زوعا اورغ/ وكالات
المعركة ضد الفساد في العراق “أخطر من معركة الإرهاب”، على حد تعبير رئيس الوزراء حيدر العبادي الذي يعتبر مواجهة الفساد أولوية لحكومته.
العراق يحتل المرتبة الـ 166 في قائمة من 176 دولة على مؤشر مدركات الفساد لعام 2016 الذي أصدرته منظمة الشفافية الدولية نهاية كانون الثاني/ يناير الماضي.
التقرير نصف السنوي الصادر عن هيئة النزاهة العراقية في آب/أغسطس الماضي كشف استرجاع أكثر من 838 مليار دينار عراقي من أموال البلد المنهوبة أو المهدورة.
“الحرب القادمة”
رئيس الوزراء العراقي أكد مرارا أن الحرب على الفساد ستكون هي الحرب المقبلة في العراق بعد القضاء على تنظيم داعش المتشدد وجاءت تصريحاته الاثنين لتوضح الأسباب.
العبادي قال إن “الفاسدين يتواجدون بيننا ويمتلكون المال والإعلام ويحرفون الحقائق ويحاولون أن يبينوا أن الجميع فاسدون لكي يغطوا على فسادهم”.
وشدد على أن “هناك فسادا غير مباشر يتمثل بتنفيذ مشاريع ليست ذات أهمية للمواطن وليست من أولويات المحافظة، وهذا ما أدى إلى أن يكون التطور في البلد ليس بحجم الإنفاق”.
ولكن خوض معركة ضد الفساد في بلد كالعراق لن تمر من دون عقبات، كما يوضح عضو لجنة النزاهة في البرلمان العراقي عبد الكريم عبطان.
يقول عبطان في حديث لـ “موقع الحرة” إن العبادي “لا يستطيع القضاء على الفساد لوحده. عليه أن يستند على السلطة التشريعية ويعتمد على الخبرات التي تتوفر عليها الشركات المختصة”.
ويضيف أن الحرب على الفساد يجب أن تتخلص من “البيروقراطية الزائدة” التي ميزت المحاولات السابقة للقضاء على “هذه الآفة”، محذرا من أن وجود ” البيروقراطية الزائدة سيجعل علاج الفساد بالعراق بطيئا جدا”.
“صيد الحيتان”
السلطات العراقية اعتقلت في الأشهر الماضية محافظين ومسؤولين حكوميين بتهم متعلقة بالفساد في تحركات وصفتها وسائل إعلام بـ”موسم صيد الحيتان”.
وحسب تقرير سابق لوكالة الصحافة الفرنسية، فإن الأموال المنهوبة في العراق خلال الـ 13 سنة الماضية بلغت 312 مليار دولار.
وتمكنت هيئة النزاهة العراقية سنة 2015 “من استرداد ومنع هدر وإيقاف صرف، وإصدار قرارات بإعادة ما مجموعه ترليون و600 مليار دينار عراقي”، حسب ما أعلنت الهيئة.
وتوعد العبادي من “سرقوا الأموال” قائلا: “سلموا الأموال تسلموا أو ستخسرون الأموال وتقضون بقية حياتكم في السجن”.
ويشير المحلل السياسي العراقي علي الجبوري إلى أن حملة العبادي على الفساد ستلقى قبولا جماهيريا.
ويقول الجبوري لـ “موقع الحرة” إن هذه المعركة “تستهدف الجميع … وإذا سارت في هذا الإطار ستكون مشفوعة بتشجيع جماهيري غير مسبوق”.