زوعا اورغ/ متابعات
شهدت قاعة محمد عارف جزيري بنوهدرا، اليوم الخميس 8 كانون الأول 2022، اِنطلاق فعاليات الأسبوع الثقافي السرياني 2022 الذي نطمته المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية بإقليم كوردستان ومديرية الثقافة والفنون السريانية/دهوك. وسط حضور رسمي وديني وجماهيري متميّز، حيث استمر للفترة من 8 لغاية 12 كانون الأول 2022، متنقلا ما بين نوهدرا- ألقوش-تللسقف- زاخو.
اِستهل الحفل فعالياته بلوحة فنية راقصة قدمتها فرقة برمايا السريانية القادمة من بيت زالين/القامشلي بسوريا، تلتها كلمة محافظ دهوك الدكتور علي تتر الذي أشار إلى أن إقامة هذا الأسبوع الثقافي السرياني في دهوك هو خير مثال على التعايش الأخوي الذي تتمتع به جميع المكونات فيها، مشيرًا إلى عمق جذور الثقافة السريانية الممتدة إلى آلاف السنين قبل الميلاد، وكانت مشعة ولها دورها وأثرها في الحضارات الأخرى، حتى أنها فرضت لغتها على حضارات أخرى كتابةً وتحدّثًا، مؤكدًا اهتمام حكومة الإقليم بتوفير السبل المناسبة لخدمة وتطوير هذه اللغة والحفاظ عليها.
أعقبتها كلمة وزارة الثقافة والشباب بحكومة إقليم كوردستان، ألقاها د. سالار عثمان وكيل الوزير، أكد فيها على أهمية التعايش الأخوي في الإقليم وأشار إلى أن الوزارة تولي اهتمامًا كبيرًا بثقافات المكونات، إذ ليس لدينا مكوّن صغير وآخر كبير، فالجميع يحظون بالقدر نفسه من الاحترام والرعاية والاهتمام، مشيدًا، بصفته ممثلًا لوزير الثقافة، بجهود المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية شاكرًا مديرها العام كلدو رمزي أوغنا وكوادرها على جهودهم في تنظيم فعاليات ونشاطات متميزة ومؤكدًا دعم الوزارة للمديرية وفعالياتها النوعية، ولسائر المديريات العامة الأخرى المهتمة بشؤون المكونات، دون أي تدخل في شؤونها.
تلتها كلمة المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية ألقاها مديرها العام السيد كلدو رمزي أوغنا أعلن خلالها انطلاق الأسبوع الثقافي السرياني 2022 ليكون “نقطة انطلاق لتنشيط الحركة الثقافية في نوهدرا وما جاورها من قرى وبلدات ومدن أبناء شعبنا، وهكذا ننتقل من نوهدرا إلى القوش فتللسقف ونختم في زاخوثا. مؤكدين أن رسالتنا هي الانفتاح على بعضنا وعلى الآخر، فالاختلاف والتنوع مصدر غنى وليس سبب خلاف. منطلقين عبر طريق الثقافة للانفتاح على أنفسنا وعلى الثقافات الأخرى”. معربًا عن سعادته بأن”نكون اليوم بينكم، إخوتنا وأحباءنا، هنا في نوهدرا-معلثايا الغالية على قلوبنا، حيث تأسست وازدهرت مدرسة شهيرة تخرّج فيها مار إيث آلاها ومار سهدونا، وغير بعيد عنها، في ألقوش، أسّس مار ميخا النوهدري مدرسته الشهيرة.. لتأكيد الدور التثقيفي والتعليمي البارز لشعبنا على مدى العصور “. ثم قدم أوغنا درع المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية لممثلي الجمعيات المشاركة في الأسبوع الثقافي.
أعقبتها معزوفة موسيقية مع أغنية سريانية قدمتها أوركسترا كنّارة من بغديدا، عاصمة الثقافة السريانية.
عُرِض خلال الحفل فلم قصير بعنوان (نوهدرا)، تناول تاريخ هذه المدينة العريقة وعمق جذورها الموغلة في القِدَم وحاضرها المشرق البهيّ. فيما تناوبت باقة من شعراء وشاعرات شعبنا، ضمت بطرس نباتي، زينة يوسف، مينا أويتر صادق ونمرود قاشا، على إلقاء قصائد منتخبة، تخللتها فقرات موسيقية لأوركسترا كنّارة.
لاحقًا شرعت أعمال الجلسة الحوارية التي تمحورت حول (واقع الغناء السرياني) بمشاركة فنان شعبنا الكبير شليمون بيت شموئيل والشاعر نينب لاماسو والفنان يوسف عزيز، و أدارها (ليث بنيامين). تفاعل معها الحضور لا سيما مع دندنة الأغاني السريانية المصحوبة بالعزف على العود.
وأختتم اليوم الأول فعالياته بافتتاح معرض فني ضمَّ أعمالاً تشكيلية وأخرى من المشغولات اليدوية، فضلاً عن معرض آخر للكتاب يضم إصدارات المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية ضمن سلسلة الثقافة السريانية.
وبقصيدة لسيادة المطران مار بولس ثابت حبيب راعي أبرشية ألقوش الكلدانية، اِستُهلَّت فعاليات اليوم الثاني من الأسبوع الثقافي السرياني 2022، الذي تنظمه المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية بإقليم كوردستان على قاعة منتدى شباب القوش، مساء الجمعة 9 كانون الأول 2022، بحضور جمهور متميز.
وبعد لوحة فنية راقصة لفرقة برمايا القادمة من بيت زالين/ القامشلي بسوريا، وترحيب عريفة الحفل الإعلامية إيفا حبيب بالحضور، ألقى الشاعر لطيف بولا قصيدة شعرية، أعقبها عرض مسرحي بعنوان “المشاغبان”، تأليف وإخراج باسل شامايا، تمثيل: نوئيل توما، إيوان عبدالمسيح، جوهر فريدي، ريتا جميل وكرستيان زاهي.
وتواصلت فعاليات اليوم الثاني بمشاركة شعراء وشاعرات شعبنا: سهام جبوري، هرمز موشي وبروين شمعون، الذين ألقوا قصائد مختارة. تخلّلت ذلك لوحات فنية راقصة لفرقة برمايا. تتلتها محاورة شعرية بعنوان الجد والحفيد قدّمها باسل شامايا والطفل يوسف مسار الصفار.
كما شهد اليوم الثاني عقد جلسة حوارية تمحورت حول التراث الشفاهي لشعبنا في مدنه وقراه ومناطق تواجده المختلفة، شارك فيها كل من (ميخائيل بنيامين، لطيف بولا، بهنام شمني) وأدارها (أمير بولص عكو)، ليختتم اليوم الثاني فعاليات بلوحة فنية أدتها فرقة برمايا السريانية.
كما انطلقت فعاليات من الأسبوع الثقافي السرياني 2022 الذي تنظمه المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية في بلدة القوش مساء السبت 10 كانون الأول 2022، بقص الشريط وافتتاح معرض الأعمال اليدوية والمشغولات التراثية بمشاركة نخبة من أبناء وبنات شعبنا الموهوبين في الصناعات اليدوية والتراثية.
ثم شرعت الفعاليات بكلمة ترحيبية للمدير العام للثقافة والفنون السرياني قال فيها: “من ألقوش، حيث دير ومدرسة مار ميخا النوهدري، من ألقوش، مدينة المفكر الكبير مار توما أودو اللغويّ السرياني الكبير الذي وضع قواميس ومعاجم حفظت لنا لغتنا، من ألقوش حيث دير الربان هرمز وتلاميذه الذين وضعوا آلاف الكتب التي ما زالت حية إلى اليوم، نحن هنا نواصل مسيرة الفن والثقافة والإبداع السرياني، لنواصل مسيرة آبائنا وأجدادنا.. نحن هنا معكم اليوم لنواصل معًا فعاليات الأسبوع الثقافي السرياني الذي تنظمه المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية، لنكون مع يوم تراثي متميز، يستذكر الماضي المجيد ويستشرف المستقبل الواعد. نشكر تفاعلكم وتواصلكم ودعمكم، ونأمل أن تستمر فعالياتنا المشتركة في المستقبل وتتسع وتزدهر”. وأشار إلى أن ألقوش وعنكاوا وباطنايا وتللسقف ونوهدرا وزاخو، كلها أرضنا، وحبها في قلوبنا على حد السواء.
تلتها كلمة راعي أبرشية ألقوش الكلدانية سيادة المطران مار بولس ثابت حبيب قال فيها إننا اليوم في عرس أقامته لنا المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية، وفي كلّ عرس، تتزين العروس، وأرضنا العروس اليوم متزينة بثقافتنا ولغتنا وإيماننا وبكل ما نشاهده اليوم، وكلّه يذكِّرنا ويذكِّر العالم أجمع بأننا أبناء أولئك العظماء الذين بنوا هذه الحضارة وأسسوا هذه الثقافة التي نسعى اليوم من أجل ديمومتها وبقائها رغم التحديات الكثيرة، مشيرًا إلى أهمية أن يتعلّم أولادنا وأجيالنا القادمة، لغتنا السريانية، مؤكدًا أن تحدّث الأطفال باللغة الإنكليزية ليس مدعاة فخر بقدر تكلّمهم بلغة آبائهم وأجدادهم السريانية، وهي لغة ربنا يسوع المسيح.
ثم قدّمت مجموعة من فتيات مدرسة ألقوش الابتدائية للبنات، وهن يرتدين الملابس الفلكلورية التراثية الألقوشية، أنشودة باللغة السريانية، تلتها لوحة متميزة لأطفال التعليم المسيحي بألقوش، أعقبتها لوحة راقصة لفرقة برمايا القادمة من بيت زالين/ القامشلي بسوريا.
كما شهد اليوم الثالث من فعاليات الأسبوع الثقافي السرياني 2022 تقديم عرض للأزياء التراثية الفلكلورية لمختلف قرى وبلدات شعبنا، اِستمتع بعده الحضور بفقرات غنائية لفناني شعبنا (داني أسمرو، مارتن هرمز والمتألق يوسف عزيز)، تخللها تقديم مشهد مسرحي بعنوان “الحماة والكنة”، إخراج رائد ججو، ووصلة من العزف المنفرد على الناي قدمها أسعد أنور، وكان لفرقة برمايا حضور متميز من خلال تقديم لوحات فنية راقصة.
وتميزت فعاليات اليوم التراثي، بتقديم الأكلات الشعبية التراثية وصناعة الخبز بأنواعه وتقديمه ساخنًا للحضور، والكبة الفلكلورية وأكلات شعبية أخرى.
فيما اِحتضنت بلدة تللسقف، مساء الأحد 11 كانون الأول 2022، فعاليات اليوم الرابع من الأسبوع الثقافي السرياني 2022 ، على قاعة مار أفرام التابعة لخورنة تللسقف، بحضور مار بولس ثابت حبيب راعي أبرشية ألقوش الكلدانية وباسم بلّو قائمقام قضاء تلكيف وعدد من الآباء الكهنة والأخوات الراهبات وجمهور من أبناء تللسقف والقرى والبلدات المجاورة.
في مستهل فعاليات اليوم الرابع، قدّم كلدو رمزي أوغنا المدير العام للثقافة والفنون السريانية درعًا تكريميًّا باسم المديرية لخورنة تللسقف، تسلّمه راعي الخورنة الأب فارس ياقو مروكي. ثم شرعت الجلسة الحوارية المتمحورة حول (تاريخنا) تحدَّث فيها أ.د. عامر الجميلي الباحث بمركز دراسات الموصل/ جامعة الموصل، وتناول موضوع جهود الباحثين السريان في تحقيق الأصول السريانية لأسماء الأماكن في العراق. والأستاذ راكان فرج الخياط الباحث بمفتشية آثار وتراث نينوى، تناول موضوع مشروع سنحاريب الإروائي في تللسقف. أدار الجلسة الآثاري برنارد يوسف مدير التراث والمتحف السرياني. تلى ذلك تقديم لوحة فنية راقصة لفرقة برمايا القادمة من بيت زالين/ القامشلي بسوريا.
ثم تناوب الشعراء: (جميل فرنسيس/ تللسقف، برزان عبد الغني/ بغديدا، جبرائيل ماموكا/ كرمليس، غزوان صباح/ بغديدا وأيثم فرنسيس/ تللسقف) على إلقاء قصائدهم، وتخللتها فقرة غنائية مع الفنان داني أسمرو والعازف بشار نادر ولوحات فنية راقصة لفرقة برمايا فضلًا عن لوحة الزواج قديمًا في تللسقف قدمتها فرقة تللسقف للفنون الشعبية.
كما افتتح على هامش فعاليات اليوم الرابع معرض للمشغولات اليدوية والأعمال الفنية لمبدعين ومبدعات من أبناء شعبنا.
جدير بالذكر، أن الأسبوع الثقافي السرياني 2022 يواصل فعالياته للفترة من 8-12 كانون الأول 2022 متنقلًا من نوهدرا – دهوك إلى ألقوش وتللسقف في سهل نينوى، حيث يختتم فعالياته غدًا في زاخو. ويتضمن برنامجه مجموعة متنوعة من الأنشطة الثقافية والمعارض الفنية والجلسات الحوارية بمشاركة نخبة من المبدعين من أبناء شعبنا.
اليوم الاول
اليوم الثاني
اليوم الثالث
اليوم الرابع
