1. Home
  2. /
  3. اراء
  4. /
  5. مقالات
  6. /
  7. آشور بيت سركيس: أسطورةٌ...

آشور بيت سركيس: أسطورةٌ حيّةٌ ونبضٌ خالدٌ في قلب الأمة”

صباح توما مركايا

آشور بيت سركيس، اسمٌ ينطق بالعراقة وعمق التاريخ، صدى صوت حضارة لا تموت. هو أكثر من مجرد مطرب، هو روحٌ من الماضي ومشعلٌ للمستقبل، صوتٌ يحيي فينا ذكرى أجدادٍ بنوا أمجادهم على الصبر والقوة، ويرسم لأجيال اليوم والغد طريقًا من الأمل والانتماء. أشور هو الرجل الذي لم يكتفِ بالغناء، بل حمل في صوته رسالة، نبضت بكل ما في قلبه من حب لشعبه ووطنه وتراثه.

في كل نغمة يُغنيها، وكل كلمة ينطقها، يَحيا معنا الماضي، ويرتسم الأمل في عيوننا. حين ينشد للوطن، لا يُحرك الآذان فقط، بل يشعل في أعماقنا عاطفةً لا تهدأ، فيفيض الدم في عروقنا حبًّا لوطنٍ أهدانا العظمة. أشور عاش كملكٍ في كرامته، وجنديًّا في عطائه، وشاعرًا يحمل هموم أمته وينثرها على أسماعنا ليروي عطشنا للأصالة والانتماء.

صوته لا ينقل فقط قصص الحب للوطن، بل يزرع في النفوس قوةً لا تعرف الانهزام. كل أغنية يغنيها هي رسالة تُرسل لنا من الزمن القديم، تُذكرنا بتراثنا، وتحثنا على المضي قُدماً بفخر وإصرار. وفي رحلاته التي يأخذ فيها صوته إلى مختلف أرجاء العالم، يظل وفياً لحضارته وتاريخه، يروي عطش المغتربين إلى أرضهم وذكرياتهم، ويثبت أن الحب للوطن لا يعرف حدوداً.

وإذ أتحدث عنه اليوم، فإنني أكتب بكلماتٍ يملؤها الخوف، خوفٌ من أن يفارقني العمر دون أن أعبر عن حبي وامتناني لهذا الصوت العظيم، لهذا الفنان الذي جعل من حياته مرآة لكرامة شعبه، ومن فنه منارةً نقتدي بها. أشور بيت سركيس هو ليس فقط صوتًا يُطرب الآذان، بل رمزًا للشموخ والعزة، رجلٌ لم يتنازل عن قيمه، ولم يخفض كرامته، عاش ليُكرم تاريخه ويبقيه حيًا فينا.

ختامًا، أهدي هذه الكلمات إلى من ألهمني وأثّر في قلبي وفكري، إلى من لا يمكن أن يمر اسمه دون أن يمتلئ قلبي بالفخر والاعتزاز. إليك يا حبيب القلب وأخي الكبير، يا صوتَ الأمة وروحها الحية، يا من حملت على عاتقك رسالة عظيمة ووهبتَ حياتك لخدمة تراثنا وكرامتنا. أكتب هذا وأنا أرجو لك العمر المديد والصحة والعافية، لأرى صوتك ينير دروبنا ويحيي فينا جذورنا.

أتمنى أن تدرك يومًا مكانتك في قلوبنا، وأن تعلم أنك لست وحدك في هذه الرحلة، فنحن معك، بكل فخر وامتنان، نسير خلف نغمة صوتك ونحمل رسالتك كأمانة في أعماقنا.

 

zowaa.org

menu_en