زوعا اورغ/ اعلام المديرية
بمناسبة اليوم العالمي للغة الأم الذي يصادف سنوياً في الـ21 من فبراير، إستضافت منظمة خيروتا لحقوق الإنسان وبالتنسيق مع ثانوية شميرام السريانية المختلطة في ديانا، يوم الثلاثاء الموافق 27 فبراير الجاري الدكتور روبين بيت شموئيل، مدير عام الثقافة والفنون السريانية، والأستاذ المحاضر لمادة الشعر في قسم اللغة السريانية بكلية التربية التابعة لجامعة صلاح الدين ـ أربيل.
في البداية وقف الحضور دقيقة صمت حداداً على أرواح شهداء شعبنا الآشوري وشهداء الحرية، بعدها ألقى الإستاذ ايفان جاني رئيس منظمة خيروتا لحقوق الإنسان، كلمة مقتضبة رحب فيها بالحضور الكريم، وبالدكتور روبين بيت شموئيل والسيد ديفيد نظير مدير متحف التراث السرياني في عنكاوا، مستذكراً أهم المحطات العلمية والنتاجات الغزيرة التي رفد بها الدكتور بيت شموئيل مكتبتنا الثقافية وباللغات الآشورية والعربية والإنكليزية.
شاكراً إياه على تلبيته لطلب المنظمة وتكبده عناء السفر لإلقاء محاضرة تحت عنوان ” اللغة الأم …. وطن لمن لاوطن له”، بمناسبة الذكرى السنوية لليوم العالمي للغة الأم.
ثم جاء دور السيد المحاضر الذي تحدث عن مكانة مدينة ديانا في قلوب عائلة بيت شموئيل كونها إحتضنت الفنان الآشوري شليمون بيت شموئيل يوم كان ملاحقاً من قبل عناصر النظام البعثي السابق بسبب صدوح حنجرته بمجموعة من الأغاني القومية التي كانت محرمة يومها، منطلقاً من تلك النقطة نحو فضاء محاضرته وكلامه، بأننا اليوم كشعب نملك فسحة من الحرية ولدينا من المؤسسات والطاقات ما يكفينا لو وجّهت وإستثمرت بالشكل الصحيح لنكتب ونقراً وننشر بلغتنا الأم ونجنبها خطر الإندثار، فحماية هذه اللغة العريقة التي تعد ثاني أقدم لغة ما زالت محكية على المستوى العالمي، واجب إنساني وقومي على عاتق كل واحد منا، وهذه الحماية ليست بالأمر الصعب بل إنه لأمر يسير، فعلى كل فرد منا أن يتحدث بهذه اللغة في بيته مع أولاده وأسرته، فاللغة المحكية لن تموت وهذه اللغة يجب أن لا تموت إلا يوم يموت لساننا. ووقف الدكتور روبين عند مصطلح القرية والتي تعني الأصل والديمومة والتجدد، ووجدها من أمثل الحلول لحماية جذورنا ومن ضمنها لغتنا الأم، مؤكداً أن التشتت الذي يعانيه شعبنا في دول المهجر إنما هو أحد أهم أسباب إندثار لغتنا، فلو أفلح شعبنا في مشروع بناء القرية أو خلقها (مجازيًا) في دول المهجر لنجح في الإبقاء على تلك اللغة حية ومتداولة بين أفراد ذلك المجتمع الصغير، ضارباً مثل نجاح أبناء شعبنا الأشوري في أرمينيا من الحفاظ على لغتهم وإتقانها من قبل معظم الأطفال بالرغم من الظروف القاسية التي عاشتها الكنيسة إبان النظام الشيوعي وقبله أيضًا، والفترة الزمنية الطويلة التي تركوا فيها أولئك المهاجرين وطنهم أورمي في إيران عام 1828م.
وقد شدد الدكتور روبين في سياق حديثه على ضرورة الكتابة بلغة سلسة يسهل على المتلقي فهمها وإدراك معانيها، والإبتعاد قدر المستطاع عن المفردات المعقدة، على أن لاتفقد اللغة رصانتها وتكون مفهومة لدى جمهور القراء بإختلاف جغرافياتهم وإنتماءاتهم الإجتماعية.
وفي نهاية المحاضرة فتح باب الحوار والأسئلة أمام الحاضرين الذين أغنوا المحاضرة بأسئلتهم وبدوره رد الدكتور شموئيل على جميعها.
وكرمت منظمة خيروتا الدكتور شموئيل بدرع إستذكاري تثميناً لجهوده الحثيثة والمتواصلة في حقل الأدب واللغة الآشورية.
هذا وقد شارك في المحاضرة طلاب ثانوية شميرام السريانية المختلطة والهيئة التدريسية للمدرسة وعدد من المشرفين التربويين والمعلمين والمهتمين باللغة الأم.