زوعا اورغ/ متابعات
تبقى الارض امرا مهما في حياة الانسان لانها هي من تمنحه الانتماء ليكون مواطنا ذو شخصية في هذا العالم. ان الانتماء من خلال الارض يشكل الهوية وخلال المسيرة التاريخية لابناء ارض ما وانتمائهم الروحي والايماني يعودون ليعطوا هم بدورهم للارض هوية اسمى. ان اباءنا الذين سكنوا هذه الارض هنا في ما بين النهرين انتموا لهذا الواقع الذي اعطاهم خصوصيتهم التي طوروها ليعودوا ويعطوا ارضهم خصوصية اخرى. ان اعتناق المسيحية من قبل ابناء بلاد ما بين النهرين اضاف الى هذه البلاد صفة المسيحية. اننا اليوم كمسيحيين عراقيين لدينا خصوصية نشأت ونضجت بفعل علاقة متبادلة ما بين الارض والحضارة والايمان، قد نستطيع ان نعيش هويتنا كمسيحيين مشرقيين على كل ارض، ولكن مع هذا قد تكون هناك مجازفة كبيرة في حال هجر ارضنا الأم، الخطر يكمن بفقدان عناصر مهم ضمن هذه العلاقة المتبادلة الا وهو الارض، اي الوسط الذي من خلاله يتم التبادل والتنافذ بين مفردات تكوين الهوية الشخصية والجماعية لنا. الفن هو وسيلة مهمة لابراز اهمية الارض، كما هو وسيلة جيدة للعودة الى هذه الارض بصورة معنوية، والتي تكون حافزا للعودة الجسدية والرسوخ في هذه الارض. ان العودة اليوم هي رسالة وضرورة لان ارضنا المسيحية تحتاج الى مسيحيين من خلالهم تدوم صفتها، ومن خلالها هي تستمر اصالة الاباء الاوائل الذين وضعوا اسس هويتنا الحالية. ان قيامة المسيح التي هي دخول انسانية المسيح في المجد الالهي بصورة كاملة، كذلك هي عودته الى ليكون حاضرا لابناء الارض لكي يضعوا بصمة ايمانهم به على ارضهم. ان عملنا الفني الملحق يحاول ان يوضح هذه الوحدة لقضية واحدة تتكامل جغرافيا وايمانيا وحضاريا.