وهو احد مار توما، تحتفل ابرشية تركيا بتنصيبك راعيا جديدا لها، بعد فراغ دام خمسة عشر عاما . أود ان ارفع معك ومع أبناء الأبرشية الشكر للرب، كما يسرني أن أعبّر لسيادتك عن تهانيّ القلبية وتمنياتي بخدمة مليئة بالايمان الفاعل بالمحبة، والأمانة والسخاء خصوصا تجاه المهاجرين. انهم يحتاجون الى اسقف هو راع واب واخ، يستمع اليهم ويصلي معهم ويرفع معنوياتهم في ظروفهم الصعبة.. وقد تم اختيارك لهذه الابرشية لأنك تحمل كل هذه الصفات. وبهذه المناسبة المباركة، أود أن أعبّر أيضا عن مشاعر التقدير لكل من كان لهم الدور في خدمة هذه الأبرشية خصوصا المونسنيور فرانسوا ياكان، الذي بذل جهودا كثيرة لتقوية وجود الكنيسة الكلدانية في هذا البلد العريق وكذلك الأب أداي (رمزي) الذي اهتم كثيرا بالمهاجرين. واشكر العلمانيين الغيورين الذين لم يبخلوا بشيء من أجل كنيستهم. كنيستنا شهيدة على طول تاريخها وكان لنا في تركيا اربع ابرشيات فازيلت واستشهد رعاتها والعديد من الكهنة والمؤمنين الى جانب اخوتهم المسيحيين الاخرين في مذابح سيف، الارمن والاشوريين. هذه هي ويلات الحروب والصراعات وهي ضد إرادة الله. وكنيستنا أيضا شاهدة. وايمانها هو إيمان إبراهيم الواثق والمطيع وإيمان الرسول توما الساجد أمام المسيح القائم من بين الأموات معلنا: ربي والهي.. اننا اليوم نجدد التزامنا بإيمان إبراهيم وتوما وأماناتنا للمسيح والكنيسة. أشكر الحكومة التركية لاستقبالها الإنساني لهذا العدد الكبير من العراقيين المهاجرين، وشكرا لكل الحاضرين هذا الاحتفال المسكوني الرائع لاصحاب القداسة والغبطة والسعادة… كما أشكر الآباء السالزيان لتوفيرهم الكنيسة لإقامة هذا الاحتفال.
كلمة المطران الجديد للأبرشية مار رمزي كرمو
إن قبولي لهذه المهمة هو دعوة من الروح القدس، وهذه الدعوة وصلتني من خلال قرار السينودس الكلداني وعلى رأسه غبطة أبينا البطريرك وموافقة قداسة البابا فرنسيس. فبعد 42 سنة في ايران وقربي من سن الخامسة والسبعين، قبلت هذه المسؤولية، ليس لأني مؤهل لها روحيا وجسديا وثقافيا، بل كعلامة للثقة المطلقة بنعمة الرب، كما ذكر بولس الرسول أمام جسامة رسالته، إذ أتاه الصوت السماوي: نعمتي تكفيك. وعليها اعتمد اساسا، وعلى اخوتي الكهنة الذين سيكونون معاونين لي في هذه الخدمة الاسقفية. لقد أشار غبطة البطريرك الى العدد الكبير من العراقيين اللاجئين، بسبب الظروف الصعبة في البلاد، واقول بهذه المناسبة: سوف ابذل كل الجهود لكي اخفف من هذه المعاناة رغم أن الصعوبات كثيرة. إني أدعوكم إلى التفاؤل والرجاء، فالإحباط أو اليأس لا يحل المشكلة. لنعتمد على نعمته ونسير دوما الى الامام مع بعض. وسوف نحاول مع بعض ان نعطي الشهادة داخل هذا البلد الذي له تاريخ عريق في المسيحية. وأذكر ايضا الكدان الاتراك الذين لا يتجاوز عددهم السبعين او الثمانين عائلة، وهم بقايا كنيستنا كنيسة الشهداء، كما وصفها غبطته، وهي ايضا كنيسة للشهادة ليسوع المسيح. فلنحاول مع بعض بالاتحاد العميق على هذا الشهادة، إذ دائما اقول: ان قوة الكنيسة ليست بعدد أعضائها ولا بأملاكها، بل بعمق إيمانها وشهادة حياتهم اليومية. وبقوة الروح القدس الذي حل علينا يوم عماذنا، نستطيع أن نكون مسيحيين ليس بالاسم فقط بل بالعمل. أرجو صلاتكم “لكيما أعيش هذه المسؤولية بروح التفاني والإخلاص والفرح الإنجيلي”. آمين.