1. Home
  2. /
  3. السابع من آب.. يوم...
  4. /
  5. Page 312

السابع من آب.. يوم الشهيد الأشوري.. يوم لتحديث الهوية القومية

فواد الكنجي

في يوم الشهيد الأشوري؛ لنا معه وقفة تاريخية تتجدد عبر الزمن؛ نستذكر من ضحوا بأرواحهم الطاهرة من اجل قضايا الأمة عبر حقبة مريرة مرت على الأمة؛ حيث تم استهداف الأشوريين استهدافا مباشرا من قبل أعداء محليين وإقليميين ودوليين، فرغم الماسي التي ذاقتها الأمة الأشورية في العصر الحديث والمعاصر؛ وطيلة عقود من استبداد أنظمة المنطقة وشوفينيتها ودكتاتوريتها وما شاهدتها من صراعات دولية وإقليمية ومحلية وما ترتب على الأمة الأشورية من تردي أوضاعهم؛ حيث الهزائم والانكسارات والهجرة والنزوح و قتل الآلاف والتشرد في المخيمات هنا وهناك والقهر والحرمان والذل والافتقار والانكسار، وفي خضم هذه الظروف المريرة والقاسية تعرضت مسيرة نضال الأشوريين المتسلحين بإيمان وبفكر قومي إلى معانات عبر جميع مراحل التاريخ؛ ومنذ سقوط إمبراطوريتهم في عام 612 قبل الميلاد والى يومنا هذا؛ ورغم كل ذلك لم يحدوا عن النضال والكفاح ولم تكسر إرادتهم رغم كل الضغوطات التي حاول الأعداء –  في هذا المواقع أو ذاك –  كسرها ولكن لم تنكسر؛ وظلت إرادتهم أقوى واصلب من اجل تحقيق أهدافهم، بل تمسكوا بثواب وروح الانتماء القومي معتبرين ذلك رافدا حقيقيا لمسيرة كفاحهم فحملوه كأساس لمشروع النهضة واثبتوا وجودهم عبر جميع المراحل التي مروا بها؛ و بأنهم متواصلون في بناء فكرهم القومي الأصيل والمتجدد والكفاح والنضال من اجل اعتراف الأخر بمطالبهم و بحقوقهم المشروعة في حق تقرير المصير؛ ليعبروا بهذا الإصرار.. وهذا الكفاح.. وهذا النضال عن أصالة هذه الأمة ومجدها وحضارتها الخالدة .
فرغم كل تعقيدات ظروف المنطقة وما تراكمت على امتداد عقود الاستبداد المضادة لتطلعات الأمة الأشورية؛ ظل الكفاح والنضال والاستبسال والشهادة وإصرار الأحرار سبيلا لتجاوز ذلك وكمنفذ لصيرورة روح الانتماء القومي للأمة في تقرير المصير وصياغة طريق مستقبلهم بما يرتقى بمستوى نضالهم وتاريخهم العريق؛ رافضين أي إقصاء أو تهميش أو وصاية أو من أي تدخل لإطراف شوفينية والعمل باسم الأمة؛  وذلك بتعرية كل ما يحيط من التباسات لتشويه وتحويل مسار الكفاح والنضال إلى أيديولوجية مشوهة ومغلقة وبعيدة عن بعدها الإنساني والحضاري .
فدم الشهداء لن يجف –  مهما طال بنا الزمن –  من فوق رايات التي نحملها ونحن ماضون في مسيرتهم بكل معاني التي حملوها ومضوا في طريق النضال والكفاح فسقطوا من اجلها شهداء أبرار، نعم نحن ماضون قدما كخيار قومي غني بعمقه الروحي والحضاري وبدونه يكون إحياء الأمل صعبا في التحرر والحرية والتغيير؛ وهذا هو طريق الذي نتجه نحوه ونوجه أجيالنا لمواجهة التحديات بالتعاضد والوحدة والتكافل وبكل استحقاقاتنا القومية والحضارية .
ولن تتحقق أهدافنا في الحرية وحق تقرير المصير إلا من خلال تمسكنا بثوابت الفكر القومي والتمسك بهويتنا القومية الأشورية باعتبارها القوة الحقيقة لمواجهة كل التحديات التي تواجه الأمة والتي يتطلب منا إن نشد العزم في مسيرة النضال والكفاح كما عزموا شهدائنا عزيمتهم فيها فسقطوا شهداء وهم يرفعون رايات قوميتهم عالية من اجل أن ترفع بقامات أبناء الأمة، فهمم رجال الأمة الإبطال لم ولن يحدوا عن هذا المسير؛ مسير الكفاح والنضال ونشر الوعي القومي بين صفوف الشعب الأشوري ليأخذ حقوقه المسلوبة ومكانته بين الأمم والشعوب المحبة للحرية والسلام .
فالأمة الأشورية منذ سقوط دولتهم في 612 ق.م، تعرضت إلى هجمات بربرية وحشية شرسة؛ عبر الإبادة الجماعية والتهجير ألقسري والنزوح الجماعي، والتاريخ يذكر بان أقسى إبادة تعرضوا عليها كان مابين عام 1841 – 1848 وهي من اخطر مراحل التي عصفت بالأمة الأشورية؛ حيث كانت بداية للمجازر بحقهم وسميت في حينها بالمجازر (الحميدية) نسبة إلى الحاكم العثماني (عبد الحميد الثاني) الذي عرف بكرهه وحقده على الأشوريين المسيحيين بل على المسيحيين بصورة عامة، وقد قام بزرع الفتن وإثارة القبائل الكردية ليهاجموا المسيحيين من الأشوريين والأرمن واليونانيين .
ففي بلاد مابين النهرين سادت آنذاك صراعات من اجل احتلال أراضي الأشوريين ولم يكن لهم سبيلا في تحقيق هذا الهدف إلا من خلال ارتكاب أبشع واعنف مجازر ومذابح ضدهم؛ فقام احد زعماء الأكراد وهو (بدر خان بك) بدعم من الأتراك والذي كان تابعا لدولة العثمانية حيث اقترف أولى المذابح الجماعية في التاريخ الحديث؛ حيث توفرت له فرصة ذهبية إثناء فترة فرض الأتراك لحكمهم المباشر على بلاد مابين النهرين (العراق) لإحداث التغيير الديموغرافي في المنطقة والسيطرة على ما تبقى من المناطق الجبلية لـ(بلاد أشور) التي ظلت مستقلة حتى ذلك الحين، لذلك اعتبرت هذه الفترة فترة عصيبة في تاريخ الأشوريين؛ إذ في هذه الفترة تحديدا تم تغيير الكثير من ديموغرافية مناطقهم في شمال العراق، وقد ولعب بهذا التغيير عدة أطراف مختلفة, كان على رأسها العثمانيون وأعوانهم من القبائل الكردية والمبشرون الأوربيون والأمريكان, الذين كانوا بالأساس مجاميع من الجواسيس لبلدانهم والذين تمظهروا بأنهم أتوا إلى المنطقة لمساعدة الأشوريين والأرمن؛ ولكن غايتهم الحقيقية كانت هي للقضاء على الإمبراطورية العثمانية وتفتيت أوصالها, مقابل وعود كاذبة بحماية المسيحيين في الشرقِ من العثمانيين .
فمنذ سنة 1831 شهدت بلاد مابين النهرين (العراق) حضورا عسكريا وسياسيا (عثمانيا) ومن جهة أخرى حضورا (غربيا) وبأشكال متعددة, لتصبح بلاد مابين النهرين (العراق) ساحةَ لصراعات عثمانية – غربية؛ لعب فيها الجواسيس دور المبشرين بالإضافة لوعودهم الكاذبة بحماية الأشوريين من العثمانيين وبإقامة حكم ذاتي لهم في شمال العراق في مناطق حضارتهم القديمة، ومن خلال تفاقم الصراعات بين هذه الإطراف وقع الأشوريين ضحية هذه المؤامرات لترتكب بحقهم أبشع جرائم الإبادة والمجازر والمذابح التي ارتكبت بحقهم من قبل السلطات العثمانية، وما  مذابح (بدرخان بك) 1841- 1848  في زمن السلطان (عبد الحميد الثاني) والذي لقب بـ(السلطان الدموي) لأنه ارتكب مجازر رهيبة لا تعد ولا تحصى بحق الأشوريين والأرمن واليونان، وأكثر مجاز وحشية هي التي ارتكبها باسم (مجازر ديار بكر) والتي حدثت في ولاية (ديار بكر) ضمن الدولة العثمانية بين عامي 1894- 1896 وهي سلسلة من المجاز ضمن ما تسمى بـ(الحميدية) التي استهدفت الأشوريين والأرمن، وقد اتخذ هذا الجزار منحى معادي للمسيحيين بشكل عام بانتقال المجزرة إلى ولاية (ديار بكر) وريفها ومناطق (طور عابدين) التي شكل الأشوريين أغلب مسيحييها وتم إبانها حرق العديد من قراهم؛ ويقدر عدد القتلى من الأشوريين ما بين سبعين ألف ومائة ألاف أشوري .
وقد عاش الأشوريين (في بلاد مابين النهرين) تحت حكم الإمبراطورية العثمانية وهي فترة كانت من اقسي وأصعب السنوات وما تلتها من بعد ذلك من السنوات الصعبة، فقد عرفوا الأتراك من خلال الشعوب التي تسلطوا عليها بالقسوة وانعدام الرحمة ومعاداتهم للأديان والقوميات الأخرى، وما سياسة التتريك التي مارسوها إلا نموذجا للإعمال العنصرية وإقصاء الآخرين؛ ليستمر هذا المسلسل وهذا المنهج الدموي بحق الأشوريين والآخرين، فما بين عام  1914 و  1918 أبان الحرب الكونية الأولى، عادوا الأتراك العثمانيين مجددا بشن حملة وحشية بحق الأشوريين والأرمن واليونان؛ حيث تم إبادة أكثر من ثمانمائة إلف أشوري في تركيا؛ ونزوح وهجرة إضعاف هذا العدد إلى روسيا وإيران؛ ليعود (الانكليز) يستكملوا جرائمهم ضد النازحين الأشوريين ولكن بشكل أخر؛ حيث تم في موقع يسمى بموقع (صخرة به ستون) في إيران آب عام 1918؛ و(صخرة به ستون) موقع جبلي داخل الأراضي الإيرانية بالقرب من الحدود العراق الشرقية وعلى الطريق بين همدان –  كرمنشاه،  حيث يقدر عدد الأشوريين الذين تم تصفيتهم من قبل الانكليز هناك؛ وهم أساسا كانوا قد هربوا من مذابح في تركيا وتحديدا من منطقة (حكاري) بعد أن رفضوا هؤلاء المقاتلين التطوع في جيش (ليفي) التابع للقوات البريطانية بمنطقة (همدان)، فاخذوا هؤلاء الأشوريين إلى معتقل (به ستون) كأسرى؛ ثم جرى فصلهم وعزلهم عن عوائلهم حيث تركوا في العراء تحت حراسة مشددة ليتم استغلالهم كعمال بالسخرة والقيام بإعمال شاقة مضنية لساعات طويلة تحت لظى الشمس الحارقة في تسوية الأراضي وتمهيد الطرق وكسر وحمل الصخور والأحجار في المناطق الجبلية الوعرة؛ واستخدموا كذلك لنقل قضبان حديدية لسكك القطار بقصد إجهادهم وإنهاكهم وإيقاع أقصى الأذى والضرر بهم للتخلص من اكبر عدد منهم بعد إن رفضوا التطوع في الجيش البريطاني، فلاقى أغلبيتهم وبما تجاوزا عن ( 1500 ) مقاتلا اعزل حتفهم هناك تحت وطأة انتشار الإمراض والأوبئة وسوء التغذية؛ وهناك الكثير من المصادر تذكر بان في كل يوم كان (60) أشوريا يلاقي حتفه؛ وأيضا يذكر بان وقائع كثيرة مؤذية بتاريخ الإنسان الأشوري يصعب حصرها في اسطر قلائل هنا وقعت هناك، إضافة بما تم من كسر وتدمير وتحطيم إرادة الأشوريين بقوة السلاح هناك ومن قتل ألاف الأشوريين في تركيا وإيران؛ وإضافة إلى ذلك تم قتل أيضا إلى جانبهم أكثر من مليوني ونصف مليون ارمني باعتبارهم مسيحيين كسواهم من الأشوريين المسيحيين في تركيا .
ولم ينتهي مسلسل الإبادة بحق الأشوريين؛ إذ تم قتل وإبادة جماعية مجددا وبما يزيد عن خمسمائة إلف أشوري وهذه المرة على يد القوات المسلحة للجيش للمملكة العراقية عام 1933 في موقع مدينة (سميل) شمال العراق؛ وسميت تلك المذبحة بـ( بمذبحة سميل) بكون الجيش الملكي جمع الأشوريين بعد محاصرتهم في موقع هذه المدينة – وفق علم ودراية وخطة ومباركة الجيش البريطاني، وتم تنفيذ حكم الإعدام الجماعي رميا بالرصاص؛ دون تميز بين طفل وامرأة وشيخ ومقاتل وعاجز، لحين صدرت أوامر من ملك العراق آنذاك بوقف المذابح وقتل الأشوريين،  حيث تمخض عن هذه المذبحة الإجرامية إبادة جماعية لآلاف الأشوريين وهم عزل والتي حدثت في (السابع من آب عام  1933)عبر إصدار مرسوم ملكي؛  أمر الجيش والشعب العراقي بسابقة خطيرة ليس لها مثيل في التاريخ المعاصر؛ بقتل جميع أشوري العراق ومصادرة ممتلكاتهم؛ فاتخذوا القوميين الأشوريين من هذا اليوم باعتباره ( يوم الشهيد الأشوري)، ليبقى أبناء الأمة الأشورية يستذكون هذه الجريمة الشنيعة التي اقترفها الجيش والنظام الملكي بحق الشعب الأشوري في العراق لمجرد مطالبتهم بحقوقهم القومية المنصوص في المواثيق الدولية والهيئات الأممية بالحرية وبحق تقرير المصير، لتبقى هذه الذكرى مع مرور الأيام والسنوات رمزا تاريخيا لجميع شهداء الأمة الأشورية على مر العصور .
وعن هذا اليوم الخالد (يوم الشهيد الأشوري) الذي يتم تخليده كل عام؛ يأتي من اجل إثبات الوجود واثبات الهوية القومية للأمة الأشورية؛ ومن اجل إعلاء شانها وحاضرها ومستقبلها وتاريخها، ومن اجل ترسيخ هوية الأمة في ضمير الشعب الأشوري، لتكون طموحاته وقدرته وصموده ارسخ في مواجهة التحديات وسبيلا للوصول إلى أهداف الأمة في حق تقرير المصير والحرية؛ لان الأعداء ما يزالوا يتربصون بمقدرات الأمة ويشنون مؤامرات خبيثة باستهداف أي مشروع لنهضة الأشوريين؛ في وقت الذي تدرك الأمة مخاطر التي تواجهها والإرهاصات التي تمر عليها؛ كونها مشبعة بهواجس مشروعة في كيفية إثبات وجودها وصون هويتها والدفاع بكل الوسائل المتاحة لإحداث تغيير في واقع الأمة؛ من اجل تفجير طاقاتها الوطنية والقومية لتحقيق أهدافها والخلاص من الاستعباد والاستبداد والهجرة والنزوح وعدم الاستقرار؛ بعد أن استوعبت الأمة الأشورية من صفحات الماضية دروسا قاسية ومريرة؛ لتكون نافذة الاختزال كل الإرهاصات من اجل إحداث التغيير النوعي في مسيرة نهضتها؛ لتكون قادرة على تحمل مسؤولياتها الوطنية والقومية؛ وهذا لا يأتي إلا عبر تنسيق الجهد والتعاون والتقارب وفق رؤية ثورية خارج اطر التقليدية والابتعاد عن الأنا النرجسية والمناكفات والسجال الغير المجدي بين أفراد الشعب وإطراف القيادات والساسة، لان طريق النضال والتضحية لا يتم إلا عبر تعبئة أبناء الأمة بمستلزمات الكفاح والنضال والتوافق والانخراط في صفوفها والتحدي؛ وكل وفق ظروفه وإمكانياته وقدراته وموقعه الاجتماعي والعلمي والثقافي؛ ليكون لهم أدوارا بناءة في ربط الفكر بمسألة التحرر والنهضة الوطنية والقومية؛ لكي يتم الحراك الاجتماعي المطلوب على الأرض المواجهة وإيقاف نزيف الأمة، لان مرتكزات المشروع القومي لنهضة الأمة؛ من اللغة والثقافة لا أساس لها – رغم أهميتها – ما لم تقابلها شعور بالانتماء والتضحية والنضال وتسخيرها من اجل تعزيز هذه الروابط في نفوس أبناء الأمة من اجل بث التوعية باتجاه قضياهم المصيرية في حق الوجود وتقرير المصير؛ وهذا لا يتم ما لم يتم تزكية البعد القومي كمحور أساسي لكل ممارسات اليومية؛ سواء على المستوى الفكري والأنشطة الثقافية أو الاجتماعية أو السياسية أو أي نشاط أخر، لان لأي حراك جماهيري مطلوب منه إن يتجه بتوجهات ثورية في إيقاظ الوعي القومي على كل أنشطة الحياة وتعبئة الحراك باتجاه قضياهم المصيرية، فان كانت الفترة ألتي تم تنفيذ اكبر جرائم الإبادة الجماعية بحق الأمة الأشورية وخاصة للفترة ما بين 1848 و1933  بكل إرهاصات المرحلة التي مرت على الأمة الأشورية؛ إلا إن الأفكار القومية لاقت قبولا واسعا لدى أفراد الأمة ليتبنوا مشاريع الثوار والأحرار في الكفاح والنضال من اجل حق تقرير المصير .
راسمين بذلك ملامح نهضتهم في تحريك قضيتهم الأشورية في المحافل الدولية؛ وفي نفس الوقت ليكشفوا كل أوراق وأساليب القمعية التي مارستها الدول الامبريالية والتي حاولوا قهر مقدرات الأمة في النهضة والتحرير من سلطة الأعداء وتحركاتهم القمعية ضد أرادة الشعب الأشوري؛ فنفذ أبشع جرائم الإبادة بحقهم بغية مصادرة إرادتهم وحقوقهم؛ ولأكنهم فشلوا إمام صمود الشعب الأشوري؛ رغم تجاهل الأمم الحرة نداءات الشعب الذي رزخ تحت جرائم الإبادة الجماعية والقتل والذبح والنزوح والتشرد، لذلك اعتمد الشعب على قوته في الصمود والكفاح ومواجهة الأعداء بكل شجاعة وبسالة وضربوا بصمودهم مثالا يحتذى في ظل ظروف دولية وعربية صعبة رغم فداحة الخسائر وعدد الشهداء التي قدمها الشعب الأشوري في تلك السنوات المريرة وراحوا ضحية ضغوط استعمارية وتحالفات دولية أجهضت مطالبهم العادلة وخلقت في داخل الأمة –  بعد أن تهاوت قوتهم عبر أجواء من انقسامات التي أدت إلى زعزعة تماسك الأمة وأمنها في المنطقة نتيجة تدخلات خارجية في شؤونها –  فكانت النتيجة في محصلتها الأخيرة مزيدا من إرهاصات و مزيدا من الإحداث الدموية بما يحسب لها وعليها؛ وكان أخرها ما حدث للأمة الأشورية بعد عام 2003 في العراق و سوريا من أحداث دموية أبشع قسوة من أحداث عام 1848 وأحداث أبان الحرب العالمة الأولى للفترة 1914 و1918  وأحداث عام 1933 ليعاد سيناريو تلك الإحداث بعد مائة عام في العراق وسوريا حيث الاستهداف عن الهوية .
فتم اكبر نزوح جماعي في التاريخ الأشوريين المعاصر؛ بعد أن تكالبت وتكاثفت عمليات القتل والخطف والتهديد وإجبارهم على النزوح والهجرة من قبل الإرهابيين ممن حمل أفكار تكفيرية متطرفة ضد الأشوريين المسيحيين؛ لتخلو اغلب محافظات العراق كانت ذات يوم عامرة بسكانها الأشوريين كما حدثت في بغداد والبصرة وديالى والانبار والعماره وبابل وكركوك وموصل؛ لتتوج جريمة (الإرهابيين) بعد أن اجتاحت دولتهم المسماة بـ(الدولة الإسلامية الداعشية) مدينة موصل وسهل نينوى ليتم ترحيل كل الأشوريين من المدينة وتم مصادرة ممتلكاتهم، ولم يكتفوا بذلك فحسب بل قاموا هؤلاء الإرهابيين بتجريف مقابرهم وكنائسهم ومواقع الآثار لحضارتهم الأشورية ودمروا اغلب تلك المواقع التي وقعت تحت سيطرتهم والتي ترجع إلى ما يزيد عن سبعة ألاف سنة، وهذه الجريمة تركت مضمونا عميقا للاحتقان الجماهير ليس على مستوى أبناء الأمة الأشورية فحسب بل على مستوى دول العالم والشعوب الحرة؛ رافضين الجرائم المتواصلة التي ترتكب ضد الأشوريين – أبناء العراق وسوريا الأصلاء – طوال فترة تزيد عن قرن كامل دون حل .
وهذا الرفض الجماهيري الأشوري وحتى العربي والدولي الشريف؛ وبكل طبقاتهم الاجتماعية والثقافية والسياسية؛ لأساليب القمع والاضطهاد ولاستبداد ومصادرة الحريات والحقوق؛ شكلت نكسة حقيقة في وجود الأمم المتحدة والمنظمات الدولية التي وقفت تتفرج على المشهد الأشوري ومأساتهم دون أن تبادر بفعل شيء لانقاد الشعب الأشوري، بقدر ما قاموا بزيادة معاناتهم معاناة في وقت الذي كان من المفروض الوقوف إلى جانبهم وحمايتهم وتسليحهم من اجل الدفاع عن أنفسهم والمحافظة على ممتلكاتهم والبقاء والصمود في مواقع أراضيهم؛ ولكن جرت الرياح بغير ما تشتهي السفن؛ إذ تخلوا عنهم في ذروة محنتهم؛ وكما فعلوها إثناء الحرب الكونية الأولى وإحداث 1933 حين تخلو عن كل وعود التي وعدو الأشوريين بإقامة حكم ذاتي لهم في شمال العراق اثر دخلوهم كحلفاء مع المعسكر البريطاني والروسي، وتركوهم تحت رحمة رصاص الأعداء والإرهابيين، ليكون خيار الأشوريين في مدينة الموصل وسهل نينوى النزوح والهجرة إلى دول الجوار؛ لتطرح الأمم المتحدة ودول الغربية مبادرة لحملهم إلى توطينهم في دول الشتات بدلا من إقامة منطقة عازلة لهم تمنع أي تعرض لها في قلب مناطق وجودهم في سهل نينوى والمثلث الأشوري .
ولكن لم يفعلوها كما لم يفعلوا بما وعدوا في إعقاب الحرب العالمية الأولى وما بعدها، ما مهدت أرضية خصبة للإرهابيين لتعزيز وجودهم في مناطق الأشوريين التي خلت من سكانها؛ في وقت الذي يطالب الأشوريين تامين مواقع تواجدهم الأصلية للعودة الآمنة إليها؛ ولكن لحد إعداد هذه النص لا يوجد أي مؤشر لعودة الأشوريين إلى مناطقهم وتعويضهم بما تم مصادرته وتدميره وحرقه من قبل الإرهابيين والسكان المحليين، ومع كل هذه المأساة وصفحات النزوح والهجرة وويلات التي ذاقها الأشوريين لم يركنوا إلى اليأس بل واصلوا مسيرة الكفاح والنضال وهم اشد إصرار وتمسكا بحقوقهم المشروعة في حق تقرير المصير ومتابعة نضالهم والعمل من اجل تحقيق حلم العودة والحكم الذاتي .
فاليوم إن يحتفل الأشوريين في كل بقاء المعمورة بـ(يوم الشهيد الأشوري) إنما يأتي من قيم الأصلة ورح الانتماء القومي الذي يعزز في نفوسهم؛ مجددين العهد بمواصلة مسيرتهم؛ مسيرة التي ضحوا بأنفسهم من اجل قضايا الأمة؛ فيواصلون العمل على توحيد و رص الصفوف من اجل النهوض القومي؛ مطالبين الجماهير الأشورية والساسة والمفكرون والمثقفين لم شملهم وإظهار وحدتهم ليكون قادرين لقيادة الأمة نحو تحولات مستقبلية مشرقة ومشرفة بتاريخهم وتاريخ حضارتهم؛ وبكل ما يحمله الحاضر من تحديدات، ليتم رسم ملامح الفترة القادمة لتصحيح مسار الأمة يرفع من شانها وعزتها وبما يمكن الأمة من مواجهة التحديات وبانطلاق إيديولوجي ثوري من اجل مستقبل مشرقا للأمة وحريتها وأمنها وكرامتها رغم ما يواجه واقعها المعاصر من ظروف قاسية وصعبة مع قوى الإرهاب والتكفيريين وأدواتها في المنطقة .
فالحراك الأشوري يجب إن يكون حراكا اجتماعيا وسياسيا وثقافيا وبتنوع إيديولوجي؛ ليكون مثل هكذا تحالف مصدر للقوة وليس مصدر تشرذم وانقسام، ووفق هذا التعدد والتنوع يكون توزيع الأدوار كل وفقد قدراته؛ لان في التحالف والتنوع – حتما – ستكون خلفه رؤى مختلفة فكريا وايدولوجيا لرسم إبعاد النهضة من كل أوجهها وأبعادها بما يوسع البناء الداخلي ويحمل مسؤوليته التاريخية لمواجهة تحديات المرحلة ووقوف في وجه القوى المعادية، ليفهم انتماء الأمة لماضيها وحاضرها وفق هذا السياق لتدعيم الوجود القومي وصيانة هويته الحضارية، وهذه الصيانة لا تتم إلا بالتفاعل والحوار واحترام مواقع ومكانة الآخرين والسعي إلى بناء مرتكزات مشتركة مستمدة من ارض الواقع وتعبر عن هموم وآمال وآلام وطموحات ألأمة، ليتم بهذا المفهوم بلورة مفهوم جديد أكثر حداثة للهوية الأمة الأشورية في هذا العصر .

 

  1. Home
  2. /
  3. الذكرى السابعة على اجتياح...
  4. /
  5. Page 312

الذكرى السابعة على اجتياح تنظيم داعش قرى وبلدات شعبنا في سهل نينوى وتفريغها من سكانها الاصليين

زوعا اورغ/

تمر علينا اليوم السادس من اب الذكرى السابعة على اجتياح عناصر تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) سهل نينوى، ففي يوم 6 اب 2014 دخل تنظيم داعش الارهابي قرى وبلدات شعبنا في سهل نينوى قادما من مدينة الموصل باتجاه مدينة بغديدا مركز قضاء الحمدانية وقضاء تلكيف، وادى هذا التقدم الذي رافقه اطلاق قذائف الهاون، وانسحاب القوات المكلفة بحماية تلك البلدات وابقاء اهاليها محاصرين امام نيران التنظيم المتطرف، مما ادى الى وقوع ضحايا ابرياء  سواء في بلدة بغديدا حينما  واستشهدت شابة مع اثنين من الاطفال  فيما استشهد احد المكلفين بحماية الكنائس في القصف الذي طال بلدة تلكيف، وشهدت البلدات نزوح جماعي  ملتجئة الى عنكاوا وكنائس دهوك وقرى شعبنا في المحافظة، ليعيش سنوات من النزوح القسري بعيدا عن ارضه التاريخية دون ذنب اقترفه، فيما قام التنظيم بتفجير حرق وتحطيم وتجريف كل ماهو متعلق بوجود شعبنا دينيا وقوميا من اثار وكنائس وبيوت، خلال اعوام سيطرة التنظيم على بلدات فقد اسهم بتخريب الحواضر المسيحية من كنائس واديرة في تلك البلدات اضافة لنهب بيوتات المسيحيين واحراقها .

  1. Home
  2. /
  3. إبنة عنكاوا .. الطالبة...
  4. /
  5. Page 312

إبنة عنكاوا .. الطالبة دانيلا رفيق نوري الاولى على كلية الطب في جامعة اربيل

زوعا اورغ/ اتحاد النساء الاشوري

حصلت الطالبة دانيلا رفيق نوري على المرتبة الاولى في كلية الطب ـ جامعة اربيل وبتقدير جيد جدا ..لتنهي رحلتها الدراسية بهذا التميز الذي لم يغب عنها طيلة سنوات دراستها الستة في الكلية، ولم ترض بغير التفوق منذ مرحلة الابتدائية وحتى دخولها الجامعة حيث حصلت على معدل 101 في مرحلة السادس الاعدادي والذي اهلها لدخول كلية الطب .

دانيلا من مواليد 1997 من مدينة عنكاوا والدها الباحث النفسي والمخرج التلفزيوني رفيق نوري حنا .. الى جانب شغفها بالعلم والمعرفة، فهي تمارس عدة هوايات تراها قريبة من روحها واهتماماتها مثل، الرسم والنقر على الخشب، وايضا تحب الكتابة والتمثيل والعمل الاعلامي .

مبارك لدانيلا هذا التميز نتمنى لها التوفيق في كل خطواتها اللاحقة

  1. Home
  2. /
  3. إتحاد النساء الآشوري يشارك...
  4. /
  5. Page 312

إتحاد النساء الآشوري يشارك في دورة تدريبية حول سبل التماسك المجتمعي 

زوعا اورغ/ اعلام الاتحاد

تحت شعار (النساء يتحدثن عن السلام )،اقامت منظمة البرلمان الألماني دورة تدريبية، استغرقت يومان  ١-٢/اب/٢٠٢١وعلى قاعة فندق فان رويال في أربيل ،جاءت بعنوان (سبل التماسك المجتمعي في العراق ؛حوار بين رجال الدين وشيوخ العشائر  والقيادات النسائية).

وتضمن برنامج اليوم الاول ،كلمة الافتتاح كانت للاستاذة ماجدولين هرمينا مسؤولة المشروع والاستاذة كاجو لطيف ممثلة الوكالة الالمانية للتعاون الدولي في العراق وحاضر فيها كل من الاستاذ فادي أبي علام و د . الهام مكي.

وتضمن البرنامج محاور عدة منها خطة العمل الوطنية العراقية -المفاهيم المتعلقة بالسلام وتحويل النزاع ..التفاوض التعاون -التفاوض التنافسي وكسر الصور النمطية في اطار تنفيذ ومتابعة خطة العمل الوطنية العراقية وعناوين اخرى مهمة بهدف مد الجسور والتعاون بين المشاركين والمشاركات ورسم خارطة طريق لتنفيذ ومتابعة خطة العمل.

ومن جانب رجال الدين شارك في الدورة الأب ايشا داود راعي كنيسة مار كوركيس شورش/أربيل

وشاركت في الدورة من جانب إتحاد النساء الآشوري السيدة مارلين يوسف مسؤولة مكتب علاقات الاقليم للاتحاد.

  1. Home
  2. /
  3. الصحة تؤكد استمرار فتح...
  4. /
  5. Page 312

الصحة تؤكد استمرار فتح منافذ التلقيح خلال الجمعة والعطل الرسمية

زوعا اورغ/ وكالات

اصدرت وزارة الصحة، اليوم الجمعة، توضيحا جديدا بشأن فتح منافذ التلقيح خلال الجمعة والعطل الرسمية.

وقال المتحدث باسم الوزارة سيف البدر في تصريح صوتي وزعه على وسائل اعلام ، ان “جميع منافذ التلقيح في بغداد والمحافظات ستكون مفتوحة ومستمرة بحملات التطعيم خلال يوم الجمعة وايام العطل الرسمية”.

وشدد البدر على “ضرورة استمرار وسائل الاعلام والجهات الساندة بنشر رسائل التثقيف والتوعية الصحية بشأن تلقي اللقاحات وفائدتها”.

 

  1. Home
  2. /
  3. وجهة نظر.. (عن أهمية...
  4. /
  5. Page 312

وجهة نظر.. (عن أهمية ومشروعية بعض أساليب واشكال المقاومة السلبية. لأضعاف وتحجيم اقتصاديا وسياسيا وعسكريا قوى الطغيان المحلي الإقليمي والدولي..)

د.  المؤرخ حسن الزيدي

Civil Disobedience- Désobéissance Civile

AL Zaidi Hassan, Historien

اولا- للمقاومة والممانعة والرفض والتمرد والعصيان (السلبي) معاني عديدة ا أكثر تعددا.. فهي تعني أولا رفض وعدم قبول نفسي وفكري لكل أساليب الاستبداد من منطلق.. من يرى او يلاحظ عملا او فعلا منكرا او مشينا فعليه ان يقاومه بيديه أي (استعمال القوة) او بلسانه ب(الكلمة ) او الصمت السلبي والرفض النفسي وهو اقل وابسط درجات الرفض والمقاومة التي يقابلها من يقول ويفعل الحق ويرفض الباطل امام أي مسؤول حتى لو كلفه ذلك السجن او الموت..

ثانيا- لا يزال التاريخ البشري يسجل مئاتا بل الافا من الأمثلة التي مارس خلالها الانسان أساليب الرفض المباشر لظلم او استبداد او طغيان.. فتعرض للسجن او الموت او الهروب أي الهجرة السياسية.

ثالثا- كما ان التاريخ البشري لا يؤشر فقط الحالات الفردية للمقاومة والاستشهاد بل أيضا مقاومة الجماعات السياسية (حزب)او أحزاب او (أقليات عددية قوميا او دينيا) نتيجة تعرضها لهيمنة وطغيان الاكثريات القومية والدينية او السياسية.

رابعا- الطغيان والظلم والدكتاتورية ليس فقط سياسيا بل قد يكون اقتصاديا وهو استغلال الطاقات البشرية (العمل بالمجان او شبه المجان) وقد يكون فكريا أي هيمنة اتجاه ديني او سياسي واحد او غزوا او استعمارا…

خامسا- العبودية واستعباد الانسان للإنسان هي أظلم صور وحالات الظلم..

سادسا- استعمار واستعباد الشعوب القوية تقنيا واقتصاديا للشعوب الفقيرة هو (احدى حالات الظلم الجماعي الوطني)

سابعا- ليس كل الناس لديها المناعة او القدرة او الوعي لكي يميزوا بين الفعل او العمل الظالم او السيئ. وليس كلهم لديهم القدرية والقابلية على تحدي المقاومة. لان وعي الناس يتباين حسب الاعمار والمراحل الزمنية والبيئات والثقافات.. فتتباين أساليب وطرق كل منهم لمقاومة ورفض فعل او قرار سلطوي مستبد.. حيث يظهر من يكون أكثر حماسة وشجاعة واخر اقل وثالثا غير مباليا ولم يجد طبقا لوعيه مبررا للنقد او الانتقاد والمقاومة بل يعتبره تحصيل حاصل وقدر روحاني من منطلق ان لملوك والسلاطين والامراء والخلفاء هم وكلاء السماوات على الارض وهم مقدسون ولا يخطؤون ومقاومتهم غير مشروعة..

ثامنا- من امثلة التاريخ للمقاومة السلبية

1-التمردات التي حصلت في الحقب الفرعونية اثناء بناء الاهرامات. حيث تعرض الافا منهم للموت

-2 الشهيد سقراط الفيلسوف وهو أستاذ قلاطون وارسطو وولد في اثينا عام 470قم كان يدعو ويحث على معرفة الحقيقة والمعرفة وتم سجنه ووفاته منتحرا بالسم عام 399قم لاتهامه بتثبيط عزائم مقاتلي اثينا في مواجهة سكان جيرانهم واخوتهم في اسبارطة حيث كان يدعو للسلم ويدين الحرب العبثية بين الاخوة في الأرض واللغة.

3- تمرد الاسرى في رومة. بين73/71قبل الميلاد بقيادة سبارتاك وهو من مقاطعة تراقيه التي تقع حالي بين بلغارية ورومانية ومولدافيا وشمال مقدونية حيث تم اسره مع زوجته والافا من أبناء قومه. كما تعاضد معه العبدان كليكسوس و(اوناميوس ) من بلاد الغال وكذلك (غاني كوس )من (مقاطعة كلتي الاوربية) وهي حرب العبيد الثالثة او حرب المصارعين وهي اخر ثلاث تمردات وعصيان للأسرى عند الرومان الذين قتلوا المتمردين. علما بانه كان 1من كل 5 اشخاص في رومة من العبيد. أي ان العبيد كانوا في فترة الملكية الرومانية بين 753 وهو تاريخ نشوء رومة حتى عام 509قم   ومن بعهدهم النظام الجمهوري الروماني الذي امتد بين 510/27 قبل الميلاد يشكلون /20 من سكانها وكانوا يشكلون خطرا كما يقول (المؤرخ البريطاني مارك كإرتريات) وكانوا محرومين من كل الحقوق بل كانوا كأنهم بضائعا وسلعا يباعون في أسواق رومة.. لذلك يعتبر البطل الشهيد سبارتاك أحد رموز تحرير العبيد في رومة. لأنه اقنع بعضا من زملائه على العصيان والتمرد على ساداتهم الذين قتلوهم.. لكن (الاباطرة الرومان) حكموا بين 27 قم و476 بعد الميلاد قرروا وضع شروطا مرنة جدا للعبيد والأسرى.

تاسعا- من بين الأمثلة الحديثة على العصيان والمقاومة السلبية..

1-(الفيلسوف الأمريكي هنري ديفد تورو) عاش بين 1818/1862 اول من استعمل أسلوب الرفض او العصيان او التمرد ضد سلطات بلاده حيث ادان الحرب الامريكية ضد المكسيكية ورفض دفع ما سميت في حينه (ضريبة الحرب التوسعية ) التي اعتبرها باطلة.

2- المهاتما غاندي (أبو الهند الحديثة) ولد عام 1869 واغتيل في 1948.1.30 من قبل متطرف سيكي.اتبع غاندي منذ عام 1920سياسة اللاعنف اتي تمثلت بدعوة مواطني بلاده بعدم شراء السلع البريطانية والتهرب من الخدمة من الشرطة والجيش والدوائر والبيوت لأرباك السلطات البريطانية والعمل على تشجيع الأنشطة الفردية الزراعة وورشات الغزل والنسيج المحلية لمواجهة هيمنة السلطات الإنكليزية في شبه القارة الهندية لمدة ثلاثة قرون واجبرها على التفاوض معه منذ عام 1936 وتحقيق استقلال بلاده في عام 1947

3- الملاكم محمد علي.. كان من بين من رفض بين 1954/1972التجنيد في الحرب الأمريكية العدوانية ضد فيتنام.

4- الإضرابات العمالية.. في معظم الدول الاوربية أدت ولا زالت أدوارا هامة في تحجيم جشع الصناعيين واجبارهم على ان يوفروا كثيرا من الحقوق للعمال منها مثلا تقليل ساعات العمل وشروط افضل للعمل و زيادة نسبية للأجور وزيادة أيام الاجازات المدفوعة الاجر والضمان الصحي والتقاعدي. ولا زالت النقابات النشطة مستمرة باستعمال سلاح الإضرابات لتحقيق المزيد من المكاسب المهنية والاجتماعية.

ابرز مثال معاصر هو اضراب عمال موانئ بولونية في عام 1989 بقيادة ( ليخ فاونسا) عضو ومؤسس (نقابة تضامن ) ضد نظام الشيوعي  براسة (فويتشيخ  ياروزيلسكي ) بين 1985/1989 وصار فاونسا  بين 1990/1995 اول رئيس بولوني غير شيوعي منذ عام 1945وساهم  بل وعجل بتحرر الدول الاوربية الشرقية ودول اسية الوسطى من الاتحاد السوفييتي  وتفكك الاتحاد السوفييتي نفسه حيث لم يبق منه غير (روسية ) التي لازالت تهيمن قسرا على جمهورية بيلا روسية البيضاء  والجمهوريات الإسلامية في القوقاز ..

تاسعا- فيما يتعلق بالعراق.. فانه منذ الاحتلال الأمريكي في 2003.4.9 بالتعاون مع مجموعات من العملاء والسراق   باسم المذهب بالنسبة للمسلمين السنة والشيعة على السواء وباسم القومية بالنسبة للكرد.. فحطموا كل شي فيه ..نهبوا ثرواته وخيراته وحولوه لبلد من بلدان العالم الخامس وتسلحوا بأسلحة رجعية ومتخلفة وهي أسلحة المذاهب او القومية العنصرية مع تنظيمات ميليشيات مسلحة مذهبيا وعنصريا فسجنوا اكثر من ربع مواطن وقتلوا نصف مليون وهجروا خمسة ملايين وهمشوا كل صنوف القوات المسلحة وتضاعفت الامية والبطالة وكثرت الجريمة والتفكك الاجتماعي ..ولم يبق في العراق كثيرا من الوطنيين النزيهين. لذلك يصعب تبديل هذا النظام البائس والعميل بالقوة بل يمكن اضعافه وتقليل مخاطره من خلال (المقاومة السلبية أي سياسة اللاعنف) من خلال اتباع بعض الوسائل منها…

-استمرار وتكثيف التظاهرات السلمية وتوسيع نطاقها لتشمل كل لمحافظات العراقية بما فيها محافظتي النجف وكربلاء والانبار وصلاح الدين ونينوى ومحفظات أربيل والسليمانية ودهوك

-على كل وطنية ووطنية نزيه ان يكونوا نماذجا حسنة في النزاهة وفي الإخلاص بالواجبات العامة تجاه المواطنين لإعادة الثقة بالدولة التي يحاول الاخرون تغييبها كليا.

-الاستمرار بتعرية كل ممارسات السلطات الروحية والمدنية والشر طوية والمليشاتيه

-العمل قدر الامكان على مقاطعة السلع الإيرانية والتركية وتفضيل المنتجات المحلية حتى لو كانت اقل جودة وأغلى اسعارا

-تبني شعارات وطنية عامة جامعة وليست ذات طابع ديني او طائفي او عنصري او حزبي. مثل لا لأميركة ولا لإيران ولا لتركية ولا للسعودية.. نعم لسياسة حسن الجوار نريد وطنا. نازل اخذ حقي.  نريد جيشا وطنيا لا مذهبيا ولا عنصريا ولا فئويا.. تحي الاخوة العربية الكردية.  نعم للحقوق الثقافية لكل الأقليات القومية والدينية في العراق.. نريد انتخابات برلمانية نزيهة. نريد محاسبة العملاء والخونة والقتلة والفاسدين.. نريد دولة مدنية علمانية لا دينية. الخ

التأكيد الاخوة العراقية القومية والدينة بين العرب والكرد والتركمان وبين المسلمين والمسيحيين والصابئة واليزيدية وغيرهم.

-العمل قدر الإمكان على مشاركة النساء في كل الأنشطة والفعاليات المدنية

-استثمار الأجهزة الإعلامية من اذاعت ومحطات تلفزيون وصحف ومجلات وانترنيت   في الكتابة ليس فقط بفضح ممارسات وجرائم النظام العراقي بل طرح وتبني بدائل وان العراق لا يزال وسيبقى ولادا للنساء والرجال المخلصين وانه لن يموت

-تشجيع ودعم كل عمل نقابي مهني او حزبي نزيه.

– مقاطعة الانتخابات النيابية لعدم إعطاء شرعية لنظام عميل ورجعي

-لا ينبغي وضع كل رجال الدين ورجال السياسة في العراق في سلة واحدة بل تصنيفهم بين عميل جدا وطائفي جدا وعنصري جدا وسارق كبير ومجرم خطير وبين انتهازي وجبان وبين مخلص صامت..

– لا ينبغي الاعتماد على اية قوة إقليمية او دولية في اجراء تغيير وطني إيجابي في العراق لان لكل منها مصالحها واطماعها بل ينبغي الاعتماد دائما على القدرات الذاتية لكيلا تضيع الجهود الوطنية

عاشرا- فيما يتعلق بشعبنا الكردي في العراق.. على كل وطنية ووطني في العراق ان يقر تلقائيا وعلنا بالحقوق الجغرافية والتاريخية والثقافية لشعبنا في (كوردستان العراق) وفي حق تقرير مصيرهم بحكم ذاتي متكامل في العراق الموحد وفق قواعد وقوانين الحكم الذاتي المعمول بها في عشرات الدول ومنها فرنسة فيما يتعلق بشعوبها في مقاطعات الكورس والباسك والبروتون والريونيون وكواد لوب والمارتينيك وغيرها وفي اسبانية فيما يتعلق بمقاطعتي الباسك وكتالونية وفي الولايات المتحدة فيما يتعلق بجزر هاوي وفي روسية فيما يتعلق بالشعوب القوقازية. كما ينبغي دعم النضالات المشروعة لأخوتنا الاكراد في كل من إيران شرقا وتركية وشمالا لنيل حقوقهم الجغرافية والثقافية في حكم ذاتي حيث لم تعترفا حتى الان بمعظم حقوقهم الجغرافية والتاريخية والثقافية..

كما ان الوطنيين العراقيون والعراقيات من الاكراد عليهم كما كانوا على مدى القرون ان يكونوا عونا وسندا لأخوتهم العرب من المسلمين والمسيحيين واليزيدية وغيرهم من الأديان والقوميات التي تعيش في كوردستان العراق وفي كل ارجاء العراق.

د.  المؤرخ حسن الزيدي

2021.8.4

 

  1. Home
  2. /
  3. قصة الأم كولي… أول...
  4. /
  5. Page 312

قصة الأم كولي… أول امرأة عراقية إيزيدية تقتل أميرا “داعشيا”… صور

زوعا اورغ/ وكالات

وقفت الأم كولي، امرأة عراقية إيزيدية، وسط مدينتها مجددا بعد سبع سنوات على تعرض المكون الإيزيدي للإبادة، لكن هذه المرة وهي نصب شامخ زينته الزهور، تخليدا لبطولتها في تصديها لقياديين من تنظيم “داعش” الإرهابي، أثناء محاولتهم اختطافها مع طفلتها ونساء أخريات جيران لها.

في الثالث من أغسطس/آب الذكرى السنوية السابعة لإبادة المكون الايزيدي على يد تنظيم “داعش” (الإرهابي المحظور في روسيا وعدد كبير من الدول)، في سنجار غربي الموصل مركز نينوى، شمالي العراق، أسدل الستار عن تمثال الأم كولي التي تعتبر أول امرأة عراقية تقتل قياديا بصفة أمير “داعشي”.

وقالت ابنة الأم كولي، الشابة دليمان في حديث خاص لمراسلة “سبوتنيك” في العراق، اليوم، أسدل الستار عن التمثال لأمي التي استشهدت في مثل هذا اليوم 3 أغسطس 2014 بعد أن اشتبكت مع قياديين وعناصر من تنظيم “داعش” وتمكنت من قتل قيادي أمير لأنها رفضت أن يختطفوا أختي.

وروت دليمان “نحن عائلة كبيرة وأمي كان لديها سلاح مسدس أخذته معها عند نزوحنا من مدينتنا “ناحية سنوني التابعة لقضاء سنجار” هربا من الإبادة والاختطاف على يد عناصر “داعش” الإرهابي في الثالث من أغسطس 2014، بذلك اليوم انقسمنا إلى قسمين الأول اتجه إلى إقليم كردستان”.

وأضافت، أنا وأبي وأختاي واثنين من زوجات أخواني توجهنا إلى كردستان، أما أمي وأختي وأخي وعائلة جيراننا اتجهوا إلى صعود جبل سنجار وعلى الطريق تعرض لهم عناصر وقياديين من “داعش”.

وتابعت دليمان، أمي رفضت أن يأخذوا أختي ويختطفوها مع نساء جيراننا وقالت لهم : نحن لدينا شرف وكرامة ولن نسمح لكم باختطافنا.. ليرد عليها عناصر التنظيم الإرهابي : سنأخذ النساء أيضا ً لدينا عمل معهن.

وأكملت، الرفض مجددا ً جاء من أمي التي قالت لهم ما هو العمل؟ أن تغتصبوا النساء والفتيات؟ لن أسمح لكم وأخرجت المسدس وأطلقت النار عليهم وتمكنت من قتل قيادي أمير منهم وأصابت أخر بجروح بليغة مات على إثرها في وقت لاحق حسبما علمنا.

وتابعت دليمان، “لكنهم قتلوا أمي وهي من مواليد 1961 واختطفوا أختي التي كانت تبلغ من العمر تقريبا  14 عاما وتعرضت للاغتصاب 21 مرة على يد عناصر تنظيم “داعش” الإرهابي وأول شخص قام باغتصابها سعودي الجنسية”.

واستطاعت دليمان أن تحرر أختها قبل عامين من الحدود التركية مقابل 130 ورقة أي مقابل 13 ألف دولار أمريكي.

وذكرت أبنة الأم كولي، في ختام حديثها، أن أختها فقدت السمع بأذنيها تماما إثر قصف نفذته إحدى الطائرات الحربية أثناء استهدافها منزلا للـ”دواعش” كانت فيه، وحاليا نحن نتواصل معها عبر الكتابة.

وشارك المئات من أهالي ناحية الشمال سنوني في إسدال الستار عن تمثال الأم كولي باللون النحاسي، وهي تحمل مسدسا في حزام من القماش يلف خصرها، وزين النصب التذكاري بباقات من الزهور والعلم العراقي.

وكشف مسؤول إعلام مكتب إنقاذ المختطفات والمختطفين الإيزيديين في إقليم كردستان، في شهر مايو/ أيار الماضي، في تصريح خاص لمراسلتنا، أن عدد الناجين، والناجيات حتى التاريخ المذكور، قد بلغ 3451 ناجية وناجيا، من قبضة “داعش” (التنظيم الإرهابي المحظور في روسيا وعدد كبير من الدول)، أما الباقين فعددهم 2966 شخصا، منوها إلى أن عدد المختطفين والمختطفات الكلي منذ يوم الإبادة هو 6417 شخصا، أغلبهم من النساء والأطفال.

ولازال الآلاف من الإيزيديين نازحين في مخيمات إقليم كردستان، ومنها مخيم شاريا، منذ عام 2014 وحتى الآن، إثر الإبادة والتهجير التي تعرض لها المكون على يد تنظيم “داعش” الإرهابي في قضاء سنجار غربي الموصل مركز نينوى شمالي العراق.

 

 

 

يذكر أنه في الثالث من أغسطس/ آب 2014، اجتاح تنظيم “داعش” الإرهابي (المحظور في روسيا)، قضاء سنجار، والنواحي والقرى التابعة له، في غربي الموصل، ونفذ إبادة وجرائم شنيعة بحق المكون الإيزيدي، بقتله الآباء والأبناء والنساء، من كبار السن والشبان والأطفال بعمليات إعدام جماعية ما بين الذبح والرمي بالرصاص ودفنهم في مقابر جماعية لا زالت تكتشف حتى الآن، واقتاد النساء والفتيات سبايا وجاريات لعناصره الذين استخدموا شتى أنواع العنف والتعذيب في اغتصابهن دون استثناء حتى للصغيرات بأعمار الثامنة والتاسعة وحتى السابعة والسادسة.

 

  1. Home
  2. /
  3. الدخل القومي.. البنك الدولي...
  4. /
  5. Page 312

الدخل القومي.. البنك الدولي يؤشر انخفاضا كبيرا بنصيب الفرد العراقي

زوعا اورغ/ وكالات

كشف البنك الدولي، الخميس، عن انخفاض كبير بنصيب الفرد العراقي من إجمالي الدخل القومي، مشيرا إلى أنه بلغ 4,660 الاف دولار في العام 2020.

وقال البنك في احصائية رسمية ، إن “نصيب الفرد العراقي من إجمالي الدخل القومي خلال عام 2020 بلغ 4.660 الاف دولار، منخفضا عن سنة 2019 والتي بلغ نصيب الفرد فيها 5.490 الآف دولار”.

وأضاف البنك الدولي، أن “أعلى نصيب للفرد العراقي خلال 40 سنة الماضية كان في عام 1990، حيث بلغ حينذاك 7.070 الآف دولار قبل أن يهبط الى 70 دولار في عام 1991 ليعاود الارتفاع بعد عام 2003”.

وأشار البنك إلى أن “أعلى نصيب للفرد العراقي خلال 20 سنة الماضية كان في عام 2013 عندما بلغ حينذاك 7.050 الاف دولار قبل ان يعاود النزول في عام 2014 والذي بلغ 6.750 الاف دولار”.

 

zowaa.org

menu_en