زوعا اورغ/ وكالات
قال شهود عراقيون، الأحد، إنهم سمعوا دوي ما لا يقل عن خمسة انفجارات تبعها صفير، شرقي العاصمة بغداد، وقال أحدهم إن زوجته وأطفاله لايزالون تحت الصدمة.
وأفاد شهود آخرون سماع صوت إطلاق نيران متتالية ورأوا أعمدة من التوهجات الحمراء أضاءت سماء المنطقة، ما يشير إلى أن نظام الدفاع الصاروخي “سي-رام” الخاص بالسفارة الأميركية تم تفعيله.
والأحد، انفجرت صواريخ أطلقت دفعة واحدة قرب السفارة الأميركية في بغداد، مع تصاعد حدة التوتر قبيل ذكرى مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني في العاصمة العراقية بغارة أميركية.
وحمّل مسؤولون غربيون وعراقيون ميليشيات مسلحة بينها “كتائب حزب الله” الموالية لإيران المسؤولية عن الهجوم.
ورغم من أنها وافقت في أكتوبر على هدنة مفتوحة لكن يبدو أن هجوم الأحد يشكّل ثالث خرق لها.
وأصدرت قوات الأمن العراقية بيانا ذكرت فيه أن الهجوم أحدث أضرارا مادية لكنه لم يسفر عن سقوط ضحايا.
وقال مصدر أمني لوكالة فرانس برس إن ثلاثة صواريخ سقطت قرب مقر البعثة الدبلوماسية الأميركية فيما أصاب صاروخان آخران أحياء سكنية منفصلة.
وقال شاهد عيان يعيش في مجمع سكني محصّن في الطرف الآخر من الشارع حيث مقر السفارة إن مبناه تضرر.
وأفاد طالبا عدم الكشف عن هويته أن “الجميع يبكون ويصرخون. زوجتي فقدت أعصابها من كل تلك الأصوات المروعة”.
وتستهدف السفارة الأميركية وغيرها من المواقع العسكرية والدبلوماسية الأجنبية بعشرات الصواريخ والعبوات الناسفة منذ خريف العام 2019.
ووقع الهجوم الأول في 17 نوفمبر، وشهد سقوط وابل من الصواريخ على السفارة الأميركية وأجزاء مختلفة من العاصمة العراقية، ما أسفر عن مقتل امرأة.
وفي 10 ديسمبر الجاري، تم استهداف قافلتين تنقلان معدات لوجستية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمساعدة القوات العراقية في محاربة الجهاديين بعبوات ناسفة.
وأعلنت جماعات يعتبرها مسؤولون أميركيون وعراقيون واجهة لفصائل مسلحة معروفة متحالفة مع إيران مسؤوليتها عن الهجمات.
ميليشيات إيران “تستنكر التوقيت”
لكن في خطوة غير عادية، دانت عدة فصائل هجوم الأحد.
وقال رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر على تويتر “ليس من حق أحد استعمال السلاح خارج إطار الدولة”.
وحتى كتائب حزب الله، الجماعة التي تم تحميلها مسؤولية هجمات أخرى، أصدرت بيانا على الإنترنت جاء فيه إن “قصف السفارة في هذا التوقيت يعد تصرفا غير منضبط وعلى الجهات المختصة متابعة الفاعلين وإلقاء القبض عليهم (…) ندين الرمي العشوائي للثكنة العسكرية في السفارة لما تسببه من تهديد حقيقي على حياة المدنيين”.
ولعل الهدف من البيان تهدئة التوتر قبيل الذكرى السنوية الأولى لضربة أميركية بطائرة مسيرة في 3 يناير الفائت في بغداد قتلت سليماني والقيادي في الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس.
وقال مسؤولون غربيون وعراقيون لفرانس برس إنهم يعتقدون بأن إيران تسعى للمحافظة على الهدوء قبيل مغادرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب البيت الأبيض الشهر المقبل.
وانتهج ترامب سياسة “الضغط الأقصى” على إيران التي ضغطت أيضًا على حلفائها في العراق المجاور.
وصرح مسؤولان عراقيان كبيران لفرانس برس في وقت سابق من هذا الشهر بأن البعثة الدبلوماسية الأميركية سحبت بالفعل موظفيها جزئيا بسبب المخاوف الأمنية.
ووصفا الخطوة بأنها خفض صغير لأعداد الموظفين بناء على تحفظات أمنية من الجانب الأميركي لا قطيعة في العلاقات الدبلوماسية.