زوعا اورغ/ وكالات
قلعة كركوك كل جزء فيها له حكاية.. فالقلعة التي انتهى بناؤها في العام 858 قبل الميلاد وهدمت في تسعينيات القرن الماضي، تضم مواقع بختاي خاتون و الانبياء وحنين وعزير ودانيال واولو جامع وقيصرية، سكانها يترددون إليها بأستمرار أملاً في إعادة احيائها وإعمارها وهي تجسد صورة لواقع مكوناتها المتأخية عبر التاريخ.
ودعا أمير أحمد حسين في حديث لـ”المدى”،”الحكومة العراقية بإعادة الحياة للقلعة لكي تعود لمقامها الطبيعي كونها موقعاً تاريخياً وتراثياً ودينياً ورمزاً بارزاً لكركوك”.
ويؤكد حسين إن”قلعة كركوك وضعها مؤلم اليوم ونحن نحمل مطالبات بترميمها وتحويلها لمرفق سياحي متكامل”.
ويؤكد المختص بالآثار محمود حسن قلعلي، يجب أن”يراعى في إعادة الاعمار للقلعة رمزيتها وطرازها التاريخي والتراثي فهي موقع يضم آثاراً يهودية وكلدانية وعثمانية وعباسية فهي صورة لتأريخ كركوك القديم الذي يجب إعادة الحياة له لما يمثله من صورة أصيلة لكركوك”.
ويؤكد أيوب ميخائيل وهو أحد الذين ولدوا بالقلعة أو ما يعرف بسكان القلعة من الكلدان، إن”واحدة من أسس وجذور الكلدان في كركوك هي قلعتها والتي تضم الكلدان وما يعرف بسكان القلعة والكنيسة الحمراء وكنيسة الكلدان”.
وتقع القلعة وسط مدينة كركوك وتحيط بها القيصرية ومحال تأريخية وتراثية تمثل قلب المدينة.
ويقول صواش عمر قادر لـ”المدى”، وهو أحد محبي قلعة كركوك”حينما تنظر الى كركوك عليك أن تضع رموزها بالمقدمة لتتعرف على هويتها فهي القلعة والنار الأزلية”، مؤكدا”يجب على الحكومة العراقية أن تعمل على إعادة الحياة لقلعة كركوك وترميمها لما تمثله من معلم سياحي وتأريخي يسهم في توحيد جهود مكونات كركوك وترسيخ تعايشهم الأصيل عبر التأريخ والتي كانت القلعة هي أحد صوره المضيئة”.
وشهدت كركوك مساعي في السنوات الماضية إلى إدراج قلعة كركوك ضمن قائمة التراث الإنساني التي تعدها منظمة الیونسكو التابعة للأمم المتحدة.
وقال عضو مجلس النواب العراقي عن محافظة كركوك حسن توران لـ”المدى”،”نحاول قدر الإمكان إدراج قلعة كركوك ضمن قائمة اليونسكو للمواقع الأثرية العالمیة من أجل الحفاظ على ما تبقى من آثار فیها”.
وأوضح إن”قلعة كركوك تعتبر رمز وحدة أبناء المحافظة وسبق أن تعرضت إلى حملة تدمیر كبیرة قام بها النظام البائد تحت حجة ترمیمها”.
وأشار توران الى أن”مجلس محافظة كركوك كان قد خصص مبلغ أربعة مليارات دينار لإعادة التعاون مع اليونسكو للبدء بترميها إلا أن عدم مصادقة موازنة 2014 حال دون قيام ذلك”.
وأشار إن”الآثار في العراق تعاني من إهمال شديد وسيعرضها للأندثار وهذا ما لايمكن معالجته بالمستقبل وإن الآثار هي ملك للانسانية أجمع”، مؤكداً إن”الارهاب وخاصة داعش دمر ونسف وسرق آثار كركوك وهي تشكل جزءاً من ثروتها وهويتها التاريخية”.
وتقع قلعة كركوك في مركز مدينة كركوك، تقوم مدينة كركوك القديمة (القلعة) فوق مستوطن أثري قديم ورد اسمه في الألواح المستخرجة منه وعددها 51 لوحاً يعود تاريخها إلى منتصف القرن الثاني عشر قبل المیلاد، وقد تم العثور علیها في سفح القلعة صدفة عام 1923.
وطالب مجلس محافظة كركوك، الثلاثاء 19 تشرين الثاني 2013، وزارة السياحة والآثار، ومنظمة اليونسكو، بإدراج (قلعة كركوك) على لائحة التراث العالمي، مبينة أن من الضروري إسهام المجتمع الدولي في إعمار القلعة على غرار ما تم مع نظيرتها في أربيل.
وتقول المصادر أن البابلیین سموها (أرابخا) وسماها الآشوريون المستوطن القريب منها (أرافا) والتي حرفت في التاريخ القريب إلى (عرفة).
وبحسب الويكبیديا فإنه تم إنشاء كركوك من قبل الملك الآشوري أشور ناصربال الثاني (884 ـ 858 ق.م) قبل سبعة وعشرين قرناً، بعد أن تمرد علیه قائد الماذيین اَرياق، واستولى على (كريامي / باجرمي) الواقعة بین الزاب الصغیر وشهرزور، حیث قام بعزله وعین قائدا اسمه (كرمي) بدلاً منه، بعد أن أمره ببناء قلعة حصینة في (كورا باجرمي) في منطقة كركوك الحالیة، حیث جاء بألف من أتباعه وأسكنهم فیها، وبذلك أصبحت القلعة حصناً دفاعیاً أمام هجوم الأعداء.
وتضم القلعة أضرحة ثلاثة أنبياء”دانيال وحُنين وعزيز”و يبلغ ارتفاعها 1٨م ومساحتها 247500 متر مربع.
ويرجح بعض المؤرخين بأن الكوتيين هم الذين أنشأوا القلعة وبالأستناد على رقيمات قديمة يمكن القول بأن هذا المستوطن العالي المسمى الآن بقلعة كركوك كان يشتهر منذ أواسط الألف الثاني قبل الميلاد باسم ديموغرافي شيلواخو (قلعة مدينة بني شيلوا) التي تجسد باسم حاكمها الحوري القديم الملك شيلوا تيشوب.
الملك سلوخ من بعده بنى حائطا دفاعيا قويا حول القلعة وشيد 72 برجاً حول شوارعها الاثنان والثلاثون ومدخليها. قام القائد المغولي تيمورلنك بزيارة القلعة عام 1393 أثناء حملاته العسكرية.
وبنيت قلعة كركوك في الأصل على تل مدور ذي أربع زوايا يرتفع عن السهول المحيطة به ويشرف على وادي نهر صغير ذي مياه قليلة يفيض عادة في الفصول الماطرة ويعرف بنهر الخاصة وعلى ما يظهر فان هذه القلعة كانت مسورة في العصور القديمة وكان لها اربعة أبواب سماها العثمانيون بالباب الرئيسي ذي المدرجات وباب الطوب وباب البنات السبع وباب الحلوجية.
أشهر المجمعات السكنية في قلعة كركوك كانت تقع في قسمه الغربي الذي اشتهر بمحلة حمام حيث شاطر فيها المسلمون اخوانهم المسيحيون لقرون عديدة وكان كل من مركز مطرانية بإجرامي وجامع النبي دانيال يقعان في نفس المحلة.
ومواقع التراث العالمي هي معالم تقوم لجنة التراث العالمي في اليونسكو بترشيحها ليتم إدراجها ضمن برنامج مواقع التراث الدولية التي تديره المنظمة، وهذه المعالم قد تكون طبيعية، كالغابات وسلاسل الجبال، أو من صنع الإنسان، كالبنايات والمدن، وقد تكون مختلطة.
وانطلق هذا البرنامج عن طريق اتفاقية حماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي، الذي تُبني خلال المؤتمر العام لليونسكو، في (الـ16 من تشرين الثاني 1972)، ومنذ توقيعها، تمت مصادقة 189 دولة على هذه الاتفاقية، ويهدف البرنامج إلى تصنيف وتسمية والحفاظ على المواقع ذات الأهمية الخاصة للجنس البشري، سواء كانت ثقافية أم طبيعية، ومن خلال هذه الاتفاقية، تحصل المواقع المدرجة في هذا البرنامج على مساعدات مالية تحت شروط معينة.