لطيف پولا
هذه المذبحة لم تقل بشاعة ومأساة عن تلك التي ارتكبها برياك المغولي عام 1508 م بحق ابناء شعبنا في الموصل وسهل نينوى عموما وقد سبقتها مذابح تيمورلنك وجاءت بعدها مذابح سيفو 1915 ـ 1916 م وغيرها من المذابح الاخرى .
والمذبحة التي نحن بصددها ارتكبها عصمان بك باشا العمادية عام 1712 م في منطقة بادينان باسرها ,والتي راح ضحيتها عشرات الالف من ابناء شعبنا واستولى على ممتلكاتهم واموالهم وقراهم ومدنهم وبلداتهم في العمادية وسميل وداودية ومنكيش ومعلثا ودهوك واراذن ومنطقة صپنا باسرها , كما ورد في القصيدة . قتل كل من استطاع قتله وسلب ونهب وسبى ,وفر بجلده من استطاع الهرب ,وكان جدنا بطرس من بيت پولا في سميل الوحيد من بين اخوته الذي تمكن من الوصول الى القوش , كذلك بالنسبة للبيوتات الاخرى التي نجى منها واحد او اثنان وسكنوا القوش ليبدأوا الحياة من جديد مثل: بيت اسمرو وبيت حنينا وبيت دگالي وبيت صارو وشهزادا ونداس وبيت رابي يونان وغيرهم, جميعهم تركوا ضحاياهم من قتلى واسرى ومسبيين واملاكهم من قرى ومدن و حقول وبساتين وكروم جاءوا الى القوش ليبدأوا من الصفر وفي ذاكرتهم تلك الفواجع التي لا تنسى وحكايات تتناقلها الاجيال ,كما أرخها الشعراء العظام باللغة السريانية لتبقى وثيقة دامغة مثل هذه القصيدة ادناه ..وقد تشتت الكثيرون ممن تمكن الفرار من تلك المذابح الشنيعة وسكن قسم منهم في القوش والاخرون في مدن وقرى اخرى . وبعد سنين تعرف البعض على ابناء عمومته في قرى ومدن وبلدان عديدة تمكنوا من الاتصال او التواصل او قراءة اسماء القابهم او عشائرهم عبر وسائل الاعلام او عن طريق الزيارات او عن طريق الصدفة .اما مدنهم وبلداتهم وقراهم لم يبق منها الا اسماءها الأزلية …
القصيدة التي تناولت الاحداث والمذابح الدموية في منطقة بهدينان عام 2023 يونانية والتي تصادف 1712 ميلادية ,مكتوبة بخط المطران افرام بدي, كما ذكر اسمه في اعلى الصفحة منقولة من كتاب لم يذكر اسمه ولا اسم الشاعر الذي عاش وكتب القصيدة في بداية القرن الثامن عشر ,ولم يذكر سبب عدم ذكره لاسم الشاعر او اسم الكتاب الذي نقل منه عدد من القصائد منها التي سبق وان نشرتها حول المذابح التي ارتكبها برياك المغولي في الموصل وبلدات وقرى سهل نينوى عموما عام 1508م ,ربما لان القوش وسائر المنطقة كانت تتبع المذهب النسطوري عندما اُرتكبت تلك المجازر بحق ابناء شعبنا ,وكان ذلك سببا لحرق الاف المخطوطات في القوش واماكن اخرى ومحو اسماء كثيرة من الخطاطين والمؤلفين والشعراء ومنهم ذلك الشاعر الالقوشي العظيم الذي سجل مجازر برياك المغولي بقصيدة طويلة وكذلك هذا الشاعر الذي سجل هذه الاحداث بقصيدة رائعة ربما كان شاهدا لتك الاحداث الدموية .وبقيت بعض الكتب مختفية نجت من التلف والحرق منها هذا الكتاب الذي استنسخه المطران افرام بدى ولم يذكر اسم الكتاب الذي استنسخ منه هذه المواد ولا اسم الشعراء ربما كان ممنوعا عليه !.واقولها للتاريخ ثمة اشياء قد حُرفت خوفا او جهلاً .
والقصيدة هذه مكتوبة على تسع صفحات من الوزن السباعي عدد ابياتها ( 155) بيتا .وقد صورتها لتبقى وثيقة دامغة …وكان بودي ان اترجمها الى العربية والى الانكليزية ولكن ضيق الوقت وكثرة انشغالي الدائم منعني من ذلك حبذا لو تمكن احد زملاءنا من القيام بذلك بنشرها كوثيقة تاريخية تضاف الى لغات عالمية سيما وان ابناء شعبنا منتشرون في كل القارات لتضاف الى الوثائق الدموية الاخرى التي تركها لنا شعراءنا الأجلاء لننقلها بدورنا الى الأجيال القادمة .
وهذه هي القصيدة كما صورتها من الكتاب الموسوم ةشْعيًٌةًٌا وجودشٍْا من القوش (تشعياثا وگودشِ من القوش ) تاريخ الاحداث من القوش بخط المطران افرام بدي. استنسخته من النسخة التي كانت بحوزة الشماس المرحوم اندراوس صنا يوم الحمعة 22 / 7 / 2005 . وهذه هي القصيدة ـ التي تتناول مجازر عصمان بك عام 1712 م ولم يذكر المطران افرام بدى مع الاسف اسم الشاعر .